اليمين المتطرف يعزز مواقعه في أوروبا ومخاوف من هيمنته على الانتخابات الأوروبية المقبلة

قاعدته الآيديولوجية: الدفاع عن الهوية ومعاداة الإسلام ورفض الهجرات

مبنى المفوضية الأوروبية في العاصمة البلجيكية بروكسل (رويترز)
مبنى المفوضية الأوروبية في العاصمة البلجيكية بروكسل (رويترز)
TT

اليمين المتطرف يعزز مواقعه في أوروبا ومخاوف من هيمنته على الانتخابات الأوروبية المقبلة

مبنى المفوضية الأوروبية في العاصمة البلجيكية بروكسل (رويترز)
مبنى المفوضية الأوروبية في العاصمة البلجيكية بروكسل (رويترز)

أحدث فوز «حزب الحرية» الهولندي الذي يتزعمه خيرت فيلدرز، اليميني الشعبوي المتطرف المعادي جهاراً للإسلام وللمهاجرين وللاتحاد الأوروبي، زلزالاً سياسياً داخل الاتحاد، وأثار مخاوف جدية من تواصل انهيار لعبة الدومينو السياسية، التي تشهد في السنوات الأخيرة وصول اليمين المتطرف بتنوعاته إلى السلطة، سواء أكان منفرداً أو بالتحالف مع أحزاب تقليدية.





والاختراق غير المسبوق الذي حققه الحزب المذكور الذي تسلل إلى الندوة البرلمانية في هولندا منذ 25 عاماً، وإن جاء مفاجئاً وصادماً، فإنه يعكس انزلاقاً متواصلاً للناخبين الأوروبيين نحو الآيديولوجية اليمينية المتطرفة. وعلى مسافة 7 أشهر من الانتخابات الأوروبية التي ستجرى في البلدان الـ27 ، ينتاب الخوف كثيراً من السياسيين والمسؤولين من حصول «انقلاب» برلماني نتيجة فقدان الأحزاب التقليدية من اليمين والوسط والخضر الأكثرية النيابية، ما سينعكس على سياسة النادي الأوروبي الداخلية والخارجية.

البرلمان الأوروبي يدين إيران (د.ب.أ)

وبعد «البريكست» الذي شهد خروج بريطانيا رسمياً من الاتحاد في بداية عام 2021، برزت مخاوف من أن تسلك هولندا المسار نفسه، إذ بدأ الحديث عن «الهركست». والفارق بين بريطانيا وهولندا أن الثانية كانت من مؤسسي الاتحاد الأوروبي ومن أكثر الداعمين لتحولاته المختلفة خلال العقود التي انقضت على وجوده، والتي أفضت إلى صورته الراهنة.

خفر السواحل البريطاني ينقذ مهاجرين في قناة المانش (أ.ف.ب)

بانتظار معرفة ما إذا كان خيرت فيلدرز، الذي احتل حزبه المرتبة الأولى في البرلمان بحصوله على 37 مقعداً (من أصل 150 مقعداً)، سينجح في تشكيل تحالف حكومي، فإنه على أي حال قلب التوازنات السياسية في هولندا، وقزّم التحالف اليساري برئاسة مارك روته، زعيم الحزب الشعبي من أجل الحرية والديموقراطية، الذي أمضى 13 عاماً رئيساً لحكومة بلاده. واختصر خيرت فيلدرز الوضع السياسي الجديد في هولندا بجملة واحدة، إذ قال عقب انتصاره: «لم يعد من الممكن تجاهل حزب الحرية... سوف نحكم البلاد».

خيرت فيلدرز يحيي أنصاره خلال اجتماع في لاهاي، الخميس (أ.ف.ب)

تحل صدمة فيلدرز بعد صدمة أخرى لا تقل أهمية، وتتمثل بوصول جيورجيا ميلوني، قبل عام (وتحديداً في 22 أكتوبر - تشرين الأول 2022) إلى رئاسة الحكومة الإيطالية. ميلوني ترأس حزب «إخوة إيطاليا» منذ عام 2014، وقد انتخبت نائبة منذ عام 2006 وشغلت منصباً وزارياً لـ3 سنوات زمن حكومة سيلفيو برلسكوني. و«إخوة إيطاليا» الذي رأى النور في عام 2012 حزب يميني شعبي متطرف، وريث إلى حد ما التيار الفاشي الإيطالي، وعناوينه السياسية معاداة المهاجرين والتطرف القومي الإيطالي وأطلسي الهوى والتشكيك بالبناء الأوروبي من غير أن يصل ذلك إلى الرغبة في الخروج من الاتحاد.

جيورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا، خلال حضورها جلسة لمجلس الشيوخ، 23 نوفمبر (أ.ف.ب)

ويدعو الحزب إلى المحافظة على «الهوية الإيطالية» بوجه ما يعتبره مخاطر تراجعها بفعل تدفق الهجرات غير الأوروبية، وخصوصاً الإسلامية. ومنذ وصولها إلى السلطة، سعت ميلوني إلى «تجميل» صورة حزبها لسببين؛ أولهما أنها تقود حكومة ائتلافية، والثاني حاجة إيطاليا التي تعاني من وضع اقتصادي صعب للأموال الأوروبية.

لا يصح الحديث عن صعود اليمين المتطرف في أوروبا من غير التوقف عند حالة المجر، التي حكمها فيكتور أوربان بيد من حديد ما بين عام 1998 وعام 2010 ثم من عام 2013 حتى اليوم من غير انقطاع.

المستشار الألماني أولاف شولتس مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (رويترز)

أوربان يتكئ على حزبه «الاتحاد المدني المجري» المعادي لأوروبا التي يتسبب لها بالصداع منذ وصوله إلى السلطة. ودأب أوربان، المتهم بنسف الديموقراطية وخنق الحريات والابتعاد عن دولة القانون، بالوقوف بوجه سياسات الاتحاد، خصوصاً في ملف الهجرات ودعم أوكرانيا والتوجه إلى قبول عضويتها سريعاً. ولم يتأخر قبل أيام قليلة عن الإعلان أنها «ما زالت على بعد سنوات ضوئية» من الانضمام إلى النادي الأوروبي، كما تميز بمواقفه القريبة من روسيا في حربها على أوكرانيا، ما يشكل إلى حد بعيد انفصالاً عن سياسة الاتحاد، الذي عاقبه بتجميد 28 مليار يورو من الأموال الأوروبية المخصصة لبودابست.

رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يصافح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبيل اجتماعهما في بكين (إ.ب.أ)

لا تكتمل صورة التقدم المتسارع لليمين المتطرف إلا مع الإشارة إلى أن سلوفاكيا انضوت الشهر الماضي تحت راية اليمين المتطرف، مع وصول روبيرت فيتسو إلى السلطة فيها، على رأس حزبه القومي الاشتراكي متحالفاً مع حزبين؛ اليميني المتطرف «إس إن إس»، واليسار المتطرف «هيلاس ـ إس دي». وروبيرت فيتسو قريب جداً من أوربان، وينهج السياسة نفسها في الداخل والخارج.

