لماذا أصبح مانشستر سيتي المرشح الأوفر حظاً للفوز بلقب الدوري الإنجليزي؟

حامل اللقب ليس في أفضل حالاته حالياً لكنّ آرسنال وليفربول يعانيان نقاط ضعف واضحة

على الرغم من الشعور بأن  سيتي لا يزال بعيداً عن أفضل حالاته فإنه  حقق الفوز في 6 من آخر7 مباريات (رويترز)
على الرغم من الشعور بأن سيتي لا يزال بعيداً عن أفضل حالاته فإنه حقق الفوز في 6 من آخر7 مباريات (رويترز)
TT

لماذا أصبح مانشستر سيتي المرشح الأوفر حظاً للفوز بلقب الدوري الإنجليزي؟

على الرغم من الشعور بأن  سيتي لا يزال بعيداً عن أفضل حالاته فإنه  حقق الفوز في 6 من آخر7 مباريات (رويترز)
على الرغم من الشعور بأن سيتي لا يزال بعيداً عن أفضل حالاته فإنه حقق الفوز في 6 من آخر7 مباريات (رويترز)

كان الفائز الوحيد في فترة ما بعد أعياد الميلاد هو مانشستر سيتي، حيث لم يقتصر الأمر على حصوله على لقب بطولة كأس العالم للأندية بعد فوزه على كل من أوراوا ريد دايموندز الياباني وفلومينينسي البرازيلي، لكنه عاد إلى إنجلترا ليجد أنه لم ينجح أي فريق في استغلال فترة غيابه عن الساحة المحلية. وبعدما حقق مانشستر سيتي الفوز على إيفرتون وشيفيلد يونايتد، أصبح على بُعد خمس نقاط فقط عن الصدارة، مع العلم بأنه تتبقى له مباراة مؤجلة.

وعلى الرغم من الشعور بأن مانشستر سيتي لا يزال بعيداً عن أفضل حالاته، إلا أنه حقق الفوز في 6 من آخر 7 مباريات في جميع المسابقات، ولن يلعب مع فريق آخر من الفرق التي تحتل المراكز الثمانية الأولى في جدول الترتيب حتى ديربي مانشستر في نهاية الأسبوع الأول من شهر مارس (آذار) المقبل. وعلاوة على ذلك، من المفترض أن يعود كل من كيفن دي بروين وإيرلينغ هالاند وجيريمي دوكو من الإصابة خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وبالتالي، ربما تكون سلسلة الانتصارات المتتالية التي توقعها الجميع قد بدأت بالفعل!

وفي المقابل، تأكد ليفربول، على الأقل، من بقاء الفارق بينه وبين مانشستر سيتي عند خمس نقاط، بعدما فاز الريدز على نيوكاسل يونايتد يوم الاثنين الماضي بأربعة أهداف مقابل هدفين. ربما يكون من غير المنطقي انتقاد فريق سجل للتو رقماً قياسياً كبيراً فيما يتعلق بإحصائية الأهداف المتوقعة (7.27 هدف)، لكن يمكن القول إن ليفربول لم يحسم نتيجة هذه المباراة إلا بعد ركلة الجزاء التي سجلها محمد صلاح في الدقيقة 86، وعلى الرغم من فوز ليفربول على بيرنلي بهدفين دون رد في السادس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول)، إلا أنه كان من المفترض أن يحسم المباراة في وقت مبكر كثيراً عما حدث، كما كان بإمكان الفريق أن يفوز على آرسنال ومانشستر يونايتد، لكنه اكتفى بالتعادل أمام كل منهما.

في الحقيقة، لا يقتصر الأمر على افتقار الفريق للشراسة في الثلث الأخير من الملعب بالشكل الذي يهدد بفقدان الكثير من النقاط، لكنه يخلق شعوراً بالإحباط يبدو أنه يتجلى في الوقت الحالي بين المشجعين في نظريات المؤامرة السخيفة حول التحكيم (يرى الجمهور أن الحكم أنتوني تايلور قرر احتساب ركلة الجزاء الثانية لليفربول في مباراة كان الفريق سيفوز بها على أي حال، من أجل التغطية على أخطائه ضد الفريق في مباريات سابقة).

