أقلّ من 24 ساعة على انطلاقة «ذا كراون»

ماذا ينتظر المشاهدين في الموسم السادس والأخير؟

الممثلة إليزابيث ديبيكي في دور الأميرة ديانا مع ولدَيها ويليام وهاري بالموسم الأخير من «ذا كراون» (نتفليكس)
الممثلة إليزابيث ديبيكي في دور الأميرة ديانا مع ولدَيها ويليام وهاري بالموسم الأخير من «ذا كراون» (نتفليكس)
TT

أقلّ من 24 ساعة على انطلاقة «ذا كراون»

الممثلة إليزابيث ديبيكي في دور الأميرة ديانا مع ولدَيها ويليام وهاري بالموسم الأخير من «ذا كراون» (نتفليكس)
الممثلة إليزابيث ديبيكي في دور الأميرة ديانا مع ولدَيها ويليام وهاري بالموسم الأخير من «ذا كراون» (نتفليكس)

انقضت السنة الفاصلة بين الموسم الخامس من مسلسل «ذا كراون» (The Crown) وموسمِه السادس والأخير. وما هي إلا 24 ساعة حتى يودّع مشاهدو منصة «نتفليكس» العمل الدراميّ الذي تسمّروا أمامه على مَرّ مواسمه، ليتابعوا أسرار العائلة البريطانية المالكة، منذ انطلاقته عام 2016.

في 16 نوفمبر (تشرين الثاني)، تبدأ «نتفليكس» بثّ القسم الأوّل من الموسم الأخير، وهو عبارة عن 4 حلقات. أما القسم الثاني، والمكوّن من 6 حلقات، فسوف يُستأنَف عرضُه في 14 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ديانا محور القسم الأوّل

من حيث انتهى الموسم الخامس العام الماضي، ينطلق الموسم الجديد. إنّه صيف 1997، والأميرة ديانا المنفصلة حديثاً عن الأمير تشارلز تذهب في رحلة بحريّة على يخت الملياردير محمد الفايد؛ حيث تتوطّد معرفتها بابنه دودي.

للعلاقة بين هذا الثنائي الذي شغل العالم، يكرّس الموسم الأخير من «ذا كراون» القسم الأول من حلقاته. تُسلَّط الأضواء بشكل خاص على الأميرة المحبوبة لكن المُنهَكة، وعلى كل ما يحيط بها من فضائح وعلاقات عاطفية وضجيج إعلامي وشعبيّة جارفة.

الممثل البريطاني من أصول مصريّة خالد عبد الله في دور دودي الفايد (نتفليكس)

في الفيديو الترويجي الأول للمسلسل الذي نشرته «نتفليكس»، نسمع ابنَها ويليام يسألها عبر الهاتف: «مامي هل أنتِ بخير؟»، فتجيبه ديانا: «أنا بخير؛ لكن كل شيء كان مجنوناً مؤخراً». أما الملكة إليزابيث فتواجهها قائلة: «لقد نجحتِ في أن تقلبي هذا البيت رأساً على عقب»، لتجيبها أميرة ويلز ببرودها المعهود: «لم تكن تلك نيّتي».

هل سنرى الحادث؟

لكلّ مَن يترقّب مشاهدة حادث السير الذي أودى بحياة ديانا ودودي في باريس، فإنّ غليلَه لن يُشفى. آثر فريق المسلسل تغييب هذا المشهد التراجيدي بتفاصيله الدامية وفائض حساسيته، وكان قد سبق أن أعلن عن ذلك مؤلّف العمل بيتر مورغن. كما أكّدت «نتفليكس» أنّ حادث السيارة على مدخل نفق جسر «ألما» في العاصمة الفرنسية، ستجري مقاربته بحذَر ومسؤوليّة من دون تصوير لحظة وقوعه. مع العلم بأنّ الحادث الذي وقع فجر 31 أغسطس (آب) 1997، أثار حزناً غامراً في بريطانيا وحول العالم، وتسبب بموجة غضبٍ عارمة تجاه العائلة المالكة.