روبيرت فيتو (يسار الصورة) رئيس وزراء سلوفاكيا في لقاء مع نظيره التشيكي في براغ (أ.ف.ب)

ففي الداخل ينهج سياسة شعبوية. وفي الخارج يعارض تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا ويحابي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومن جهة ثانية، تتعين الإشارة إلى أن اليمين المتطرف جزء من التحالفات الحكومية في كل من فنلندا وليتوانيا والسويد، أو يدعم حكوماتها، ما يعني قدرته على التأثير على السياسات المتبعة. ثم إن اليمين المتطرف يتأهب للانقضاض على السلطة في ألمانيا حيث حزب «البديل لألمانيا» يحتل المرتبة الثانية في البلاد، وفق استطلاعات الرأي، حيث يحصل على 21 بالمائة من الأصوات.

وبيّنت الانتخابات الإقليمية التي جرت الشهر الماضي في ولايتي بافاريا وهس إحراز «البديل لألمانيا» تقدماً واضحاً في نسبة الأصوات التي حصل عليها. بيد أن الخطر الأكبر قد يأتي من فرنسا حيث إن مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن واجهت الرئيس إيمانويل ماكرون في الدورة الثانية من انتخابات عام 2017 و2022. وتبين استطلاعات الرأي أن حزبها «التجمع الوطني» آخذ في التقدم، وسبق له أن احتل المرتبة الأولى في الانتخابات الأوروبية السابقة، وهو يتأهب لإنجاز مشابه في الانتخابات المقبلة. وفي أي حال، فإن انتخابات يونيو (حزيران) المقبل، على المستوى الأوروبي، سوف تشكل الاختبار الحقيقي لمدى قدرة اليمين المتطرف على مواصلة التقدم.

مارين لوبن، زعيمة حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف، في لشبونة، ساعية للوصول إلى الرئاسة في فرنسا، 24 نوفمبر (أ.ف.ب)

يقول الباحث السياسي جيل إيفالدي، المتخصص بتاريخ الأحزاب الأوروبية الشعبوية والقومية اليمينية المتطرفة، إن «الزمن الحاضر يعكس وجود دينامية قوية لليمين المتطرف، وذلك منذ أزمة الهجرات الكبرى التي شهدها عام 2015، خصوصاً في دول أوروبا الشرقية».

ويؤكد إيفالدي أن اليمين المتطرف يتقدم ويقوي مواقعه منذ 40 عاماً، ولكن الجديد أنه في السنوات الأخيرة أخذ يتبدل ويطبع صورته، ما يعكس رغبته بالوصول إلى السلطة، وليس البقاء على الهامش في المعارضة.

ويربط الباحث الفرنسي بين الدينامية الاستثنائية لليمين المتطرف في السنوات الأخيرة، وبين الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي ترافقت مع تفشي وباء «كوفيد 19» حيث استغلت الأحزاب اليمينية الصعوبات المرتبطة بالوباء ضد الحكومات القائمة. بيد أن الخيط الجامع والقاعدة الآيديولوجية لكافة الأحزاب اليمينية المتطرفة يتمثلان في الدفاع عن الهوية الأوروبية ومعاداة الإسلام ورفض الهجرات والربط بينها وبين الاعتداءات الإرهابية التي عرفها كثير من البلدان الأوروبية.

مظاهرات مناوئة لزعيم اليمين المتطرف في أمستردام، 24 نوفمبر (رويترز)

وما زالت هذه القاعدة الآيديولوجية تتنامي اليوم، ولا يعتقد أن الأحزاب المعنية سوف تتخلى عنها، بل إن الأحزاب التقليدية آخذة إلى حد بعيد باستنساخ مقولات اليمين المتطرف، ما يعكس التحولات العميقة في الرأي العام. والملفت أن هذه التحولات الأكثر إثارة تظهر في بلدان شمال أوروبا التي كانت الأكثر انفتاحاً بالنسبة للهجرات، وتقبل التنوع الثقافي والديني، وهي تنهج اليوم خطاً متشدداً وتفتح الباب أمام صعود اليمين المتطرف.


مقالات ذات صلة

هل تغادر تشاد دوامة «الانقلابات» وتدخل المسار الديمقراطي؟

شمال افريقيا مسؤول في مركز اقتراع يقوم بعدِّ الأصوات في مركز الاقتراع بمدرسة أبينا في نجامينا في 6 مايو 2024 خلال الانتخابات الرئاسية في تشاد (أ.ف.ب)

هل تغادر تشاد دوامة «الانقلابات» وتدخل المسار الديمقراطي؟

على وقع أزيز طائرات حربية تطوف سماء «شغوا»، على مستويات منخفضة، كانت تشاد تطوي يومها الثاني والأخير من انتخابات رئاسية وُصفت بـ«الاستثنائية» جرت بين 10 مرشحين.

جمال جوهر (القاهرة)
آسيا خلال تجمّع لأنصار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في أيوديا بالهند 5 مايو 2024 (رويترز)

مقاطع فيديو للحزب الحاكم في الهند تثير غضب المسلمين وسط انتخابات ساخنة

أثارت مقاطع فيديو بالرسوم المتحركة نشرها حزب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وتستهدف حزب المؤتمر المعارض والمسلمين، شكاوى وغضباً عارماً.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
العالم المحافظ خوسيه راؤول مولينو يحتفل بفوزه (أ.ف.ب)

المحافظ خوسيه راؤول مولينو يفوز بالانتخابات الرئاسية في بنما

فاز المحافظ خوسيه راؤول مولينو بالانتخابات الرئاسيّة في بنما بحصوله على 34 في المائة من الأصوات متقدّماً بتسع نقاط على أقرب منافسيه الذي أقرّ بهزيمته

المشرق العربي الرئيس السوري بشار الأسد في اجتماع القيادة المركزية لحزب البعث السبت بقصر المؤتمرات (سانا)

الأسد يصف تطوير حزب البعث بـ«إعادة تموضع»

مع تصاعد القلق جنوب البلاد حيال زخم الحراك الشعبي في السويداء أتم حزب البعث انتخاب القيادة المركزية للحزب وأعيد انتخاب الرئيس الأسد أميناً عاماً بـ«الإجماع».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ رئيس مجلس النواب (يمين) وزعيم الأقلية الديمقراطية حكيم جيفريز في 25 أكتوبر (أ.ب)

الجمهوريون يخففون من توقعات «موجة حمراء» في انتخابات الكونغرس

يحتاج الجمهوريون إلى قلب نتائج ولايتين فقط للسيطرة على مجلس الشيوخ حيث يشغلون الآن 49 مقعداً مقابل 51 للديمقراطيين.

