«أمم أفريقيا 1957»: فكرة وُلدت في البرتغال... وبقيادة الديبة مصر أول المتوجين

منتخب مصر المتوج بأول نسخة أفريقية (الاتحاد المصري)
منتخب مصر المتوج بأول نسخة أفريقية (الاتحاد المصري)
TT

«أمم أفريقيا 1957»: فكرة وُلدت في البرتغال... وبقيادة الديبة مصر أول المتوجين

منتخب مصر المتوج بأول نسخة أفريقية (الاتحاد المصري)
منتخب مصر المتوج بأول نسخة أفريقية (الاتحاد المصري)

مع اقتراب انطلاق النسخة الـ34 من بطولة كأس الأمم الأفريقية، تلقي «الشرق الأوسط» الضوء، في الأيام المقبلة، على تاريخ البطولة الأعرق في القارة السمراء، بداية من مولد فكرة البطولة وانطلاقتها في نسختها الأولى بمشاركة 3 منتخبات فقط، وحتى النسخة المنتظرة في كوت ديفوار.

لم يكن لدى أفريقيا اتحاد قاري يجمع دولها حتى منتصف خمسينات القرن الماضي، وعندما عُقد الاجتماع الثالث للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، في العاصمة البرتغالية لشبونة في يونيو (حزيران) من عام 1956، توجه عدد من المسؤولين الأفارقة لحضور المؤتمر، هم المصريون عبد العزيز سالم (أول رئيس للاتحاد الأفريقي لكرة القدم) ومحمد لطيف، ويوسف محمد، مع السودانيين عبد الرحيم شداد، وبدوي محمد، وعبد الحليم محمد، والجنوب أفريقي ويليام فيل.

منتخب السودان في أول مشاركة له في بطولة 1957 (الاتحاد السوداني)

وفي اجتماعات، على هامش المؤتمر، تم الاتفاق على تأسيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، وقد حظي الوفد الأفريقي بمباركة الاتحاد الدولي للمقترح، وتم إعلان تأسيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في العاصمة البرتغالية، وتزكية المصري عبد العزيز سالم رئيساً له.

بعد حصوله على الموافقة، عاد الوفد الأفريقي متسلحاً بفكرة تنظيم أول بطولة أفريقية للمنتخبات، وتم تحديد السودان مكاناً لأول دورة، وتحديد فبراير (شباط) من عام 1957 توقيتاً لإقامة البطولة الأولى في ملعب أمدرمان بالعاصمة الخرطوم.

وأُقيمت القرعة بين المنتخبات الأربعة التي ستشارك بالبطولة، حيث أوقعت القرعة مصر ضد السودان في نصف النهائي الأول، وإثيوبيا ضد جنوب أفريقيا في نصف النهائي الثاني، إلا أن الوضع السياسي في جنوب أفريقيا حال دون مشاركة منتخبها؛ بسبب إصرار سلطة جنوب أفريقيا العنصرية في ذلك الوقت على إقصاء اللاعبين السود ومشاركة اللاعبين من ذوي البشرة البيضاء فقط، الأمر الذي رفضه الاتحاد الأفريقي.

ورفضت إثيوبيا أن تقام البطولة بطريقة الدوري بين الفرق الثلاثة، عادّةً أنها تأهلت للمباراة النهائية باستبعاد جنوب أفريقيا، فلعبت مصر ضد السودان في نصف النهائي، بقيادة تحكيمية للحكم الإثيوبي جيبيهو دوب، وفازت مصر بهدفين لهدف، حيث تقدم المنتخب المصري في الشوط الأول بهدف لاعب الزمالك رأفت عطية من ركلة جزاء، قبل أن يعادل أحمد البشير لاعب فريق المريخ النتيجة للسودان في الشوط الثاني، ومن ثم منح لاعب فريق الاتحاد السكندري، محمد دياب العطار، وشهرته «الديبة»، الفوز لمنتخب مصر بهدف في الدقيقة 72، لتتأهل مصر للمباراة النهائية.

وأُقيم النهائي يوم 16 فبراير 1957، وجمع منتخبي مصر وإثيوبيا، بقيادة الحكم السوداني محمد يوسف، حيث سيطر منتخب مصر على المباراة بشكل كامل، وتوج محمد دياب العطار (الديبة) نفسه نجماً للقاء والبطولة بإحرازه 4 أهداف (سوبر هاتريك) على مدار شوطي اللقاء، لتفوز مصر 4 - صفر، وتتوج باللقب الأول لبطولة كأس الأمم الأفريقية من قلب العاصمة الخرطوم.

