حكومة طرابلس: رئيس مخابرات القذافي وأبو عجيلة هما المشتبه بهما في قضية لوكيربي

مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة: القضية أغلقت.. والفاعل في الخارج

حكومة طرابلس: رئيس مخابرات القذافي وأبو عجيلة هما المشتبه بهما في قضية لوكيربي
TT

حكومة طرابلس: رئيس مخابرات القذافي وأبو عجيلة هما المشتبه بهما في قضية لوكيربي

حكومة طرابلس: رئيس مخابرات القذافي وأبو عجيلة هما المشتبه بهما في قضية لوكيربي

بينما استغربت السلطات الشرعية في ليبيا محاولة بريطانيا والولايات المتحدة إعادة فتح التحقيق مجددا في قضية لوكيربي، عبر استدعاء شاهدين جديدين هما عبد الله السنوسي، رئيس المخابرات في عهد العقيد الراحل معمر القذافي، ومحمد أبو عجيلة، سعت السلطات المحلية التي تدير العاصمة طرابلس إلى استغلال هذا الأمر بهدف فتح حوار مع السلطات الأميركية والبريطانية.
واكتفى جمال زوبية، مدير المكتب الإعلامي لما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني، التي تدير طرابلس بدعم من ميليشيات «فجر ليبيا» المتطرفة منذ العام الماضي، بتحديد هوية السنوسي وأبو عجيلة، لكنه قال في رسالة إلى الصحافيين إن مكتب المدعي العام الليبي لم يخطر رسميا بذلك.
وقالت مصادر أمنية في العاصمة الليبية لـ«الشرق الأوسط» إن أبو عجيلة والسنوسي يقبعان في سجن الهضبة، الذي تديره حكومة طرابلس في وسط المدينة، حيث يخضعان لحراسة مشددة يقودها بعض المعارضين السابقين لنظام القذافي، الذين تولوا لاحقا مناصب أمنية وعسكرية رفيعة بسبب تأييدهم لميليشيات «فجر ليبيا»، وجماعة الإخوان المسلمين.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسة عن مصدر مسؤول في مكتب المدعي العام قوله إنه «لا تعليق بعد، سيكون لدينا ما نقوله حيال هذه المسألة خلال يومين». بينما قال متحدث باسم وزارة العدل الليبية في طرابلس إن «الوزارة ليست منخرطة بعد في هذا الطلب». إلا أن مسؤولا في الحكومة الانتقالية، المعترف بها دوليا برئاسة عبد الله الثني، قال في المقابل لـ«الشرق الأوسط» إنه من المرجح أن تحاول حكومة طرابلس غير المعترف بها دوليا استغلال التحرك الأميركي والبريطاني الجديد حول قضية لوكيربي لفتح حوار مع السلطات في لندن وواشنطن، مضيفا أن «هذه فرصة لهذه الحكومة، فبدلا من المقاطعة شبه الدولية لها، تتحرك السلطات البريطانية والأميركية الآن لإرسال محققين إلى طرابلس، وهذه الحكومة ستفعل أي شيء لاستقبال هؤلاء».
من جهته، اعتبر إبراهيم الدباشي، مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أن قضية لوكيربي أقفلت بالنسبة لليبيا، وقال لـ«الشرق الأوسط» في تصريحات خاصة من مقره في مدينة نيويورك الأميركية إن «من يريد أن يفتحها (القضية) فعليه أن يبحث عن الفاعل خارج ليبيا، وألا يستغل الفوضى القائمة في البلاد لزيادة تأزيم الوضع»، مضيفا أنه «لا يجوز لأي جهة في ليبيا التجاوب مع هذا الأمر، فالمعني بالأمر هو السلطة الشرعية والنائب العام الذي لا يسمح وجوده في طرابلس بالقيام بعمله». وشدد الدباشي على أن هذا يعني أن الجهة التي يجب أن يتوجه إليها خطاب السلطات الأميركية والبريطانية هي مجلس النواب وحكومته الانتقالية، وليس جماعة طرابلس، مضيفا أن «هذا أمر أكيد، خاصة أن اتفاق إقفال ملف لوكيربي كان يستند إلى قرار سياسي».
وطبقا لما قاله الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الليبية التابعة للحكومة المعترف بها دوليا، والتي تتخذ من مدينة البيضاء في شرق ليبيا مقرا لها، فإن الوزارة لم تصدر أي بيان رسمي حول الطلب الأميركي والبريطاني لإرسال محققين للتحقيق مع السنوسي وأبو عجيلة. وكانت النيابة العامة في اسكوتلندا قد أعلنت أول من أمس أنها حددت هوية ليبيين يشتبه في تورطهما في تفجير طائرة «بان أميركان» فوق بلدة لوكيربي الاسكوتلندية عام 1988، والذي راح ضحيته 270 شخصا.
وقالت النيابة العامة في بيان إن مسؤولين اسكوتلنديين وأميركيين وافقوا «على أن هناك أساسا سليما في القانون يخول للمحققين الاسكوتلنديين والأميركيين اعتبار ليبيين مشتبها بهما في التحقيق المستمر في تفجير طائرة (بان أميركان 103) فوق لوكيربي»، مضيفا أن «الشخصين مشتبه في تورطهما (في الاعتداء)، إلى جانب عبد الباسط المقرحي».
وأدين المقرحي سنة 2001 بعملية تفجير الطائرة، وهو المدان الوحيد في هذه القضية. وأرسل المدعي العام الاسكوتلندي طلبا رسميا إلى النائب العام الليبي في طرابلس، يحدد فيه المشتبه بهما ويدعوه إلى التعاون. وأضاف بيان النيابة العامة أن «كبير المحامين والنائب العام الأميركي يطلبان أن تقوم السلطات القضائية الليبية بمساعدة ضباط الشرطة الاسكوتلندية ومكتب التحقيقات الفيدرالي، لاستجواب المشتبه بهما، اللذين ورد اسميهما، في طرابلس». وكانت الحكومة الاسكوتلندية قد أفرجت عن المقرحي سنة 2009 لأسباب إنسانية، بعدما تم تشخيص إصابته بمرض السرطان، وتوفي في ليبيا عام 2012. وفي سنة 2003 أقرت ليبيا بمسؤوليتها عن التفجير، ودفع نظام القذافي 2.7 مليار دولار (2.4 مليار يورو) تعويضا لعائلات الضحايا كجزء من مجموعة من التدابير الرامية إلى التقارب مع الغرب.
ومنذ سقوط نظام القذافي عام 2011، انتقل محققون بريطانيون وأميركيون إلى ليبيا للتحقيق في وجود شركاء آخرين محتملين في الاعتداء.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».