إيلي يوسف (واشنطن)

بوتين يُوجّه بتعزيز الإنتاج الحربي... ويُلوّح بـ«السلاح الاستراتيجي»

جانب من مشاركة بوتين في مراسم الاحتفال بـ"عيد النصر" في موسكو، الخميس (أ.ب)
جانب من مشاركة بوتين في مراسم الاحتفال بـ"عيد النصر" في موسكو، الخميس (أ.ب)
TT

بوتين يُوجّه بتعزيز الإنتاج الحربي... ويُلوّح بـ«السلاح الاستراتيجي»

جانب من مشاركة بوتين في مراسم الاحتفال بـ"عيد النصر" في موسكو، الخميس (أ.ب)
جانب من مشاركة بوتين في مراسم الاحتفال بـ"عيد النصر" في موسكو، الخميس (أ.ب)

في خطابه بمناسبة احتفالات روسيا بعيد النصر على النازية هذا العام، وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تم تنصيبه هذا الأسبوع رئيساً لروسيا لفترة ثالثة، معظم حديثه إلى الغرب، مجدداً التلويح بقدرات بلاده العسكرية واستعدادها لمواجهة أي تهديدات غربية، بما في ذلك استخدام الأسلحة الاستراتيجية الفتاكة. كما حذّر سيد الكرملين، أمس (الخميس)، من أن قوات بلاده النووية في حالة تأهب «دائمة».

وفي خطاب ألقاه في الساحة الحمراء أمام آلاف الجنود الذين ارتدوا بزّات عسكرية مخصصة للمراسم، أشاد بوتين بجيشه الذي قاتل في أوكرانيا، واتّهم «النخب في الغرب» بإثارة النزاعات حول العالم. كما اتّهم الغرب بالعمل على تشويه حقيقة الحرب العالمية الثانية، وتغيير الحقائق لتصغير دور الاتحاد السوفياتي فيها. وزاد: «في السنوات الثلاث الأولى من الحرب، قاتل الاتحاد السوفياتي النازية بمفرده، فيما عملت أوروبا برمّتها على دعم هتلر». ورأى أن «الانتقام والاستهزاء بالتاريخ وتبرير النازية جزء من السياسة العامة للنخب الغربية».

وأكّد بوتين أن بلاده «ستبذل قصارى جهدها لمنع حدوث صدام عالمي رغم سياسات النخب الغربية».


آلاف المتظاهرين في مالمو احتجاجاً على مشاركة إسرائيل في «يوروفيجن»

TT

آلاف المتظاهرين في مالمو احتجاجاً على مشاركة إسرائيل في «يوروفيجن»

آلاف المتظاهرين في مالمو احتجاجاً على مشاركة إسرائيل في «يوروفيجن»

تظاهر آلاف الأشخاص بهدوء اليوم (الخميس) في شوارع مالمو بالسويد احتجاجاً على مشاركة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن، عشية خوض البلاد المنافسة، بحسب ما أفاد فريق «وكالة الصحافة الفرنسية» في المكان.

تقول هيلدا، وهي سويدية تبلغ 30 عاماً، رفضت كشف اسمها الكامل: «أنا من محبي يوروفيجن وهذا يؤلمني لكنني سأقاطع». وأضافت: «لا أستطيع الاستمتاع وأنا أعرف أن إسرائيل تشارك في الوقت الذي يقتل فيه كل هؤلاء الأطفال. أعتقد أن هذا غير عادل».

وتم الاحتجاج على مشاركة إسرائيل في مسابقة الأغنية الأوروبية التي ستقام نهائياتها السبت في مالمو، في ضوء الحرب بين إسرائيل و«حماس» في غزة، حيث طالبت مذكرات في جميع أنحاء أوروبا باستبعادها.

في نهاية مارس (آذار) دعا مرشحون من تسع دول، بما في ذلك المرشح السويسري نيمو وهو الأوفر حظاً، لوقف دائم لإطلاق النار.

متظاهرون وأعلام فلسطينية في مالمو (رويترز)

وعلى المرشحة الإسرائيلية إيدن غولان المشاركة مساء الخميس في نصف النهائي الثاني.

وتساءلت مروة مصطفى، وهي متظاهرة في العشرين من العمر: «هذا ليس عدلاً. في رأيي إذا كان بإمكانهم استبعاد روسيا فلماذا لا يمكنهم فعل ذلك مع إسرائيل؟».

في عام 2022، تم استبعاد شركات البث الروسية من اتحاد البث الأوروبي المشرف على المسابقة، بعد الحرب في أوكرانيا.

وقال مصطفى مصطفى (29 عاماً): «الجميع هنا لحضور مسابقة يوروفيجن والاحتفال. ليس هناك أي سبب للاحتفال». وأضاف: «نزعم أننا ديمقراطية لكن لا أحد يحرك ساكناً».

وانطلق المتظاهرون وزاد عددهم على خمسة آلاف من الساحة الرئيسية في مالمو، بحسب فريق «وكالة الصحافة الفرنسية»، وساروا في شارع المشاة الرئيسي في المدينة رافعين الأعلام الفلسطينية.

فيما رفعت لافتات كتب عليها: «حرروا فلسطين» أو «يوروفيجن تضفي شرعية على الإبادة».

وشاركت الناشطة دفاعاً عن المناخ غريتا ثونبرغ المعروفة بمواقفها المؤيدة للفلسطينيين، في المسيرة إلى جانب العديد من العائلات.

 


منشأتان نفطيتان روسيتان على بعد 1200 كيلومتر من الحدود تتعرضان لهجمات أوكرانية

دمار بسبب ضربة صاروخية روسية في منطقة كييف (أ.ف.ب)
دمار بسبب ضربة صاروخية روسية في منطقة كييف (أ.ف.ب)
TT

منشأتان نفطيتان روسيتان على بعد 1200 كيلومتر من الحدود تتعرضان لهجمات أوكرانية

دمار بسبب ضربة صاروخية روسية في منطقة كييف (أ.ف.ب)
دمار بسبب ضربة صاروخية روسية في منطقة كييف (أ.ف.ب)

أكدت تقارير إعلامية روسية، نقلاً عن إدارة خدمات الطوارئ، أن منشأتين نفطيتين روسيتين تعرضتا لأضرار نتيجة هجمات بطائرات مسيّرة أوكرانية الخميس. وقالت الإدارة في منطقة كراسنودار الروسية، إن هجوماً بطائرات مسيّرة أطلقتها أوكرانيا أدى إلى نشوب حريق وتضرر عدة صهاريج نفط في مصفاة بالمنطقة. وأضافت عبر تطبيق «تلغرام» للرسائل، أنه تم تدمير نحو ست طائرات مسيّرة، لكن الحطام سقط على المصفاة القريبة من قرية يوروفكا، ما أدى إلى اشتعال النيران.

جنديان أوكرانيان يستعدان لإطلاق طائرة استطلاع مسيّرة في منطقة دونيتسك (أ.ف.ب)

وقال مصدر في قطاع الدفاع الأوكراني، إن أوكرانيا قصفت بمسيّرة مصفاة نفط روسية في جمهورية باشكورتوستان على مسافة قياسية تبلغ نحو 1200 كيلومتر من حدودها. وأضاف أن «مسيّرة بعيدة المدى توجهت إلى جمهورية باشكورتوستان؛ حيث ضربت مصفاة نفط نفتخيم سالافات (التابعة للعملاق الروسي) غازبروم»، الواقعة في بلدة سالافات. ووفقاً لمسؤولين محليين، أدى هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية إلى اندلاع حريق وألحق أضراراً بالعديد من صهاريج التخزين في مستودع للوقود في منطقة كراسنودار جنوب روسيا.