مشهد يستعيد الساعات التي سبقت وفاة ديانا ودودي في حادث السيارة (نتفليكس)

يستعيض مورغن عن الحادث بعرض ما سبقه وما تلاه؛ كالمشهد الذي يجمع ديانا ودودي في مصعد فندق «ريتز» في باريس، قبل أن يستقلّا السيارة ويتّجها إلى مصيرهما المحتوم. وفي هذا الإطار أوضح مورغن في أحاديث صحافية: «إننا سنرى السيارة وهي تغادر فندق (ريتز) بعد منتصف الليل، بينما مصوّرو (الباباراتزي) يلاحقونها، لينتقل المشهد بعد ذلك مباشرة إلى السفير البريطاني في فرنسا، وهو يتابع ما جرى مع خارجيّة بلاده».

سيتابع المُشاهد بعد ذلك وصول الأمير تشارلز إلى باريس لنقل جثمان طليقته إلى لندن، لتنطلق بعد ذلك إحدى أكثر حقبات التاريخ البريطاني دقّة وإثارة للجدل.

دومينيك وست في دور الأمير تشارلز برفقة ولدَيه ويليام وهاري (نتفليكس)

ظهور شبحَين

مع أنه التزمَ منذ البداية بأحداثٍ واقعيّة لم تظلّلها أي سرياليّة، فإنّ «ذا كراون» في موسمه السادس يسترسل قليلاً في الخيال. فقد كشف أحد أعضاء فريق العمل أنّ ديانا ودودي سيظهران كشبحَين بعد وفاتهما. يطلّ طيف ديانا وسط لقاء يجمع تشارلز بوالدته إليزابيث، بينما يظهر دودي على والده محمد الفايد.

لم تمرّ هذه المعلومة مرور الكرام؛ إذ إنها أثارت جلبة وانتقادات، ما اضطرّ «نتفليكس» إلى التوضيح على لسان متحدّث باسمها؛ وقد قال إن «هذه الحوارات المعبّرة والمتخيّلة هدفُها إبراز عمق المشاعر التي انتابت الجميع بعد وقوع الحادث التراجيدي». أما المؤلّف مورغن فردّ على الهجمة قائلاً: «لم أتخيّل ديانا كشبح بالمعنى التقليدي للكلمة؛ بل أردت التعبير عن أنها ما زالت حيّة في أفكار الأشخاص الذين تركتهم خلفها».

أحد الملصقات الرسمية للموسم الأخير من «ذا كراون» (نتفليكس)

سبق أن وقعت «نتفليكس» والقيّمون على المسلسل في جدليّة مشابهة خلال الموسم الماضي، ما اضطرّهم حينذاك إلى إضافة توضيح في بداية كل حلقة، ومن المرجّح أن ينسحب الأمر على هذا الموسم. يلفت التوضيح إلى أن المسلسل هو دراما متخيّلة مبنيّة على أحداث واقعيّة، وذلك في محاولة لتجنّب المشكلات القانونية وامتعاض الأشخاص المعنيين بالقصة والخبراء في تاريخ العائلة المالكة.

ماذا في بقية الأحداث؟

في وقتٍ شكّلت فيه مسيرة حُكم الملكة إليزابيث العمود الفقري خلال المواسم السابقة، سيشهد القسم الثاني الذي ينطلق في ديسمبر على أحداث متنوّعة من التاريخ المعاصر للعائلة البريطانية المالكة. ما بين وفاة ديانا وزواج تشارلز من كاميلا باركر بولز، يمتدّ السيناريو على 8 سنوات تتخلّلها فترة حُكم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ووفاة والدة الملكة إليزابيث وشقيقتها مارغريت، إضافة إلى انطلاقة العلاقة بين الأمير ويليام وكيت ميدلتون. أما علاقة الأمير هاري بميغان ماركل فلا يغطّيها الموسم الأخير من «ذا كراون»، إذ إنّ أحداثه تختتم عام 2005، أي قبل بدايتها.

من الأحداث التي يغطيها الموسم الأخير انطلاقة العلاقة بين الأمير ويليام وكيت ميدلتون (نتفليكس)

وجوهٌ عائدة وأخرى جديدة

من بين خصائص هذا الموسم من «ذا كراون»، أنه الوحيد الذي جرى إنتاجه عقب وفاة الملكة إليزابيث الثانية في 8 سبتمبر (أيلول) 2022. فبينما كان قد انطلق التصوير قبل أيام من وفاتها، توقّف لفترة أسبوع بعد الوفاة، ليُستأنف عقب مراسم الدفن.، وينتهي في 21 أبريل (نيسان) 2023.

