وزير الدفاع الأميركي يزور المنطقة لمنع توسع الحرب إقليمياً

أوستن يناقش في إسرائيل والبحرين وقطر مخاطر استطالة حرب غزة وتهديدات الحوثيين

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أرشيفية)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أرشيفية)
TT

وزير الدفاع الأميركي يزور المنطقة لمنع توسع الحرب إقليمياً

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أرشيفية)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أرشيفية)

يبدأ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن رحلته إلى إسرائيل والبحرين وقطر، في مهمة تستهدف دفع إسرائيل إلى وضع أطر محددة للحرب، ومناقشة ملف الرهائن، إضافة إلى مناقشة المخاطر المتعلقة بتهديدات الحوثيين للملاحة عند مضيق باب المندب، ومنع نشوب حرب إقليمية أوسع.

وكتب أوستن على موقع «X» قائلاً: «أنا متوجه إلى إسرائيل والبحرين وقطر للتأكيد على التزامات الولايات المتحدة بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، والعمل مع الشركاء والحلفاء لتعزيز القدرات الدفاعية». ويشارك الجنرال تشارلز براون جونيور، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، في الزيارة حيث يشارك في النقاشات مع قادة حكومة الحرب الإسرائيلية بشأن المرحلة القادمة والعمليات العسكرية لتدمير بنية «حماس» العسكرية وكيفية تجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين.

وتعد زيارة أوستن لإسرائيل هي الثانية منذ هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وتأتي في أعقاب زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ومستشار بايدن لمنطقة الشرق الأوسط بريت ماكغريك إلى إسرائيل يوم الخميس الماضي، حيث تراجع سوليفان عن تحديد جدول زمني للحرب الإسرائيلية في غزة بعد تصريحات لمسؤولين في الإدارة الأميركية عن الرغبة في إنهاء الحرب في غضون أسابيع قليلة. وقد دفعت الكثافة المستمرة للحملة الإسرائيلية الرئيس جو بايدن إلى التحذير من أن إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، تفقد الدعم الدولي بسبب «القصف العشوائي».

فشل رحلة سوليفان

ولم تحقق رحلة سوليفان أهدافها في إقناع حكومة نتنياهو على التحول إلى عمليات عسكرية تحقق أهدافاً محددة بدلاً من القصف واسع النطاق الذي يستهدف المدنيين. لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت أعلن أن إسرائيل ستواصل العمليات القتالية لعدة أشهر. وتعقد الإدارة الأميركية الآمال على أن يتمكن أوستن وبراون من إقناع الحكومة الإسرائيلية بالدروس الأميركية المستفادة في حروبها في كل من أفغانستان والعراق.

غير أن إسرائيل تجاهلت النصائح الأميركية وكثفت هجماتها على قطاع غزة، مما دفع دولاً مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا إلى الدعوة لوقف إطلاق النار. كما أعطت حادثة إطلاق الجنود الإسرائيليين النار على 3 رهائن إسرائيليين، زخماً للمطالبات الدولية بوقف جديد لإطلاق النار، والسماح بمحادثات تفضي إلى صفقة إطلاق سراح مزيد من الرهائن، وأعطت فرصة لانتقاد الأسلوب الذي تتبعه إسرائيل في حربها كمثال على فشل الجيش في تحقيق أهدافه.

وتشير التقديرات إلى مقتل 21 من الرهائن المحتجزين لدى «حماس»، ويتبقى 129 رهينة من الجنود والمدنيين، فيما ينظم أقاربهم احتجاجات للضغط على حكومة نتنياهو من أجل وقف آخر لإطلاق النار للسماح بمفاوضات لإطلاق سراحهم.

مخاوف من صراع إقليمي

حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس جيرالد فورد» أكبر حاملة طائرات في العالم تقبع في شرق البحر المتوسط (رويترز)

من جهة أخرى، يتوقع أن يقوم وزير الدفاع الأميركي بزيارة قصيرة إلى حاملة الطائرات «جيرالد فورد»، التي تم إرسالها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط بالقرب من إسرائيل في الأيام التي تلت هجوم «حماس»، كأول حاملة طائرات أميركية يتم إرسالها إلى المنطقة لردع إيران ووكلائها في لبنان وسوريا والعراق من توسيع حرب غزة.

