جنوب أفريقيا تجذب السعوديين للاستثمار بالزراعة ضمن برنامج الأمن الغذائي

منع الازدواج الضريبي وتوفير التمويل يعززان فرص النجاح

برنامج الأمن الغذائي يهدف إلى تأمين السلع من خلال رفع الاستثمار الزراعي الخارجي
برنامج الأمن الغذائي يهدف إلى تأمين السلع من خلال رفع الاستثمار الزراعي الخارجي
TT

جنوب أفريقيا تجذب السعوديين للاستثمار بالزراعة ضمن برنامج الأمن الغذائي

برنامج الأمن الغذائي يهدف إلى تأمين السلع من خلال رفع الاستثمار الزراعي الخارجي
برنامج الأمن الغذائي يهدف إلى تأمين السلع من خلال رفع الاستثمار الزراعي الخارجي

أكد مستثمرون سعوديون عزمهم الاستثمار الزراعي في جنوب أفريقيا، في إطار دعم الحكومة السعودية لبرنامج الأمن الغذائي الذي يهدف إلى تأمين السلع الغذائية، من خلال رفع الاستثمار الخارجي في قطاع الزراعة.
وأوضح المستثمرون أن اتفاقية عدم الازدواج الضريبي بين السعودية وجنوب أفريقيا، وكذلك التسهيلات المالية، شجعت الكثير من المستثمرين لبناء شراكات استراتيجية تضم الجانبين من السعودية وجنوب أفريقيا، لا سيما التركيز على الزراعة، خاصة احتياجات السوق السعودية.
وكشف شعيب كاسو، قنصل عام جمهورية جنوب أفريقيا، خلال لقائه برجال الأعمال السعوديين في غرفة جدة (غرب السعودية)، أول من أمس، أن الشركات الكبرى والمستثمرين في القطاعات الصناعية والزراعية والطاقة من بلاده يرغبون في الدخول بقوة إلى السوق السعودية، لما تمتاز به من قوة وتعدد في مسارات الاستثمار بشكل عام، إلى جانب تطورها في تنمية الاستثمارات الأجنبية.
وعرض خلال اللقاء عددا من الفرص الاستثمارية لأصحاب الأعمال السعوديين في تصدير التكنولوجيا، في ظل التطور الاقتصادي الذي شهدته بلاده التي تمتاز بثقل صناعي وزراعي، حيث تطمح لجذب الاستثمارات السعودية إليها في ظل المناخ الاستثماري المهيأ وتوافر الأنظمة والإجراءات التي تضمن نجاح هذه الاستثمارات.
وكشف رغبة بلاده في تصدير الاستزراع السمكي وتقنية الزراعة لإنشاء مشروعات زراعية مشتركة بين جنوب أفريقيا والسعودية، مبرزا ما تمثله جنوب أفريقيا من سوق مهمة يمكن من خلالها الوصول إلى العديد من الأسواق الأفريقية.
ودعا أصحاب الأعمال السعوديين إلى الاطلاع على هذه الفرص لبحث إقامة مشروعات مشتركة في ظل العلاقات المتميزة التي تربط البلدين واتفاقية منع الازدواج الضريبي التي جرى توقيعها – أخيرا - وسعي القيادات في الدولتين الصديقتين إلى دعم التبادل الاقتصادي والتجاري والاستثماري وتوطيد العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
من جانبه، قال عدنان مندورة، أمين عام غرفة جدة، إن هناك ضرورة لإشراك القطاع الخاص في استشراف الفرص ودعم التبادل التجاري بين البلدين، مشيرا إلى أن زيارة القنصل العام الجنوب أفريقي للغرفة تأتي في إطار التعاون الاقتصادي بين البلدين وإيجاد منافذ لتنويع وتبادل الخبرات والاستثمارات بين أصحاب الأعمال في البلدين.
وشدد على أن علاقات البلدين تمتاز بالمتانة، ويشهد حجم التبادل التجاري بين البلدين نموا على الأصعدة كافة، وستشهد المرحلة المقبلة بتضافر جهود الغرف التجارية مزيدا من التعاون بغرض الاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية في اقتصاد البلدين.
يذكر أن مجلس الأعمال السعودي الجنوب أفريقي تأسس في عام 2007، بهدف الدفع بعلاقات التبادل التجاري وتنمية الاستثمارات المشتركة من خلال قطاع الأعمال في البلدين، خاصة أن السعودية وجنوب أفريقيا ترتبطان باتفاقية لمنع الازدواج الضريبي، وهي أول اتفاقية توقع مع دولة أفريقية بغرض تعزيز قيام مشروعات استثمارية مشتركة بين البلدين ورفع حجم التبادل التجاري.
وكانت الحكومة السعودية قد أعلنت، عبر صندوق التنمية الزراعية، الشروط والضوابط الخاصة بتقديم التسهيلات الائتمانية والتمويل المُيّسر للمستثمرين السعوديين في الزراعة خارجيا، وذلك ضمن مبادرة الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز للاستثمار الزراعي في الخارج؛ والتي اشتملت على 7 اشتراطات و9 ضوابط، جاء من أبرزها أن الحد الأقصى للتمويل يكون بواقع 60 في المائة من حصة المستثمر السعودي في المشروع، وأن يكون المستثمر ممارسا للنشاط الزراعي.
وتهدف المبادرة إلى العمل على توفير مخزون استراتيجي آمن من السلع الأساسية، بما يحقق الأمن الغذائي والمائي للسعودية، ويحول دون نشوء أزمات غذائية مستقبلية.
وأقرت اللائحة بأن يكون التمويل للسلع المحددة والدول المستهدفة بالاستثمار الزراعي، والتي ضمت كلا من: باكستان، وكازاخستان، والفلبين، وفيتنام، وأستراليا، وتركمانستان، وقرغيزستان، وإندونيسيا، والهند، والصين، وأوزبكستان، والسودان، ومصر، وإثيوبيا، وتنزانيا، وأوغندا، والنيجر، وكينيا، ومالي، والسنغال، وجنوب أفريقيا، وبلغاريا، وبولندا، ورومانيا، وروسيا، وتركيا، وأوكرانيا، والبرازيل، وكندا، والأرجنتين، وأوروغواي.