ويحتل أستون فيلا المركز الثاني بفارق ثلاث نقاط عن الصدارة، وهو ما يعكس العمل الاستثنائي الذي قام به أوناي إيمري منذ توليه المسؤولية، لكن الفريق واجه صعوبات كبيرة في المباريات الأخيرة رغم سهولتها من الناحية النظرية على الأقل. قد يوفر شهر يناير (كانون الثاني)، الذي سيلعب فيه أستون فيلا مباراة واحدة أمام ميدلسبره في كأس الاتحاد الإنجليزي قبل العطلة الشتوية، بعض الراحة للفريق، لكن منذ الشوط الثاني للمباراة التي فاز فيها أستون فيلا على آرسنال والفريق يعاني من الإرهاق بشكل واضح.

لكن الخاسر الأكبر في فترة أعياد الميلاد هو آرسنال، الذي تعرض لهزيمتين متتاليتين أمام وستهام وفولهام، وهو ما يعني أنه لم يحصل إلا على أربع نقاط فقط من آخر خمس مباريات. لم يخرج آرسنال من سباق المنافسة على اللقب بشكل كامل، ويتمثل الأمل المتبقي أمامه في أن مانشستر سيتي سيخوض سلسلة من المباريات الصعبة خلال شهر مارس (آذار) - مانشستر يونايتد وليفربول وبرايتون وآرسنال وأستون فيلا - لكن السؤال المطروح الآن هو: هل سيتمكن آرسنال من الاستمرار في السباق حتى ذلك الموعد؟ يتساوى آرسنال في عدد النقاط الآن مع مانشستر سيتي رغم أنه لعب مباراة أكثر، لكن حتى رغم الهزيمة أمام أستون فيلا والتعادل مع ليفربول، فإن الفوز على وستهام وفولهام كان سيجعله يتقدم على مانشستر سيتي بفارق 6 نقاط كاملة، وهو الفارق الذي كان من شأنه أن يضع الكثير من الضغوط على فريق المدير المدير الفني جوسيب غوارديولا.

عودة دي بروين وهالاند بالإضافة إلى دوكو ستعزز قوة سيتي (أ.ب)

لكن الأسوأ من ذلك هو الطريقة التي خسر بها آرسنال. فعلى مدار معظم فترات النصف الأول من الموسم، كان هناك شعور بأن آرسنال لا يقدم نفس الكرة الممتعة والمثيرة التي كان يقدمها خلال الموسم الماضي، لكنه ربما أصبح يمتلك الأدوات التي تمكنه من المنافسة بشكل أقوى على اللقب، بفضل تدعيم صفوفه وصلابته الدفاعية. وفي مرحلة ما، كانت التوقعات تشير إلى أن لاعبي خط الوسط سيتأقلمون مع بعضهم البعض بشكل أكبر بمرور الوقت، وهو ما سيساعد الفريق على العودة إلى المستويات القوية التي كان يقدمها خلال النصف الأول من الموسم الماضي. لكن الأمر لم يقتصر على عدم حدوث ذلك فحسب، بل تراجع مستوى الثلاثي الهجومي للفريق بشكل جماعي، وهو الأمر الذي أثر سلبياً على الفريق ككل، وأدى إلى تراجع ثقة الفريق بنفسه.

وكان نيوكاسل هو من أظهر لبقية الفرق الأخرى كيف تتعامل مع آرسنال في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حينما نجح في الحد من خطورة بوكايو ساكا وغابرييل مارتينيلي. وعندما تم القضاء على خطورة الجناحين، أصبح من الواضح للجميع أن آرسنال يفتقر للحلول الإبداعية من عمق الملعب. وعلى الرغم من تحسن مستوى مارتن أوديغارد خلال الأسابيع القليلة الماضية، وعلى الرغم من تألق كاي هافرتز على فترات متقطعة، إلا أن معاناة الفريق تفاقمت بسبب عدم وجود مهاجم صريح قادر على استغلال أنصاف الفرص أمام المرمى. صحيح، كما أشار الكثيرون، إلى أنك لا تحتاج إلى هداف عظيم لكي تفوز بلقب الدوري، لكن من المفيد عندما لا يلعب الفريق بشكل جيد أن يكون لديه لاعب قادر على هز الشباك وقيادة الفريق لتحقيق الفوز رغم سوء الأداء.