ومدد أوستن إبقاء حاملة الطائرات «جيرالد فورد» وسفينة حربية ثانية في البحر الأبيض، وألغى قراراً كان يحدد عودة خمسة آلاف بحار على متن السفينة إلى الولايات المتحدة في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، وأبقى على الوجود الكامل للطاقم الملاحي. وتوجد حالياً 19 سفينة حربية أميركية في المنطقة، من بينها 7 في شرق البحر الأبيض المتوسط، و12 سفينة أخرى في مواقع استراتيجية في البحر الأحمر والخليج العربي.

ويأمل قادة الدفاع الأميركيون في منع خطر نشوب صراع إقليمي أوسع نطاقاً، سواء من خلال مستوى عالٍ ومستدام من الوجود العسكري الأميركي في المنطقة أو من خلال التواصل مع الإسرائيليين لحملهم على تقليص حملة القصف العشوائية.

تهديدات الحوثيين

يمنيون يرفعون أسلحة ولافتات مساندة للفلسطينيين في غزة خلال مسيرة سابقة في العاصمة صنعاء (أ.ف.ب)

وتأتي زيارة وزير الدفاع الأميركي ورئيس هيئة الأركان المشتركة في وقت بالغ الحساسية، إذ تدرس الإدارة الأميركية كيفية التعامل مع تهديدات الحوثيين المدعومين من إيران، للملاحة في مضيق باب المندب بعد أن أطلقوا يوم السبت طائرات من دون طيار هجومية ضد السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، وحذروا أنهم سيستمرون في استهداف السفن حتى تنهي إسرائيل حملتها العسكرية ضد غزة.

وفي المقابل، قالت القيادة المركزية الأميركية في بيان إن إحدى السفن الحربية الأميركية المخصصة لمجموعة «فورد» الهجومية، وهي المدمرة «يو إس إس كارني»، اشتبكت بنجاح مع 14 طائرة من دون طيار هجومية أحادية الاتجاه انطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. ومن جانبها، أفادت بريطانيا أن مدمرة تابعة للبحرية الملكية أسقطت طائرة من دون طيار أخرى كانت تستهدف سفينة تجارية.

ودفعت الهجمات الصاروخية والطائرات من دون طيار شركتي شحن كبيرتين، هما «هاباغ لويد» و«ميرسك» إلى إصدار أوامر لسفنهما التجارية بإيقاف العبور مؤقتاً عبر مضيق باب المندب. وأشارت عدة مصادر إلى أن كبار المسؤولين في إدارة بايدن يدرسون خيار توجيه ضربات عسكرية لردع الحوثيين عن شن المزيد من الهجمات.

وقام البنتاغون بنقل المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات «دوايت آيزنهاور» من منطقة الخليج إلى خليج عدن قبالة سواحل اليمن وقدم قادة البنتاغون خيارات الرد على الحوثيين. وكانت إدارة بايدن مترددة في الرد عسكرياً على هجمات الحوثيين على السفن التجارية خوفاً من استفزاز إيران، لكن الارتفاع الكبير في الهجمات الحوثية دفع مسؤولي الأمن القومي الأميركي إلى تغيير حساباتهم.

وأشار موقع «the war zone» (نطاق الحرب) إلى أن أوستن قد يعلن خلال زيارته الحالية للمنطقة عن تشكيل عملية باسم «حارس الازدهار» (prosperity guardian)، وهي قوة مشابهة لقوة 153 الحالية وتركز على حماية الأمن البحري وجهود بناء القدرات في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن. ولم يذكر الموقع عدد الدول التي ستشارك في هذه العملية أو المهام التي ستقوم بها لردع تهديدات الحوثيين.