وقال رئيس جمهورية باشكورتوستان الروسية، راضي خابيروف، إن هجوماً بطائرات مسيّرة ألحق أضراراً بمحطة الضخ في المجمع الذي يعد واحداً من أكبر مجمعات معالجة النفط في روسيا، لكن لم يُصب أحد في الهجوم.

وأكد رئيس باشكورتوستان التي تتمتع بالحكم الذاتي في روسيا الاتحادية عبر تطبيق «تلغرام»، أن مجمع غازبروم نفتخيم سالافات لمعالجة النفط والبتروكيماويات والأسمدة تعرض لهجوم بطائرة مسيّرة، لكن سير العمل لم يتأثر. وقال: «هذه محاولة لإفساد احتفالنا»، في إشارة إلى إحياء ذكرى النصر على ألمانيا النازية في روسيا في التاسع من مايو (أيار). وأضاف خابيروف أن مصفاة غازبروم نفتخيم سالافات في مدينة سالافات في جبال الأورال تعرضت للقصف.

دمار بسبب ضربة صاروخية روسية في منطقة كييف (أ.ف.ب)

وأفادت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية، بأنه كان في الإمكان رؤية الدخان يتصاعد من أحد أجزاء المصفاة. وقال عمال إنقاذ محليون إن إحدى محطات الضخ في المصفاة تعرضت لأضرار. ولم يحدد المسؤولون الروس ما إذا كانت الطائرة المسيّرة المهاجمة قد جاءت من أوكرانيا. ووفق مصادر أوكرانية تحدثت إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد حطّمت المسيّرة «رقماً قياسياً» بالتحليق مسافة 1500 كيلومتر لتضرب هذه المصفاة التي تعدّ إحدى كبرى المصافي في روسيا.

وتقع سالافات التي يبلغ عدد سكانها 150 ألف نسمة، على بعد 1200 كيلومتر تقريباً من الحدود الأوكرانية. وأقر بوتين الخميس خلال احتفالات ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية بوجود «مشكلات صعبة» وقال إنه «على علم بمشكلة الطائرات من دون طيار المعادية التي تحلق مثل الذباب فوق رؤوسنا، في المنطقة العسكرية الشمالية الغربية». متعهداً بأن تواصل القيادة العسكرية العمل على إنهاء هذه المشكلة. وزاد: «أنا متأكد من أنه ستكون لدينا نتائج على هذا الصعيد».

وأضاف بوتين أن «المصممين والمهندسين في الاتحاد الروسي يعملون ليل نهار للبقاء في الصدارة والمحافظة على التفوق على العدو في مجال التكنولوجيا العسكرية، (...) نحن نحقق نجاحات». وخاطب القادة العسكريين الحاضرين بعبارة: «علينا أن نحافظ على تقدمنا، أن نكون دائماً متقدمين بخطوة على الأعداء».

وكثّفت أوكرانيا التي تواجه غزواً روسياً منذ أكثر من عامين، ضرباتها على مواقع الجيش والطاقة الروسية منذ بداية العام، وأحياناً بعيداً عن حدودها.

ووفق تقارير إعلامية، فقد انتقدت واشنطن هذه الهجمات التي تشنّها كييف على منشآت طاقة في روسيا مطالبة بوضع حدّ لها. وتقول موسكو إن الهجمات ترقى إلى مستوى الإرهاب، وتشن ما تقول إنها هجمات انتقامية على منشآت بنية تحتية أوكرانية رداً على ذلك. وتقول أوكرانيا إن المنشآت النفطية أهداف مشروعة تساعد روسيا في مهامها العسكرية. ومنذ بداية غزوها، استهدفت روسيا مواقف في أوكرانيا بشكل منهجي؛ خصوصاً البنية التحتية.

عمال إنقاذ يحاولون إطفاء النيران قريباً من كييف (إ.ب.أ)

وتعرّضت أوكرانيا لهجوم ضخم جديد، الأربعاء. قال فياتشيسلاف غلادكوف حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية المجاورة لأوكرانيا، إن 8 أشخاص أصيبوا بينهم طفل في هجوم اتهم أوكرانيا بشنه الليلة الماضية. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن حاكم بيلغورود القول إن 34 شقة في مبنى سكني مكون من 19 طابقاً قد أصابها الضرر، إضافة إلى أضرار لحقت بنحو 37 سيارة جراء عمليات قصف القوات الأوكرانية للمقاطعة. ويذكر أن عدداً من الهجمات السابقة على منشآت نفط قد وقعت في عمق المناطق الداخلية الروسية.

أوكراني يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)

واشتعلت أيضاً النيران في منشأة لتخزين النفط على ساحل البحر الأسود الروسي بالقرب من مدينة أنابا، وتقول السلطات المحلية إن هذا الحريق اندلع نتيجة لهجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية. وتم اعتراض نحو ست طائرات مسيّرة مقاتلة وهي تقترب خلال الليل، لكن بعضها سقط في مجمع الحاويات. واندلع حريق وتمت السيطرة عليه قرب منتصف النهار، ما أدى إلى تضرر عدة حاويات. ويذكر أن المسافة بين أنابا والأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا تصل إلى نحو 370 كيلومتراً. وأعلنت أوكرانيا الخميس مقتل شخصين في قصف روسي على مدينة نيكوبول جنوب البلاد، مؤكدة أنها دمرت معظم الطائرات المسيّرة العشرين التي أطلقتها موسكو خلال الليل. وتتعرض نيكوبول بانتظام لهجمات من القوات الروسية المتمركزة على الضفة المقابلة من نهر دنيبرو الذي تحول إلى خط جبهة منذ أواخر عام 2022.

كشافات ضوئية تبحث في سماء كييف عن مسيّرات روسية (رويترز)

وقال حاكم المنطقة سيرغي ليساك إن «مدفعية العدو أودت بحياة رجل يبلغ 62 عاماً وامرأة عمرها 65 عاماً». ونشر صوراً لمنزل وقد اشتعلت النيران في سقفه، بالإضافة إلى تضرر مبان عدة.

في سياق آخر، شهدت أوكرانيا موجة جديدة من هجمات الطائرات المسيّرة خلال ساعات الليل. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنه من بين 20 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا، دمرت قوات الدفاع الجوي الأوكرانية 17 طائرة، معظمها فوق منطقة أوديسا الجنوبية من أصل 20 طائرة مسيّرة هجومية أطلقتها روسيا لاستهداف الأراضي الأوكرانية. وأفادت أجهزة الطوارئ على تطبيق «تلغرام» بأن طائرة مسيّرة ضربت مبنى من طابقين في منطقة ميكولايف الجنوبية، من دون تسجيل إصابات.


الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين

الرئيس المجري تاماس سوليوك والرئيس الصيني شي جينبينغ يحضران عرضاً عسكرياً في باحة القصر الرئاسي في بودابست الخميس (أ.ف.ب)
الرئيس المجري تاماس سوليوك والرئيس الصيني شي جينبينغ يحضران عرضاً عسكرياً في باحة القصر الرئاسي في بودابست الخميس (أ.ف.ب)
TT

الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين

الرئيس المجري تاماس سوليوك والرئيس الصيني شي جينبينغ يحضران عرضاً عسكرياً في باحة القصر الرئاسي في بودابست الخميس (أ.ف.ب)
الرئيس المجري تاماس سوليوك والرئيس الصيني شي جينبينغ يحضران عرضاً عسكرياً في باحة القصر الرئاسي في بودابست الخميس (أ.ف.ب)

بعد باريس وبلغراد، حظي الرئيس الصيني شي جينبينغ، الخميس، باستقبال حار في المجر، المحطة الأخيرة في جولته الأوروبية، مع علاقات اقتصادية مزدهرة وتقارب في وجهات النظر بشأن الهجوم الروسي في أوكرانيا.

بدأ شي جينبينغ نهاره بحضور عرض عسكري في باحة القصر الرئاسي إلى جانب الرئيس المجري تاماس سوليوك.

خلال هذه الزيارة التي وصفتها بودابست بـ«التاريخية»، ازدانت العاصمة بأعلام الصين، فيما اتخذت إجراءات أمنية مشددة، وتم إخفاء الأعلام التبتية القليلة جداً التي رفعت، بعيداً عن أنظار الرئيس الصيني.

رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان وبجانبه زوجته يرحب بالرئيس الصيني شي جينبينغ وزوجته في بودابست الخميس (رويترز)

وبحسب تقرير صادر عن السلطات الصينية، فقد أكد شي جينبينغ أنّ «العلاقات الصينية المجرية في ذروتها» خلال تاريخ يمتدّ على 75 عاماً.

قبل وصوله مساء الأربعاء إلى بودابست، شبّه الرئيس الصيني العلاقات الثنائية بأنها «رحلة سياحية ذهبية»، في مقال نشرته صحيفة «مجري نمزيت» الموالية للحكومة.

وأشاد بـ«الصداقة» بين البلدين اللذين تجاوزا «المحن».

وكتب شي جينبينغ: «لقد تحدينا النظام الجيوسياسي معاً في سياق دولي غير مستقر»، ورسمنا طريقنا «كدول ذات سيادة واستقلال كامل»، في إشارة إلى الاستراتيجية التي يعتمدها داخل الاتحاد الأوروبي.

رجل من التبت محاطاً برجال الشرطة في بودابست يحمل علم التبت ويهتف ضد زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ الخميس (أ.ب)

16 اتفاقاً

وسط خلافاته مع بروكسل، اتجه الزعيم القومي إلى الشرق في السنوات الماضية. وحين نأت بروكسل بنفسها عن بكين، قام بدلاً من ذلك بتعزيز العلاقات معها رافضاً المواجهة العقائدية بين «الكتل».

وقال الرئيس الصيني إن هذه الزيارة التي تستمر 3 أيام تقريباً تشكل فرصة «لنقل شراكتنا الاستراتيجية إلى آفاق جديدة»، من المبادلات الثقافية إلى التعاون الاقتصادي، في وقت أصبحت فيه القوة العظمى الآسيوية أكبر مستثمر في المجر العام الماضي.

بالنسبة لفيكتور أوربان، يعدّ هذا نجاحاً دبلوماسياً. وقال مدير مكتبه، جيرجيلي غولياس، إنّ اختيار شي جينبينغ زيارة باريس وبودابست داخل الاتحاد الأوروبي «يظهر أهمية المجر على الساحة الدولية».

وأعلنت المجر عن توقيع 16 اتفاقاً على الأقل في مجالات البنية التحتية للسكك الحديد والطرق والطاقة النووية حتى السيارات.

في كل أنحاء البلاد، تنمو مصانع البطاريات والسيارات الكهربائية بسرعة كبيرة، مع استثمارات بعشرات المليارات من اليوروات.

ويثير هذا الوضع قلق المعارضة التي تندد بالغموض الذي يحيط بالعقود والأثر البيئي للمصانع والفساد، إذ إن قطاع الإنشاءات يثري بحسب قولهم «دائرة أوربان».

رسالة إلى الاتحاد الأوروبي

بعد استقباله الاثنين في قصر الإليزيه بباريس، أجرى الرئيس الصيني محادثات «صريحة» مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الخلافات التجارية بين الصين وأوروبا أو العلاقات بين بكين وموسكو، التي ينظر إليها الغرب بارتياب، على خلفية الحرب في أوكرانيا.

لكن لا تتخلل المحطة المجرية موضوعات خلافية، وأبقيت وسائل الإعلام بعيدة عنها.

الرئيس المجري تاماس سوليوك والرئيس الصيني شي جينبينغ في بودابست الخميس (رويترز)

وأعرب كلاوس سونغ، المحلّل في معهد مركاتور، ومقرّه برلين، عن اعتقاده بأنّ شي يحب تسليط الضوء على هذا الحليف الأوروبي، معتبراً أنّ زيارته «ترمز إلى جهود الصين لتثبيت صوت معارض في المناقشات مع الاتحاد الأوروبي وإضعاف وحدة الكتلة».

وعلى أطراف دير الكرمليّين مع إطلالة على نهر الدانوب، يتفاجأ كثير من السياح بالإجراءات الأمنية المشدّدة، حيث تمنع الشرطة الوصول إلى الموقع.

ويقول سائح إسرائيلي مبتسماً: «آه! أمير الصين هنا!»، معرباً عن خيبته لعدم تمكّنه من ركوب القطار الجبلي المائل المتجه إلى قلعة بودا.

وفي الشوارع المحيطة، ارتدى عدد قليل من المتظاهرين زيّ «ويني ذا بوه». وفي بعض الأحيان، كان الرئيس الصيني يتعرّض للسخرية، باعتبار أنّ هناك تشابهاً بينه وبين هذه الشخصية الكرتونية الشهيرة.


زيلينسكي يقيل مسؤول أمنه الشخصي وقائد قوات العمليات الخاصة

جنود أوكرانيون قرب إحدى جبهات القتال شرق أوكرانيا (قناة الرئيس الأوكراني على تطبيق تلغرام)
جنود أوكرانيون قرب إحدى جبهات القتال شرق أوكرانيا (قناة الرئيس الأوكراني على تطبيق تلغرام)
TT

زيلينسكي يقيل مسؤول أمنه الشخصي وقائد قوات العمليات الخاصة

جنود أوكرانيون قرب إحدى جبهات القتال شرق أوكرانيا (قناة الرئيس الأوكراني على تطبيق تلغرام)
جنود أوكرانيون قرب إحدى جبهات القتال شرق أوكرانيا (قناة الرئيس الأوكراني على تطبيق تلغرام)

أقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، قائد قوات العمليات الخاصة، في ثاني مرة خلال ستة أشهر يقيل فيها قائد الوحدة التي تعمل في الأراضي التي تحتلها روسيا، وكذلك المسؤول عن أمنه الشخصي.

