شكراً لكم!
احتفالاتكم كانت باهرة
ألعابكم النارية ملأت الفضاء ألواناً
تسلى بها أطفالنا كثيراً،
فرحوا واستمتعوا جداً
حتى أن دموعهم صارت غيوماً وقوس قزح
ذابوا حباً حتى صاروا عسلاً
واختفوا في شقوق الأرض
قد يظهرون غداً وروداً أو نحلاً يقطر مرارة
اليوم نبتت لهم أجنحة وطاروا إلى السماء
ملوحين ممتنين لكم ولنا
فنحن أيضاً
صنعنا المسرح، جلبنا المهرج،
وبعنا فراشات الحقل للعطارين!
كرمكم كان هائلاً
أرهقتم أنفسكم
الأطفال لا يحتاجون طائرات فانتوم للعبهم
تكفيهم طائرات ورقية، وحفنة حلوى
لكن خزائن البنوك عندكم تفيض دائماً
يا لهذا السيرك!
أفلتت فيه الأسود والنمور من أقفاصها وداعبت الأطفال برفق عظيم
لطفكم فاق تماسيح الأوحال
أغرق الشاشة بوجوه قادتكم
يرقصون في وليمة لا يعرفون
لمن لحمها وعظامها ونبيذها!
أطل العالم عليكم كعجوز ترى ذئباً يراقص قبرها
شكراً لكم
اعتصرتم لأطفالنا زيت قناديل المعابد القديمة
لتبق النار مشتعلة وهم يصعدون
نحن آباؤهم لا نعرف إلى أين يصعدون
الآن نغط في نوم عميق
لن نجوع، ولن نبرد بعد الآن
أبد الدهر سنظل نضحك بأسنان سوداء دون شفاه
جوف الأرض، رحم آخر
وقد نولد مرة أخرى
سنوفر جمراً كثيراً لمن سيأتي
شكراً لكم
صنعتم أطفال الألعاب النارية
حتى نحن لا نعرف كيف سيردون لكم هذا الجميل!