كلوب يطالب جماهير ليفربول بالصبر ويؤكد أنه ليس ساحرا

كين مهاجم توتنهام يتوعد بـ«إفساد» فرحة المدرب الألماني في اختباره الأول بالدوري الإنجليزي

كلوب يواجه التحدي الأول أمام توتنهام (أ.ف.ب)  -  كين يتوعد ليفربول («الشرق الأوسط»)
كلوب يواجه التحدي الأول أمام توتنهام (أ.ف.ب) - كين يتوعد ليفربول («الشرق الأوسط»)
TT

كلوب يطالب جماهير ليفربول بالصبر ويؤكد أنه ليس ساحرا

كلوب يواجه التحدي الأول أمام توتنهام (أ.ف.ب)  -  كين يتوعد ليفربول («الشرق الأوسط»)
كلوب يواجه التحدي الأول أمام توتنهام (أ.ف.ب) - كين يتوعد ليفربول («الشرق الأوسط»)

توقع هاري كين، مهاجم توتنهام هوتسبير، أن تكون معنويات لاعبي ليفربول مرتفعة للغاية، وأن يقدموا أداء «يزيد بواقع خمسة في المائة» عن المعتاد عندما يلتقي الفريقان على استاد «وايت هارت لين» ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم يوم السبت المقبل. وستكون هذه أول مباراة للضيوف تحت قيادة مدربهم الجديد الألماني يورغن كلوب.
وبعد أن أمضى العطلة الدولية ضمن تشكيلة منتخب إنجلترا، التي شملت أيضا ثنائي ليفربول المؤلف من ناثانيل كلاين وداني اينغس، قال كين إنه يبدو من الواضح أن لاعبي ليفربول سيسعون لإسعاد كلوب. وقال كين لوسائل إعلام بريطانية: «سيكون لدى ليفربول مدرب جديد، وسيسعى الجميع للاستعداد لهذا الأمر. في أول مباراتين (تحت قيادة أي مدرب جديد) يسعى الجميع لترك بصمته، لذا فإنهم سيقدمون أداء يزيد بواقع خمسة في المائة عن أدائهم المعتاد». وأضاف: «نتوقع ذلك. لاعبو ليفربول الذين كانوا ضمن تشكيلة منتخب إنجلترا كانوا يتوقون شوقا للعودة لبدء العمل تحت قيادته (كلوب)».
ويعاني المهاجم البالغ من العمر 22 عاما من أجل استعادة مستواه الذي ظهر به الموسم الماضي، إلا أنه يبدو واثقا من أن اللياقة البدنية المرتفعة لتوتنهام ستمنحه النقاط الثلاث على الرغم من خسارته آخر خمس مباريات جمعت بينه وبين ليفربول في الدوري الممتاز. وقال «..تفوقنا في اللياقة على كل الفرق التي واجهناها، وسنسعى للقيام بذلك ثانية. هذا يعد إشارة على أننا ننفذ خطط المدرب بشكل صحيح، ونحن جاهزون تماما للقيام بذلك. وسنسعى للقيام بذلك ثانية يوم السبت. نعلم رغبة لاعبي ليفربول في الفوز في أول مباراة لهم مع مدربهم الجديد، لكننا لن نمحهم الفرصة لتحقيق ذلك». ولم يخسر توتنهام منذ الجولة الأولى للموسم الحالي، وهو يحتل المركز الثامن في جدول الترتيب بفارق نقطتين فقط خلف كريستال بالاس صاحب المركز الرابع عقب ثماني جولات.
من جهته، قال كلوب (48 عاما) مدرب ليفربول الجديد إن الشيء الوحيد الذي طلبه ملاك النادي هذا الموسم هو تقديم الأداء الممتع الذي يليق بالفريق الشمالي العريق. وتولى كلوب، مدرب بروسيا دورتموند السابق، قيادة ليفربول خلفا لبريندان رودجرز يوم الجمعة الماضي، وقال إن بوسع النادي إحراز لقب الدوري في غضون أربع سنوات، قبل أن يبلغ صحيفة «بيلد» الألمانية بأنه ينبغي التحلي بالصبر في ظل التحدي الضخم الذي يواجهه. وقال كلوب: «لا يوجد أي شك في أن هذا التحدي يعد ضخما لي ولفريق التدريب. ليفربول لم يحقق نجاحا كبيرا منذ فترة طويلة، وقام بتغيير العديد من المدربين، والآن تعاقد مع مدرب ألماني لكنه ليس بساحر». وأضاف: «لا يمكن تحقيق التطور دون فترة من الوقت». وأكد كلوب - الذي ذكرت تقارير أن عقده يمتد لثلاث سنوات - أن ملاك النادي لا ينتظرون منه أن يحرز لقبا أو حتى ينهي الموسم الحالي ضمن فرق المربع الذهبي بالدوري والتأهل لدوري أبطال أوروبا.