جاء إعلان إقالة الكولونيل سيرهي لوبانتشوك، قائد قوات العمليات الخاصة، وتعيين البريغادير أولكسندر تريباك خلفاً له، في مرسومين على الموقع الإلكتروني للرئيس، دون تفسير لهذه الخطوة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وشارك تريباك بنشاط منذ 2014 في العمليات الدفاعية بشرق أوكرانيا ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا.

وكان جزءاً من قادة عملية صدّ الهجوم الروسي على مطار دونيتسك، وهي واحدة من أكبر العمليات آنذاك.

وتغيرت قيادات الجيش الأوكراني على مستويات مختلفة، منذ فبراير (شباط)، عندما أقال زيلينسكي، في تغيير كبير، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة فاليري زالوجني، وعيَّن خلفاً له قائد القوات البرية آنذاك أولكسندر سيرسكي.

في ذلك الوقت، قال زيلينسكي إن قيادة عسكرية جديدة ستتولى قيادة القوات المسلّحة، ووعد «بإعادة تشغيل» النظام من خلال جلب قادة ذوي خبرة يفهمون الاحتياجات اليومية للقوات.

وجاء هذا التغيير في وقتٍ غلب عليه عدم اليقين لأوكرانيا مع بدء القوات الروسية التقدم شرقاً مستفيدة من النقص العددي في صفوف أوكرانيا على الجبهة، إضافة إلى تضاؤل ​​مخزون قذائف المدفعية.

مسؤول الأمن الشخصي

وأقال زيلينسكي أيضاً المسؤول عن أمنه الشخصي، وفق مرسوم صدر الخميس، وذلك بعد يومين من تأكيد السلطات الأوكرانية أنها أحبطت مؤامرة روسية هدفت إلى اغتيال زيلينسكي وعدد من كبار المسؤولين العسكريين.

ووقّع زيلينسكي مرسوماً ينص على «إقالة سيرغي ليونيدوفيتش رود من منصبه رئيساً لدائرة حماية دولة أوكرانيا».

ولم يُشر المرسوم إلى أسباب إقالة رود، ولم يُسمِّ خلفاً له في هذا المنصب الحساس، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

يأتي ذلك بعدما أعلن جهاز الأمن الأوكراني «إس بي يو»، الثلاثاء، في بيان، «تفكيك شبكة عملاء» لأجهزة الأمن الروسية «إف إس بي» كانت تُعِدّ «لاغتيال الرئيس الأوكراني» ومسؤولين كبار آخرين، إضافة إلى اعتقال ضابطين أوكرانيين ينتميان إلى هذه الشبكة.

وأوضح المصدر نفسه أن الضابطين (برتبة كولونيل) كانا ينتميان إلى دائرة الحماية التي تتولى أمن مسؤولين في الدولة، ويُشتبه بأنهما سرَّبا معلومات سرية إلى جهاز الأمن الروسي.

وأضاف أن أحدهما سلَّم متفجرات ومُسيّرات ليتمكن أحد العملاء من تنظيم هجوم.

وترأس رود (47 عاماً) دائرة الحماية التي تشرف على الأمن الشخصي للرئيس ولمسؤولين آخرين وعائلاتهم منذ 2019.

إعادة خيرخا

وفي مرسوم منفصل، صدر اليوم الخميس، أعاد زيلينسكي أيضاً تعيين دميترو خيرخا قائداً لقوات الدعم بالجيش، وهو المنصب الذي أُقيل منه دون أي تفسير في مارس (آذار).

وجرى تعيين لوبانتشوك لقيادة القوات الخاصة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عقب الإقالة المفاجئة لسلفه فيكتور خورينكو.

وعُدَّت إقالة خورينكو في ذلك الوقت علامة على وجود خلاف متزايد بين زيلينسكي والقائد العام آنذاك الذي جرت إقالته بعد أشهر.

وليس للقوات الخاصة أي ظهور علني، لكن يُعتقد أنها شاركت في عمليات كبيرة بأوكرانيا في المناطق التي تسيطر عليها روسيا، ولا سيما في شبه جزيرة القرم.


بوتين يأمر بتعزيز الإنتاج الحربي ويلوح مجدداً بـ«السلاح الاستراتيجي»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الساحة الحمراء (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الساحة الحمراء (رويترز)
TT

بوتين يأمر بتعزيز الإنتاج الحربي ويلوح مجدداً بـ«السلاح الاستراتيجي»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الساحة الحمراء (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الساحة الحمراء (رويترز)

في خطابه بمناسبة احتفالات روسيا بعيد النصر على النازية هذا العام، وجه فلاديمير بوتين الذي تم تنصيبه هذا الأسبوع رئيساً لروسيا لفترة ثالثة، معظم حديثه إلى الغرب، مجدداً التلويح بقدرات بلاده العسكرية واستعدادها لمواجهة أي تهديدات غربية، بما في ذلك على صعيد استخدام الأسلحة الاستراتيجية الفتاكة، ومحذراً (الخميس) من أن قوات بلاده النووية في حالة تأهب «دائمة».

وفي خطاب ألقاه (الخميس) في الساحة الحمراء أمام آلاف الجنود الذين ارتدوا بزّات عسكرية مخصصة للمراسم، أشاد بوتين بجيشه الذي قاتل في أوكرانيا واتّهم «النخب في الغرب» بإثارة النزاعات حول العالم.

صاروخ باليستي روسي خلال عرض عسكري في الساحة الحمراء بموسكو (أ.ف.ب)

واتهم بوتين الغرب بالعمل على تشويه حقيقة الحرب العالمية الثانية. وتغيير الحقائق لتصغير دور الاتحاد السوفياتي فيها. وزاد: «في السنوات الثلاث الأولى من الحرب قاتل الاتحاد السوفياتي النازية بمفرده، فيما عملت أوروبا برمّتها على دعم هتلر». ورأى أن «الانتقام والاستهزاء بالتاريخ وتبرير النازية جزء من السياسة العامة للنخب الغربية».

وزاد أن الغرب «يواصل إثارة النزاعات والنعرات القومية حول العالم، ويسعى لتقييد مراكز التنمية السيادية». وقال إن «روسيا ترفض ادعاءات أي دولة أو تحالفات باستثنائيتها ولن تقبل تهديدها»، ملوحاً بأن «قواتنا الاستراتيجية على أهبة الاستعداد الدائم لمواجهة أي تهديدات أو تحديات». مع هذا التلويح، زاد بوتين أن بلاده «ستبذل قصارى جهدها لمنع حدوث صدام عالمي رغم سياسات النخب الغربية».

وفي شأن الحرب الأوكرانية قال الرئيس الروسي إن «جميع المشاركين في العملية العسكرية في أوكرانيا هم أبطالنا، وتقف معهم روسيا بأكملها. مصير البلاد ومستقبلها يعتمد على كل واحد منا في هذه المرحلة المفصلية». وأعرب مجددا عن ثقته بقدرة بلاده على إحراز نصر جديد، ورأى أن «شجاعة وبطولة العسكريين الروس تعد عنصراً رئيسياً لضمان النصر».

