«بيناريس».. يحتفل بعشرة أعوام على أول «نجمة ميشلان» كللته في لندن

أخذ اسمه من مدينة وادعة على نهر «الغانج».. وطيب نكهاته بتنوع المطبخ الهندي

طاولة الطاهي في «بيناريس»، طبق الحمام مع الشمندر السكري، تاندور راتان بالخضراوات.
طاولة الطاهي في «بيناريس»، طبق الحمام مع الشمندر السكري، تاندور راتان بالخضراوات.
TT

«بيناريس».. يحتفل بعشرة أعوام على أول «نجمة ميشلان» كللته في لندن

طاولة الطاهي في «بيناريس»، طبق الحمام مع الشمندر السكري، تاندور راتان بالخضراوات.
طاولة الطاهي في «بيناريس»، طبق الحمام مع الشمندر السكري، تاندور راتان بالخضراوات.

استطاع «بيناريس» Benares، الواقع في ساحة «باركلي» اللندنية، أن يحافظ على «نجمة ميشلان» التي يحتفل المطعم حاليا بالعيد العاشر لحصوله عليها، ولا عجب في ذلك، لأن النجمة تدل على نوعية وجودة الطعام، وهذا ما يسعى الشيف أتول كوشهار الطاهي الرئيسي في المطعم إلى تقديمه للذواقة.
«بيناريس» أول مطعم هندي يحصل على «نجمة ميشلان» للتميز في لندن، ويقع في واحد من أكثر أحياء لندن عراقة. الدخول إليه له رهبته، فتحس وأنت تصعد سلمه العريض، في ظل إضاءة خافتة ولوحة عملاقة على الحائط، كأنك تدخل إلى مسرح عملاق، ليكون في انتظارك في أعلى السلم العاملون في المطعم بزي موحد، يلقون عليك التحية بالهندية، فلا تسمع إلا كلمة «ناماستي» آتية من كل زاوية في المكان.
السقف منخفض مما يضفي نوعا من الحميمية، والمطعم مقسم إلى ثلاثة أجزاء، و5 غرف طعام خاصة، وتتميز إحدى الغرف بإطلالتها المباشرة على المطبخ من خلال حائط زجاجي، و«لاونج» وهو عبارة عن مساحة مخصصة لتناول المشروبات.
الديكورات هادئة، وأبرز ما يلفت فيها الرسوم على الجدران التي تحكي قصة اسم المطعم «بيناريس» وهو اسم مدينة هندية تقع على ضفاف نهر «الغانج».
لكي يحصل أي مطعم على «نجمة ميشلان» فلا بد أن يكون طعامه مميزا، إلا أن ما يميز «بيناريس» ليس فقط الأكل؛ إنما الخدمة، وطريقة تقديم الأطباق، ودراية العاملين بكل طبق تطلبه، يعرفون المكونات عن ظهر قلب، ويشرحون بإسهاب ويقدمون النصائح.
استطاع الشيف أتول أن يدخل نكهات غير معتادة على أطباقه، والنتيجة هي أطباق بمظهر أوروبي بنكهات شرقية.
يبدأ العشاء بأنواع من المخللات والتشاتني من ابتكار الشيف أتول، بالإضافة إلى كوكتيلات خاصة بالمطعم، ومشروب «لاسي» الهندي الشهير.
واحتفالا بالعيد العاشر على نجمة المطعم، من الممكن أن تختار تجربة جميع الأطباق المتوفرةMenu Tasting التي تضم 10 أطباق بسعر 85 جنيها إسترلينيا (نحو 130 دولارا أميركيا)، ولكن يجدر التحذير بأنه يجب عليك أن تأتي إلى المطعم ومعدتك خاوية؛ لأن الأطباق كثيرة ومتنوعة ويدخل اللحم في معظمها، وبالتالي سوف تشبع بسرعة فائقة.
وإذا كنت تفضل اختيار الأطباق من اللائحة العادية A la carte أنصحك بتجربة طبق لحم الحمام مع الشمندر والفانيلا، وطبق البرياني بلحم الضأن، وضلوع لحم الضأن ببهارات خاصة، وطبق الكاري مع الجمبري، ولا تنس أن تختار أكثر من نوع خبز «نان» الهندي، فهناك صنف يأتي مع الجبن، وآخر مع الثوم، ونوع ثالث محلى بالسكر والقرفة.
ومن الأطباق اللذيذة الأخرى: «Jal Tarang» وهو طبق سرطان البحر مع السمسم والكزبرة و«Hiran Ki Boti» وهو عبارة عن أرز برياني مع لحم الغزال، و«Chukander Kofta» وهو طبق من معجنات أو ما يعرف بـ«Dumplings» محشوة بالشمندر السكري مع صلصة الفستق والهيل.
ولا يجوز أن تزور «بيناريس» من دون تجربة الحلوى. من أشهر وألذ الأطباق المتوفرة في المطعم هي «Bhapa Doi» مع الفستق الحلبي وطبق الكلفي «Kulfi»، وهنا يجب أن تحضر جوالك لالتقاط صورة لكرة الشوكولاته وهي تذوب تحت دفء الشوكولاته الساخنة والسائلة التي تسكب فوقها.
يفتح «بيناريس» أبوابه للغداء من الساعة 12 ظهرا حتى الساعة 2.30 بعد الظهر، ويعاد فتح أبواب المطعم لفترة العشاء من الساعة 5.30 بعد الظهر حتى الساعة 11 مساء.
Benares، 12A Berkeley Square house، Berkeley Square Mayfair، London



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».