زيارة البحرين وقطر

أسر رهائن أميركيين لدى «حماس» خلال لقائهم بالرئيس بايدن في البيت الأبيض (أ.ب)

وتتضمن رحلة وزير الدفاع الأميركي زيارة كل من البحرين وقطر لمناقشة توفير الأمن للسفن التجارية في جنوب البحر الأحمر. والبحرين هي موطن مقر القيادة المركزية للبحرية الأميركية وفرقة العمل البحرية الدولية المكلفة بضمان المرور الآمن للسفن في المنطقة. ويجري أوستن مناقشات حول توسيع قوة العمل البحرية لتأمين السفن من هجمات الحوثيين. وفي قطر حيث يدير البنتاغون قاعدة عيديد الجوية، يبحث أوستن مع كبار المسؤولين القطريين فرص التفاوض على إطلاق سراح مزيد من الرهائن الذين تحتجزهم «حماس» منذ السابع من أكتوبر.


مقالات ذات صلة

استعجال نزع سلاح «حماس» يعرقل جهود استكمال «اتفاق غزة»

تحليل إخباري مسلحون من «حماس» يحرسون منطقة يبحثون فيها عن جثث الرهائن بمساعدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة (أ.ف.ب)

استعجال نزع سلاح «حماس» يعرقل جهود استكمال «اتفاق غزة»

تسريبات إسرائيلية عن اتفاق مع واشنطن على استعجال نزع سلاح حركة «حماس»، وحديث عن مهلة محتملة لنحو شهرين لإنهاء المهمة، وسط ترقب لبدء المرحلة الثانية المتعثرة.

محمد محمود (القاهرة)
تحليل إخباري الرئيس ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو خلال مؤتمر صحافي عُقد بعد اجتماعهما في نادي مار-إيه-لاغو في بالم بيتش بفلوريدا (رويترز)

تحليل إخباري نتنياهو رضخ لإملاءات ترمب مقابل أكبر دعم شخصي للانتخابات المقبلة

على الرغم من الهوة العميقة بين مؤيدي رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وبين خصومه، فإن غالبية الإسرائيليين ينظرون بقلق إلى نتائج قمة مار-إيه-لاغو في ميامي.

نظير مجلي (تل ابيب)
المشرق العربي شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية تعبر إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم (د.ب.أ)

إسرائيل تعتزم حظر الأنشطة الإنسانية لـ37 منظمة غير حكومية دولية في غزة

قالت المفوضة الأوروبية لإدارة الأزمات، حاجة لحبيب، الأربعاء، إن خطط إسرائيل لحظر المنظمات الإنسانية الدولية في غزة تعني عرقلة وصول المساعدات.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يسيرون في شوارع مدينة غزة مروراً بمخيمات النازحين (أ.ب)

مقتل طفلتين فلسطينيتين إحداهما بنيران إسرائيلية في قطاع غزة

قُتلت طفلتان فلسطينيتان، إحداهما برصاص الجيش الإسرائيلي الذي يواصل القصف المدفعي وتدمير المنازل، إضافة إلى شن سلسلة غارات جوية على مناطق متفرقة بقطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

إدارة ترمب تتدخل في قضية مهاجر صار «رمزاً» لتحدّي سياساتها

كيلمار أبريغو غارسيا المهاجر الذي جعله ترحيله غير القانوني إلى السلفادور رمزاً لسياسات الهجرة التي يعتمدها الرئيس الأميركي دونالد ترمب يسير خارج محكمة في ميريلاند (رويترز)
كيلمار أبريغو غارسيا المهاجر الذي جعله ترحيله غير القانوني إلى السلفادور رمزاً لسياسات الهجرة التي يعتمدها الرئيس الأميركي دونالد ترمب يسير خارج محكمة في ميريلاند (رويترز)
TT

إدارة ترمب تتدخل في قضية مهاجر صار «رمزاً» لتحدّي سياساتها

كيلمار أبريغو غارسيا المهاجر الذي جعله ترحيله غير القانوني إلى السلفادور رمزاً لسياسات الهجرة التي يعتمدها الرئيس الأميركي دونالد ترمب يسير خارج محكمة في ميريلاند (رويترز)
كيلمار أبريغو غارسيا المهاجر الذي جعله ترحيله غير القانوني إلى السلفادور رمزاً لسياسات الهجرة التي يعتمدها الرئيس الأميركي دونالد ترمب يسير خارج محكمة في ميريلاند (رويترز)

كشفت ملفات رُفعت عنها السريّة أخيراً عن أن مسؤولين كباراً في وزارة العدل الأميركية تدخّلوا مع مدعين عامين فيدراليين في مدينة ناشفيل بولاية تينيسي، بغية مقاضاة المهاجر كيلمار أرماندو أبريغو غارسيا بعدما طعن في قرار ترحيله بصورة غير قانونية إلى السلفادور، وصار رمزاً لمقاومة سياسات إدارة الرئيس دونالد ترمب ضد الهجرة إلى الولايات المتحدة.