لم تشهد احتفالات روسيا بعيد النصر على النازية هذا العام، تغييرات كثيرة على وقع الحرب في أوكرانيا والمواجهة المتفاقمة مع الغرب. وأجواء الاحتفال بالعيد الأهم في البلاد والذي يكاد يكون المناسبة الأبرز التي تجمع عليها كل فئات المجتمع الروسي حافظت على التقاليد التي ترسخت لسنوات طويلة، خصوصاً لجهة تنظيم العرض العسكري الكبير في الساحة الحمراء، والعروض الصغيرة المماثلة في عشرات المدن الروسية. فضلاً عن مشاهد الاحتفالات الشعبية والرسمية الأخرى التي تعم البلاد في العادة.

لكن هذا لا يعني أن الحرب المشتعلة على الجبهات على بعد مئات الكيلومترات من الكرملين، لم ترم بثقلها للعام الثالث على التوالي على المناسبة. في العامين الأول والثاني كان الكرملين يبحث عن اختراق كبير أو نصر ملموس ليعلنه الرئيس فلاديمير بوتين أمام مواطنيه في هذا اليوم.

بوتين يتوجه لأداء اليمين في قصر الكرملين الكبير الثلاثاء بحفل التنصيب (أ.ب)

لكن في هذا العام سيطر أكثر الحديث عن المواجهة الكبرى مع الغرب وعن «التحديات الماثلة أمام روسيا»، وانعكس هذا المزاج على خطاب بوتين الذي كان موجهاً بالدرجة الأولى إلى الغرب. أيضاً كان للعسكريين المشاركين في الحرب الأوكرانية دور مهم في العرض العسكري الذي كان يقتصر في السابق على أفواج المحاربين القدامى، وقطعات الجيش المختلفة. في هذا العام تم إيلاء اهتمام خاص لـ«المحاربين على الجبهة» الذين حصل المشاركون منهم في العرض العسكري على أوسمة وميداليات.

رغم ذلك، ومع الحرص على إظهار أن روسيا تطور قدراتها وإمكاناتها العسكرية وتتحدى أي تهديدات خارجية، جاء العرض العسكري في الساحة الحمراء «متواضعاً» هذا العام بالمقارنة مع السنوات الماضية.

شارك في العرض نحو 9 آلاف عسكري من القطعات المختلفة، وهو أقل رقم للمشاركين في عروض مماثلة منذ سنوات طويلة. أيضاً تم استعراض نحو 70 قطعة من الآليات والمعدات والأنظمة الصاروخية، في مقابل حضور أكثر من 200 آلية ونظام صاروخي ومعدات مختلفة في عروض سابقة. ولم تقدم روسيا جديداً في العام الحالي على صعيد التقنيات الحربية، في مقابل أن السنوات الماضية شهدت عرض «عضلات» قوياً لتقنيات متفوقة ومحدثة.

بوتين مع الرئيس الكوبي في ذكرى النصر على النازية (إ.ب.أ)

لكن هذا الغياب تم تعويضه باستعراض نفذته طائرات حربية من طرازات مختلفة، بينها قاذفات استراتيجية ومقاتلات رسمت في سماء الساحة الحمراء ألوان العلم الروسي.

الحضور الأجنبي أيضاً كان متواضعاً. ومع غياب ممثلي كل «البلدان المعادية» للعام الثالث على التوالي، فقد حضر إلى جانب بوتين زعماء بيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان وكوبا ولاوس وجمهورية غينيا بيساو.

وشارك الرؤساء الحاضرون بعد المناسبة، في وضع أكاليل الزهور عند ضريح الجندي المجهول قرب سور الكرملين، لكنهم لم يجلسوا خلال العرض إلى جانب الرئيس الروسي الذي فضل أن يحيط نفسه بعدد من قدامى المحاربين.

وطلب بوتين من الحاضرين في بداية العرض الوقوف دقيقة صمت لإحياء ذكرى ضحايا «الحرب الوطنية العظمى»، وهي التسمية الروسية للحرب العالمية الثانية، وكذلك ضحايا روسيا في الحرب الأوكرانية.

وهذا الدمج بين الحدثين بدا متعمداً. وتم التركيز عليه كثيراً في حديث بوتين نفسه، وفي تعليقات كل المسؤولين الروس، وذلك على اعتبار أن روسيا «تواجه حالياً أحفاد النازيين»، وأن معركتها الحالية امتداد لحربها على النازية في الماضي.

بعد الاحتفال عقد بوتين اجتماعاً مع القيادات العسكرية، تركز النقاش خلاله حول آليات ضمان تطوير الجهد العسكري، وتوسيع عمليات الإنتاج الحربي لسد حاجة الجيش على الجبهات.

وقال بوتين خلال الاجتماع إن «عدو روسيا لديه وسائل حديثة للقتال، والمجتمع الغربي بأكمله يعمل لصالحه، وهم يحلمون بأن الاتحاد الروسي بشكله الحالي سوف ينتهي»، موجهاً لتعزيز دعم الجبهات ومواصلة زخم العمليات الهجومية.

احتفالات الساحة الحمراء (رويترز)

وأقر بوتين خلال الاجتماع بوجود «مشكلات صعبة»، وقال إنه «على علم بمشكلة الطائرات من دون طيار المعادية التي تحلق مثل الذباب فوق رؤوسنا، في المنطقة العسكرية الشمالية الغربية»، متعهداً بأن تواصل القيادة العسكرية العمل لإنهاء هذه المشكلة. وزاد: «أنا متأكد من أنه ستكون لدينا نتائج على هذا الصعيد». وزاد بوتين أن «المصممين والمهندسين في الاتحاد الروسي يعملون ليل نهار للبقاء في الصدارة والمحافظة على التفوق على العدو في مجال التكنولوجيا العسكرية (...) نحن نحقق نجاحات». وخاطب القادة العسكريين الحاضرين بعبارة: «علينا أن نحافظ على تقدمنا، وأن نكون دائماً متقدمين بخطوة عن الأعداء».


شرطة بريطانيا تلقي القبض على 3 رجال ضمن تحقيق لمكافحة الإرهاب

عناصر من شرطة لندن (غيتي)
عناصر من شرطة لندن (غيتي)
TT

شرطة بريطانيا تلقي القبض على 3 رجال ضمن تحقيق لمكافحة الإرهاب

عناصر من شرطة لندن (غيتي)
عناصر من شرطة لندن (غيتي)

قالت الشرطة البريطانية الأربعاء إنها ألقت القبض على ثلاثة رجال في شمال إنجلترا للاشتباه في «ارتكابهم أعمال إرهاب، والتجهيز لها، والتحريض عليها».

وذكر روب بوتس مساعد قائد الشرطة «هذا المساء، نفذنا عدداً من أوامر التوقيف المزمعة في إطار تحقيق جارٍ لمكافحة الإرهاب». وبوتس هو المسؤول عن أعمال الشرطة لمكافحة الإرهاب في شمال غربي إنجلترا. وأضاف «احتُجز ثلاثة رجال لاستجوابهم... في الوقت الذي نجري فيه مزيداً من التحقيقات».

