إردوغان يطلق الخطوة الأولى لحزبه نحو الانتخابات المحلية

أعلن عن منافس إمام أوغلو في إسطنبول... وأرجأ أنقرة

جانب من المؤتمر الذي عُقد في إسطنبول لإعلان مرشحي حزب العدالة والتنمية الأحد (أ.ف.ب)
جانب من المؤتمر الذي عُقد في إسطنبول لإعلان مرشحي حزب العدالة والتنمية الأحد (أ.ف.ب)
TT

إردوغان يطلق الخطوة الأولى لحزبه نحو الانتخابات المحلية

جانب من المؤتمر الذي عُقد في إسطنبول لإعلان مرشحي حزب العدالة والتنمية الأحد (أ.ف.ب)
جانب من المؤتمر الذي عُقد في إسطنبول لإعلان مرشحي حزب العدالة والتنمية الأحد (أ.ف.ب)

أطلق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الخطوة العملية الأولى لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في معركة الانتخابات المحلية التي ستُجرى في 31 مارس (آذار) المقبل بإعلان أسماء مرشحي الحزب لرئاسة 26 بلدية، من بين 81 بلدية في تركيا.

وحسم إردوغان، خلال مؤتمر عُقد في إسطنبول (الأحد) لإعلان مرشحي الحزب، اسم المرشح لرئاسة بلدية إسطنبول، الذي سيخوض منافسةً شرسةً متوقعةً مع رئيس البلدية الحالي من حزب «الشعب الجمهوري»، أكرم إمام أوغلو، المتقدم في استطلاعات الرأي. وكشف إردوغان أسماء 11 مرشحاً لرئاسة بلديات المدن الكبرى: إسطنبول، وآيدن، وباليكسير، وبورصة، ودنيزلي، وأرضروم، وأسكيشهير، وكوجا إيلي، وموغلا، وأوردو، وسامسون، و15 مرشحاً لرئاسة بلديات أخرى. لكن إردوغان لم يعلن خلال المؤتمر اسم المرشح لرئاسة بلدية العاصمة أنقرة، الذي ينتظر أن يخوض أيضاً معركة صعبة للغاية مع رئيس البلدية الحالي من حزب «الشعب الجمهوري»، منصور ياواش.

إردوغان مخاطبا مؤتمر حزبه في اسطنبول الأحد (أ.ف.ب)

وأعلن إردوغان ترشيح وزير البيئة والتطوير العمراني السابق، النائب الحالي عن الحزب بالبرلمان مراد كوروم، رئيساً لبلدية إسطنبول عن «تحالف الشعب»، الذي يضم حزبي «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية».

وتولى كوروم، المولود عام 1976 في أنقرة، والذي تخرج عام 1999 في قسم هندسة الإنشاءات بكلية الهندسة والعمارة بجامعة سلجوق في كونيا (وسط)، حقيبة البيئة والتطوير العمراني في الفترة بين 2018 و2023، حيث لم يشمله تشكيل الحكومة الجديدة بعد انتخابات مايو (أيار) الماضي.

خريطة التحالفات

وكان الرئيس رجب طيب إردوغان، أعلن مرات عدة عقب فوزه بانتخابات الرئاسة في مايو، أن هدفه الأول في المرحلة المقبلة هو استعادة إسطنبول وأنقرة وغيرهما من البلديات الكبرى «من يد مَن لا يستحقونها»، في إشارة إلى حزب «الشعب الجمهوري»، الذي حقق نجاحاً مدوياً في الانتخابات السابقة في مارس 2019 بانتزاع إسطنبول وأنقرة من حزب «العدالة والتنمية» بعد عقود من السيطرة عليهما، إلى جانب بلديات كبرى أخرى.

وتحالف «الشعب الجمهوري» في 2019 مع حزب «الجيد» برئاسة ميرال أكشنار، وحصل على دعم غير معلن في إسطنبول، تحديداً، من أنصار حزب «الشعوب الديمقراطية»، المؤيد للأكراد.