علاوة على ذلك، فإن الفشل في إحراز الأهداف يزيد الضغط على خط الدفاع، والحقيقة هي أن آرسنال لا يجيد التعامل مع الضغوط والصعوبات منذ عام 2005 تقريباً! لقد ظهر الفريق بشكل مخزٍ من الناحية الدفاعية في هدف الفوز الذي أحرزه فولهام، حيث فشل ثلاثة من لاعبي آرسنال في التعامل مع الكرة بشكل جيد قبل أن يسددها بوبي ديكوردوفا في المرمى. من المؤكد أن كرة القدم كثيراً ما تشهد مثل هذه الأهداف الغريبة، لكن هذا الأمر يتكرر كثيراً مع آرسنال بالتحديد. وعلاوة على ذلك، لم يتحمل أحد المسؤولية، وهو ما أصبح سمة مميزة لهذا الفريق. لقد تراجعت مستويات ونتائج آرسنال بشكل واضح للجميع في أواخر الموسم الماضي، لكن الفريق بدأ التراجع مبكراً هذا الموسم. كل هذا ساعد ليفربول على احتلال الصدارة رغم نقاط ضعفه الواضحة، لكن مانشستر سيتي يبدو عازماً على تصحيح مساره خلال النصف الثاني من الموسم!

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: صدارة ليفربول في امتحان صعب أمام توتنهام المتحفز

رياضة عالمية صلاح لوضع بصمته في قمة أخرى بالدوري الإنجليزي (إ.ب.أ)

الدوري الإنجليزي: صدارة ليفربول في امتحان صعب أمام توتنهام المتحفز

يخوض ليفربول منعطفاً صعباً في حملته نحو استعادة لقب بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، الغائب عنه منذ موسم 2019 - 2020، حينما يحل ضيفاً على توتنهام هوتسبير غداً

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية مسيرة مودريك الكروية تتعرض لخطر الانهيار (إ.ب.أ)

إخفاق مودريك في اختبار المنشطات سيقوده إلى ممارسة «كرة الطاولة»

غالباً ما يشعر الأشخاص الذين يلتقون بميخايلو مودريك بأن هناك حاجزاً بينهم وبينه. وسواء كان ذلك عن قصد أو من غير قصد، فإن الغموض يحيط بهذا اللاعب الشاب الخجول

جاكوب شتاينبرغ (لندن)
رياضة عالمية إيمري متفاجئ مما يحدث لغوارديولا (رويترز)

إيمري: متفاجئ مما يحدث لغوارديولا... لكنه ما زال الأفضل

قال الإسباني يوناي إيمري، المدير الفني لفريق أستون فيلا، إن مُواطنه ونظيره في مانشستر سيتي، جوسيب غوارديولا، ما زال المدرب الأفضل بالعالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أرتيتا قال إنه لا يفكر بتدريب فريق آخر في الوقت الراهن (أ.ف.ب)

أرتيتا: لا أتخيل نفسي مدرباً لغير «آرسنال»

أكد ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال الإنجليزي لكرة القدم، أنه لا يفكر كثيراً في مستقبله على المدى الطويل.

«الشرق الأوسط» (لندن )
رياضة عالمية يصف موظفو مانشستر يونايتد راتكليف بأنه قاسٍ ولكنه عادل (رويترز)

راتكليف يتبنى نهجاً قاسياً في مانشستر يونايتد... وراشفورد أبرز ضحاياه

يسعى السير جيم راتكليف لإحداث ثورة في مانشستر يونايتد وإخراجه من الفوضى ومساعدته على أن يصبح آلة لا تتوقف عن تحقيق الفوز، ويمتلك بالفعل العنصر الحيوي الذي كانت

جيمي جاكسون (لندن)

نافاس عشية اعتزاله: الإصابة تمنعني حتى من اللعب مع أطفالي!

خيسوس نافاس يستعد لتوديع الملاعب هذا الأسبوع (إ.ب.أ)
خيسوس نافاس يستعد لتوديع الملاعب هذا الأسبوع (إ.ب.أ)
TT

نافاس عشية اعتزاله: الإصابة تمنعني حتى من اللعب مع أطفالي!

