اهتمت المجلات العلمية، الصادرة في مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول)، بتأثير الأنشطة البشرية على التنوُّع البيولوجي وانقراض الأنواع الحيّة. وأوردت نماذج مختلفة من هذه التأثيرات، من بينها تهجين الحيوانات البرية في الأسر، وتغيُّر المناخ الذي يهدد الأنواع الحيّة بالقرب من القطبين، وفقدان الموائل الذي يطول الأنواع النباتية.
«ناشيونال جيوغرافيك»
عرضت «ناشيونال جيوغرافيك» (National Geographic) نتائج تحقيق صحافي حول صناعة تربية النمور بين الأسر، خلصت إلى أن أعداد النمور التي تعيش في أقفاص في الولايات المتحدة أكثر من أعدادها في البرية. وكانت العديد من هذه النمور تعاني المرض وسوء التغذية وتعيش في ظروف غير صحيّة. كما وجد التحقيق أن كثيراً من أماكن التربية كانت تتظاهر بأنها محميات، بينما كانت غايتها تنشئة النمور وبيعها. ونتيجة هذا التحقيق، صدر قانون السلامة العامة للقطط الكبيرة، الذي حظر الملكية الخاصة للنمور في معظم الحالات والاستيلاء عليها في العموم، مما جعل تنشئة النمور كحيوانات أليفة في الولايات المتحدة شيئاً من الماضي.
«نيو ساينتست»
كلّما طال وقت الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، كلّما تعاظم خطر استمرار الاحتباس الحراري العالمي لعقود أو آلاف السنين بعد وقف الانبعاثات. وتعلل دراسة نشرتها «نيو ساينتست» (New Scientist) هذه الخلاصة بأن المحيطات ستستمر في امتصاص بعض ثاني أكسيد الكربون الإضافي، ولكن ليس كلّه، مما يؤكد الحاجة إلى إصدار كميات أقل من ثاني أكسيد الكربون للحدّ من ارتفاع حرارة الكوكب في نطاق درجتين مئويتين. وتدعو هذه الدراسة إلى الاستمرار في إزالة الكربون حتى بعد الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، ولكن ليس من المثبت جدوى ذلك من الناحية التقنية.
«ساينس»
التقديرات المتباينة لتكاليف التخفيف من آثار تغيُّر المناخ كانت محط اهتمام مجلة «ساينس» (Science). وتشير تقديرات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيُّر المناخ إلى إمكانية خفض الانبعاثات بمقدار الثلث تقريباً في 2030 لقاء 20 دولاراً لكل طن من الكربون، فيما تقدّر النماذج الاقتصادية أن هذا التخفيض سيكلّف 50 دولاراً للطن الواحد. ويرجع الاختلاف في التقديرات إلى افتراض الهيئة الدولية أن هناك عدداً من أنشطة التخفيف «غير المكلفة» يمكن تنفيذها، في حين تفترض النماذج الاقتصادية أن كل أنشطة التخفيف لها تكلفة. ومن المتوقع أن تكون انبعاثات الكربون العالمية ذات الصلة بالطاقة قد تجاوزت 40 مليار طن في سنة 2023 وحدها.
«سميثسونيان»
تابعت «سميثسونيان» (Smithsonian) جهود الباحثين في النرويج من أجل حماية «الرنة» في أرخبيل سفالبارد قرب القطب الشمالي. وتعد رنة سفالبارد إحدى أصغر أنواع الرنات في العالم، التي لا يزيد ارتفاعها عن متر واحد، وقد تضاعفت أعدادها أربع مرات خلال الأعوام الثلاثين الماضية بفضل تغيُّر المناخ العالمي، الذي وفّر لها بيئةً أكثر اخضراراً. لكن استمرار ارتفاع حرارة القطب الشمالي سيضعف من قدرات الرنة على تنظيم حرارة جسمها والبحث عن الطعام. ومع استمرار تغيُّر المناخ أيضاً، يزداد قلق العلماء بشأن احتمال انتشار الطفيليات والأنواع الغازية والأمراض.
