توافق أميركي - صيني على منع توسيع الحرب في غزة

اتصال بلينكن - وانغ للبناء على التقدم الأخير في العلاقات الثنائية

وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوقع كتاب تعزية بوفاة الدبلوماسي الأميركي هنري كيسنجر في سفارة الولايات المتحدة في بكين (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوقع كتاب تعزية بوفاة الدبلوماسي الأميركي هنري كيسنجر في سفارة الولايات المتحدة في بكين (إ.ب.أ)
TT

توافق أميركي - صيني على منع توسيع الحرب في غزة

وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوقع كتاب تعزية بوفاة الدبلوماسي الأميركي هنري كيسنجر في سفارة الولايات المتحدة في بكين (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوقع كتاب تعزية بوفاة الدبلوماسي الأميركي هنري كيسنجر في سفارة الولايات المتحدة في بكين (إ.ب.أ)

اتفق كبيرا الدبلوماسيين الأميركيين والصينيين، خلال محادثة هاتفية الأربعاء، على مواصلة البناء على التقدم الأخير في العلاقات الثنائية بين البلدين، والعمل سوية لمنع توسيع نطاق الحرب الدائرة حالياً بين إسرائيل و«حماس» في غزة.

ويأتي هذا الاتصال بين وزيري الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الصيني وانغ يي، بعد القمة الأخيرة الشهر الماضي بين الرئيسين جو بايدن وشي جينبينغ في سان فرانسيسكو، بعد سنوات من العلاقات الفاترة. واتفقا على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة واستئناف المحادثات العسكرية. ومع ذلك، لا تزال الخلافات السياسية الكبرى بين البلدين بعيدة عن الحل.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر بأن بلينكن شدد على أنه يجب البناء على التقدم المحرز في القمة الأميركية - الصينية.

وكذلك نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن وانغ أن «القرار المهم لكلا الجانبين في الوقت الحاضر هو مواصلة التأثير الإيجابي لاجتماع سان فرانسيسكو، وتنفيذ التوافق الذي توصل إليه رئيسا الدولتين، وتعزيز زخم استقرار العلاقات الصينية - الأميركية». لكن وانغ حذر بلينكن أيضاً من الدعم الأميركي لجزيرة تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي، والتي تعتبرها بكين جزءاً من أراضيها وتعهدت بإعادتها إلى سيادتها يوماً ما. وكرر «موقف الصين الرسمي في شأن قضية تايوان»، مطالباً الولايات المتحدة «بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للصين». ورأى أنه يتعين على واشنطن ألا «تدعم أو تتساهل مع أي من قوى استقلال تايوان».

وزير الخارجية الصيني وانغ يي (رويترز)

الحرب في غزة

وقال ميلر أيضاً إن بلينكن ناقشه في رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط والجهود الدبلوماسية الأميركية، مؤكداً على «ضرورة أن تعمل كل الأطراف على منع انتشار الصراع».

وقدمت الصين خطة سلام من أربع نقاط إلى الأمم المتحدة في شأن إنهاء الحرب في غزة وإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن المسؤولين الأميركيين يقولون إن الخطة الصينية «تفتقر إلى التفاصيل». وقال وانغ إن «الأولوية المطلقة هي وقف إطلاق النار ووضع حد للحرب في أقرب وقت ممكن»، مضيفاً أنه «يتعين على الدول الكبرى التزام الإنصاف والعدالة، والتمسك بالموضوعية والحياد، وإظهار الهدوء والعقلانية، وبذل كل جهد ممكن لتهدئة الوضع ومنع كوارث إنسانية واسعة النطاق». وكرر دعوات بكين من أجل تسوية النزاع عن طريق حل الدولتين، مشدداً على أن «أي ترتيب يتضمن مستقبل فلسطين يجب أن يعكس إرادة الشعب الفلسطيني». وأكد أن «الصين على استعداد للعمل مع كل الأطراف لبذل الجهود لتحقيق ذلك».

وترتبط الصين بعلاقات جيدة مع إيران الداعمة لكل من «حماس» التي شنت عملية غير مسبوقة على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، و«حزب الله» اللبناني الذي قد يفتح جبهة ثانية ضد إسرائيل.

هجمات البحر الأحمر

وكذلك شدد بلينكن على أن «هجمات الحوثيين الأخيرة ضد السفن التجارية في البحر الأحمر تشكل تهديداً غير مقبول للأمن البحري والقانون الدولي الذي يتعين على كل الدول التزامه».