إميلدا ستونتون تعود في الموسم الأخير بدور الملكة إليزابيث (نتفليكس)

أما فريق الممثلين فمعظمه عائد، وعلى رأسهم إميلدا ستونتون بدور الملكة، وجوناثان برايس بدور الأمير فيليب، وإليزابيث ديبيكي بدور ديانا، ودومينيك وست في شخصية تشارلز. ومن خارج العائلة المالكة، يعود خالد عبد الله بدور دودي الفايد، وسليم ضو بدور والده محمد.

وفي وداع أحد أهمّ مسلسلات منصة «نتفليكس» على الإطلاق، تطلّ وجوه جديدة، أبرزها: ميغ بيللامي بدور كيت ميدلتون، وإد ماكفي بدور ويليام، ولوثر فورد في شخصية هاري.


مقالات ذات صلة

الملك تشارلز يجرّد شقيقه أندرو من لقبين آخرين

يوميات الشرق الأمير البريطاني أندرو (يسار) يتحدث مع شقيقه الملك تشارلز (رويترز)

الملك تشارلز يجرّد شقيقه أندرو من لقبين آخرين

جرّد الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا شقيقه أندرو رسمياً من لقبين جديدَين، في أحدث إجراء من الملك لإظهار حسمه فيما يتعلق بعلاقة أخيه المثيرة للجدل بإبستين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الأمير ويليام (أ.ف.ب) play-circle

الأمير ويليام يزور أطفال غزة الذين يتلقون العلاج في بريطانيا... ويتأثر بشجاعتهم

تأثر الأمير ويليام، أمير ويلز، بشجاعة أطفال غزة المصابين بأمراض خطيرة جراء الحرب الإسرائيلية في القطاع، والذين يتلقون العلاج في المستشفيات البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كارثة تضرب مشروع الأمير ويليام البيئي (شراكة أراضي الخث في الجنوب الغربي)

«هجوم كيميائي» على أشجار الأمير ويليام

تعرَّضت أشجار صفصاف، زُرعت ضمن مشروع لاستعادة الطبيعة في أراضٍ تابعة للأمير ويليام داخل متنزه دارتمور الوطني البريطاني، لعملية تسميم مُتعمَّدة...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأميرة البريطانية ديانا تقف إلى جانب زوجها تشارلز (رويترز)

على ماذا ندمت الأميرة ديانا قبل 10 أيام من وفاتها؟

كشفت الأميرة البريطانية ديانا عن ندم كان يرافقها، وذلك قبل 10 أيام من وفاتها، حيث ارتبط الأمر بولديها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الأمير البريطاني السابق أندرو (أ.ف.ب) play-circle

ستارمر تعليقاً على صمت أندرو: يجب تقديم المعلومات ذات الصلة بقضية إبستين

قال رئيس الوزراء البريطاني إن أي شخص لديه معلومات بشأن التحقيقات حول جيفري إبستين يجب أن يدلي بها، بعد أن تجاهل الأمير السابق أندرو طلباً للإدلاء بشهادته.

«الشرق الأوسط» (لندن )

«عيد الكاريكاتير المصري» يحتفي بـ«المتحف الكبير» وطوغان

لوحة الفنان لويس هارو من أوروغواي (الشرق الأوسط)
لوحة الفنان لويس هارو من أوروغواي (الشرق الأوسط)
TT

«عيد الكاريكاتير المصري» يحتفي بـ«المتحف الكبير» وطوغان

لوحة الفنان لويس هارو من أوروغواي (الشرق الأوسط)
لوحة الفنان لويس هارو من أوروغواي (الشرق الأوسط)

في «عيد الكاريكاتير المصري» الخامس، يحتفي فنانون من مصر والبلاد العربية وأوروبا بـ«المتحف المصري الكبير»، وبمرور مائة عام على ميلاد فنان الكاريكاتير أحمد طوغان، أحد رموز مدرسة الكاريكاتير المصرية.