وقال المدرب الألماني: «تحدثت إلى الأشخاص المسؤولين في النادي.. لا توجد أهداف محددة هذا الموسم إلا مجرد لعب كرة قدم جميلة». وأضاف: «بغض النظر عما إذا كانت هناك أموال جاهزة للإنفاق في يناير (كانون الثاني) أو لا فهذا لا يثير اهتمامي. نحن الآن في أكتوبر (تشرين الأول) وفي الواقع لا أعرف حتى عدد المباريات التي تنتظرنا حتى فتح باب الانتقالات، ولذلك فينبغي التفكير أولا في اللاعبين المتاحين». وأكد كلوب أنه لم يخطط لقول عبارة «الرجل العادي» التي خطفت الأضواء في مؤتمره الصحافي الأول في أنفيلد. وقال كلوب يوم الجمعة ردا على سؤال بشأن وجود مقارنات مع جوزيه مورينهو مدرب تشيلسي الذي وصف نفسه في يوم ما بالرجل الاستثنائي: «هذا النادي ليس عاديا بل هو استثنائي. أنا الرجل العادي». وأبلغ كلوب صحيفة «بيلد»: «لا لم أفكر في قول هذه العبارة. لقد تعرضت لسؤال وأجبت ببساطة. أحيانا يكون من الأفضل التزام الصمت تماما، لكن هذا يكون صعبا خلال مؤتمر صحافي».
وأكد كلوب أنه لا يسعى لضم لاعبين من فريقه السابق بروسيا دورتموند إلى فريقه الجديد ليفربول. وقال ردا على سؤال عن احتمال التعاقد مع نجوم دورتموند: «إنها ليست رغبتي بأي حال من الأحوال». وكان رئيس نادي بروسيا دورتموند هانس يواكيم فاتزكه قال للصحيفة الألمانية حول هذا الموضوع إنه واثق مائة في المائة من عدم حصول أي شيء من دون معرفة ناديه. وقال فاتزكه: «إن يورغن كلوب لن يقوم بما يضر دورتموند»، ردا على أخبار في الإعلام الإنجليزي عن الاهتمام بمارك رويس وماتس هاملز ونيفن سوبوتيتش وإيلكاي غوندوغان. وأشرف كلوب، أول من أمس، على الحصة التدريبية الأولى له مع ليفربول.
جدير بالذكر أنه ربما لم تشهد مقاطعة «مرسيسايد» الواقعة شمال غربي إنجلترا ضجة مثل التي تعيشها الآن منذ ظهور فرقة الروك الغنائية الشهيرة «البيتلز» في مطلع الستينات من القرن الماضي، فقد تواصل «الهوس بكلوب» في أرجاء مدينة ليفربول منذ الإعلان عن التعاقد معه ليتولى منصب المدير الفني لفريق ليفربول. وجاء التقديم الرسمي لكلوب في منصبه الجديد الجمعة الماضي ليرفع سقف طموحات الجماهير وكذلك وسائل الإعلام المحلية، حيث وعد باستعادة المجد لليفربول الذي لم يتوج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز منذ عام 1990. لكن التأثير الأكبر للمدرب كان للانطباع الذي صنعه كلوب من خلال الطريقة التي ألقى بها كلماته خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد لتقديمه أمام وسائل الإعلام. وكان كلوب قد خطف الأضواء في عالم كرة القدم بأكمله خلال فترة توليه تدريب بروسيا دورتموند، حيث قاده للتفوق على الغريم بايرن ميونيخ والتتويج مرتين بلقب الدوري الألماني (بوندزليغا) ولقب كأس ألمانيا والوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2013 عندما خسر أمام البايرن على ملعب «ويمبلي». قبل أن يترك منصبه الصيف الماضي.