قدّم إردوغان مراد كوروم مشرح حزبه لمنصب رئيس بلدية إسطنبول (أ.ف.ب)

لكن خريطة التحالفات اختلفت بعد الضربة الموجعة التي تلقتها المعارضة، و«تحالف الأمة»، الذي ضم «الشعب الجمهوري»، و«الجيد»، و«الديمقراطية والتقدم»، و«السعادة»، و«المستقبل»، و«الديمقراطي»، في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مايو الماضي.

وفي حين حافظ إردوغان على تحالفه مع حزب «الحركة القومية» برئاسة دولت بهشلي، وتم الاتفاق على خوض الانتخابات المحلية بالنموذج نفسه في 2019، حيث سيتعاون الحزبان في 51 ولاية من ولايات تركيا الـ81، رفضت أحزاب المعارضة فكرة التحالفات، وأعلن كل منها خوض الانتخابات منفرداً.

ويخوض إردوغان معركة الانتخابات المحلية بمعنويات أعلى من المعارضة؛ بسبب التفوق الذي حققه في انتخابات مايو. ومن المقرر أن يعلن خلال أيام باقي أسماء المرشحين لرئاسة البلديات في الانتخابات المحلية، ومنها أنقرة، بينما ينتظر أن يعلن حزب «الشعب الجمهوري» أسماء مرشحيه، الأحد المقبل.

معركة انتخابية صعبة

وتوقّع رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزال، أن تكون المعركة الانتخابية في كل من إسطنبول وأنقرة عنيفة للغاية، مشيراً إلى أنه على الرغم من رفض فكرة التحالف من جانب أحزاب المعارضة، فإن الفترة المقبلة قد تظهر أن هناك حاجة للتعاون في بعض المناطق، سواء مع حزب «الجيد» أو حزب «الديمقراطية ومساواة الشعوب» (المؤيد للأكراد، والذي حلّ محل حزب «الشعوب الديمقراطية» الذي يواجه قضية لإغلاقه).

قدّم إردوغان مراد كوروم مشرح حزبه لمنصب رئيس بلدية إسطنبول (أ.ف.ب)

وقال أوزال، في مقابلة صحافية (الأحد): «إننا تركنا التحالفات وراءنا بعد الانتخابات الأخيرة، لكن حزب (الشعب الجمهوري)، وبعد التغيير الكبير الذي حصل فيه بعد الانتخابات، (في إشارة إلى فوزه برئاسة الحزب على رئيسه السابق كمال كيلتشدار أوغلو)، أعطى رسالة إلى الشارع التركي بإمكانية نجاح التغيير». وتابع: «بالتالي، فإن التحالف الواسع مع الشارع الراغب في الخلاص من تحالف حزبَي (العدالة والتنمية) و(الحركة القومية)، سيمكن أن يكون بديلاً عن التحالف بين الأحزاب».

وعدّ أوزال أنه كان من الطبيعي أن يجد إردوغان صعوبة في اختيار مرشحَين لرئاسة بلديتَي إسطنبول وأنقرة في مواجهة اثنين من أنجح رؤساء البلديات، وهما إمام أوغلو ومنصور ياواش، مؤكداً أن المهم نجاحهما في الفوز مرة أخرى في الانتخابات المقبلة دون تحالف.

وأظهرت استطلاعات متكررة للرأي في الفترة الماضية استمرار تفوق أكرم إمام أوغلو على أي مرشح منافس على بلدية إسطنبول. إلا أن آخر استطلاع للرأي أجرته شركة «أو آر جي» أظهر فارقاً ضئيلاً بينه وبين مرشح حزب «العدالة والتنمية» على الرغم من عدم إعلان اسمه آنذاك، حيث أُجري الاستطلاع في الفترة بين 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي و3 يناير (كانون الثاني) الحالي، وحصل إمام أوغلو على 40.8 في المائة من إجمالي أصوات المشاركين في الاستطلاع وعددهم 5100 شخص في أنحاء إسطنبول، وحصل المرشح المحتمل لـ«العدالة والتنمية» على 40.2 في المائة، بينما وصلت نسبة أصوات المترددين إلى 19 في المائة.