المعرض الاستثنائي، الذي افتتحه الفنان محمد عبلة، الخميس، ويستمر حتى 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يضمُّ 150 لوحة، وتستضيفه قاعتا «نهضة مصر» و«إيزيس» في «مركز محمود مختار الثقافي» بالقاهرة، ضمن مبادرة «فرحانين بالمتحف الكبير ولسه متاحف مصر كتير» التي أطلقتها مصر بهدف تعزيز ارتباط المواطنين بتراثهم الثقافي والفني.

لوحة الفنان الأردني محمود الرفاعي (الشرق الأوسط)

وقال الفنان فوزي مرسي، قوميسير المعرض، إن الأعمال التي شاركت في الاحتفاء بمئوية طوغان اقتصرت على الفنانين المصريين، وجاءت بأساليب متعددة؛ فمنهم من رسمه وهو يحمل ريشته كسلاح لمواجهة الفساد ومشكلات المجتمع وعيوبه، مثل الفنان مصطفى الشيخ، في حين صوّره الفنان حسني عباس في لوحة معبّرة وهو يحمل ريشته كشعلة يضيء بها الظلام من حوله، في إشارة إلى ما قدّمه طوغان عبر مسيرته في فن الكاريكاتير. أما في لوحة لخضر حسن، فجاء تصويره لطوغان وهو يحمل قلماً تنطلق منه رصاصات ضد الفساد وأمراض المجتمع.

ويضيف مرسي لـ«الشرق الأوسط»: «جاءت أبرز المشاركات العربية في (عيد الكاريكاتير) من الإمارات، من خلال عمل للفنانة آمنة الحمادي. ومن السعودية حيث شارك الفنان أمين الحبارة بلوحة رسم في قلبها هرماً كبيراً تتصدره راية مصر، وتظهر خلفه مجموعة من الأهرامات. ومن الأردن شارك الفنان محمود الرفاعي، وقد كرّمته جمعية الكاريكاتير وأهدته درعها تقديراً له. واحتفت لوحته بالمتحف المصري الكبير عبر رموز فرعونية وقبطية وإسلامية وفنية وثقافية، رآها عناصر أساسية في تشكيل الشخصية المصرية، وجعل الأهرامات وأبو الهول في قلبها بوصفهما العماد الذي تقوم عليه حضارة مصر».

طوغان يحمل شعلة مضيئة... لوحة الفنان حسني عباس (الشرق الأوسط)

لوحاتُ الفنانين الأجانب عبّرت عن سعادتهم بافتتاح المتحف، وقدّموا أعمالاً رسموها خصيصاً لـ«عيد الكاريكاتير». وجاءت بعض المشاركات من الصين وبولندا وإسبانيا، ومن أوروغواي التي شارك منها الفنان لويس هارو بلوحةٍ رسم في قلبها فارساً فرعونياً يرحّب بزيارة المتحف. كما ركّزت لوحات فناني أوكرانيا على إبراز عناصر مصرية خاصة، من بينها أبو الهول والأهرامات و«حورس» والكباش، فجاءت بمثابة رسالة سلام ترحِّب بافتتاح المتحف الكبير وتدعو إلى زيارته.

أمّا لوحات الفنانين المصريين التي شاركت في الاحتفال بالمتحف، فقد اتخذ بعضها منحًى اجتماعياً ساخراً، منها عملٌ للفنان سعيد أبو العينين صوَّر فيه زوجةً تهاتف والدتها مستنجدةً بها من زوجها وابنها، مشيرةً إلى أنهما بعد افتتاح المتحف «تفرعنا» عليها، في إشارة إلى استعراضهما القوة أمامها. وقد اتخذ الفنانان عمرو سليم ودعاء العدل المنحى الساخر نفسه في أعمالهما.

لوحة الفنان الأوكراني كازانيفسكي (الشرق الأوسط)

«تركّزت لوحات الرسامين الأجانب المشاركة على الصورة، بخلاف المصريين الذين كان لتعبيرهم بالكلمات دورٌ أساسي في تشكيل أعمالهم وتكويناتها»، وفق الفنان سمير عبد الغني، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «(عيد الكاريكاتير) في دورته الخامسة يتشكّل من موضوعين: الأول الاحتفال بافتتاح المتحف الكبير، والثاني مئوية ميلاد طوغان».

