الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: نتطلع لنتائج قمم الرياض وملتزمون بإطلاق الرهائن

وربيرغ نفى ازدواجية بلاده وبرَّر ضرب المستشفيات والمدارس باستغلالها من «حماس»

ساميويل وربيرغ المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية (الشرق الأوسط)
ساميويل وربيرغ المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية (الشرق الأوسط)
TT

الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: نتطلع لنتائج قمم الرياض وملتزمون بإطلاق الرهائن

ساميويل وربيرغ المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية (الشرق الأوسط)
ساميويل وربيرغ المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية (الشرق الأوسط)

في وقت تكثف فيه تل أبيب ضرباتها على المستشفيات والمدارس في غزة، برر مسؤول أميركي استخدام بلاده حق النقض (فيتو) ضد إيقاف الحرب، بعدم تضمين القرار الأممي حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مقابل إدانة ضربات «حماس»، مشدداً على أن بلاده ستعمل على تضمينها في أي قرارات مستقبلية لمجلس الأمن.

وقال ساميويل وربيرغ، المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده تؤيد الجهود الرامية إلى تعزيز السلام والاستقرار وتعمل مع جميع الأطراف المعنية لتحقيق الأهداف وتعزيز فرص التعاون والتفاهم البناء.

وعن مخرجات الاجتماع الوزاري المرتقب والمنبثق من القمتين العربية والإسلامية، شدد وربيرغ، على أن بلاده تتطلع باهتمام إلى هذه القمم، لتحقيق الأهداف المشتركة، كإنهاء الصراع الحالي والتوصل إلى حل الدولتين.

وحول الرهائن قال وربيرغ إن «بلاده ملتزمة بتأمين إطلاق سراح الرهائن بشكل غير مشروط وآمن». وأضاف: «نعمل مع شركائنا في المنطقة للمساعدة في هذا الجهد، ونقدِّر المساعدة التي تقدمها هذه الدول في تسهيل الحوار والمفاوضات لإطلاق سراح الرهائن، بينما تواصل الولايات المتحدة دعمها للجهود الإنسانية في غزة، بما في ذلك تسهيل دخول المساعدات الإنسانية».

فيما يلي نص الحوار:

* في ظل الدعم الأميركي اللامحدود لإسرائيل، ما فرص تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة؟

- الولايات المتحدة تؤكد حق كل دولة، بما في ذلك إسرائيل، في الدفاع عن نفسها وشعبها ضمن إطار القانون الدولي. في الوقت نفسه، نحن نؤكد أهمية الامتثال للمعايير الدولية والالتزامات المتعلقة بحماية المدنيين. ودعونا لا ننسَ أن حركة «حماس» الإرهابية، هي التي شنت هجمات إرهابية وعنيفة ضد المدنيين في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، بالتالي فهي التي تتحمل نتيجة هذا الدمار وتضرر المدنيين الأبرياء. «حماس» لا تكترث لحياة المدنيين، ولطالما استغلت أهالي غزة المدنيين كدروع بشرية.

الولايات المتحدة لديها علاقات قوية ومتينة مع حلفائها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. نحن نعمل معاً في الكثير من الملفات المهمة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين ودعم الجهود الدبلوماسية لحل النزاعات. التعاون يتضمن أيضاً تبادل الخبرات والتدريبات المشتركة والتعاون في مجالات مثل التطوير الاقتصادي والتحديات البيئية. من خلال هذه الشراكات، نسعى لبناء منطقة أكثر أماناً واستقراراً، تقدم فرصاً للتنمية والازدهار لشعوبها وهي جزء لا يتجزأ من جهودنا الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام على المدى الطويل ونرى أن هذه الشراكات ستستمر وتتطور.