لاغارد: المزيد من خفض الفائدة ممكن مع تراجع التضخم نحو الهدف

رئيسة «البنك المركزي الأوروبي» كريستين لاغارد تتحدث لوسائل الإعلام بعد «اجتماع السياسة النقدية» في فرنكفورت (رويترز)
رئيسة «البنك المركزي الأوروبي» كريستين لاغارد تتحدث لوسائل الإعلام بعد «اجتماع السياسة النقدية» في فرنكفورت (رويترز)
TT

لاغارد: المزيد من خفض الفائدة ممكن مع تراجع التضخم نحو الهدف

رئيسة «البنك المركزي الأوروبي» كريستين لاغارد تتحدث لوسائل الإعلام بعد «اجتماع السياسة النقدية» في فرنكفورت (رويترز)
رئيسة «البنك المركزي الأوروبي» كريستين لاغارد تتحدث لوسائل الإعلام بعد «اجتماع السياسة النقدية» في فرنكفورت (رويترز)

قالت كريستين لاغارد، رئيسة «البنك المركزي الأوروبي»، يوم الاثنين، إن «البنك» سيتخذ خطوات لخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر إذا استمر التضخم في التراجع نحو هدفه البالغ اثنين في المائة، مؤكدة أنه لم يعد من الضروري فرض قيود على النمو الاقتصادي.

وكان «البنك المركزي الأوروبي» قد خفض أسعار الفائدة 4 مرات هذا العام، ويترقب المستثمرون مزيداً من التيسير في السياسات خلال عام 2025 بعد أن تراجعت مخاوف التضخم بشكل كبير، بينما أصبح النمو الاقتصادي الضعيف الآن يشكل القلق الرئيسي.