وأضاف عبد الغني: «في كل الدورات السابقة كانت المشاركة تقتصر على فناني مصر، لكن هذه السنة كانت متميّزة، خصوصاً بمناسبة افتتاح المتحف الكبير؛ لذا وجّهنا دعوات إلى فنانين من بلدان كثيرة للمشاركة. وتميّزت لوحاتهم بوعي بصري كبير اشتغلوا من خلاله على الصورة التي سيطرت على التكوين، بخلاف لوحات المصريين التي ينقسم تشكيلها بين الرسم والتعبير اللغوي. والفرق بيننا وبينهم، كما أرى، نابعٌ من أنهم يشتغلون على فكرة سبعة آلاف سنة حضارة، والمومياوات، والضوء الذي يخرج من قلب عالمنا الخاص الساحر الزاخر بالعظمة منذ آلاف السنين، ومن هنا جاءت رسوماتهم مختلفة، بخلاف أعمال المصريين التي اتسمت بالوضوح والمباشرة».

لوحة الفنان جورج رودريغيز من فنزويلا (الشرق الأوسط)

تعود الفروق بين مساهمات فناني مصر والمشاركات الأجنبية، حسب عبد الغني، إلى ما يمكن تسميته بـ«الوعي البصري» المرتبط بثقافة الفنانين الأجانب، التي تتغذّى على زيارة المتاحف وما تضمه من آثار وتحف مصرية قديمة، إضافة إلى الاهتمام المبكر بالصورة عبر التعليم في مراحله المختلفة. أمّا الفنانون المصريون، فيأتي تعبيرهم في رسوم الكاريكاتير متأثّراً بسيطرة التعبير اللغوي في كثير من فنوننا، منها الأغنية والنكتة. ولعل أعمال مصطفى حسين، وأحمد رجب، وصلاح جاهين، وحجازي، وبهجت عثمان، وغيرهم كثيرون، خير تمثيل لذلك.

ورحّبت وزارة الثقافة المصرية بالمعرض، مشيرةً في بيان إلى أن «عيد الكاريكاتير» يهدف إلى ترسيخ الشعور بالهوية المصرية، وإعادة تسليط الضوء على ما تمتلكه مصر من متاحف وقيمة حضارية فريدة، إضافةً إلى تشجيع المشاركة المجتمعية في الفعاليات الثقافية والفنية التي تنظمها المتاحف المصرية، وتعميق الوعي بدورها بوصفها جسوراً تربط المصريين بتاريخهم العريق، وتغرس الانتماء من خلال الاحتفاء بموروثهم الإنساني والحضاري.

وتعكس الأعمال المشاركة تنوّعاً بصرياً وفنياً لافتاً؛ إذ تجمع بين النقد المرح، والفلسفة الساخرة، والطرح الإنساني، بما يمنح الجمهور تجربةً غنية تُبرز قدرة الكاريكاتير على تناول القضايا الكبرى بلغة فنية جذابة وقريبة من الناس.


من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

الخروج في نزهة قصيرة لتجديد نشاطك قد يساعدك في محاربة النعاس بعد تناول الغداء (بكسلز)
الخروج في نزهة قصيرة لتجديد نشاطك قد يساعدك في محاربة النعاس بعد تناول الغداء (بكسلز)
TT

من دون قهوة... كيف تتغلب على النعاس بعد تناول الغداء؟

الخروج في نزهة قصيرة لتجديد نشاطك قد يساعدك في محاربة النعاس بعد تناول الغداء (بكسلز)
الخروج في نزهة قصيرة لتجديد نشاطك قد يساعدك في محاربة النعاس بعد تناول الغداء (بكسلز)

هل تجد صعوبة في إبقاء عينيك مفتوحتين بعد الغداء؟ كثيراً ما يبدأ الناس يومهم بنشاط ثم تنهار طاقتهم بعد الغداء. هناك العديد من الأسباب التي تجعل الأشخاص يشعرون بانخفاض نشاطهم في فترة ما بعد الظهر، وخاصةً بين الساعة الواحدة ظهراً والرابعة عصراً.

كشف الدكتور أنتوني ريفي، اختصاصي النوم السلوكي في مركز هنري فورد الصحي: «الإيقاع اليومي الطبيعي لجسمنا، وهو الساعة الداخلية التي تعمل على مدار 24 ساعة وتساعد على تنظيم عملياتنا البيولوجية، يرسل إشارات إلى الدماغ خلال النهار ليبقينا متيقظين ونشيطين. مع حلول وقت الغداء، تنخفض هذه الإشارات مما قد يجعلنا نشعر بالنعاس».

