قال عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، إنه طالب مسؤولين غربيين، منهم ألمان، بالكف عن استقطاب الأطباء والمهندسين المغاربة، وإغرائهم بالهجرة إلى الخارج.
وأوضح أخنوش خلال جلسة المساءلة الشهرية بمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، مساء الاثنين، أن المغرب يعمل على زيادة عدد الخريجين من الأطباء، لكنه يواجه «منافسة خارجية»، حيث تعمل «دول كبرى» على إغراء الأطباء المغاربة بامتيازات لقبول الهجرة للعمل في الخارج.
وقال أخنوش بهذا الخصوص: «أخبرت مسؤولين ألمان حينما كنت في لقاء معهم أخيراً أنه يجب ألا يشجعوا هجرة الأطباء والمهندسين»، مضيفاً: «إذا أرادوا اليد العاملة يمكن أن يأخذوها، ولكن ليتركوا الأطباء لعلاج المغاربة»، قبل أن يضيف أن «الأفضل للأطباء المغاربة هو العيش في بلدهم».
وفي سياق حديثه عن تعزيز الموارد البشرية لقطاع الصحة، أشار أخنوش إلى توقيع اتفاقية للرفع من عدد الموارد البشرية العاملة بالقطاع، وإصلاح نظام التكوين والتكوين المستمر، وذلك بهدف تقليص العجز الحاصل في عدد الأطر الطبية ومهنيي الصحة.
وأوضح أخنوش: «نستهدف من خلال هذه الخطوة الرفع بصفة تدريجية من أعداد العاملين إلى أكثر من 90 ألفاً بحلول سنة 2025، وغايتنا من ذلك تجاوز عتبة 24 مهني صحة لكل 10 آلاف نسمة، الموصى بها من لدن منظمة الصحة العالمية، في أفق رفعها إلى 45 مهنياً بحلول سنة 2030». مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على إحداث ثلاث كليات للطب والصيدلة، وثلاثة مراكز استشفائية جامعية بكل من الراشيدية (شرق) وبني ملال (وسط) وكلميم (جنوب).
في سياق ذلك، أوضح أخنوش أن الحكومة نجحت في الرفع من الطاقة الاستيعابية للمعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، من 4000 مقعد برسم الموسم الدراسي الماضي إلى 6200 مقعد خلال الموسم الحالي. مبرزاً أن الميزانية الإجمالية المخصصة لقطاع الصحة والحماية الاجتماعية خلال السنة المالية 2024 بلغت نحو 30 ملياراً و949 مليون درهم (نحو 4 مليارات دولار)، أي بزيادة إجمالية تقدر بـ55 في المائة مقارنةً مع ميزانية سنة 2021. وأشار في هذا الصدد إلى تقدم أشغال مشاريع صحية مهمة، مثل أشغال بناء 4 مراكز استشفائية جامعية في كل من أكادير (وسط) والراشيدية (شرق) والعيون وكلميم (جنوب)، وإعادة بناء مستشفى ابن سينا في الرباط، مما سيوفر طاقة سريرية إضافية تقدَّر بـ2844 سريراً.
كما بين أخنوش أن الحكومة نجحت في تقريب الخدمات الصحية من المواطنين وضمان جودتها، بعد تأهيل أكثر من 390 مركزا صحيا للقرب، فيما يرتقب الوصول إلى أكثر من 830 مركزا مؤهلا بحلول الشهر المقبل، أي ما يشكل نسبة إنجاز تتجاوز 59 في المائة من الهدف المحدد في 1400 مركز صحي من الجيل الجديد.
وخلص أخنوش إلى أنه سيتم العمل على تجهيز هذه المراكز بالمعدات الضرورية، وتمكينها من الموارد البشرية اللازمة، مع تخصيص ميزانية سنوية لهذا الغرض تقدر بـ800 مليون درهم (80 مليون دولار).