روسيا تشن هجوماً جوياً «واسع النطاق» على مناطق أوكرانية

أوكرانيون يتخذون من محطة مترو في كييف ملجأ بعد دويّ صافرات الإنذار بسبب هجوم صاروخي (رويترز)
أوكرانيون يتخذون من محطة مترو في كييف ملجأ بعد دويّ صافرات الإنذار بسبب هجوم صاروخي (رويترز)
TT

روسيا تشن هجوماً جوياً «واسع النطاق» على مناطق أوكرانية

أوكرانيون يتخذون من محطة مترو في كييف ملجأ بعد دويّ صافرات الإنذار بسبب هجوم صاروخي (رويترز)
أوكرانيون يتخذون من محطة مترو في كييف ملجأ بعد دويّ صافرات الإنذار بسبب هجوم صاروخي (رويترز)

قال الجيش الأوكراني إن روسيا شنّت هجوماً صاروخياً واسع النطاق على عدد من المناطق الأوكرانية، في الساعات الأولى من اليوم الاثنين، مضيفاً أن جميع أنحاء البلاد تحت إنذار الضربات الجوية.

وكتبت القوات الجوية الأوكرانية، على تطبيق «تلغرام»: «كييف، احتموا!»، قائلة إن العاصمة مهدَّدة بهجوم من عدة موجات من القصف بصواريخ كروز، وفي بعض المناطق بصواريخ باليستية، وفقاً لوكالة «رويترز».

وعمّت الإنذارات من غارات جوية أنحاء أوكرانيا، اعتباراً من الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي (0400 بتوقيت غرينتش).

وقال‭ ‬سلاح الجو الأوكراني إن القوات الأوكرانية دمرت 18 من أصل 51 صاروخاً من أنواع مختلفة أُطلقت خلال موجة من الضربات الجوية الروسية، اليوم الاثنين.

وأضاف أن روسيا أطلقت 32 صاروخ كروز، خلال الليل، بالإضافة إلى ثماني طائرات مُسيّرة من طراز «شاهد»، وأنه جرى إسقاط جميع المُسيّرات.

وتابع: «تعرضت منشآت للبنية التحتية الحيوية ومنشآت مدنية وعسكرية صناعية، للهجوم».

وقال أولكسندر فيلكول، رئيس بلدية مدينة كريفي ريه بجنوب أوكرانيا، عبر تطبيق «تلغرام»: «العدو يهاجم بشراسة المدن المُسالمة».

وأضاف فيلكول أنه سيجري الكشف عن المعلومات الكاملة حول حجم الأضرار المحتملة بعد انتهاء الهجوم الروسي.

ولم تتضح بعدُ أهداف الهجوم الروسي أو النطاق الكامل للضربات، ولم يصدر تعليق فوري من موسكو.

وقال أناتولي كورتيف، أمين مجلس بلدية مدينة زابوريجيا بجنوب شرقي البلاد، عبر «تلغرام»، إن الهجوم الصاروخي على المدينة أدى إلى وقوع إصابات، لكنه لم يقدّم مزيداً من التفاصيل.

وقال إيهور تيريخوف، رئيس بلدية مدينة خاركيف، على «تلغرام»، إن امرأة واحدة على الأقل أُصيبت في هجوم على ثاني أكبر مدن أوكرانيا. وأضاف أن المنشآت الصناعية تعرضت للقصف، مما أدى إلى نشوب حريق.

وقال الحاكم الإقليمي يوري مالاشكو إن دويّ خمسة انفجارات سُمع في مدينة زابوريجيا، وأُصيب شخصان على الأقل. وأضاف، على «تلغرام»: «ضربت الصواريخ مناطق سكنية».

وقال مسؤولون عسكريون أوكرانيون في كريفي ريه وزابوريجيا وخاركيف ودنيبروبتروفسك وخملنيتسكي، إن مدنهم أيضاً تواجه «هجوماً صاروخياً كبيراً» تشنُّه روسيا.