وجاء هذا الكشف في وقت تعارض فيه إدارة ترمب قراراً قضائياً أصدره قاضٍ في ولاية ميريلاند، وأعاد بموجبه أبريغو غارسيا، الذي حظيت قضيته باهتمام وطني واسع وصارت رمزاً لسياسات الإدارة المتشددة في مجال الهجرة ونهجها تجاه الأحكام القضائية غير المواتية.

ولطالما أصر المدعون الفيدراليون في ناشفيل، خلال الأشهر القليلة الماضية، على أن إدارة ترمب لم تتورط في قرارهم الخاص بتوجيه الاتهامات ضد أبريغو غارسيا الذي أُعيد إلى الولايات المتحدة بعد ترحيله ظلماً إلى السلفادور في مارس (آذار)، لمواجهة قرار اتهامي.

وظهر هذا التدخل بعد نشر السلطات، ليل الثلاثاء، قراراً أصدره قاضي المحكمة الجزئية الأميركية، ويفرلي كرينشو، في 3 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ليكشف بذلك عن أحدث مؤشر على تدخل وزارة العدل في هذه القضية، علماً بأن أبريغو غارسيا يسعى إلى إسقاط التهم الموجهة إليه، بدعوى أنه ضحية ملاحقة قضائية انتقائية وانتقامية.

«تضليل» القاضي

نائب وزيرة العدل الأميركية تود بلانش متحدثاً في البيت الأبيض (أ.ب)

وتضمّن قرار القاضي كرينشو مقتطفات من رسائل بريد إلكتروني توضح أن المسؤولين الكبار في وزارة العدل، وبينهم نائب الوزيرة بام بوندي، تود بلانش، اضطلعوا بدور أكبر مما أقر به المدعون حتى الآن. وتعكس هذه الرسائل المراسلات التي دارت حول القضية بين القائم بأعمال وزيرة العدل في ناشفيل، روبرت ماكغواير، وأعضاء فريقه، مع المسؤول الرفيع في مكتب بلانش، أكاش سينغ. وأثار ذلك تساؤلات جدية حيال ما إذا كانت وزارة العدل ضلّلت القاضي كرينشو، المشرف على القضية، بإخباره أن المدعين المحليين تصرفوا بمفردهم في توجيه الاتهام إلى أبريغو غارسيا.

وكتب القاضي كرينشو في الأمر الذي رفع عنه السرية: «تُظهر هذه الوثائق أن ماكغواير لم يتصرف بمفرده، وإذا كان لماكغواير رأي في قرار المقاضاة، فقد شاركه مع سينغ وآخرين. وعلى وجه التحديد، قد تناقض وثائق الحكومة تصريحاتها السابقة بأن قرار المقاضاة اتُّخذ محلياً، وأنه لم تكن هناك أي تأثيرات خارجية». وأضاف في قراره المكون من تسع صفحات: «تُقر المحكمة بتمسك الحكومة بامتيازاتها، لكن حق أبريغو غارسيا في محاكمة عادلة وغير انتقامية يتقدم على الامتيازات العامة المتعلقة بالأدلة التي تدعيها الحكومة». وأوضح أن «الوثائق التي يجب تقديمها ترتبط بنائب المدعي العام بلانش؛ لأنها تشير إلى أن نائب المدعي العام المساعد سينغ كان له دور قيادي في قرار الحكومة بالمقاضاة، وسينغ يعمل في مكتب بلانش».

ويُجادل وكلاء الدفاع عن أبريغو غارسيا بأن التهم الجنائية التي نشأت عن توقيف مروري في تينيسي قبل سنوات، وجهت إليه انتقاماً بعدما طعن في ترحيله غير القانوني إلى السلفادور. وعلى الرغم من كونه مواطناً سلفادورياً، صرّح قاضي الهجرة عام 2019 بأنه لا يمكن إعادته إلى بلده الأم خشية من عنف العصابات هناك.