* ما مبرر استخدام الولايات المتحدة نفوذها في الأمم المتحدة لتمرير الفيتو ضد إيقاف الحرب في غزة؟

- استخدام الفيتو يأتي من منطلق دعم عناصر محددة تتعلق بإمكانية وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين. وكما ذكرت سفيرتنا لدى الأمم المتحدة، توماس غرينفيلد، كنا نودّ لو أن نصوص القرارات التي قُدِّمت تضمنت حق إسرائيل في الدفاع عن النفس وإدانة الهجمات الإرهابية من «حماس». نحن نسعى لتضمين هذه العناصر في أي قرارات مستقبلية لمجلس الأمن.

الولايات المتحدة لا تنتظر تحرك مجلس الأمن فحسب؛ فمنذ بداية هذا الصراع، قاد الرئيس بايدن ووزير الخارجية بلينكن جهوداً دولية لدعم الدعوات لزيادة سريعة في توفير المساعدة للمدنيين في غزة، وبالفعل دخلت عدة قوافل مساعدات إلى غزة، لكنَّ هذا ليس كافياً، وسنستمر في الضغط لتوسيع هذه العملية بأسرع ما يمكن.

كذلك ستواصل الولايات المتحدة تأكيد الحاجة إلى تأمين إطلاق سراح الرهائن بشكل غير مشروط وآمن. وسنواصل العمل عن كثب مع أعضاء مجلس الأمن لإيجاد طريقة تمكن المجلس من تأكيد الحاجة لحماية المدنيين وتعزيز الدعم الإنساني وإدانة الأعمال الإرهابية من «حماس» وتأكيد حق كل دولة في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب.

* إسرائيل تواصل تدمير المستشفيات والمدارس في غزة وقتل المدنيين بوحشية. ما ضمانات عدم توسع الحرب واشتعال المنطقة؟

- تظل الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل من أجل منع توسيع نطاق النزاع ومنع إشعال مزيد من التوتر في المنطقة. نحن ندرك بشكل كامل الأثر الخطير للهجمات على المنشآت المدنية، بما في ذلك المستشفيات، والخسائر في أرواح المدنيين، ونؤكد أهمية الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين، ولكن لا بد من ذكر نقطة أساسية هنا، وهي أن حركة «حماس» الإرهابية، هي التي تتخذ من الأماكن المدنية ملجأ لها وهي التي تختبئ في أماكن ربما تعرِّض المدنيين للخطر، بشكل يؤكد عدم اكتراثها لحياة المدنيين.

من جانبنا نحن نناقش مع الشركاء الدوليين والإقليميين أهمية تجنب أي إجراءات قد تؤدي إلى تصعيد الصراع واتساع رقعته. ونحن نحث أي دولة أو جهة أخرى على الامتناع عن استغلال الوضع لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية والتفكير مرتين قبل اتخاذ قرارها. الهدف الأساسي للولايات المتحدة هو دعم جهود السلام وتحقيق الاستقرار في المنطقة. نحن نعمل من أجل تسهيل الحوار والبحث عن حلول دبلوماسية تضمن الأمن والسلامة لجميع الشعوب في المنطقة.

* يعتقد بعض المراقبين أن الازدواجية الأميركية في التعاطي مع حرب إسرائيل على غزة تغذّي الإرهاب وتحفّز الميليشيات على توسيع الحرب. ما تعليقكم؟

- السياسة الخارجية الأميركية تركز على تعزيز الأمن والسلام وتسعى لتحقيق التوازن في تعاملها مع الأزمات الدولية. نحن نعمل مع شركائنا الدوليين والإقليميين لتشجيع الحلول الدبلوماسية وتقليل التوترات في المنطقة. يهمنا الاستقرار والسلام، ونواصل جهودنا لمواجهة الإرهاب ودعم حلول دائمة تعود بالنفع على جميع الأطراف المعنية.

* ما الموقف الأميركي من مخرجات الاجتماع الوزاري المرتقب والمنبثق من القمتين العربية والإسلامية؟

- الولايات المتحدة تتطلع باهتمام إلى هذه القمم. نحن ندرك أن لدينا الكثير من الأهداف المشتركة مع دول المنطقة، ومن ضمنها إنهاء الصراع الحالي والتوصل إلى حل الدولتين، الذي يقدم مقاييس متساوية من الكرامة، والازدهار، والحرية لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين. الولايات المتحدة جاهزة للعمل مع جميع الأطراف المعنية لتحقيق هذه الأهداف وتعزيز فرص التعاون من خلال الحوار والدبلوماسية.