وتتبادل أوكرانيا وروسيا الهجمات الجوية بالصواريخ الباليستية والطائرات المُسيَّرة بشكل يومي منذ بداية عام 2024. وأمس الأحد قالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت 28 طائرة مُسيَّرة هجومية، و3 صواريخ «كروز»، على أوكرانيا، خلال الليل، مضيفة أن منظومات الدفاع الجوي دمّرت 21 من الطائرات المُسيَّرة.


مقالات ذات صلة

روسيا: وجّهنا ضربات مكثفة للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك

أوروبا رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)

روسيا: وجّهنا ضربات مكثفة للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك

قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها وجّهت ضربات مكثفة لوحدات أوكرانية في منطقة كورسك غرب روسيا، وأفاد الجيش الأوكراني بتصعيد القتال خلال اﻟ24 ساعة الماضية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا دبابة روسية مدمرة في منطقة كورسك (أ.ب)

زيلينسكي: مقتل 15 ألف جندي روسي خلال القتال في كورسك

أكد مسؤول عسكري أوكراني، الاثنين، أن قواته تكبّد قوات موسكو «خسائر» في كورسك بجنوب روسيا، غداة إعلان الأخيرة أن أوكرانيا بدأت هجوماً مضاداً في هذه المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمته أمام السفراء الفرنسيين 6 يناير 2025 بقصر الإليزيه في باريس (رويترز)

ماكرون يدعو أوكرانيا لخوض «محادثات واقعية» لتسوية النزاع مع روسيا

قال الرئيس الفرنسي ماكرون إن على الأوكرانيين «خوض محادثات واقعية حول الأراضي» لأنهم «الوحيدون القادرون على القيام بذلك» بحثاً عن تسوية النزاع مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا جندي روسي خلال تدريبات عسكرية في الخنادق (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

روسيا تعلن السيطرة على «مركز لوجيستي مهم» في شرق أوكرانيا

سيطرت القوات الروسية على مدينة كوراخوف بشرق أوكرانيا، في تقدّم مهم بعد شهور من المكاسب التي جرى تحقيقها بالمنطقة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا صورة تظهر حفرة بمنطقة سكنية ظهرت بعد ضربة صاروخية روسية في تشيرنيهيف الأوكرانية (رويترز)

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي اليوم (السبت)، أنه اعترض 8 صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا في اتجاه أراضيه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

وفاة جان ماري لوبن الشخصية التاريخية لليمين المتطرف الفرنسي

جان ماري لوبن في عام 2022 (أ.ف.ب)
جان ماري لوبن في عام 2022 (أ.ف.ب)
TT

وفاة جان ماري لوبن الشخصية التاريخية لليمين المتطرف الفرنسي

جان ماري لوبن في عام 2022 (أ.ف.ب)
جان ماري لوبن في عام 2022 (أ.ف.ب)

توفي جان ماري لوبن، الشخصية التاريخية لليمين المتطرّف الفرنسي، الذي وصل إلى نهائيات الانتخابات الرئاسية عام 2002، الثلاثاء، عن عمر يناهز 96 عاماً في منطقة باريس، بمستشفى نقل إليه قبل أسابيع.

وقالت عائلته في بيان تلقّته «وكالة الصحافة الفرنسية»: «إنّ جان ماري لوبن توفي ظهر الثلاثاء، محاطاً بأفراد الأسرة».

جان ماري لوبن (رويترز)

وأعلن قصر الإليزيه في بيان أن لوبن كان «شخصية تاريخية لليمين المتطرف» الفرنسي، وأصبح «دوره في الحياة العامة لبلادنا منذ نحو 70 عاماً... جزءاً من التاريخ».

وكانت ابنته مارين لوبن على متن طائرة ظهر الثلاثاء عائدة إلى باريس من أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي، الذي زارته تضامناً بعد مرور الإعصار «تشيدو» المدمر.

وانسحب مؤسس الجبهة الوطنية، التي سُميت فيما بعد التجمع الوطني، تدريجياً من الحياة السياسية، بداية من عام 2011، عندما توّلت ابنته مارين لوبن رئاسة الحزب.