وخلال تصريحات لها في فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا، قالت لاغارد: «إذا استمرت البيانات في تأكيد توقعاتنا الأساسية، فسيكون الاتجاه واضحاً، وسنتوقع خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر»، وفق «رويترز».

وأوضحت لاغارد أن الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستويات «مقيدة بدرجة كافية» لم يعد مبرراً في ظل النمو الضعيف وضغوط الأسعار المعتدلة، في إشارة إلى أن الهدف التالي هو الوصول إلى ما يُسمى «المستوى المحايد» الذي لا يعوق ولا يحفز الاقتصاد. وعلى الرغم من أن مفهوم «الحياد» غامض، فإن لاغارد قد أشارت في السابق إلى أن أبحاث «البنك المركزي الأوروبي» تضعه بين 1.75 في المائة و2.5 في المائة. وهذا يعني أنه قد تحدث تخفيضات أخرى عدة في سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3 في المائة، قبل أن يدخل «البنك» في «مرحلة الحياد».

ويتوقع المستثمرون أن يخفض «البنك المركزي الأوروبي» أسعار الفائدة في الاجتماعات الأربعة المقبلة، فاحتمال إجراء تخفيض آخر قبل نهاية العام تقدّر بأكثر من 50 في المائة. وهذا قد يدفع بسعر الفائدة الرئيسي إلى أدنى مستويات «النطاق المحايد».

ويُعزى تسريع تخفيف السياسة إلى اختفاء بقايا التضخم المرتفع، مع تراجع ضغوط تكاليف الخدمات التي تشكل أكبر عنصر في سلة أسعار المستهلك. وأضافت لاغارد: «لقد انخفض زخم التضخم في الخدمات بشكل حاد مؤخراً. وتشير هذه البيانات إلى وجود مجال لتعديل هبوطي في تضخم الخدمات، وبالتالي التضخم المحلي، في الأشهر المقبلة».

كما أظهرت بيانات نمو الأجور، التي كانت مصدر قلق رئيسياً في الماضي، اتجاهاً أكثر اعتدالاً، حيث يُتوقع أن تنمو الأجور بنسبة 3 في المائة العام المقبل، وهو المستوى الذي يتوافق أخيراً مع هدف «البنك المركزي الأوروبي».

ورغم هذه التطورات الإيجابية، فإن لاغارد أشارت إلى أن هناك بعض المخاطر السلبية على التضخم، خصوصاً من قِبل العوامل الجيوسياسية، التي قد تؤثر سلباً على التوقعات الاقتصادية. وأوضحت أن أي صدمات جديدة قد تلحق ضرراً بالنمو الضعيف الذي تشهده منطقة اليورو حالياً.

وقالت: «إذا تبنت الولايات المتحدة - أكبر سوق تصدير لنا - سياسات حمائية، فمن المرجح أن يتأثر النمو في منطقة اليورو».

وأكدت رئيسة «المركزي الأوروبي» أن عدم اليقين الجيوسياسي قد يؤثر على «شهية المخاطرة لدى المستثمرين والمقترضين والوسطاء الماليين». وأشارت إلى أن القلق الأكبر بالنسبة إلى «البنك» هو أن اتساع الفروق غير المنضبطة في عوائد السندات بين دول منطقة اليورو قد يجعل السياسة النقدية أقل فاعلية، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

وقالت لاغارد: «إن تقييم انتقال السياسة النقدية سيظل ذا أهمية كبيرة. وإذا واجهنا صدمات جيوسياسية كبيرة تزيد من حالة عدم اليقين بشأن آفاق التضخم، فسنحتاج إلى الاستعانة بمصادر أخرى للبيانات لتعزيز تقييمنا للمخاطر التي تهدد توقعاتنا الأساسية».