وفي رسالة بريد إلكتروني أرسلها سينغ إلى ماكغواير أواخر أبريل (نيسان)، أوضح سينغ أن «الملاحقة الجنائية لأبريغو تُعد أولوية قصوى لمكتب نائب المدعي العام»، كما كتب القاضي.

وفي رسالة أخرى أرسلها ماكغواير إلى موظفيه منتصف مايو (أيار) الماضي، ذكر أن بلانش وأحد نوابه «يرغبان في توجيه الاتهام إلى غارسيا في أقرب وقت ممكن».

وأُعيد أبريغو غارسيا في نهاية المطاف إلى الولايات المتحدة في يونيو (حزيران) الماضي لمواجهة قضية تهريب البشر. وهو الآن مُفرج عنه بكفالة قبل المحاكمة في ولاية ميريلاند. وامتنع محاموه عن التعليق على حكم كرينشو.

«ملاحقة غير مشروعة»

وقال القاضي الفيدرالي المتقاعد جون جونز: «يُشير القاضي كرينشو إلى أن الوثائق التي راجعها تُظهر أن وزارة العدل هي من بدأت هذه الملاحقة القضائية»، مضيفاً أن هذا النوع من القضايا ليس من القضايا التي يبدأها عادةً قادة الوزارات في واشنطن. وأضاف أنه «على الرغم من ندرة قبول طلبات الملاحقة القضائية الانتقامية، فإن كل المؤشرات تُشير إلى نجاح هذه القضية».

مهاجرون غواتيماليون مُرحّلون من الولايات المتحدة على مدرج مطار في مدينة غواتيمالا (أ.ف.ب)

وسبق أن جادل أبريغو غارسيا بأن التصريحات العلنية لبلانش حول القضية الجنائية تُعد دليلاً على قرار الحكومة بملاحقته لأسباب غير مشروعة. وقال كرينشو في حكم أصدره في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إن هذه التصريحات تُشكل إشكالية بالنسبة إلى المدعين العامين. وأوضح في حكمه الصادر في ديسمبر (كانون الأول) أن الوثائق التي طلبها الدفاع «يجب الكشف عنها نظراً إلى اعتماد أبريغو غارسيا على تصريحات بلانش العلنية، ولإتاحة الفرصة للأطراف لعرض حججهم حول كيفية دعم هذه الوثائق أو عدم دعمها لطلب إسقاط الدعوى».

ومن المقرر عقد جلسة استماع بشأن مساعي أبريغو غارسيا لإسقاط التهمتين الموجهتين إليه في أواخر يناير (كانون الثاني) 2026.


ترمب يستخدم حق النقض ضد مشروعَي قانون للمرة الأولى خلال ولايته الثانية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
TT

ترمب يستخدم حق النقض ضد مشروعَي قانون للمرة الأولى خلال ولايته الثانية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

استخدم الرئيس الأميركي دونالد ترمب حق النقض (الفيتو) ضد مشروعَي قانون للمرة الأولى خلال ولايته الثانية، رافضاً إنشاء خط أنابيب لمياه الشرب وتوسيع محمية للسكان الأصليين.

وأعلن البيت الأبيض اليوم (الأربعاء) أن ترمب استخدم أول من أمس (الاثنين) حق النقض ضد مشروعَي القانون اللذين حظيا بدعم من الديمقراطيين، والجمهوريين.

ولتجاوز حق النقض الرئاسي، يتعيّن على مجلس الشيوخ، ومجلس النواب إقرار مشروعَي القانون بأغلبية الثلثين، وفق ما أفاد تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ويهدف أحد مشروعَي القانون إلى استكمال مشروع لتوفير مياه الشرب لسهول كولورادو الكبرى يعود إلى ستينات القرن الفائت. وأوضح ترمب، في رسالته التوضيحية إلى الكونغرس، أنه استخدم حق النقض بسبب التكلفة المرتفعة للمشروع، معتبراً أنه يجنّب بهذه الخطوة دافعي الضرائب الأميركيين تمويل «سياسات مكلفة، وتفتقر إلى المصداقية».