خيسوس نافاس يستعد لتوديع الملاعب هذا الأسبوع (إ.ب.أ)
خيسوس نافاس يستعد لتوديع الملاعب هذا الأسبوع (إ.ب.أ)

ستُطوي هذا الأسبوع إحدى الصفحات الأكثر مجداً في تاريخ كرة القدم الإسبانية.

وبحسب شبكة «The Athletic»، من المقرر أن يخوض خيسوس نافاس مباراته رقم 943 والأخيرة مع الفريق الأول بعد ظهر يوم الأحد؛ حيث يسافر إشبيلية إلى سانتياغو برنابيو لمواجهة ريال مدريد في الدوري الإسباني.

خلال ما يقرب من 22 عاماً بوصفه لاعباً كبيراً، فاز نافاس بـ8 ألقاب مع إشبيلية (بما في ذلك 4 كؤوس الاتحاد الأوروبي)، و3 ألقاب مع مانشستر سيتي (بما في ذلك لقب الدوري الإنجليزي الممتاز 2013 - 2014)، و4 ألقاب دولية مع إسبانيا (بما في ذلك كأس العالم 2010 ويورو 2024).

على مرّ السنين، تطور الجناح السريع الذي نشأ في فريق شباب إشبيلية إلى ظهير موثوق به وذي خبرة وطالت مسيرته في الملاعب، بينما كان يتعامل مع إصابة مؤلمة ومزمنة في الفخذ في المواسم الأخيرة.

يقول نافاس، الذي بلغ من العمر 39 عاماً في نوفمبر (تشرين الثاني)، في ملعب تدريب إشبيلية: «لقد كنت أحاول الاستمتاع بالوقت المتبقي مع الجماهير، وهو أجمل شيء. يأتي الألم عندما أتدرب بجد أو ألعب مباراة مكثفة. في هذه الحالة يكون من الصعب حتى اللعب مع أطفالي (في الأيام التالية). لذلك أحاول الراحة».

لا توجد مباريات أصعب من مواجهة الأحد خارج الديار أمام ريال مدريد، بطل أوروبا.

يقول: «في النهاية، هذا هو إشبيلية الذي أحبه. لقد ساعدت بقدر ما أستطيع».

وُلِد نافاس خارج العاصمة الأندلسية في لوس بالاسيوس وفيلافرانكا، وانضم إلى أكاديمية الشباب في إشبيلية في سن الخامسة عشرة. وبعد ظهوره لأول مرة مع الفريق الأول بعد 3 سنوات، سرعان ما أصبح لاعباً أساسياً، حيث بدأ إشبيلية في تجميع أعظم فريق في تاريخه.

انضم إلى النجوم البارزين فريدريك كانوتيه، والمدير الفني الحالي لتشيلسي إنزو ماريسكا، ولويس فابيانو، وجوليان إسكودي، شباب محليون بمَن فيهم نافاس، وخوسيه أنطونيو رييس، وأنتونيو بويرتا، حيث فاز الفريق بكأس الاتحاد الأوروبي مرتين، وكأس الملك مرتين، وكأس السوبر الأوروبي، وكأس السوبر الإسباني بين عامي 2006 و2010.

يشرق وجه نافاس، وهو شخص متحفظ ومتحدث حذر، عندما يتذكر هدف الفوز المتأخر الذي سجله بويرتا ضد شالكه في مباراة الإياب في نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 2005 - 2006. وبعد مرور عام بقليل، انهار بويرتا وتوفي أثناء مباراة ما قبل الموسم في أغسطس (آب) 2007.

ويقول نافاس: «كان الأمر مذهلاً، فقد فتح ذلك الهدف الأبواب أمام كل ما حققناه، وقد قدمت له التمريرة الحاسمة. لقد كان زميلي في الغرفة. لقد كان ذلك مصدر سعادة هائلة. لقد أصبح بويرتا الآن في ذاكرة كل من يعيش في إشبيلية».

