جدد الإعلان عن وفاة 61 مهاجراً على الأقل قبالة ساحل مدينة زوارة الليبية، التساؤلات حول أسباب تسرب قوارب تقل مهاجرين غير نظاميين باتجاه الشواطئ الأوروبية، رغم الجهود التي تقول السلطات المحلية إنها تبذلها لوقف تدفقهم، والحد من عمليات التهريب عبر سواحلها.
والتزم جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة في ليبيا الصمت، حيال إعلان المنظمة الدولية للهجرة عن غرق 61 مهاجراً، بينهم نساء وأطفال، كان يقلهم قارب قبالة سواحل غرب ليبيا.
ورفض مسؤول بالجهاز إعطاء معلومات بشأن القارب الذي قالت المنظمة إنه كان يقل 86 شخصاً، وانطلق من ساحل مدينة زوارة قرابة (120 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس)، لكنه قال لـ«الشرق الأوسط» إن الدوريات الأمنية: «تكافح عصابات تهريب البشر ليل نهار، وتنجح في القبض على كثير منها».
وأرجع أسباب عدم توقف عمليات تهريب المهاجرين، إلى «السماسرة» الذين قال إنهم «ينتشرون بالقرب من سواحل البلاد، ولديهم علاقات وتربيطات داخلية وخارجية» من دون أن يفصح عن المزيد.
61 migrants including women and children drowned following a tragic shipwreck off Libya. According to the survivors, the boat with around 86 people left the libyan shores from Zwara. The central Mediterranean continues to be one of the world's most dangerous migration routes. pic.twitter.com/RsFSUzzFYK
— IOM Libya (@IOM_Libya) December 16, 2023
ومبكراً، أعلن مكتب المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، الأحد، غرق قارب، كان يقل وفق ناجين نحو 86 شخصاً، بعد انطلاقه من زوارة الليبية.
وزوارة الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تعد من أهم نقاط انطلاق المهاجرين غير النظاميين إلى دول أوروبا، بجانب مدن أخرى مثل الزاوية وزوارة ومصراتة والخمس والقرة بوللي.
وقالت المنظمة الدولية في بيان لها: «البحر المتوسط لا يزال أحد أخطر طرق الهجرة في العالم».
ومن بين الحوادث التي شهدت سقوط قتلى هذا العام حادث وقع في يونيو (حزيران) عندما غرق قارب صيد مكتظ بمئات المهاجرين قبالة اليونان بعد مغادرته من طبرق في ليبيا.
ووفقاً لتقرير للمنظمة الدولية للهجرة حينها، فقد أسفرت الرحلة، التي كان من المفترض أن تنتهي في إيطاليا، عن تسجيل مقتل 78، بينما لا يزال مصير 518 آخرين مجهولاً.
ويشير التقرير إلى أن الغرق كان هو السبب الرئيسي للوفاة على طرق الهجرة على مستوى العالم في النصف الأول من عام 2023، حيث سُجلت 2200 حالة وفاة في تلك الفترة.
وجاء في التقرير أن الطريق عبر وسط البحر المتوسط هي الأكثر حصداً للأرواح، حيث شهد وسط البحر المتوسط مقتل واختفاء 1727 على طول شواطئه في تلك الفترة. وأضاف أن غالبية الوفيات سُجلت في تونس تليها ليبيا...»، والأرقام لا تزال أقل من الواقع».
وتضاعف عدد المهاجرين الوافدين عبر البحر إلى إيطاليا تقريباً في عام 2023 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث وصل نحو 140 ألفاً إلى شواطئها حتى الآن. وجاء نحو 91 بالمائة منهم من تونس، وتحملت جزيرة لامبيدوزا الإيطالية الصغيرة العبء الأكبر لأعداد الوافدين.
ووقّع الاتحاد الأوروبي وتونس اتفاق «شراكة استراتيجية» في يوليو (تموز) يتضمن مكافحة تهريب البشر، وتشديد الرقابة على الحدود البحرية في ظل الزيادة الحادة في عدد القوارب التي تنطلق من تونس إلى أوروبا.
وسبق لجهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بغرب ليبيا إعادة نحو 1000 مهاجر الأسبوع الماضي، كانوا قد دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية إلى مصر ونيجيريا. وبلغ مجموع عدد المهاجرين الذين جرى ترحيلهم 964، هم 664 مصرياً و300 نيجيري، وفق مسؤولين في الجهاز. كما رحّل بطبرق (شرق البلاد)، الأحد، 7 مهاجرين مصريين إلى بلدهم عبر منفذ «أمساعد - السلوم» البري.
وتؤكد المنظمة الدولية للهجرة أن البيانات التي جمعتها الأمم المتحدة بين مايو (أيار) ويونيو 2023، تشير إلى وجود أكثر من 700 ألف مهاجر على الأراضي الليبية.