ورفع الفراعنة كأس البطولة الأول، التي صممها عبد العزيز سالم أول رئيس لـ«كاف»، حيث استوحى الشكل من رمز كأس الاتحاد الإنجليزي، وقد صنعها من الفضة.

ومثل المنتخب المصري في المباراة النهائية تشكيلة مكونة من الحارس يوناني الأصل براسكوس (القناة). وفي خط الدفاع كل من نور الدالي (الزمالك)، ومسعد داود (الأوليمبي)، ورفعت الفناجيلي (الأهلي)، وحنفي بسطان (الزمالك). وفي خط الوسط كل من سمير قطب (الزمالك)، وإبراهيم توفيق (طنطا). وفي خط الهجوم كان الرباعي رأفت عطية (الزمالك)، وعلاء الحامولي (الزمالك)، وحمدي عبد الفتاح (الترسانة)، والديبة (الاتحاد السكندري) بقيادة تدريبية للمدرب المصري مراد فهمي، الذي حفر اسمه أول مدرب يحرز كأس الأمم الأفريقية في نسختها الأولى.


مقالات ذات صلة

في الطريق إلى نهائي كأس العالم 2026… هل سنشهد مواجهة بين ميسي ورونالدو؟

رياضة عالمية رونالدو وميسي هل يلتقيان مجدداً ؟(رويترز)

في الطريق إلى نهائي كأس العالم 2026… هل سنشهد مواجهة بين ميسي ورونالدو؟

أسفرت قرعة كأس العالم، التي أُجريت الجمعة، عن رسم خارطة 72 مباراة موزعة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، في أكبر نسخة بتاريخ البطولة، عقب تقسيم المنتخبات.

The Athletic (واشنطن)
رياضة عالمية منتخب السعودية وقع في مجموعة إسبانيا (أ.ف.ب)

كأس العالم 2026: ماذا يجب على «الأخضر» فعله للتأهل إلى دور الـ32؟

ترتسم ملامح واحدة من أكثر مجموعات كأس العالم 2026 إثارة وتنوعاً، بعدما جمعت القرعة بين إسبانيا بطلة أوروبا، والرأس الأخضر والسعودية.

The Athletic (واشنطن)
رياضة عالمية من فعاليات حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي بواشنطن (أ.ب)

انطلاق مراسم حفل سحب قرعة كأس العالم 2026

انطلقت، اليوم الجمعة، مراسم حفل سحب قرعة كأس العالم 2026 في مركز «جون إف. كينيدي» للفنون المسرحية بالعاصمة الأميركية واشنطن.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الرياضة مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عربية الأقرع ودياني ومواجهة أخيرة قبل النزال الرئيسي (الشرق الأوسط)

الأقرع ودياني... لمن يذهب الحزام في نزال الخبر الكبير؟

تستضيف مدينة الخبر الجمعة نهائيات بطولة "بي أف إل مينا" في الخبر أرينا، وسط ترقب واسع من جماهير الفنون القتالية في المنطقة العربية.

لولوة العنقري (الخبر )

أبو جزر: أتلقى النصائح من والدتي المقيمة في خيمة بغزة

إيهاب أبو جزر مدرب المنتخب الفلسطيني (أ.ف.ب)
إيهاب أبو جزر مدرب المنتخب الفلسطيني (أ.ف.ب)
TT

أبو جزر: أتلقى النصائح من والدتي المقيمة في خيمة بغزة

إيهاب أبو جزر مدرب المنتخب الفلسطيني (أ.ف.ب)
إيهاب أبو جزر مدرب المنتخب الفلسطيني (أ.ف.ب)

لا يستلم إيهاب أبو جزر، مدرب المنتخب الفلسطيني، من والدته المقيمة في خيمة في قطاع غزة روح الإصرار والعزيمة فقط، بل بعض النصائح الفنية والتكتيكية أيضاً، على أعتاب قيادته «الفدائي» إلى إنجاز غير مسبوق ببلوغ ربع نهائي كأس العرب لكرة القدم في الدوحة.

سيكون التعادل كافياً لفلسطين وسوريا للتأهل معاً إلى دور الثمانية، عندما يلتقيان الأحد في استاد المدينة التعليمية في الدوحة، ضمن الجولة الثالثة الأخيرة للمجموعة الأولى.