السفير الأميركي في بكين نيكولاس بيرنز خلال استقباله وزير الخارجية الصيني وانغ يي الذي قام بزيارة تعزية بوفاة وزير الخارجية الأميركي سابقاً هنري كيسنجر في بكين (أ.ب)

وكذلك قدم وانغ التعازي بوفاة وزير الخارجية الأميركي سابقاً هنري كيسنجر، الذي سافر إلى الصين في يوليو (تموز) الماضي، علماً بأنه ساهم جوهرياً في تطبيع العلاقات الأميركية - الصينية أثناء خدمته في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون. وقال وانغ إن «الإرث الدبلوماسي الذي تركه وراءه يستحق التعزيز والتطوير من الأجيال المقبلة».

وأفادت وزارة الخارجية الصينية بأن بلينكن شكر لوانغ ذهابه إلى السفارة الأميركية في الصين لتقديم تعازيه في وفاة كيسنجر. ونُقل عن وانغ قوله في المكالمة الهاتفية إن «كيسنجر دعا دائماً إلى ضرورة احترام الصين والولايات المتحدة لبعضهما البعض والتكاتف سوية والاضطلاع بمسؤولياتهما الدولية».


مقالات ذات صلة

إسرائيل تُركز على «عش الدبابير» في الضفة

المشرق العربي فلسطينيون يقفون في طابورجنب عربات مصفحة للجيش الإسرائيلي خلال عملياته في مخيم جنين أمس (أ.ب)

إسرائيل تُركز على «عش الدبابير» في الضفة

قرر الجيش الإسرائيلي مواصلة الهجوم في الضفة الغربية، باليوم الرابع للعملية الواسعة، التي بدأها الأربعاء، ضد مخيمات شمال الضفة، وتركزت، أمس في مخيم جنين الذي

كفاح زبون (رام الله)
العالم العربي صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر حريقاً على سطح ناقلة النفط «سونيون» التي استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر (أ.ف.ب)

الحوثيون يعلنون استهداف السفينة «جروتون» في خليج عدن للمرة الثانية

قالت جماعة الحوثي اليمنية المتمردة، السبت، إنها هاجمت السفينة «جروتون» التي ترفع علم ليبيريا في خليج عدن للمرة الثانية، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية متحدثة خلال تجمع في سافانا  (أ.ب)

مساعد لهاريس معارض لاستراتيجية إسرائيل في غزة سيؤدي دوراً رئيسياً في تحديد سياسات واشنطن

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إنه من المتوقع أن تستعين نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس بمساعدها فيل جوردون ليكون مستشاراً للأمن القومي في البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
المشرق العربي دمار هائل في خان يونس بجنوب قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي (رويترز)

«صحة غزة»: ارتفاع ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 40 ألفاً و691 قتيلاً

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، السبت، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 40 ألفاً و691 قتيلاً، إلى جانب أكثر من 94 ألفاً و60 إصابة.

تحليل إخباري قوات إسرائيلية تعمل على الأرض في قطاع غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «هدنة غزة»: المفاوضات تترقب «اقتراحاً نهائياً»

جولة مفاوضات جديدة مرتقبة هذا الأسبوع بشأن وقف إطلاق النار في غزة تشمل «مقترحاً أميركياً نهائياً» لوقف الحرب، وفق إعلام إسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

غولدريتش لـ«الشرق الأوسط»: لا انسحاب أميركياً من سوريا

غولدريتش لـ«الشرق الأوسط»: لا انسحاب أميركياً من سوريا
TT

غولدريتش لـ«الشرق الأوسط»: لا انسحاب أميركياً من سوريا

غولدريتش لـ«الشرق الأوسط»: لا انسحاب أميركياً من سوريا

نفى إيثان غولدريتش، مساعد نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى والمسؤول عن الملف السوري بالخارجية الأميركية، وجود أي خطط لدى إدارة الرئيس جو بايدن لسحب القوات الأميركية من سوريا.

وقبل مغادرة منصبه، قال غولدريتش في مقابلة خاصة مع «الشرق الأوسط»: «حالياً، يَنْصَبُّ تركيزنا على الهدف، وهو عدم ظهور (داعش)»، مضيفاً: «لا نزال ملتزمين الدور الذي نلعبه في ذلك الجزء من سوريا، وبالشراكة التي تجمعنا مع القوات المحلية التي نعمل معها والحاجة لمنع ذلك الخطر (داعش) من العودة مجدداً».

وحول التطبيع مع نظام بشار الأسد، أكد غولدريتش أن أميركا لن تطبع معه حتى «حصول تقدم صادق ومستدام في أهداف القرار 2254»، داعياً البلدان التي انخرطت مع الأسد إلى توظيف هذه العلاقات للدفع نحو الأهداف الدولية المشتركة تحت القرار «2254».