تركيا: تدمير 71 هدفاً ومقتل 59 مسلحاً كردياً في شمالي العراق وسوريا

استهداف القيادية زينب أيفر في السليمانية شمال العراق

صورة نشرتها وزارة الدفاع التركية لنقل جثامين 6 من جنودها قتلوا في شمال العراق
صورة نشرتها وزارة الدفاع التركية لنقل جثامين 6 من جنودها قتلوا في شمال العراق
TT

تركيا: تدمير 71 هدفاً ومقتل 59 مسلحاً كردياً في شمالي العراق وسوريا

صورة نشرتها وزارة الدفاع التركية لنقل جثامين 6 من جنودها قتلوا في شمال العراق
صورة نشرتها وزارة الدفاع التركية لنقل جثامين 6 من جنودها قتلوا في شمال العراق

أعلنت تركيا تنفيذ عمليات جوية، طالت 71 هدفاً لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في شمالي العراق وسوريا، ومقتل 59 مسلحاً كردياً في هذه الضربات وفي اشتباكات وبوسائل أخرى، رداً على مقتل 12 من جنودها في شمال العراق.

وقال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، إنه «رداً على الهجمات التي استهدفت جنودنا يومي الجمعة والسبت الماضيين، تم تنفيذ عمليات جوية ضد 71 هدفاً في شمالي العراق وسوريا انتقاماً لشهدائنا».

وأضاف غولر، خلال مؤتمر عبر الفيديو مع قادة الوحدات العسكرية التركية داخل البلاد وعبر الحدود (في العراق وسوريا)، بمشاركة رئيس الأركان العامة الجنرال متين جوراك، وقادة القوات المسلحة، أنه تم تحييد (قتل) 59 «إرهابياً» من خلال العمليات الجوية والاشتباكات ووسائل أخرى.

وشدد الوزير التركي على استمرار العمليات العسكرية الانتقامية في شمالي العراق وسوريا، قائلاً: «لا ينبغي أن يشك أحد في أننا سنقوم بتحييد ما يكفي من الإرهابيين في أقرب وقت ممكن، وكما قلنا دائماً، فإن حربنا ضد الإرهاب ستستمر حتى يتم القضاء على آخر إرهابي».

استهدافات لـ«قسد»

وأعلنت المخابرات التركية، الثلاثاء، أنها دمرت 50 منشأة تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في عين العرب والقامشلي وعامودا في شمال وشمال شرقي سوريا.

دخان يتصاعد في القامشلي شمال شرقي سوريا بالقرب من الحدود التركية في 25 ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)

وقالت مصادر أمنية، إن المخابرات تستهدف البنية التحتية للعمال الكردستاني و«قسد»، ورصدت قيام عناصرهما بإنتاج مستلزمات مختلفة داخل منشآت في سوريا، بدءاً من اللباس ومستلزمات الحياة اليومية وصولاً إلى الأسلحة والمتفجرات، ولاحظت من خلال متعاونين ميدانيين، أن «الكردستاني» كان يدير تحت غطاء مدني أنشطة منشآته العسكرية والاقتصادية واللوجيستية في عين العرب والقامشلي وعامودا بسوريا.

وأضافت المصادر أنه تم تدمير 50 منشأة بإصابات مباشرة بعد تحديدها بدقة، لمنع إلحاق الضرر بالمدنيين والتجمعات السكنية، مشيرة إلى أن المنشآت المستهدفة كان بداخلها بعض العناصر القيادية، وتم تدميرها بنجاح.

وأوضحت أن عمليات المخابرات ساهمت بشكل كبير في تحييد التهديدات المحيطة بأمن الحدود، وتعطيل أهداف العمليات وقدرة «العمال الكردستاني» و«قسد» على تنفيذ عمليات ضد تركيا.

ونفذ الجيش التركي، خلال اليومين الماضيين، غارات بطائرات مسيَّرة استهدفت أكثر من 20 موقعاً عسكرياً وحيوياً في مناطق في مدينتي القامشلي وعامودا بريف الحسكة، شمال شرقي سوريا.

دخان كثيف يتصاعد من حريق مشتعل في صهريج منشأة حقل العودة النفطي قرب القحطانية شمال شرقي سوريا في 24 ديسمبر بعد غارة تركية (أ.ف.ب)

ومن بين الأهداف التي تم قصفها المركز الرئيسي لتوزيع المحروقات والوقود (سادكوب) في مدينة القامشلي، مما أسفر عن تدمير موقعين في المنطقة واحتراق العديد من الصهاريج المحمّلة بالوقود. وطالت الضربات مستودعاً داخل أكبر شركات الإنشاءات والبناء التابعة لـ«الإدارة الذاتية» على الحزام الشمالي للمدينة، ومقرا أمنياً لـ«قسد» ومرأباً للسيارات العسكرية في عين العرب (كوباني) في شمال شرقي حلب.

كما استهدفت الضربات شركات تجارية ومصانع تدار من قبل كوادر العمال الكردستاني، بشكل مباشر، أو من قبل أشخاص يعملون لصالحه، التي تعد من مصادر تمويل «الإدارة الذاتية» لشمال وشرق سوريا و«قسد» و«العمال الكردستاني».

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، الأربعاء، القضاء على 4 من عناصر الوحدات الكردية في عملية نفذتها قوات النخبة في منطقتي عمليتي «غصن الزيتون» (عفرين) و«نبع السلام» في شمال شرقي سوريا، حاولوا تنفيذ هجوم لزعزعة مناخ السلام والأمن في المنطقتين.

عمليات في السليمانية

وفي إطار الرد المستمر على مقتل 12 جندياً تركياً، كشفت المخابرات التركية، الأربعاء، عن مقتل القيادية في «العمال الكردستاني» في شمال العراق، زينب أيفر، التي كانت تحمل الاسم الحركي (أرين أري) بعملية في السليمانية في شمال العراق.