وكان خط الأنابيب الذي طُرح مشروع إنشائه في ستينات القرن الماضي في عهد الرئيس جون إف كيندي، قد حظي بدعم مجلسي الكونغرس.

وأوضح البيت الأبيض أيضاً أن ترمب استخدم حق النقض ضد مشروع قانون لتوسيع محمية قبيلة ميكوسوكي للسكان الأصليين لتشمل جزءاً من متنزه إيفرغليدز الوطني في فلوريدا، والمعروف باسم مخيم أوسولا.

وأكد ترمب أن قبيلة ميكوسوكي لا تملك الحق في احتلال مخيم أوسولا، وأن إدارته لن تسمح باستخدام أموال المكلَّفين في «مشاريع تُفيد مصالح خاصة»، لا سيما الجماعات «غير المتماشية» مع سياسته المتعلقة بالهجرة.


العالم يودّع 2025... عام توقف الحرب في غزة وقرارات ترمب وهوس لابوبو

فلسطينيون يسيرون بين أنقاض المباني السكنية التي دمرت خلال الحرب في جباليا (رويترز)
فلسطينيون يسيرون بين أنقاض المباني السكنية التي دمرت خلال الحرب في جباليا (رويترز)
TT

العالم يودّع 2025... عام توقف الحرب في غزة وقرارات ترمب وهوس لابوبو

فلسطينيون يسيرون بين أنقاض المباني السكنية التي دمرت خلال الحرب في جباليا (رويترز)
فلسطينيون يسيرون بين أنقاض المباني السكنية التي دمرت خلال الحرب في جباليا (رويترز)

يودّع العالم، الأربعاء، سنة 2025 التي شهدت عدداً من الأحداث، كان أبرزها اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والجهود الحثيثة الذي بُذلت لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والاستثمارات الهائلة في الذكاء الاصطناعي وقرارات دونالد ترمب القياسية مع عودته إلى البيت الأبيض.

وكذلك، كان 2025 أحد أكثر الأعوام حَرّاً على الإطلاق، ما تسبب في حرائق غابات في أوروبا، وموجات جفاف في أفريقيا، وأمطار مميتة في كل أنحاء جنوب شرق آسيا.

في سيدني، التي تُلقب نفسها بـ«عاصمة رأس السنة في العالم»، طغى الهجوم الذي وقع في منتصف ديسمبر (كانون الأول) على شاطئ بونداي الشهير في المدينة الأسترالية الكبرى الذي أسفر عن مقتل 15 شخصاً، على الاستعدادات للاحتفالات.

وستتوقف الاحتفالات لمدة دقيقة عند الساعة 23:00 (12:00 بتوقيت غرينتش) وسيُضاء جسر ميناء سيدني الشهير بالضوء الأبيض رمزاً للسلام.

وقالت ستيف غرانت (32 عاماً)، وهي من سكان سيدني تعمل في مجال الإعلانات: «لقد كان عاماً صعباً بالنسبة إلى كثيرين»، مضيفة: «نأمل أن يبدو العالم مكاناً أكثر إشراقاً في عام 2026».

ويُتوقّع أن يحضر مئات آلاف الأشخاص، وسط إجراءات أمنية مشددة، عرضاً ضخماً للألعاب النارية عند منتصف الليل.

شخص يرتدي زي لابوبو يسير تحت أضواء عيد الميلاد (رويترز)

هوس لابوبو... وسرقة اللوفر

وكان عام 2025 زاخراً أيضاً على الصعيد الاجتماعي. أصبحت دمى لابوبو هوساً عالمياً، وتعرّض متحف اللوفر في باريس لعملية سرقة جريئة.

عمال يقومون بتركيب حواجز حديدية على نافذة معرض «أبولو» (غاليري دابولون) في متحف اللوفر (أ.ف.ب)

كذلك، خسر العالم وجوهاً بارزة، منها عالمة البيئة البريطانية الشهيرة جين غودال، والحائز جائزة نوبل للأدب ماريو فارغاس يوسا، والمصور سيباستياو سالغادو، ومصمم الأزياء جورجيو أرماني، والممثلون روبرت ريدفورد وكلوديا كاردينالي وبريجيت باردو.