مقالات ذات صلة

تراجع أعداد اللاجئين السوريين في تركيا لأقل من 3 ملايين

شؤون إقليمية أحد مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا (إعلام تركي)

تراجع أعداد اللاجئين السوريين في تركيا لأقل من 3 ملايين

تراجعت أعداد اللاجئين السوريين الخاضعين لنظام الحماية المؤقتة في تركيا إلى أقل من 3 ملايين لاجئ.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

قدم رئيس «الشعب الجمهوري» المرشح السابق لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو دفاعه في قضية «إهانة رئيس الجمهورية» المرفوعة من الرئيس رجب طيب إردوغان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية ترمب مستمعاً إلى مرشحه لوزارة الخارجية السيناتور ماركو روبيرو خلال حملته لانتخابات الرئاسة الأميركية (رويترز)

إردوغان «قلق» من تعيينات إدارة ترمب الجديدة

لم يُخفِ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قلق حكومته بشأن بعض الأسماء التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ضمها إلى إدارته.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى حليفه دولت بهشلي الخميس الماضي وسط تأكيدات عن خلافات بينهما (الرئاسة التركية)

حليف إردوغان استبعد الخلاف معه... وهاجم مَن يخدمون «أولاد بايدن» بالتبني

أشعل رئيس حزب «الحركة القومية»، شريك حزب «العدالة والتنمية» في «تحالف الشعب»، جدلاً جديداً حول حلّ المشكلة الكردية في تركيا، ونفى وجود أي خلاف مع الرئيس إردوغان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

استيطان غزة... هدف لا تُعلنه إسرائيل لكنها تنفذه

صبي فلسطيني ينقذ دراجة هوائية تالفة من بين أنقاض منزل دُمر في غارة إسرائيلية على مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة الأحد (الفرنسية)
صبي فلسطيني ينقذ دراجة هوائية تالفة من بين أنقاض منزل دُمر في غارة إسرائيلية على مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة الأحد (الفرنسية)
TT

استيطان غزة... هدف لا تُعلنه إسرائيل لكنها تنفذه

صبي فلسطيني ينقذ دراجة هوائية تالفة من بين أنقاض منزل دُمر في غارة إسرائيلية على مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة الأحد (الفرنسية)
صبي فلسطيني ينقذ دراجة هوائية تالفة من بين أنقاض منزل دُمر في غارة إسرائيلية على مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة الأحد (الفرنسية)

لا تحتاج «الأهداف السرية» للحرب في قطاع غزة إلى تكهنات كثيرة في ظل تصريحات إسرائيلية يطلقها مسؤولون حاليون أو سابقون، وعمليات عسكرية جارية في القطاع، وحملات وخطوات لقادة مستوطنين، وكلها تشير إلى احتلال طويل للقطاع أو أجزاء منه على الأقل، واستئناف الاستيطان هناك.

وعلى الرغم من أن الأهداف المعلنة للحرب ما زالت كما هي: «القضاء على حماس» و«استعادة المحتجزين»، فإن ما يجري في تل أبيب وقطاع غزة نفسه، لا يؤيد ذلك، ويشير إلى أهداف أخرى؛ إذ يمتنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن وضع خطة لـ«اليوم التالي» في غزة، وتعمل إسرائيل في غزة على تعميق السيطرة عبر توسيع المحاور، وإنشاء ما يشبه «المواقع العسكرية» الدائمة.

ولم يتردد رئيس الأركان الإسرائيلي السابق غادي أيزنكوت بالقول قبل أيام قليلة فقط إن هناك أهدافاً معلنة للحرب وأخرى سرية. وأضاف الوزير السابق في مجلس الحرب أن نتنياهو يعيش في «ازدواجية دائمة»؛ إذ «يستبعد عودة الاستيطان والحكم العسكري إلى قطاع غزة، ولكن ذلك يحدث فعلياً».