يروي أبو جزر (45 عاماً) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، حرص والدته على الحديث معه هاتفياً من غزة حصراً في أمور المنتخب: «لا تتحدث معي عن شيء سوى عن المنتخب، فهي تريد أن يبقى التركيز محصوراً بشأن البطولة».

يضيف: «تسألني الوالدة عن اللاعبين. مَن سيلعب أساسياً، ومَن سيغيب، وعن التكتيك ومعنويات الشباب والظروف المحيطة بهم».

يشير أبو جزر الذي تولى قيادة «الفدائي» أواخر عام 2024، إلى المأساة التي تعشيها عائلته بعد الحرب: «بيتي هُدم، وبيوت أهلي هُدمت، البيت الذي بنيناه طوبة طوبة (حجراً حجراً) هدم، كان بيت العمر (...)».

وتابع: «والدتي وأشقائي يعيشون في خيمة، ويعانون كثيراً لكي يتابعوا مبارياتنا على التلفزيون، يفكرون كيف يتدبرون أمر المولد الكهربائي وشراء الوقود لتشغيله».

وأضاف قائلاً: «كل هذه الظروف تدفعنا للقتال على أرض الملعب لآخر نفس، وهذا ما يجعلنا نقف على أقدامنا دائماً، ويمنحنا الدافع حتى نُفرّح أهلنا في غزة».

وعما إذا كانت هذه الظروف قد شكلت عبئاً عليه، يقول أبو جزر الذي أنهى مسيرته لاعباً عام 2017، وانتقل إلى التدريب عام 2020 بتوليه قيادة منتخب دون 23 عاماً: «في فترة من الفترات كانت عبئاً تحديداً في بداية الحرب. لنكن واقعيين، لم نكن نستوعب ما يجري، ولكن نحن نمتلك جينات عدم الاستسلام».

يتابع: «إذا استسلمنا ورضخنا لهذه الأمور فإننا نحن الشعب سوف نندثر وقضيتنا ستذوب. نمتلك من الإصرار والعزيمة ما يكفي لكي نقف مجدداً، وهنا لا أتحدث عن شعارات بل عن واقع».

ويؤكد أبو جزر أن «منتخب فلسطين يحمل إرثاً كبيراً من الشهداء والجرحى والأسرى والمبعدين والشتات، وهو منتخب يحمل أيضاً إرثاً من المعاناة والعذاب كما يحمل رسالة شعب حي، يريد أن يعيش كما بقية شعوب العالم».

ويضيف: «شعب حيوي إذا هيئت له الظروف يبدع في كل المجالات».

ويترقب «الفدائي» (4 نقاط) تأهلاً غير مسبوق بعد خمس مشاركات سابقة ودع خلالها من الدور الأول للبطولة التي انطلقت عام 1963 في بيروت، فيما حلت سوريا وصيفة ثلاث مرات (1963، 1966، 1988) في مشاركاتها الثماني السابقة.

وقياساً إلى عروضه في المباراتين السابقتين اللتين أسفرتا عن فوزه على قطر، صاحبة الضيافة، افتتاحاً بهدف في الرمق الأخير، ثم تعادله المثير مع تونس (2-2)، بعدما كان متأخراً بثنائية نظيفة، تبدو الطريق مُشرعة أمام أبناء أبو جزر، بعدما قدم ابن مدينة غزة منتخباً قوياً يتميز بروح عالية ولياقة بدنية ممتازة.

عن هذه الروح يقول أبو جزر: «نحن نقول دائماً إننا أسرة فلسطينية صغيرة تمثل الأسرة الكبيرة وهي كل الشعب الفلسطيني في الداخل أو في الشتات».

يتابع: «نحاول أيضاً أن نوصل الرسالة التي تصلنا من الداخل، ومن قطاع غزة والمحافظات الشمالية. لا شك أنها تشكل ضغطاً علينا لكنه ضغط إيجابي».

ويؤكد أبو جزر الذي بدأ مسيرته لاعباً مع نادي شباب رفح قبل أن ينتقل إلى هلال القدس والأمعري وشباب السموع، أن طموحات منتخب بلاده تكبر تدريجياً في البطولة: «نخوض البطولة مباراة تلو الأخرى. من أول ما وصلنا إلى قطر كنا نفكر في مباراة ليبيا (في التصفيات). ثم بدأنا التفكير في قطر وبعدها تونس».