شرطة لندن أرشيفية

ولم يقدم البيان الصادر عن شرطة منطقة مانشستر الكبرى مزيداً من التفاصيل حول التوقيفات، لكنه قال إن الشرطة لا تعتقد في الوقت الحالي أن هناك أي تهديد أكبر مرتبطاً بالرجال الثلاثة.


كاميرون: سنواصل المضي في إجراءات ترخيص مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل

جنود من الجيش الإسرائيلي يقفون فوق برج دبابة متمركزة في جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)
جنود من الجيش الإسرائيلي يقفون فوق برج دبابة متمركزة في جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

كاميرون: سنواصل المضي في إجراءات ترخيص مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل

جنود من الجيش الإسرائيلي يقفون فوق برج دبابة متمركزة في جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)
جنود من الجيش الإسرائيلي يقفون فوق برج دبابة متمركزة في جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)

وصف وزير الخارجية ديفيد كاميرون المنظومة التي تحكم صادرات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل وحجم هذه الصادرات بأنها مختلفة تماماً عن منظومة الولايات المتحدة، قائلاً إن المبيعات التي تسمح بها صغيرة نسبياً، وتخضع لإجراءات صارمة.

وأضاف وزير خارجية بريطانيا في تصريحات له أن بريطانيا ستواصل المضي في إجراءات ترخيص مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

جاء ذلك في رد من كاميرون على سؤال حول ما إذا كانت بريطانيا ستقتفي أثر الولايات المتحدة بعد أن حذرت من أنها ستعلق إمداد إسرائيل بالأسلحة في حال حدوث غزو كبير لرفح.

وقال كاميرون بعد إلقاء كلمة «هناك فرق جوهري للغاية بين موقف الولايات المتحدة وموقف بريطانيا».

علّقت الولايات المتحدة إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل، تتضمن قنابل ثقيلة تستخدمها في حملة على مقاتلي «حماس» في غزة، أسفرت عن مقتل أكثر من 34 ألفاً و800 فلسطيني حتى الآن.

ويأتي التعليق في الوقت الذي يواصل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هجوماً عسكرياً على مدينة رفح الفلسطينية رغم اعتراض الرئيس الأميركي جو بايدن.


الألمان عملوا 1.3 مليار ساعة إضافية في 2023 معظمها من دون أجر

عمال في أحد المصانع الألمانية 27 أبريل 2020 (رويترز)
عمال في أحد المصانع الألمانية 27 أبريل 2020 (رويترز)
TT

الألمان عملوا 1.3 مليار ساعة إضافية في 2023 معظمها من دون أجر

عمال في أحد المصانع الألمانية 27 أبريل 2020 (رويترز)
عمال في أحد المصانع الألمانية 27 أبريل 2020 (رويترز)

أظهرت بيانات صدرت حديثا عن الحكومة الألمانية، أن المواطنين الألمان عملوا خلال عام 2023 لنحو 1.3 مليار ساعة عمل إضافية، وكان أكثر من نصف هذا الكم من الوقت - أي ما يقدر بـ775 مليون ساعة - دون أجر.

وقالت وزارة العمل الألمانية، ردا على سؤال برلماني من سوزانه فيرشل، النائبة عن حزب «دي لينكه» اليساري، إن كل موظف عمل لنحو 31.6 ساعة إضافية في المتوسط خلال عام 2023، منها 18.4 ساعة غير مدفوعة الأجر.

وأوضحت فيرشل أن «أرباب العمل يوفرون المليارات من تكاليف الأجور من خلال العمل الإضافي من دون أجر، بينما يعاني الموظفون من ساعات العمل الطويلة ومطالبتهم بالمرونة على نحو مستمر».

وتأتي إجابة فيرشل استنادا لبيانات صدرت في فبراير (شباط) الماضي عن «معهد أبحاث التوظيف»، والتي حصلت «وكالة الأنباء الألمانية» على نسخة منها. وكانت صحيفة «راينيشه بوست» أول من نشر هذه البيانات.


ألمانيا: قلق من محاولة إسلامويين من «داعش» إثارة قلاقل قبل بطولة «يورو 2024»

استنفار أمني ألماني في شوارع برلين (د.ب.أ)
استنفار أمني ألماني في شوارع برلين (د.ب.أ)
TT

ألمانيا: قلق من محاولة إسلامويين من «داعش» إثارة قلاقل قبل بطولة «يورو 2024»

استنفار أمني ألماني في شوارع برلين (د.ب.أ)
استنفار أمني ألماني في شوارع برلين (د.ب.أ)

أعلنت أجهزة الأمن الألمانية عن محاولة إسلامويين مسلحين من تنظيم «داعش» إثارة القلاقل في ألمانيا قبل انطلاق بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024). وذكرت دوائر أمنية الثلاثاء أن الدعوات إلى «العنف الإرهابي» التي نشرها مؤخراً فرع تنظيم «داعش في إقليم خراسان»، تعد «جزءاً من الحملة الدعائية المستمرة التي تهدف إلى إثارة القلاقل وتحريض ذئاب منفردة».

كانت المجموعة نشرت على إحدى قنواتها في وقت سابق صورة على شكل ألعاب الفيديو تظهر رجلاً يحمل سلاحاً آلياً داخل أحد الاستادات. وكان هناك منشور مماثل ظهر قبل بضعة أسابيع، وجاء ذلك المنشور في إطار مباريات بطولة دوري أبطال أوروبا.

محتجون يتحدّون الشرطة في جامعة برلين (إكس)

إلى ذلك، خرج مئات الأشخاص إلى الشوارع في هامبورغ السبت للاحتجاج على «الإسلاموية» ومعاداة السامية ودعماً للقيم الليبرالية للنظام الدستوري الديمقراطي في ألمانيا. وكان من المقرر أن تكون المظاهرة في هامبورغ بمثابة تجمع مناهض لمسيرة نظّمها إسلامويون الأسبوع الماضي وتسببت في غضب في جميع أنحاء البلاد. وكان المشاركون في المسيرة الإسلاموية قد دعوا إلى إقامة ما يسمى الخلافة.

ويستخدم مصطلح «إسلاموية» لوصف الاتجاهات السياسية أو الاجتماعية التي تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية كنظام سياسي. ووفقاً للشرطة، شارك نحو 800 شخص في المسيرة المضادة. وكان المنظمون يتوقعون مشاركة ما يصل إلى ألف شخص. وقال علي إرتان توبراك، الرئيس الوطني لمجموعة الدفاع عن المجتمع الكردي، التي تمثل الأكراد في ألمانيا والتي ساعدت في تنظيم المسيرة: «لا أحد يؤذي الدين الإسلامي والمسلمين أكثر من الإسلامويين أنفسهم».

وفي الوقت نفسه، اتهم توبراك السياسيين بإهمال مشكلة الإسلام السياسي لفترة طويلة خوفاً من المشاعر المعادية للمسلمين وتركها للشعبويين اليمينيين.