وقد أدى أداء نافاس بوصفه جناحاً سريعاً ومباشراً إلى استدعائه للمنتخب الإسباني في عام 2009، وفي نهائي كأس العالم في العام التالي، كانت انطلاقته القوية في الوقت الإضافي هي التي أدت إلى هدف الفوز الذي سجله أندريس إنييستا.

ويقول نافاس: «حلم أي طفل هو الفوز بكأس العالم مع منتخب بلاده؛ أن يكون في الملعب، وأن يلعب دوراً في مساعدة الفريق. وعندما انطلقت صافرة النهاية، كان ذلك مصدر فرحة كبيرة. أشاهد الفيديو (على هاتفي) كل بضعة أيام، وما زلت أشعر بالقشعريرة».

كما أسهم نافاس بدور مؤثر في فوز إسبانيا ببطولة أوروبا 2012 بوصفه جزءاً من فريق يضم إنييستا وتشافي وإيكر كاسياس وسيرجيو راموس وتشابي ألونسو. ويُنظر إلى هذا الجيل الذهبي على نطاق واسع باعتباره الأفضل في تاريخ كرة القدم الإسبانية.

ويقول نافاس: «أشعر بأنني جزء من هذا الجيل. لقد فزنا بكل شيء، لكن الأمر لم يقتصر على النتائج فقط. لقد لعبنا كرة قدم رائعة وجميلة، واستحوذنا على الكرة طوال المباراة. لذا كان الأمر رائعاً».

جذب أداء نافاس مع النادي والمنتخب انتباه الأندية الكبيرة في أوروبا، وفي صيف 2013، انتقل إلى مانشستر سيتي مقابل 20 مليون يورو.

بدأت مسيرته مع مانشستر سيتي بشكل مذهل، بما في ذلك هدف رائع في الدقيقة الأولى في الفوز 6 - 0 على توتنهام. وانتهى العام الأول في فريق مانويل بيليغريني بميدالية الدوري الإنجليزي الممتاز و6 أهداف و13 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات.

يقول نافاس: «في الموسم الأول، كنت ألعب كل المباريات، وفزنا بالبطولات: الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الرابطة».

كثيراً ما قيل إن الشخصية الهادئة المرتبطة بمنزله وعائلته في الأندلس ناضلت من أجل الاستقرار في إنجلترا، لكن نافاس لا يقبل هذه الفكرة؛ حيث كانت حياته كلها تدور دائماً حول كرة القدم، أينما كان يعيش.

وأردف: «كانت تجربة جيدة (في مانشستر)، سواء على أرض الملعب أو على المستوى الشخصي. 183 مباراة في 4 مواسم هي الكثير. طريقتي في الحياة هي أن أكون هادئاً، وقريباً من عائلتي. لذلك لم تكن حياتي هناك مختلفة كثيراً عن هنا. عدت إلى المنزل وركزت فقط على كرة القدم، كما هو الحال دائماً».

يقول نافاس إن القلق كان في الواقع مشكلة أكثر صعوبة عندما بدأ اللعب مع الفريق الأول لإشبيلية في سن المراهقة.

يقول: «الأمر صعب عندما تبدأ. أنا قادم من بلدة صغيرة، حيث الهدوء التام، وكنت أتدرب مع فريق الشباب، والقفز إلى فريق الكبار، ليس بالأمر السهل. ولكن في النهاية، كرة القدم هي كل شيء بالنسبة لي. لقد تغلبت على ذلك، وسارت الأمور على ما يرام».

مع مرور الوقت، كان نافاس بديلاً في كثير من الأحيان لمانشستر سيتي، خصوصاً بعد وصول بيب غوارديولا مدرباً في صيف 2016، عندما بدأ يشارك في المباريات، كان ذلك غالباً في مركز الظهير الأيمن.

يقول نافاس: «الحقيقة هي أنني كنت على علاقة جيدة جداً مع بيب. (الظهير الأيمن بابلو) زاباليتا و(باكاري) سانيا أصيبا وأخبرني أنه يمكنني اللعب هناك. رغم أنه كان مركزاً جديداً، فإن كل شيء سار على ما يرام».