وضعفت حال جان ماري لوبن بعد تعرضه لعدة انتكاسات صحية. وفي يونيو (حزيران) كشف تقرير طبي «تدهوراً كبيراً» في حالته الجسدية والنفسية، صار معه عاجزاً عن «حضور» أو «التحضير لدفاعه» في قضية مساعدي نواب الجبهة الوطنية الأوروبيين، التي جرت في باريس بين سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني).

رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو يفحص علبة حلوى داخل متجر «هايبركاشر» اليهودي في باريس (أ.ف.ب)

ومنتصف نوفمبر أُدخل جان ماري لوبن إلى المستشفى، ثم إلى عيادة متخصصة في غارش غرب باريس، قرب منزله في رواي مالميزون. وأعلنت وفاته بينما كان قسم من الطبقة السياسية الفرنسية حاضراً، الثلاثاء، أمام متجر يهودي في بورت دو فينسين في باريس، بعد 10 سنوات من هجمات يناير (كانون الثاني) 2015.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته خلال إحياء ذكرى مرور 10 سنوات على الهجوم على صحيفة «شارلي إبدو» (أ.ب)

وكان جان ماري لوبن خطيباً مفوَّهاً ومحرضاً مثيراً للجدل في قضايا الهجرة واليهود، والأب الروحي الذي واجه منغصات بسبب المقربين منه، لكنه نجح في إخراج اليمين المتطرف الفرنسي من التهميش.

«الجبهة الجمهورية»

لكنه لم ينجح في تحقيق طموحه بأن يصبح رئيساً، رغم أنه أحدث مفاجأة في 21 أبريل (نيسان) 2002، عندما كان عمره 73 عاماً بتأهله للدورة الثانية من الانتخابات. وكان لهذا الانتصار جانب سلبي؛ فعلى مدار أسبوعين، شارك الملايين في مسيرة ضد العنصرية وتجسيدها السياسي، قبل إعادة انتخاب عدوه اللدود جاك شيراك بسهولة.

لم يُعبر الرجل المتصلب مطلقاً عن أي ندم على زلاته المتكررة، سواء كانت عن قصد أو عن غير قصد، والتي أدين بسببها أمام القضاء؛ بدءاً من عدم اعترافه بجسامة المحرقة اليهودية، وعدم المساواة بين الأعراق؛ مروراً بالتخفيف من شأن الاحتلال الألماني لفرنسا.

وبعد 22 عاماً، ففي حين فاز حزب «التجمع» الوطني في الانتخابات الأوروبية، أعطى قرار حل البرلمان الذي اتخذه الرئيس إيمانويل ماكرون ابنته مارين لوبن إمكانية انضمام اليمين المتطرف إلى السلطة، وهو حلم ظن أنه تحقق أخيراً، لكنّه تحطّم على صخرة «الجبهة الجمهورية».

كان جان ماري لوبن متزوجاً من بيريت لالان، والدة بناته ماري كارولين ويان ومارين، ثم تزوج مجدداً من جاني لوبن. ورأى سيباستيان شينو نائب رئيس الجبهة الوطنية أن «وفاة جان ماري لوبن يعني غياب شخصية وطنية عظيمة، صاحب رؤية وشجاع».

وحيّاه رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا لأنه «خدم فرنسا ودافع عن هويتها وسيادتها» عندما خدم في الجيش الفرنسي في «الهند الصينية» والجزائر، وعبّر «عن صوت الشعب في الجمعية الوطنية والبرلمان الأوروبي».

لكن زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلينشون كتب على منصة «إكس»: «إن احترام كرامة الموتى وحزن أحبائهم لا يحجب الحق في الحكم على أفعالهم. تظل أفعال جان ماري لوبن غير مقبولة. لقد انتهت المعركة ضد ذاك الرجل، لكن المعركة مستمرة ضد الكراهية والعنصرية وكراهية الإسلام ومعاداة السامية التي روَّج لها».

وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو إن جان ماري لوبن، و«بعيداً عن الجدل الذي كان سلاحه المفضل والمواجهات حول الجوهر... عرفنا فيه شخصية المقاتل عندما واجهناه».