احتلال طويل

ويدرك الأميركيون والفلسطينيون والعرب أن نتنياهو ينوي احتلال قطاع غزة أو جزء منه على الأقل، ليس فقط بسبب الغموض في تعامله مع مستقبل القطاع وما يجري على أرض الواقع، أو تصريحات معارضين له، لكن أيضاً لأن شركاءه في الحكومة كانوا واضحين بشأن خطة احتلال طويل للقطاع، فضحها وزير المالية الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش الأسبوع الماضي، مؤكداً أن الجيش سيحكم قطاع غزة لسنوات.

مستوطنون يحاولون العبور إلى داخل غزة لإقامة بؤرة استيطانية في فبراير 2024 (د.ب.أ)

وجاء ذلك في حين بدأت إسرائيل في بلورة اتفاق مع شركة أمنية أميركية لتولي أمر توزيع المساعدات في القطاع أثناء السيطرة الإسرائيلية، وهو توجه رفضته الرئاسة الفلسطينية عموماً، مشددة على أن مستقبل غزة كله تقرره دولة فلسطين فقط.

ولا يبدو أن إسرائيل تخطط لحكم عسكري فحسب؛ إذ أصبح هذا مكشوفاً إلى حدٍّ ما، لكن أيضاً لاستئناف الاستيطان هناك، وهو أكثر خطوة إثارة للجدل لو حدثت.

وتثير العملية العسكرية الدامية في شمال قطاع غزة القائمة على تهجير الفلسطينيين تحت النار، وعزل جزء من الشمال عن باقي مناطق القطاع المقسمة، المخاوف من أن الجيش يمهد المكان لعودة المستوطنين.

والحملة العسكرية الماضية هناك هي في الحقيقة حملة تستند إلى «خطة الجنرالات» التي تقوم على ضرورة القضاء بشكل كامل على أي وجود لحركة «حماس» في شمال القطاع، من خلال إفراغ سكانه تماماً، وتحويل المنطقة إلى منطقة عسكرية مغلقة، ومنع دخول المساعدات الإنسانية إليها.

«مسح مواقع»

وفي وقت سابق الأسبوع الماضي، في ذروة الهجوم الإسرائيلي المنظم، قام جنود إسرائيليون في غزة بمساعدة ناشطة استيطانية على دخول القطاع لمسح المواقع المحتملة للمستوطنات اليهودية دون الحصول على إذن من قادتهم.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية «كان» إن دانييلا فايس، التي تقود الجهود لإعادة الاستيطان في شمال غزة، قامت بجولة على الجانب الإسرائيلي من السياج الحدودي لغزة، وقد عبرت مع مجموعتها الحدود، من خلال وسائل غير واضحة، وسارت مسافة قصيرة داخل القطاع.

بالقرب من محور «نتساريم» في غزة، قامت فايس بحسب التقرير بالاتصال بجنود تعرفهم، وهم الذين قاموا بإرسال مركبة لاصطحابها وزملائها الناشطين ونقلهم إلى عمق القطاع، إلى الموقع السابق لـ«نتساريم»، وهي مستوطنة يهودية سابقة فككتها إسرائيل خلال فك الارتباط عن غزة في عام 2005.

القيادية الاستيطانية دانيلا فايس في مؤتمر عُقد الشهر الماضي على حدود غزة (وسائل إعلام عبرية)

بعد ذلك، تم إعادة المستوطنين بحسب التقرير إلى حدود غزة، حيث خرجوا منها عبر بوابة غير رسمية لتجنب إيقافهم من قبل قوات الأمن.

ووفقاً لـ«كان»، فإن كبار قادة الجيش الإسرائيلي لم يكونوا على دراية بدخول فايس إلى القطاع. وقالت هيئة البث إن مصادر عسكرية أظهرت تشككاً في حقيقة دخولها إلى غزة.

