الموفد الأممي إلى سوريا يغادر نحو موسكو ثم واشنطن لبحث الملف السوري

الاتحاد الأوروبي يطالب روسيا بوقف هجماتها ضد المعارضة المعتدلة

الموفد الأممي إلى سوريا يغادر نحو موسكو ثم واشنطن لبحث الملف السوري
TT

الموفد الأممي إلى سوريا يغادر نحو موسكو ثم واشنطن لبحث الملف السوري

الموفد الأممي إلى سوريا يغادر نحو موسكو ثم واشنطن لبحث الملف السوري

أعلن الموفد الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، أنه سيغادر إلى موسكو قبل أن يتوجه إلى واشنطن، في وقت تكثف روسيا وتيرة ضرباتها الجوية في سوريا.
وقال المبعوث الدولي في مؤتمر صحافي بأنه سيجري محادثات في روسيا اليوم الثلاثاء، ثم بعد ذلك في واشنطن. وقال: إن تصاعد العنف، جعل إجراء حوار بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة أكثر إلحاحا. وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي في جنيف «أغادر هذا المساء (أمس) إلى موسكو (...) سأتوجه إلى واشنطن فورا بعد موسكو».
وأضاف: «من الواضح أن التدخل العسكري الروسي (في سوريا) أحدث دينامية جديدة». بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عنه أمس. وأشار أيضا إلى أن التصدي للمجموعات الإرهابية الواردة في قرارات مجلس الأمن الدولي يشكل «أولوية»، لكنه قال: «صحيح أيضا أن التغلب على الإرهاب غير ممكن إلا عبر عملية سياسية موازية (...) في إطار بيان جنيف».
وشكل دي ميستورا أربع مجموعات عمل بين السوريين تمهيدا لإحياء المفاوضات بينهم.
إلى ذلك أكد الاتحاد الأوروبي أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام دائم في سوريا في ظل القيادة الحالية، حتى تتم معالجة التظلمات والتطلعات المشروعة لجميع مكونات الشعب السوري. وطالب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بيان عقب مناقشة الوضع في سوريا خلال اجتماع في لوكسمبورغ، أمس (الاثنين)، بضرورة وضع حد للصراع من خلال عملية سياسية تؤدي إلى انتقال سلمي وشامل على أساس مبادئ جنيف 2012 لتحقيق السلام وتهيئة الأجواء لمحاربة الإرهاب، واحترام سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية.
وحث الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف ذات التأثير على الأطراف السورية بما فيها النظام السوري، على استخدام هذا النفوذ لوضع حد للعنف والبدء في عملية سياسية. وأعرب الاتحاد الأوروبي عن الاستعداد للانخراط وبشكل نشط مع الجهات الفاعلة، ومنها السعودية، وتركيا، وإيران، والعراق، والشركاء الدوليون الآخرون في إطار الأمم المتحدة، لبناء الظروف المناسبة لانتقال سلمي وشامل.
وأكد الاتحاد الأوروبي على ضرورة محاسبة كل من يتورط في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في سوريا، وجدد دعوته إلى مجلس الأمن، لإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، خصوصًا في أعقاب تقرير للجنة دولية مستقلة لتقصي الحقائق، تضمنت وجود عمليات تعذيب وإعدامات.
وتباينت تصريحات وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي لدى وصولهم إلى مقر اجتماعهم أمس في لوكسمبورغ، حيال الملف السوري والتطورات الأخيرة، خصوصًا الدور العسكري الروسي المساند لنظام الأسد، الذي فرض واقعًا جديدًا على الأرض يجب التعامل معه بإجراء تعديلات على المواقف الأوروبية بحسب تصريحات بعض الوزراء، في حين تمسك البعض الآخر، ومنهم وزراء خارجية فرنسا وبلجيكا ودولاً أخرى بمواقفهم السابقة التي تؤكد على انتقاد الموقف الروسي المساند للنظام. غير أن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند كان أكثر وضوحًا في تصريحاته، عندما دعا دول الاتحاد بضرورة اتخاذ مواقف واضحة بشأن أكثر المسائل تعقيدًا وهي مسألة مصير الأسد، وقال إنه لا توجد إمكانية للتعامل مع الأسد للبحث في حل على المدى البعيد للأزمة السورية. وأضاف: «لكن يمكن إظهار المرونة بالنسبة لتوقيت وآليات رحيله عن السلطة».
ينما قال وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي هارلم ديزير، إن المرحلة الانتقالية يجب أن تؤدي إلى رحيل الأسد وإقامة نظام يضم عناصر المعارضة المعتدلة.
وجدد الوزراء دعمهم لجهود التحالف الدولي لمكافحة «داعش» في سوريا والعراق. وقال الوزراء إن نظام الأسد لا يمكن أن يكون شريكا في مكافحة «داعش». وإن اتخاذ إجراءات يحتاج إلى تنسيق وثيق بين الشركاء من أجل محاربة «داعش» و«النصرة»، والجماعات الإرهابية الأخرى. ونوه بأن الهجمات الروسية الأخيرة تجاوزت الجماعات الإرهابية وطالت المعارضة المعتدلة، وهذا يعتبر مصدر قلق كبير للاتحاد الأوروبي، ويجب أن يتوقف فورًا، كما يجب وقف الانتهاكات الروسية للمجال الجوي للدول المجاورة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».