«بي بي سي ساينس فوكاس»
اهتمت «بي بي سي ساينس فوكاس» (BBC Science Focus) بعرض نتائج تقرير «الحالة العالمية للنباتات والفطريات في 2023»، الذي شارك في إعداده 200 عالم من 30 دولة. وفيما قدّم التقرير تفاصيل اكتشاف 18 ألف نوع جديد من النباتات والفطريات منذ عام 2020، حذّر من أن 45 في المائة من النباتات الزهرية حول العالم مهددة بالانقراض. ويعدُّ التقرير أن أبرز التهديدات للنباتات هي فقدان الموائل والإفراط في جمع الأنواع المفيدة وتغيُّر المناخ. وهو يحثّ على اتخاذ إجراءات فورية لحماية تنوُّع النباتات والفطريات، لا سيما الحفاظ على النظم البيئية التي تدعم التنوُّع البيولوجي، لأن العالم ربما فقد بالفعل بعض الأنواع التي تتعذر استعادتها.
«ساينس نيوز»
تبعات أزمة مياه مدينة فلينت كانت موضع اهتمام «ساينس نيوز» (Science News) في عددها الجديد. وكان سكان المدينة الأميركية تعرّضوا للتسمم بالرصاص عام 2014 نتيجة تغيُّر مصدر المياه، مما أدى إلى تآكل شبكة المياه العامة التي تغذي المدينة وتسرّب الرصاص منها. وتسبب التسمم بعدد من المشكلات الصحية، لا سيما بين الأطفال، كما تركت هذه الأزمة أثرها الكبير على الصحة العقلية لسكان فلينت. وتشير الدراسات إلى أن معدلات القلق والاكتئاب كانت الأعلى بين الأطفال والبالغين في فلينت مقارنةً بغيرهم من أماكن أخرى في ولاية ميشيغان، كما أن ربع أعداد البالغين في فلينت كانوا لا يزالون يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة في عام 2019، ويؤكد المقال على ضرورة توفير المزيد من الموارد لتلبية احتياجات الصحة العقلية لسكان فلينت.
«هاو إت ووركس»
الأثر البيئي لصناعة الإسمنت كان أحد المواضيع اللافتة في «هاو إت ووركس» (How It Works). وتشير المجلة إلى أن المعاملة الحرارية للمواد الخام الداخلة في صناعة الإسمنت، لا سيما خلال مرحلة التكليس وإنتاج الكلنكر، تؤدي إلى إطلاق 0.9 كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوغرام من الإسمنت المنتج. كما أن صناعة الإسمنت متطلبة للمياه، حيث تستهلك هذه الصناعة 10 في المائة من المياه المخصصة للقطاع الصناعي العالمي. ويستمر أثر صناعة الإسمنت إلى ما بعد الإنتاج، حيث تساهم المنشآت الخرسانية في ظاهرة جزر الحرارة الحضرية، نتيجة امتصاص سطوحها للحرارة في المدن بدلاً من عكسها مثلما تفعل المسطحات الخضراء.
«بي بي سي وايلد لايف»
ناقشت مجلة «بي بي سي وايلد لايف» (BBC Wildlife) تأثير زيادة السياحة على النظام البيئي الهش في القارة القطبية الجنوبية. وكانت المنطقة شهدت زيادة ملحوظة في أعداد السيّاح، حيث زارها أكثر من 100 ألف شخص خلال موسم 2022-2023 بالمقارنة مع 75 ألف شخص في موسم 2019-2020. وأثارت هذه الطفرة في السياحة جدلاً حول استدامة وأخلاقيات الرحلات الاستكشافية. ويزداد الاعتقاد بالمساهمة الإيجابية للسياحة في جهود الحفاظ على بيئة القارة القطبية، إذا تمت إدارتها على نحو مستدام. وتوجد حالياً مبادئ توجيهية لممارسات السياحة المستدامة إلى القطب الجنوبي، تشمل استخدام محركات أصغر حجماً وأقل تلويثاً، وتنفيذ بروتوكولات للأمن الحيوي تحمي الطيور من الإنفلونزا.