وأبلغ الجيش الإسرائيلي هيئة البث أن «التفاصيل الجديدة قيد الدراسة».

«المتسللة تعترف»

وقال الجيش الإسرائيلي إن «دخول فايس إلى قطاع غزة غير معروف ولم تتم الموافقة عليه بالطرق المناسبة»، وأضاف: «إذا حدثت الواقعة فإنها غير قانونية ومخالفة للبروتوكول، وسيتم التعامل معها وفقاً لذلك». لكن فايس، رئيسة حركة «نحالا» الاستيطانية، اعترفت بدخولها غزة، وقالت لهيئة البث إنها دخلت غزة باستخدام نفس الطريقة التي تستخدمها في الضفة الغربية.

وتحدثت فايس عن أنها تنوي الاستفادة من الوجود العسكري في غزة لتوطين اليهود هناك تدريجياً. وأكدت أنها تتمسك بـ«الوجود العسكري الإسرائيلي وإنشاء مجتمعات مدنية ستعترف بها الحكومة في النهاية».

وقالت فايس: «كيف سندخل قاعدة عسكرية؟ هناك أفكار إبداعية متعددة: تقوم هنا بنصب خيمة، وإلى جانب الخيمة مبنى، وإلى جانبه مطبخ، وبجانبهم يوجد أطفال، وهكذا».

مستوطنون متطرفون يحاولون العبور إلى داخل قطاع غزة في فبراير لإقامة بؤرة استيطانية (د.ب.أ)

وبحسب فايس، فإن المستوطنين مستعدون لإعادة الاستيطان في غزة في أي وقت. ونقلت هيئة البث عن الناشطة البالغة من العمر 79 عاماً قولها: «لم نعد نستعد للدخول. في اللحظة التي سيكون بإمكاننا فيها الدخول، سندخل». وأضافت: «إذا دخل 300 شخص في وقت واحد، فإن الجيش سيواجه صعوبة في طردهم».

عرّابة الاستيطان

وتحظى فايس بشهرة واسعة؛ إذ ساعدت في تأسيس مستوطنات يهودية في الضفة الغربية بعد وقت قصير من استيلاء إسرائيل عليها في عام 1967، وشغلت منصب رئيسة مجلس «كدوميم»، إحدى أقدم المستوطنات، لأكثر من عقد من الزمان. كما تورطت في أعمال عنف ضد الفلسطينيين، بدعم حكومي رسمي.

والشهر الماضي خلال مؤتمر عُقد حول إعادة الاستيطان في غزة، قالت فايس التي يصفها البعض بأنها «عرّابة الاستيطان» أو «أمّ المستوطنين»، إن «نحالا» أنشأت ست «مجموعات استيطانية» تضم ما مجموعه 700 عائلة «جاهزة الآن» لإنشاء مستوطنات جديدة في غزة، إذا سنحت الفرصة.

طفلان خلال مؤتمر لدعم الاستيطان في غزة الاثنين الماضي (تايمز أوف إسرائيل)

وقالت للمشاركين في المؤتمر الذي عقدته منظمتها على حدود غزة: «أتينا إلى هنا لتوطين قطاع غزة بأكمله، من الشمال إلى الجنوب، وليس جزءاً منه فقط».

وقد نفى نتنياهو مراراً أن تكون إسرائيل تنوي إعادة الاستيطان في القطاع. ومع ذلك، فإن شركاءه في الائتلاف المؤيد للاستيطان، وأعضاء في حزبه «الليكود»، أعربوا عن دعمهم للفكرة.

وفي المؤتمر نفسه، دعا وزراء كبار في الحكومة الإسرائيلية، وأعضاء من حزب «الليكود» الذي يتزعمه نتنياهو، لإعادة إنشاء المستوطنات اليهودية في غزة.

وكانت إسرائيل تقيم في غزة 21 مستوطنة، فككت جميعها بموجب خطة فك الارتباط عام 2005، والتي أدت كذلك إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.