إليك طرق تساعدك في التغلب على نعاس ما بعد الظهر دون احتساء رشفة من القهوة:

استمع إلى الموسيقى

أثبتت الدراسات أن الاستماع إلى موسيقى مُبهجة يُحسّن المزاج ومستوى الطاقة. للحفاظ على نشاطك خلال النهار بعد الغداء، أنشئ قائمة تشغيل لأغانٍ مُبهجة لتسلية نفسك. ولأن الموسيقى نشاط ممتع في كثير من الأحيان، فإنها تُحفز إفراز هرمون السعادة الذي يُبقيك نشيطاً.

استمر بالحركة

إذا شعرت بالنعاس بعد تناول الطعام بعد الظهر، يمكنك الخروج في نزهة قصيرة لتجديد نشاطك. يعتقد الخبراء أن ممارسة الرياضة تُنشط عقلك وجسمك. كما أنها تُعرّضك للهواء النقي والإضاءة الطبيعية، مما يُحقق لك نتائج جيدة.

اخرج إلى الشمس

اخرج إلى الشمس لضبط ساعتك البيولوجية وتوفير فيتامين «دي» الضروري. يمكن لأشعة الشمس الطبيعية أن تمنع إنتاج هرمون النوم (الميلاتونين) في جسمك. إذا كنت في المكتب، ولا يسمح لك ذلك بالتعرض لأشعة الشمس، يمكنك تشغيل أضواء السقف الساطعة وتجنب الظلام، خاصةً بعد استراحة الغداء.

حافظ على رطوبة جسمك

يُعد الحفاظ على رطوبة الجسم أمراً بالغ الأهمية لأداء وظائفك اليومية. ويؤكد الباحثون أن الجفاف، حتى لو كان خفيفاً، قد يؤدي إلى التعب، مما قد يؤثر على قدرتك على التركيز. يقول الدكتور ريفي: «للأسف، يُصاب الكثير من الناس بالجفاف المزمن لمجرد أنهم لا يشربون كمية كافية من الماء لأداء أنشطتهم اليومية».

تناول غداءً متوازناً

احرص على تناول نظام غذائي متوازن غني بالبروتين والألياف والدهون الصحية خلال النهار. اتباع هذه النصيحة الواعية سيساعدك على التغلب على مشكلة النوم بعد الظهر، التي تأتي فجأةً بعد الغداء، خاصةً بين الساعة الأولى ظهراً والرابعة عصراً.

اتبع نمط نوم جيداً

النوم الجيد ليلاً أمرٌ لا غنى عنه، خاصةً إذا كنت تحاول إدارة انخفاض الطاقة بعد الغداء. يوصي الخبراء بأن ينام الشخص البالغ من 7 إلى 9 ساعات على الأقل ليلاً ليشعر بالنشاط خلال النهار. يوضح الدكتور ريفي: «كمية النوم التي يحتاج إليها كل شخص تختلف من فرد لآخر، وتتغير على مدار حياته».


«الشاطئ الأخير»... فيلم بلجيكي يرصد مأساة واقعية من قلب أفريقيا

صوَّر المخرج الفيلم في ظروف صعبة (الشركة المنتجة)
صوَّر المخرج الفيلم في ظروف صعبة (الشركة المنتجة)
TT

«الشاطئ الأخير»... فيلم بلجيكي يرصد مأساة واقعية من قلب أفريقيا

صوَّر المخرج الفيلم في ظروف صعبة (الشركة المنتجة)
صوَّر المخرج الفيلم في ظروف صعبة (الشركة المنتجة)

لم يتخيّل المخرج البلجيكي جان فرانسوا رافانيان أن مقطعاً مصوَّراً عابراً على مواقع التواصل الاجتماعي سيقوده، بعد سنوات من البحث، إلى قلب أفريقيا، وتحديداً إلى قرية نائية في غامبيا، ليغوص عميقاً في مأساة إنسان يُدعى «باتيه سابالي».