فلم تكن هناك أي شكوك في كفاءة كلوب وقدراته التدريبية، لكنه فاجأ جماهير ليفربول بمدى حضوره وتواضعه الكبير وكذلك حماسه الشديد وثقته في الفريق. وحتى قبل وصوله، تابع 35 ألف مشجع مسار كلوب في رحلة الطيران من دورتموند إلى ليفربول، ووصفت صحيفة «ذي ليفربول إيكو» المحلية الحالة التي صنعها كلوب في المدينة باسم «الهوس بكلوب». ولم يتوان النادي في الاستفادة من تلك الحالة من كل الجوانب، حيث سارع في طرح المنتجات الجديدة المتعلقة بكلوب للبيع عبر المتجر الإلكتروني للنادي، من قبعات وأكواب وفأرة الحاسوب. ولكن يبدو أن المنتج الأبرز قميص يباع بسعر 15 جنيها إسترلينيا (23 دولارا) يحمل كلمة «المدرب العادي»، وهي التي وصف بها كلوب نفسه أمام وسائل الإعلام، وهو ما جاء على النقيض للبرتغالي مورينهو الذي كان قد وصف نفسه بـ«المدرب الاستثنائي» لدى وصوله إلى تشيلسي.
وقوبل كلوب أيضا بالترحيب من جانب نجوم سابقين، حيث تمنى له ستيفن جيرارد القائد السابق لليفربول التوفيق من خلال رسالة عبر حسابه بموقع «إنستغرام» قال فيها إن قدومه إلى ليفربول بمثابة بداية للإثارة. وجاءت رسائل مشابهة من تشابي ألونسو ولويس غارسيا وجون آرني ريسه. وأشاد كل من ديتمار هامان لاعب وسط ليفربول السابق، وكيني دالغليش الذي يعد من أبرز النجوم في تاريخ ليفربول، بابتعاد كلوب عن الغطرسة. وكتب هامان بحسابه على موقع شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»: «بداية رائعة لكلوب في إنجلترا.. متحمس لرؤية التواضع الذي أظهره». وكتب دالغليش بحسابه: «إنه يبدو مثل الشخص غير المعجب بنفسه، وهو ما سيلقى تعلقا من جانب مشجعي ليفربول».
وذكر جيكي كاراغر، مدافع ليفربول السابق والذي يعمل حاليا كناقد بشبكة «سكاي سبورتس»، في عموده بصحيفة «ديلي ميل»، أن التعاقد مع كلوب شكل إعلانا واضحا من ليفربول عن نفسه. وأوضح: «في الأعوام الخمسة أو الستة الماضية كانت هناك مخاوف من أن ليفربول لا يمكنه جذب أبرز النجوم والمدربين». وأضاف «لكن إذا كان برشلونة أو مانشستر يونايتد قد فكرا في التعاقد مع مدرب جديد في الصيف، لأصبح كلوب ضمن المرشحين، لذلك فقد قدم ليفربول عملا جيدا بالتعاقد معه».
ووصلت موجة الهوس بكلوب إلى دورتموند، حيث انتشرت صورة مركبة لكلوب تشبه إلى حد كبير غلاف أحد الألبومات الغنائية لفرقة «البيتلز» وحملت كلمات تعبر عن أمنيات جماهير دورتموند بالتوفيق لكلوب مع ليفربول. وسرعان ما طرحت المراهنات على إنهاء ليفربول الموسم في أحد المراكز الأربعة الأولى بالدوري الإنجليزي الممتاز، علما بأن كلوب قال إنه بحاجة إلى الوقت ويأمل في التتويج بلقب خلال الأعوام الأربعة المقبلة. وكان كلوب قد قال في حفل تقديمه إنه يثق في قدرته على قيادة الفريق للتتويج بلقب الدوري الممتاز بمجرد حصوله على الوقت الكافي لتحقيق النجاح.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».