* إلى أي مدى ستُصعّب الانتهاكات الإسرائيلية في حق المدنيين في غزة سياسة التطبيع مع دول المنطقة؟

- لا نستطيع التحدث نيابةً عن الحكومة الإسرائيلية، لكن بالنسبة إلى سياستنا، فإن جهودنا الدبلوماسية الحالية تركز على هذه الأزمة حالياً. في الوقت نفسه، تبقى الولايات المتحدة ملتزمة بالهدف طويل الأجل الذي يتمثل في تحقيق منطقة شرق أوسط أكثر استقراراً وازدهاراً، وذلك من خلال تعزيز عملية التطبيع وإحراز تقدم بالنسبة لحل الدولتين.

* ما المستجدات بشأن الإجراءات الأميركية حول الوضع في غزة وإطلاق سراح الأسرى؟

- نحن ملتزمون بتأمين إطلاق سراح الرهائن بشكل غير مشروط وآمن. وكما أشار وزير الخارجية بلينكن، نحن نعمل مع شركائنا في المنطقة، للمساعدة في هذا الجهد. نقدِّر المساعدة التي تقدمها هذه الدول في تسهيل الحوار والمفاوضات لإطلاق سراح الرهائن. بالإضافة إلى ذلك، تواصل الولايات المتحدة دعمها للجهود الإنسانية في غزة، بما في ذلك تسهيل دخول المساعدات الإنسانية. نحن نؤكد أهمية توفير الدعم اللازم للمدنيين بشكل مستمر ومستدام.


مقالات ذات صلة

«البحر الأحمر» يستقبل 2000 فيلم وتكريم خاص لمنى زكي وفيولا ديفيس

يوميات الشرق جانب من المؤتمر الصحافي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر» يستقبل 2000 فيلم وتكريم خاص لمنى زكي وفيولا ديفيس

أطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي نسخته الرابعة بحلة جديدة تحت شعار «للسينما بيت جديد» من قلب مقره الجديد في المنطقة التاريخية بمدينة جدة.

سعيد الأبيض (جدة)
الخليج الأمير محمد بن سلمان لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء السعودي في الرياض (واس)

السعودية تجدد دعوتها دول العالم للانضمام لتحالف «حل الدولتين»

جدد مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، التأكيد على وقوف بلاده إلى جانب الأشقاء في فلسطين ولبنان، لتجاوز التبعات الإنسانية الكارثية جراء العدوان الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق يشارك في المعرض 17 فناناً سعودياً من أجيال مختلفة (هيئة المتاحف)

البرازيل تحتضن أوّل معرض متجوّل للفن السعودي المعاصر

معرض «فن المملكة» أوّل معرض متجوّل للفن السعودي المعاصر الذي أطلقته «هيئة المتاحف السعودية» في أروقة القصر الإمبراطوري في البرازيل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص نائب وزير الخارجية الإندونيسي محمد أنيس متى (تصوير: تركي العقيلي)

خاص إشادة إندونيسية بمخرجات قمة الرياض العربية - الإسلامية

شدّد محمد أنيس متى، نائب وزير الخارجية الإندونيسي، على أن القمة العربية الإسلامية جاءت على قدر تطلّعات المشاركين.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الخليج صورة للقادة المشاركين في القمة العربية والإسلامية (د.ب.أ)

محمد بن سلمان: جرائم إسرائيل تقوّض السلام في المنطقة

الرياض: غازي الحارثي وعبد الهادي حبتور وجبير الأنصاري وإبراهيم أبو زايد

غازي الحارثي (الرياض) عبد الهادي حبتور (الرياض) جبير الأنصاري (الرياض) إبراهيم أبو زايد (الرياض)

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
TT

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)

في بلدة عمشيت الساحلية الهادئة التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة شمالي بيروت، استأنفت المدارس الحكومية أخيراً مهمتها التعليمية وسط عشرات الآلاف من النازحين الذين اتخذوا من بعض المدارس مأوى مؤقتاً.

