حزب بارزاني يبدأ جولة من المفاوضات لملء وزارات «التغيير»

الأطراف الأخرى المشاركة في حكومة الإقليم لن تنسحب

حزب بارزاني يبدأ جولة من المفاوضات لملء وزارات «التغيير»
TT

حزب بارزاني يبدأ جولة من المفاوضات لملء وزارات «التغيير»

حزب بارزاني يبدأ جولة من المفاوضات لملء وزارات «التغيير»

بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها إقليم كردستان العراق، وقرار الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود بارزاني بإلغاء الاتفاقية مع حركـــــة «التغيير» التي بموجبها تشكلت التشكيلة الثامنة لحكومة الإقليم، يتوقع انطلاق جولة من المباحثات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والأطراف السياسية الأخرى في الإقليم من أجل ملء الوزارات التي كان وزراء «التغيير» يشغلونها قبل عزلهم إثر أعمال الشغب التي شهدها الإقليم، بينما تؤكد الحركة أنها لم تنسحب من الحكومة، وأن الجهود متواصلة من أجل التوصل إلى الحل بين الجانبين.
وقال رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني، الكتلة الأكبر في برلمان الإقليم، أميد خوشناو لـ«الشرق الأوسط»: «لم نبدأ حتى الآن أي جولة من المفاوضات مع الكتل والأطراف السياسية في الإقليم، أما ما تم إقراره من قبل الحزب حتى الآن فهو إلغاء الاتفاقية المبرمة بيننا وبين (التغيير) لتوزيع المناصب المتمثلة برئاسة البرلمان والمناصب الحكومية، لأن الحركة خرقت الاتفاقية بشكل علني، وستبدأ قريبا المحاولات من أجل ملء المناصب التي كان وزراء الحركة يشغلونها داخل الحكومة واختيار رئيس جديد للبرلمان».
وعن تفاصيل المحاولات لملء تلك الحقائب الوزارية، بيّن خوشناو بالقول: «بحسب قانون مجلس الوزراء في الإقليم عند حدوث أي شاغر في حقيبة وزارية يتم ملئها بوزير آخر من نفس التشكيلة الوزارية، لكن المفاوضات مع الأطراف السياسية لم تبدأ، وهل ستستقيل الحكومة الحالية وتشكل حكومة جديدة، أم سيتم ملء هذه الحقائب الوزارية الشاغرة فقط». مشيرا إلى أن الأطراف الأخرى المشاركة في الحكومة، وبالاستناد على تصريحاتها الرسمية، أعلنت عن بقائها في الحكومة وأنها لن تنسحب منه. أما بشأن منصب رئيس البرلمان، قال خوشناو: «ستجري اقتراعات لانتخاب رئاسة البرلمان من جديد. وحاليا لم يبق هناك شخص باسم رئيس البرلمان من حركة التغيير».
وأعلن رئيس حكومة إقليم كردستان في خطاب متلفز الجمعة الماضي، أن «الإقليم، وفي هذه الأوضاع الحساسة، بحاجة إلى حكومة مستقرة وفاعلة من أجل توفير الخدمات وتسيير معاملات المواطنين اليومية. وسنحدد خلال الأسابيع القادمة المرحلة الثانية من الحكومة وأعمالها الرئيسية، ونعمل من أجل إعادة ترتيب الحكومة وتقييمها».
من جانبه، شدد عضو غرفة العلاقات الخارجية في «التغيير» شوان قليساني على أن «باب المفاوضات لم تغلق حتى الآن، ولم تعلن الحركة حتى الآن وبشكل رسمي انسحابها من الحكومة، الأحزاب الثلاثة التي تشاركنا في مشروع تعديل قانون رئاسة الإقليم المتمثلة بالاتحاد الوطني الكردستاني والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية، بدأوا خطواتهم من أجل التقارب بين (التغيير) والديمقراطي الكردستاني والمصالحة بينهما، وتطبيع الأوضاع والعمل معا لإيجاد حل لهذه الأزمة». مشيرا إلى أن الحكومة ستعيد رسم سياسات تصب في صالح تقوية الصف الكردي.
مشددا على أن قرار عزل وزراء «التغيير» في الحكومة جاء للحؤول دون تعميق الأزمة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.