أثناء وجوده في مانشستر، شاهد نافاس إشبيلية يرفع 3 ألقاب أخرى في الدوري الأوروبي على شاشة التلفزيون. ومنذ عودته إلى سانشيز بيزخوان عندما انتهى عقده مع السيتي في عام 2017، قادهم إلى لقبين آخرين - بتمرير أهداف من الظهير الأيمن في كل من المباراة النهائية لعام 2020 ضد إنتر ونهائي 2023 ضد روما.

يقول نافاس: «لقد جعلت هذه المنافسة هذا النادي ينمو بشكل كبير ومنحت الكثير من الفرح للجماهير. لذلك في كل مرة نلعب فيها، نذهب إلى كل شيء. على الرغم من وجود مثل هذا الموسم الصعب في عام 2023 (في مسابقات أخرى)، فقد تحوّلنا (في الدوري الأوروبي). حملنا المشجعون أيضاً. لقد كان أمراً رائعاً لا يصدق».

بعد بضع سنوات من الغياب، استدعى مدرب إسبانيا الحالي لويس دي لا فوينتي نافاس إلى التشكيلة الدولية في عام 2023. لعب المباراتين في مركز الظهير الأيمن أثناء الفوز بنهائيات دوري الأمم الأوروبية في ذلك العام، وكان عضواً مهماً في الفريق، حيث فازت إسبانيا ببطولة أوروبا 2024 الصيف الماضي.

يقول نافاس: «بالنسبة لي، فإن أهم شيء على الإطلاق هو الدفاع عن بلدي. الفوز بدوري الأمم الأوروبية، ثم بطولة أوروبا في عمري، الحقيقة كان هذا أمراً مذهلاً».

كان الجانب الأيمن من فريق إسبانيا ضد فرنسا في يوليو (تموز) الماضي يضم أكبر وأصغر اللاعبين سناً على الإطلاق لبدء نصف نهائي بطولة أوروبا: نافاس في عمر 38 عاماً و231 يوماً، ولامين يامال في عمر 16 عاماً و362 يوماً.

تغلب نجم فرنسا المهاجم كيليان مبابي على نافاس ليصنع هدف الافتتاح في المباراة، وسرعان ما حصل المخضرم على البطاقة الصفراء لمحاولة يائسة لمنع مبابي من تسجيل هدف.

يقول نافاس عندما سُئل عن تلك اللحظة: «شعرت بالهدوء والاسترخاء. كنت أعلم أنني يجب أن أستمر. لم أكن أفكر كثيراً في (مبابي). أفكر دائماً في الهجوم. عندما كانت الكرة بحوزتنا، كنت أفتح الملعب، مثل الجناح تقريباً. وجاء أحد أهدافنا من ذلك».

يشير نافاس إلى تمريرته العرضية من الجهة اليمنى التي أدت مباشرة إلى هدف الفوز لإسبانيا بواسطة داني أولمو. قبل ذلك، عادل يامال النتيجة بتسديدة رائعة من مسافة 25 ياردة في الزاوية العلوية.

يقول نافاس: «(لامين) لديه موهبة. لقد وُلد للعب كرة القدم. نحن الأجنحة لدينا هذه الطريقة في اللعب: أن نكون شجعاناً، وأن نلعب بفرح؛ نيكو (ويليامز) أيضاً. أخبرت لامين أنه من المهم حقاً في كل مرة يحصل فيها على الكرة، أن يحاول تجاوز المدافع. هذه قوة هائلة للفريق».

اعتزل نافاس اللعب الدولي بعد البطولة وتم تكريمه من قبل الاتحاد الإسباني في مباراة دوري الأمم الأوروبية في أكتوبر (تشرين الأول) ضد صربيا، بحضور والديه فرانسيسكو وأورورا وزوجته أليخاندرا وطفليه جيسوس وروميو أيضاً.

يقول نافاس: «لم أتغير بوصفي شخصاً، ما زلت نفس الرجل الذي كنت عليه دائماً. الحفاظ على قدمي على الأرض هو ما أوصلني إلى هذا الحد. مع العلم أنه يجب عليك العمل بجد كل يوم، والتدريب إلى أقصى حد. هذا ما أوصلني إلى حيث أنا الآن، للفوز بأشياء مهمة للغاية، مع المنتخب الوطني، ومع إشبيلية، ومع مانشستر سيتي».