وقالت مصادر أمنية لوكالة «الأناضول» إن أيفري كانت «مسؤولة الأنشطة النسائية الإرهابية» على الحدود الإيرانية العراقية، وتم رصد موقعها في منطقة «بنجيفين» بريف محافظة السليمانية، وكانت تستعدّ لشن هجوم على قواعد عسكرية تركية في شمال العراق.

صورة موزعة من المخابرات التركية للقيادية في العمال الكردستاني زينب أيفر التي قتلت بعملية في السيلمانية

وهذه هي العملية الثالثة التي تكشف المخابرات التركية عن تنفيذها في السليمانية في 3 أيام، حيث كشفت، الثلاثاء، عن مقتل القيادي «محمد شفا أكمان»، الذي كان يحمل الاسم الحركي «باهوز زاغروس»، ويوصف بـ«مسؤول السليمانية» في تنظيم «المجتمعات الكردستانية»، التابع لحزب العمال الكردستاني، بعد متابعة لتحركاته ورصد مكانه، إذ كان يعد لعملية ضد القوات التركية الموجودة في المنطقة.

تدريبات لمقاتلي «حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق (أ.ف.ب - أرشيفية)

وسبق أن أعلنت المخابرات التركية، الاثنين، عن مقتل القيادي في التنظيم ذاته، إردينتش بولجال، المعروف بالاسم الحركي (علي خبات)، وكان مسؤولاً عن «أكاديمية شيلان جوي»، التى تتولى التدريب العسكري والآيديولوجي في التنظيم، وكان يخطط لتنفيذ عملية إرهابية تستهدف الوجود العسكري التركي بمدينة كركوك شمال العراق. وجرى قتله في السليمانية أيضاً.


مقالات ذات صلة

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان متحدثاً في البرلمان التركي (الخارجية التركية)

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام في سوريا

أوضح وزير الخارجية التركي فيدان أن الرئيس السوري لا يريد السلام في سوريا، وحذر من أن محاولات إسرائيل لنشر الحرب بدأت تهدد البيئة التي خلقتها «عملية أستانة».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية ترمب مستمعاً إلى مرشحه لوزارة الخارجية السيناتور ماركو روبيرو خلال حملته لانتخابات الرئاسة الأميركية (رويترز)

إردوغان «قلق» من تعيينات إدارة ترمب الجديدة

لم يُخفِ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قلق حكومته بشأن بعض الأسماء التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ضمها إلى إدارته.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

طهران تحتج بعد توقيف «عنيف» لطالبَين إيرانيَين في روسيا

رجل شرطة روسي يقف حارساً عند قبر الجندي المجهول في حديقة ألكسندر خارج الكرملين بموسكو (إ.ب.أ)
رجل شرطة روسي يقف حارساً عند قبر الجندي المجهول في حديقة ألكسندر خارج الكرملين بموسكو (إ.ب.أ)
TT

طهران تحتج بعد توقيف «عنيف» لطالبَين إيرانيَين في روسيا

رجل شرطة روسي يقف حارساً عند قبر الجندي المجهول في حديقة ألكسندر خارج الكرملين بموسكو (إ.ب.أ)
رجل شرطة روسي يقف حارساً عند قبر الجندي المجهول في حديقة ألكسندر خارج الكرملين بموسكو (إ.ب.أ)

احتجت إيران، الحليف الوثيق لموسكو، لدى السلطات الروسية بعد عملية توقيف «عنيفة» لطالبَين إيرانيين في مدينة قازان الروسية، وفق ما أفادت به وكالة «إرنا» الرسمية للأنباء، السبت.

ونقلت الوكالة عن القنصلية الإيرانية في المدينة: «قام صباح الجمعة عدد من الطلاب في جامعة قازان الفيدرالية من دول مختلفة منها أوزبكستان والصين وإيران وتركمانستان... وغيرها، بزيارة (مركز تجديد التأشيرات) التابع للجامعة المذكورة لتجديد طلباتهم».

وأضافت: «بعد مشادة بين الطلاب وتفعيل جهاز الإنذار من قبل أمن المركز المذكور، تم إرسال الشرطة إلى المكان، وبعد استمرار المشادة والضرب اللاإنساني وغير المهني للطلاب من قبل الشرطة، جرى اعتقال طالبين إيرانيين».

ورداً على ذلك، قدمت إيران «مذكرة احتجاج» إلى وزارة الخارجية الروسية نددت فيها بـ«المعاملة العنيفة التي تعرض لها الطلاب الإيرانيون من قبل الشرطة، وطلبت توضيحات بشأن سبب الحادث والتورط غير المهني للشرطة المحلية في الأمر»، وفق ما أضافت وكالة الأنباء.

وأشارت إلى أن القنصلية الإيرانية العامة أكدت أنه «نتيجة الإجراءات المتخذة، تقرر إطلاق سراح الطالبين الإيرانيين وإعادتهما إلى سكنهما».

من جهته، قال المكتب الإعلامي لشرطة قازان عبر منصة «تلغرام»، الجمعة، إن مشاجرة كلامية بين طلاب تحولت إلى جسدية، مضيفا أن شرطيين «أوقفوا المحرضين» من دون ذكر جنسياتهم.

وذكرت لجنة التحقيق في قازان أنه تم توقيف مواطنَين أجنبيَين بتهمة «العنف ضد ممثل للسلطات».

وأدان السفير الإيراني في موسكو كاظم جلالي، الجمعة، على منصة «إكس»، «كل أشكال التصرف السيّئ بحق الطلاب الإيرانيين»، مطالباً بمحاسبة «السلطات الروسية المسؤولة».