وحسب «رويترز»، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه مع تصاعد الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» في سبتمبر (أيلول) لحق الدمار بمئات المدارس في لبنان أو اضطرت لغلق أبوابها بسبب الأضرار أو المخاوف الأمنية.

وقالت وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية إنه تم تحويل 505 مدارس من بين نحو 1250 مدرسة حكومية في لبنان إلى ملاجئ مؤقتة لبعض النازحين الذين يبلغ عددهم 840 ألف شخص.

وبدأت الوزارة، الشهر الماضي، إعادة فتح المدارس على مراحل، مما سمح بعودة 175 ألف طالب منهم 38 ألف نازح إلى بيئة تعليمية لا تزال بعيدةً عن وضعها الطبيعي.

وفي مدرسة عمشيت الثانوية الحكومية، التي تضم الآن 300 طالب مسجل ويُتوقع انضمام المزيد منهم مع استمرار وصول العائلات النازحة، تحولت المساحات المألوفة ذات يوم إلى مكان مخصص لاستيعاب الواقع الجديد.

وقال مدير المدرسة، أنطوان عبد الله زخيا، إنه قبل شهرين ونصف الشهر اختيرت المدرسة كملجأ.

واليوم، تتدلى الملابس المغسولة من نوافذ الفصول الدراسية، وتملأ السيارات ساحة اللعب التي كانت ذات يوم منطقةً صاخبة، والممرات التي كان يتردد فيها صوت ضحكات التلاميذ أصبحت الآن استراحةً للعائلات التي تبحث عن ملجأ.

وأعربت فادية يحفوفي، وهي نازحة تعيش مؤقتاً في المدرسة، عن امتنانها الممزوج بالشوق. وقالت: «بالطبع، نتمنى العودة إلى منازلنا. لا أحد يشعر بالراحة إلا في المنزل».

كما أعربت زينة شكر، وهي أم نازحة أخرى، عن قلقها على تعليم أطفالها.

وقالت: «كان هذا العام غير عادل. بعض الأطفال يدرسون بينما لا يدرس آخرون. إما أن يدرس الجميع، أو يجب تأجيل العام الدراسي».

التعليم لن يتوقف

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الخطة المرحلية لاستئناف الدراسة ستشمل تسجيل 175 ألف طالب من بينهم 38 ألف طفل نازح في 350 مدرسة عامة غير مستخدمة كملاجئ. وقال وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، لـ«رويترز»: «العملية التعليمية هي أحد مظاهر مقاومة العدوان الذي يواجهه لبنان». وأضاف الحلبي أن قرار استئناف العام الدراسي كان صعباً لأن العديد من الطلاب والمدرسين النازحين لم يكونوا مستعدين نفسياً للعودة إلى المدرسة. وفي مبنى مجاور في مدرسة عمشيت الثانوية الرسمية، يتأقلم المعلمون والطلاب مع أسبوع مضغوط مدته 3 أيام ويشمل كل يوم 7 حصص دراسية لزيادة وقت التعلم إلى أقصى حد.

ولا تزال نور قزحيا (16 عاماً)، وهي من سكان عمشيت، متفائلة. وقالت: «لبنان في حالة حرب، لكن التعليم لن يتوقف. سنواصل السعي لتحقيق أحلامنا». ويتأقلم المعلمون مع الظروف الصعبة. وقال باتريك صقر وهو مدرس فيزياء (38 عاماً): «الجميع مرهقون ذهنياً... في نهاية المطاف، هذه الحرب تطولنا جميعاً». وبالنسبة لأحمد علي الحاج حسن (17 عاماً) النازح من منطقة البقاع، يمثل الأسبوع الدراسي الذي يدوم 3 أيام تحدياً لكنه ليس عائقاً. وقال: «هذه هي الظروف. يمكننا أن ندرس رغم وجودها».