«العدالة والتنمية» المغربي يعلق عضوية مستشارين يشتبه في شرائهما أصوات الناخبين

«الأصالة والعاصرة» المعارض ينتقد عدم احترام قرينة البراءة في نشر أسماء المتهمين

«العدالة والتنمية» المغربي يعلق عضوية مستشارين يشتبه في شرائهما أصوات الناخبين
TT

«العدالة والتنمية» المغربي يعلق عضوية مستشارين يشتبه في شرائهما أصوات الناخبين

«العدالة والتنمية» المغربي يعلق عضوية مستشارين يشتبه في شرائهما أصوات الناخبين

قررت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي، ذي المرجعية الإسلامية، متزعم الائتلاف الحكومي، تعليق عضوية مستشارين من الحزب فازا في انتخابات مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، يشتبه في تورطهما في استعمال المال لشراء الأصوات في تلك الانتخابات.
وجاء قرار الأمانة العامة للحزب في اجتماع استثنائي عقدته، مساء أول من أمس، على أثر صدور بيان من اللجنة الحكومية لتتبع الانتخابات، التي يرأسها وزيرا الداخلية والعدل، تضمنت أسماء 26 شخصًا مشتبه في تورطهم في استعمال المال لاستمالة أصوات الناخبين خلال انتخابات مجلس المستشارين التي جرت في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، من بينهم 10 فائزين ينتمون لأحزاب الأغلبية والمعارضة.
ودعت الأمانة العامة للحزب في بيان أصدرته عقب الاجتماع إلى «احترام شروط المحاكمة العادلة التي تتطلب أساسًا احترام قرينة البراءة إلى أن يثبت العكس»، في انتقاد ضمني لنشر أسماء المتهمين، وأكدت في المقابل على «أهمية تحصين الإرادة الحرة للناخبين من كل المؤثرات، خصوصًا منها المالية، وضرورة اتخاذ كل الإجراءات التي تضمن نزاهة وشفافية العملية الانتخابية».
وأوضح الحزب في البيان ذاته أن الأمانة العامة للحزب، وباعتبار وفائه الثابت لمبادئ النزاهة والشفافية التي جعل منها أساسًا مكينًا لمنهجه في العمل السياسي، قررت بصفة احترازية تعليق عضوية حميد زاتني ويوسف بنجلون في الحزب، إلى حين بت القضاء في قضيتهما». كما قررت تكليف قسم النزاهة والشفافية بمتابعة الموضوع.
في السياق ذاته، عبر حزب الأصالة والمعاصرة المعارض عن استغرابه لتوقيت إصدار بيان اللجنة الحكومية لتتبع الانتخابات التي ورد فيها أيضًا اسم عضوين من أعضائه الفائزين في انتخابات مجلس المستشارين. وقال في بيان أصدره عقب اجتماع أعضاء مكتبه السياسي، إنه «يستغرب من طريقة وتوقيت إصدار هذا البيان، علمًا بأن مجلس المستشارين مقبل على انتخاب رئاسته وأجهزته».
وأوضح الحزب أن اللجنة الوطنية للأخلاقيات التابعة للحزب «تجري، في إطار الاختصاصات المخولة لها بمقتضى المادة 48 من القانون الأساسي للحزب، تحقيقًا داخليًا بشأن المعطيات الواردة بخصوص منتخبين اثنين باسم الحزب ورد اسماهما في البيان».
وخلافًا لحزب العدالة والتنمية الذي جمد عضوية مستشاريه المتهمين، أرجأ حزب الأصالة والمعاصرة البت في قضية منتخبيه المشتبه فيهما إلى حين إصدار القضاء أحكامًا نهائية في حقهما. ودعا الحزب كلاً من وزارتي العدل والحريات والداخلية إلى «ضرورة احترام استقلال السلطة القضائية، وقرينة البراءة وسرية التحقيق القضائي بالنسبة لجميع من وردت أسماؤهم بوصفهم متابعين في البيان المذكور».
كما أكد الحزب أيضًا أن «ضمان نزاهة وصدق وشفافية العملية الانتخابية بوصفها مبادئ منصوص عليها في الفصل 11 من الدستور، هو من أولى أولويات الحزب»، مؤكدًا «ثقته في السلطة القضائية المستقلة، وفي دورها المركزي والريادي في المنازعات الانتخابية وفي زجر المخالفات الانتخابية».
وأعلن حزب الأصالة والمعاصرة أنه سيستمر في متابعة التطورات القانونية والسياسية الناتجة عن بيان اللجنة الحكومية لتتبع الانتخابات، مذكرًا بأن تصويت الناخبات والناخبين بوأه المرتبة الأولى في انتخابات الغرف المهنية والانتخابات الجماعية (البلدية)، وانتخابات مجالس العمالات والأقاليم (المحافظات).
ولم يحضر المتهمون العشرة، الفائزون في انتخابات مجلس المستشارين، جلسة افتتاح البرلمان، أمس، من قبل العاهل المغربي الملك محمد السادس، حيث يجري التحقيق معهم، إضافة إلى المشتبه فيهم الـ16 الآخرين، الذين ينتمون إلى أحزاب الاستقلال، والعدالة والتنمية، والأصالة والمعاصرة، والتجمع الوطني للأحرار.
وتصدر حزب الاستقلال المعارض لائحة المتهمين بشراء الأصوات، حيث بلغ عددهم 13 متهمًا بينهم خمسة فائزين، وشن الحزب بسبب ذلك هجومًا كبيرًا على وزارة الداخلية، واتهمها باستهداف الحزب وأمينه العام.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.