برلمان ليبيا يستبق حكومة الوفاق الوطني بتمديد ولايته

وفد المؤتمر الوطني العام يبحث في طرابلس الرد على مقترحات ليون

برلمان ليبيا يستبق حكومة  الوفاق الوطني بتمديد ولايته
TT

برلمان ليبيا يستبق حكومة الوفاق الوطني بتمديد ولايته

برلمان ليبيا يستبق حكومة  الوفاق الوطني بتمديد ولايته

في خطوة استباقية لمفاوضات السلام التي ترعاها بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، مدد مجلس النواب الليبي ولايته التي ستنتهي في العشرين من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، حتى انتخاب جسم تشريعي جديد، وذلك في خطوة يرجح أن تعقد محاولات الأمم المتحدة لإنهاء أزمة بين الحكومتين المتنافستين بالبلاد.
ورغم أن الناطق الرسمي باسم المجلس فرج بوهاشم، أعلن أن التمديد في هذه اللحظة أتى تجنبًا للضغط على المجلس خلال الحوار الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة، إلا أنه لفت في المقابل إلى أن المجلس سيتواصل مع وفده المشارك في جلساته في منتجع الصخيرات بالمغرب، وأن هذا التمديد سوف يكون جيدا بالنسبة لموقفهم فيه، مضيفا أن «أعضاء المجلس يرون أن اعتماد خريطة الطريق سوف يرسل رسالة سلبية إلى المشاركين في الحوار، ولذلك جرت الموافقة على التمديد مؤقتا»، كما أشار إلى أن «الأعضاء هم أنفسهم الذين قدموا إلى طبرق خلال العام الماضي لمنع الفراغ الدستوري، وقد اتخذوا قرارهم لسد أي فراغ دستوري قد يتهدد البلاد».
وانتقد أبو هاشم تصرفات المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق والمنتهية ولايته)، معتبرا أن هذا البرلمان غير معترف به دوليا، لكنه يسيطر على العاصمة طرابلس، «ولا يؤمن بالحوار، ويصطاد في الماء العكر».
وأضاف أبو هاشم في مؤتمر صحافي عقده بمقر المجلس المؤقت في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، أن البرلمان لا يزال يؤيد عملية التفاوض التي تدعمها الأمم المتحدة، وأن مندوبيه يعقدون اجتماعات مع مبعوث الأمم المتحدة في المغرب. فيما قال أعضاء آخرون في مجلس النواب إنه «تم تعديل في الإعلان الدستوري بتمديد ولاية المجلس النواب حتى لا نحدث فراغا في الدولة».
ولم يصدر على الفور رد فعل على تمديد التفويض من البرلمان الموازي والحكومة، التي تشكلت في طرابلس منذ أن سيطرت جماعة فجر ليبيا على العاصمة العام الماضي، لكن أحد أعضاء برلمان طرابلس، اشترط عدم ذكر اسمه، أشار إلى وجود خطط لدى أعضاء البرلمان للاجتماع ومناقشة الموقف، وقال إن «ما قام به مجلس النواب يعد رسالة سلبية».
من جهته، قال الدكتور عوض عبد الصادق، النائب الأول لرئيس برلمان طرابلس ورئيس فريقه في الحوار الليبي، عقب اجتماعه مساء أول من أمس مع المبعوث الأممي برناردينو ليون، وسفراء الدول الداعمة للحوار في المغرب «لقد قررنا العودة إلى طرابلس لحضور جلسة سيعقدها البرلمان اليوم (لأربعاء) قبل أن نعود إلى الصخيرات مجددا».
وسيعقد برلمان طرابلس جلسة وصفها بعض أعضائه بالحاسمة للرد على المسودة الأخيرة، التي تضمنت تعديلات جديدة وزعتها بعثة الأمم المتحدة على طرفي الحوار في المغرب.
وكان الشيخ الصادق الغرياني، مفتي ليبيا المقال من منصبه والمقرب من برلمان طرابلس، قد أعلن رسميا رفضه لتمرير هذه المسودة، معتبرا أنه يتعين إدخال تعديلات جديدة مرة أخرى، تضمن إبعاد من وصفهم بالانقلابيين عن المشهد السياسي، في إشارة إلى الفريق خليفة حفتر القائد العام للجيش.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.