الجزائر: حملة تطهير تطال كبار ضباط الجيش

شرطة الحدود تمنع مدير الأمن الرئاسي من السفر

الجزائر: حملة تطهير تطال كبار ضباط الجيش
TT

الجزائر: حملة تطهير تطال كبار ضباط الجيش

الجزائر: حملة تطهير تطال كبار ضباط الجيش

يواجه ثلاثة من كبار الضباط العسكريين بالجزائر مشاكل كبيرة مع السلطات، اثنان منهم يوجدان في السجن وآخر منع من السفر إلى الخارج. ويجري في المحيط القريب من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حديث عن «تطهير الجيش» ممن لديهم مواقف سياسية معارضة للرئيس.
ومنعت شرطة مطار العاصمة الدولي صباح أول من أمس، مدير الأمن الرئاسي اللواء جمال كحال مجذوب من السفر، بحجة أنه متابع قضائيا بسبب حادثة وقعت في يونيو (حزيران) الماضي، بالإقامة الرئاسية بزرالدة (الضاحية الغربية للعاصمة)، حيث حاول مسلحون مجهولون اقتحامها، للوصول إلى الجناح حيث يقضي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة فترة نقاهة منذ ثلاث سنوات على إثر إصابته بجلطة دماغية. وعلى إثر هذه القضية، عزل الرئيس اللواء مجذوب ومعه الجنرال أحمد مولاي ملياني رئيس الحرس الجمهوري. فيما سجن ضابط آخر. واتهم الثلاثة بـ«التقصير والتهاون في حماية المنشأة الرئاسية».
وكتبت صحيفة محلية أمس، أن مجذوب استشاط غضبا لما أبلغته الشرطة أنه لن يستطيع السفر، وكان حينها يستعد لركوب الطائرة باتجاه باريس. وقالت الصحيفة بأن اللواء أجرى اتصالا هاتفيا مع شخص، وأنه كان غاضبا جدا. وقد أصيب بنوبة وهو يصرخ، بحسب الصحيفة، فنقل إلى المستشفى العسكري بالعاصمة على جناح السرعة.
وأفاد مصدر حكومي لـ«الشرق الأوسط»، أن قاضي التحقيق بمحكمة الشراقة (غرب العاصمة) أصدر أمرا مكتوبا لشرطة المطارات والموانئ، بحظر خروج مجذوب من التراب الجزائري، بحجة أنه معني بالتحقيق الجاري في قضية الاعتداء على الإقامة الرئاسية.
ويقبع في السجن حاليا، الجنرال حسين بن حديد مستشار وزير الدفاع قائد الناحية العسكرية الثالثة (جنوب غرب) سابقا، بسبب مواقف سياسية حادة عبَر عنها في الصحافة، ضد الرئيس وشقيقه وهو في نفس الوقت كبير مستشاريه، زيادة على رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح. واتهمته وزارة الدفاع بـ«محاولة إضعاف معنويات الجيش»، بسبب تصريح جاء فيه أن «ما يسمى قائد أركان الجيش شخص غير محترم من طرف الجنود».
وتم سجن بن حديد مع نجله وهو عشريني، الذي اتهم بـ«حيازة سلاح من دون ترخيص»، وهو مسدس آلي ملك لوالده. ورفضت محكمة الاستئناف، الأربعاء الماضي، طلب المحامين الإفراج مؤقتا عن الجنرال الذي اشتهر بمواقفه المعارضة للرئيس. ويقول دفاعه إن ذلك هو السبب الحقيقي لمتابعته قضائيا. كما يحتج على اعتقاله في الشارع بينما كان ينبغي استدعاؤه رسميا للخضوع للتحقيق، حسب المحامي خالد بورايو الذي تحدثت إليه «الشرق الأوسط».
وفي إطار «حملة التطهير ضد الجنرالات»، اعتقل أفراد الدرك نهاية أغسطس (آب) الماضي، اللواء عبد القادر آيت وعرابي الشهير بـ«الجنرال حسان»، مسؤول قسم محاربة الإرهاب واختراق صفوف الجماعات المسلحة، بجهاز المخابرات العسكرية. وتم اتهامه بـ«إخفاء أسرار عن مسؤوليه المباشرين» وبـ«بيع سلاح لعصابات التهريب» في الصحراء الكبرى. ويعدَ وعرابي من الضباط الذين يملكون هيبة كبيرة في المؤسسة العسكرية، لذلك فالمشاكل التي تلاحقه صدمت الكثير من الضباط والسياسيين.
و«الجنرال حسان»، كان أحد أبرز مساعدي الفريق محمد الأمين مدين مدير المخابرات الذي عزله بوتفليقة الشهر الماضي، بسبب خلافات سياسية معه. وربطت وسائل الإعلام متابعة «حسان» بتنحية مدين، وأدرجت القضية في إطار «الصراع بين الرئاسة والمخابرات».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».