كانت خبرة نافاس لا تقدر بثمن بالنسبة لإشبيلية في السنوات الأخيرة، عندما أثرت القضايا المالية والمشاحنات في مجلس الإدارة على فريق بدلاً من القتال من أجل الألقاب كان غالباً ما يقاتل في النصف السفلي من الدوري الإسباني.

كانت هناك لحظة محرجة في يونيو (حزيران) الماضي، عندما أعلن إشبيلية أن نافاس سيغادر، على الرغم من أنه أراد الاستمرار. تم الاتفاق على عقد آخر لمدة 6 أشهر مع الرئيس الحالي خوسيه ماريا ديل نيدو كاراسكو، مع دفع جميع أجوره مباشرة إلى مؤسسة النادي الخيرية.

يقول نافاس، دون الرغبة في الخوض في التفاصيل: «كان الشيء المهم بالنسبة لنا جميعاً أن نكون على نفس الموجة. بالنسبة لي، كان أكبر شيء هو الاستمرار مع إشبيلية، وأن أكون هنا، للانتقال مع اللاعبين الأصغر سناً. وأود أن أتمكن من توديع الجماهير التي أحبها».

كان المدرب فرانك غارسيا بيمينتا يدير دقائق نافاس هذا الموسم. ويحتاج إلى حقن منتظمة لعلاج مشكلة الورك التي يعاني منها منذ 4 سنوات. وبسبب عدم قدرته على المشاركة في الكثير من العمل البدني للفريق في التدريبات، فإنه غالباً ما يضطر إلى الاستلقاء في معظم الأيام التي تلي المباراة.

يقول نافاس: «أعرف القليل عن كيفية التعامل مع الأمر في التدريبات. المباريات أكثر صعوبة. ولكن هذا هو وضعي. إنه أمر صعب، مع مشاعر متضاربة. بعد كل مباراة، أحاول التركيز على التدريب مرة أخرى، حتى أتمكن من لعب مباراة واحدة أخرى. كما أنني أستمتع بالتدريبات، وأشعر بالتوتر. ومع اقتراب النهاية، أصبح الأمر أكثر صعوبة».

كان الألم والتوتر يستحقان كل هذا العناء، لأنه تمكن من مشاركة اللحظات في الأشهر الأخيرة مع زملائه ومشجعي إشبيلية، بما في ذلك هدف الفوز ضد خيتافي في سبتمبر (أيلول)، والفوز في «ديربي» أكتوبر على منافسه في المدينة ريال بيتيس.

وأردف نافاس: «الشعور هو الفرح والمكافأة على كل الألم الذي تحملته. قبل مباراة الديربي، كان زملائي في الفريق طوال الأسبوع يقولون إنهم سيفوزون بالمباراة من أجلي. كان المشجعون سعداء للغاية من أجلي، وكنت سعيداً للغاية من أجلهم. إنهم يعلمون أنني كنت دائماً على استعداد لمساعدة الفريق، على الرغم من كل الألم، وكل ما يتعين عليّ القيام به كل يوم».

كانت آخر بداية لنافاس في سانشيز بيزخوان في الفوز 1 - 0 في الدوري الإسباني الأسبوع الماضي على سيلتا فيغو، عندما حصل على ممر شرف من كلا الفريقين قبل المباراة وحظي بتصفيق عاطفي من الجماهير عندما تم استبداله في الدقيقة 71.

سيقوم نادي إشبيلية بتنظيم حفل وداع رسمي في 30 ديسمبر (كانون الأول) لنافاس وعائلته. عرض عليه ديل نيدو كاراسكو «عقداً مدى الحياة» لكن لم تتم مناقشة دور محدد بعد. أحد الاحتمالات المستقبلية هو تدريب فرق الشباب التي تلعب في الدوري الإسباني. في ملعب التدريب الذي يحمل اسمه.

وعن خطوته المقبلة، يقول نافاس: «أنا حقاً لا أعرف (ماذا سيحدث بعد ذلك). لم أفكر في الأمر بعد، ربما يكون الأمر متعلقاً بنظام الشباب. كنت أستمتع فقط بالمباريات التي أستطيع لعبها وأشكر الجماهير على دعمهم».