كما اختار الفاتيكان ليو الرابع عشر بابا جديداً بعد وفاة البابا فرانسيس.

البابا ليو الرابع عشر يلوّح للحجاج أثناء مغادرته بعد المقابلة العامة الأسبوعية في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان (أ.ف.ب)

قرارات ترمب

على الصعيد السياسي، عاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، ووقّع حتى منتصف ديسمبر 221 أمراً تنفيذياً، وهو رقم يتجاوز عدد الأوامر التنفيذية التي وقعها في ولايته الأولى بأكملها.

ووفق تحليل أجرته «وكالة الصحافة الفرنسية»، فإنّ الأوامر التنفيذية التي صدرت بأعداد غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، تغطّي كلّ شيء من التعريفات الجمركية إلى تعزيز الذكاء الاصطناعي ومحاربة ثقافة الـ«ووك» (أي «اليقظة» حيال الإساءات العنصرية والتمييز) والأسلوب المعماري للمباني الفيدرالية، مروراً بعمليات الترحيل الجماعية للمهاجرين غير النظاميين، وخفض المساعدات الإنسانية.

وبعد عامين من الحرب المدمّرة في قطاع غزة، سمحت الضغوط الأميركية في التوصل إلى وقف هش لإطلاق النار بين إسرائيل والحركة الفلسطينية. وأدت الحرب في غزة إلى مقتل أكثر من 70 ألفاً معظمهم مدنيون، حسب وزارة الصحة في القطاع التابع لـ«حماس»، وهي أرقام تعدّها الأمم المتحدة موثوقة.

ترمب وزيلينسكي خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماعهما في نادي ترمب «مار-إيه-لاغو» 28 ديسمبر 2025 في بالم بيتش بفلوريدا (أ.ف.ب)

وفي غضون ذلك، تقترب الحرب في أوكرانيا التي بدأت بغزو روسي في فبراير (شباط) 2022، من دخول عامها الرابع.

وأدّت جهود دبلوماسية مكثفة إلى رفع الآمال في إحراز تقدم نحو إنهاء الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وبعد جولة جديدة من المحادثات مع مبعوثي ترمب في ديسمبر، أعلنت أوكرانيا أنه جرى إحراز «تقدم»، إلا أن مسألة الأراضي الأوكرانية التي تُسيطر عليها روسيا لا تزال نقطة خلاف شائكة.

رياضة وذكاء اصطناعي

وتُعدّ الأشهر الاثنا عشر المقبلة حافلة بالأحداث الرياضية والفضائية، إلى جانب النقاشات المتزايدة حول الذكاء الاصطناعي. كما ستشهد أكبر نسخة لكأس العالم في التاريخ، بمشاركة 48 دولة تتنافس في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، تحت أنظار دونالد ترمب.

وسيُقام الحدث الرياضي الأكثر مشاهدة في العالم على مدار 6 أسابيع تقريباً، من 11 يونيو (حزيران) إلى 19 يوليو (تموز)، تُوفر الولايات المتحدة خلاله 11 من أصل 16 ملعباً.

من جهة أخرى، قد يشهد عام 2026 عودة رواد فضاء إلى القمر، بعد مرور أكثر من 50 عاماً على آخر مهمة قمرية لبرنامج «أبولو».

وبعد إرجائها مرات عدة، من المقرر إطلاق مهمة «أرتميس 2» التي سيسافر خلالها رواد إلى القمر، مطلع العام، في شهر أبريل (نيسان) على أقصى تقدير.

وقد تتفاقم المخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي، مدفوعة بأمثلة على المعلومات المضللة، واتهامات بانتهاك حقوق الملكية الفكرية، وعمليات تسريح جماعي، ودراسات حول تأثيره البيئي الكبير.

وأعرب مستثمرون عن قلقهم، خصوصاً من أن تكون الضجة المحيطة بهذه التقنية مجرد فقاعة مضاربة.

وحسب شركة «غارتنر» المالية الأميركية المتخصصة، من المتوقع أن يتجاوز الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي تريليوني دولار في عام 2026.