موسم تساقط الجنرالات الإيرانيين في سوريا

وسط دعاية حربية للنظام حول عمليات مشتركة بريفي حلب ودمشق

صور وزعتها «الصليب الأحمر الدولي» عن دخول قافلة مساعدات إنسانية وطبية إلى المناطق المنكوبة قرب مدينة الزبداني التي تبعد 50 كيلومترا شمال العاصمة (أ.ف.ب)
صور وزعتها «الصليب الأحمر الدولي» عن دخول قافلة مساعدات إنسانية وطبية إلى المناطق المنكوبة قرب مدينة الزبداني التي تبعد 50 كيلومترا شمال العاصمة (أ.ف.ب)
TT

موسم تساقط الجنرالات الإيرانيين في سوريا

صور وزعتها «الصليب الأحمر الدولي» عن دخول قافلة مساعدات إنسانية وطبية إلى المناطق المنكوبة قرب مدينة الزبداني التي تبعد 50 كيلومترا شمال العاصمة (أ.ف.ب)
صور وزعتها «الصليب الأحمر الدولي» عن دخول قافلة مساعدات إنسانية وطبية إلى المناطق المنكوبة قرب مدينة الزبداني التي تبعد 50 كيلومترا شمال العاصمة (أ.ف.ب)

يبدو أن موسم تساقط الجنرالات الإيرانيين قد بدأ على ساحة القتال في سوريا، حيث أعلنت وسائل إعلام إيرانية، في نبأ هو الخامس من نوعه خلال أقل من أسبوعين، مقتل القيادي في الحرس الثوري «مسلم خيزاب» في سوريا، أثناء تأديته مهمة وصفتها بـ«الاستشارية»، من دون ذكر تفاصيل أخرى تحدد الموقع الذي قتل فيه. كما أفيد بمقتل قيادي آخر في الحرس الثوري الإيراني، ويدعى نادر حميد، في القنيطرة جنوب سوريا «أثناء تأدية واجبه الجهادي»، بحسب وسائل إعلام إيرانية.
يشار إلى أن وتيرة المعارك تصاعدت في سوريا خلال الأسبوعين الأخيرين مع بدء التدخل العسكري الروسي المباشر والمشاركة في المعارك بسلاح الجو، وبينما تتزايد الدعايات الحربية للنظام السوري حول عمليات عسكرية مشتركة (سوريا - إيرانية - روسية) موسعة بريفي حلب ودمشق، تتوارد أنباء سقوط قيادات إيرانية في أنحاء متفرقة من البلاد ومن دون ذكر تفاصيل إضافية.
وقالت وكالة «مشرق» الإيرانية، إن خيزاب «قتل أثناء تنفيذه مهمة استشارية»، بينما قالت مواقع إيرانية إنه قتل «دفاعًا عن المقدسات الشيعية في سوريا».
ويعتبر خيزاب أحد المستشارين العسكريين التابعين للحرس الثوري الإيراني، وقائد كتيبة «يا زهراء» التابعة لفيلق الإمام الحسين في الحرس الثوري، شمال غربي سوريا، وهو الضابط الإيراني الخامس بدرجة مستشار يقتل في سوريا بين 21 عنصرًا آخرين من الحرس الثوري والميليشيات الأفغانية والباكستانية المقاتلة معه، منذ نحو الأسبوعين. وتساند هذه القوات النظام السوري بشن عمليات برية ضد قوات المعارضة في ريفي اللاذقية وحماة وضواحي حلب، وبغطاء جوي روسي.
وجاء مقتل خيزاب بعد أيام قليلة من مقتل القيادي فرشاد حسوني زاده، في سوريا، القائد السابق لـ«لواء الصابرين»، الذي أعلن عن مقتله يوم الثلاثاء الماضي، وذلك بعد أيام من مقتل العميد حسين همداني، القائد والمستشار في الحرس الثوري الإيراني في ريف حلب، ويعتبر الأعلى رتبة بين قتلى إيران في سوريا، وهو الملقب بـ«منقذ» الأسد، بحسب الوكالات الإيرانية.
وفي سياق متصل، أعلن أمس عن تشييع القيادي في «حزب الله» محمد حسن صفا المعروف بأبو حسين (من بلدة ميفدون الجنوبية) الذي قتل أثناء المعارك في حلب، بعد أقل من خمسة أيام على تعيينه قائدا لـ«حزب الله» في سوريا.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».