وعن مواجهته مع سوريا، الأحد، يقول المدرب: «نحن الجهاز الفني لا نتكلم في تفاصيل مَن سيفوز ومَن سيتعادل. لدينا 90 دقيقة وتفكيرنا محصور بها».

وعما إذا كان الاكتفاء بالتعادل للتأهل يشكل عبئاً على لاعبيه، يقول أبو جزر: «ليس عبئاً.. هي سيناريوهات مباراة. من الممكن أن نتعادل مع سوريا وتتعادل قطر مع تونس».

يختم حديثه: «نحن سنركز في الدقائق التسعين ولدينا الرغبة في التأهل لكي نحقق إنجازاً نستحقه».


مهدي عبد الجبار: خسارة البحرين أمام الجزائر «للنسيان»

مهدي عبد الجبار لاعب المنتخب البحريني (منتخب البحرين)
مهدي عبد الجبار لاعب المنتخب البحريني (منتخب البحرين)
TT

مهدي عبد الجبار: خسارة البحرين أمام الجزائر «للنسيان»

مهدي عبد الجبار لاعب المنتخب البحريني (منتخب البحرين)
مهدي عبد الجبار لاعب المنتخب البحريني (منتخب البحرين)

قال مهدي عبد الجبار لاعب المنتخب البحريني إن أخطاء بسيطة أدت للخسارة الثقيلة بنتيجة 1 / 5 أمام الجزائر، السبت، في بطولة كأس العرب لكرة القدم، وتبقى مباراة

للنسيان.

وأضاف عبد الجبار في تصريحات تلفزيونية عقب اللقاء: «قدمنا أداء جيداً في بداية المباراة، ثم تراجعنا بعد استقبال الهدف الأول، وارتكبنا أخطاء بسيطة أسفرت عن أهداف أخرى».

وتابع: «إنها مباراة للنسيان، أو نراجعها للتعلم من الأخطاء، لنقدم أداء أفضل في المباراة القادمة».

وشدد مهدي عبد الجبار على أن «الكل يتحمل مسؤولية هذه الأخطاء، ونسعى جميعاً لتصحيحها».

بهذا الفوز رفع المنتخب الجزائري رصيده إلى أربع نقاط في صدارة المجموعة الرابعة مؤقتاً، وسيختتم مشواره في الدور الأول بمواجهة العراق.

أما منتخب البحرين فبقي بلا رصيد بعد خسارة ثانية على التوالي، ليودّع المنافسات رسمياً، وسيلعب ضد السودان في الجولة الثالثة.


بوقرة: أظهرنا قوة شخصيتنا في الفوز العريض على البحرين

مجيد بوقرة مدرب منتخب الجزائر (كأس العرب)
مجيد بوقرة مدرب منتخب الجزائر (كأس العرب)
TT

بوقرة: أظهرنا قوة شخصيتنا في الفوز العريض على البحرين

مجيد بوقرة مدرب منتخب الجزائر (كأس العرب)
مجيد بوقرة مدرب منتخب الجزائر (كأس العرب)

أشاد مجيد بوقرة، مدرب منتخب الجزائر بأداء لاعبيه بعد الفوز العريض على البحرين بنتيجة 5 - 1، السبت، في الجولة الثانية من المجموعة الرابعة لكأس العرب لكرة القدم المقامة في قطر.

قال بوقرة في تصريحات تليفزيونية عقب اللقاء: «أنا سعيد للغاية من أجل اللاعبين، أعرف قدرات فريقي جيداً، وكنا نتطلع لتحقيق أول فوز لنا في المسابقة من أجل الثقة».

أضاف المدرب الجزائري: «لقد أظهرنا قوة الشخصية، وفعلنا ما كان ينقصنا في المباراة الأولى أمام السودان على المستوى الفني والخططي، والأداء كان أفضل، ولكن المهمة لم تنته بعد».

وشدد مجيد بوقرة في ختام تصريحاته: «كل المباريات مهمة، والتأهل سيحسم في

الجولة الأخيرة».

بهذا الفوز رفع المنتخب الجزائري رصيده إلى أربع نقاط في صدارة المجموعة الرابعة مؤقتاً، وسيختتم مشواره في الدور الأول بمواجهة العراق.

أما منتخب البحرين فبقي بلا رصيد بعد خسارة ثانية على التوالي، وسيلعب ضد السودان في الجولة الثالثة.