الشاب الذي هزّ غرقُه في القناة الكبرى بالبندقية عام 2017 الرأيَ العام العالمي، حين اكتفى العشرات من المتفرجين بالصراخ وإطلاق الإهانات العنصرية بدلاً من مدّ يد العون له، كان مقطعُ الفيديو المصوَّرُ له الشرارةَ الأولى لفيلمه الوثائقي «الشاطئ الأخير»، الذي يحاول أن يعيد لهذا الشاب اسمه وصوته وحكايته.

قال رافانيان لـ«الشرق الأوسط»، إنه يتذكّر اللحظة الأولى جيداً؛ «كان الأمر صفعةً. رأيتُ الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، كما شاهده آلاف غيري في ذلك الوقت. صدمتني اللامبالاة، والكلمات العنصرية، والجمود الكامل أمام غرق شاب لا يحاول أحد مساعدته. في البداية لم أفكّر في فيلم؛ فكّرتُ بصفتي صحافياً: مَن هذا الشاب؟ ماذا حدث؟ ولماذا لم يتحرّك أحد؟».

وأضاف المخرج، الذي عُرض فيلمه للمرة الأولى عربياً في مهرجان «الدوحة السينمائي»، أن الأمر تحوّل إلى هاجس، بيد أنه اصطدم منذ اللحظة الأولى بحقيقة أن التحقيقات في إيطاليا كانت مغلقة بالكامل، مما جعل الوصول إلى أي معلومة أمراً معقّداً وصعباً.

المخرج البلجيكي (الشركة المنتجة)

ولأن الطريق إلى الحقيقة كان مسدوداً، اختار المخرج البلجيكي طريقاً آخر، وهو البحث عن عائلة باتيه. يقول: «استغرق الأمر عامين كاملين لأجد أثرهم في غامبيا، وعندما وصلت أخيراً إلى القرية، أدركت أن الغضب الذي اجتاحني أمام شاشة الكمبيوتر في أوروبا كان صورة مختلفة. فالعائلة دعتني إلى رؤية الأمور من زاوية أخرى: زاوية الفقد، والغياب، والبحث عن المعنى. عند تلك اللحظة تغيّر الفيلم تماماً».

يشير رافانيان إلى أن «أصعب ما واجهته في البداية لم يكن الطبيعة أو الظروف، بل بناء الثقة مع العائلة»، مضيفاً: «عندما تصل إلى قرية بعيدة، وتكون غريباً، عليك أن تدرك أن لكل عائلة سرديّتها الخاصة. كان عليّ أن أجد الطريقة المناسبة للوقوف بالكاميرا، وأن أتجنّب أي منظور قد يُشعِرهم بأننا نمسك بموقع قوة أو وصاية. الثقة كانت المفتاح، لا الأدوات ولا الموقع ولا التقنية».

وعن ظروف التصوير في القرية، يشرح رافانيان أن «الفريق كان صغيراً للغاية؛ كنت أنا، ومدير التصوير، ومساعدة تنتمي إلى مجتمع الفولا، تتحدث لغتهم وتفهم ثقافتهم. ولم تكن المسألة لغةً فقط، بل سلوكاً ومعتقدات ونظرة إلى الحياة. كنا نقيم في القرية أياماً طويلة بلا كهرباء، نصحو مع الفجر وننام مع المغيب؛ لا فنادق ولا راحة، فقط الحياة اليومية كما هي. وكل 8 أيام نعود إلى المدينة لشحن البطاريات وإحضار حاجات العائلة، ثم نعود من جديد. كان الوجود الدائم ضرورياً، لأن أقرب مدينة تبعد أربعين دقيقة بالسيارة، ولأن الحياة في القرية تبدأ وتنتهي مبكراً».

المخرج حاول تسليط الضوء على هوية العائلة في فيلمه (الشركة المنتجة)

اختار المخرج ألّا يُظهر باتيه، رغم امتلاكه صوراً عدّة له سواء من العائلة أو من الإنترنت، لكنه لم يرغب في استخدامها، وهو ما يفسّره قائلاً: «أردتُ أن يراه الجمهور من خلال غيابه، كما تعيشه عائلته. أردتُه غائباً، حاضراً بالصوت وبالأثر. فالصوَر قد تعيد تجسيده، لكنها قد تُسطّح ما تعرّض له، بينما الصوت، صوت العائلة وذاكرتها، يعيد إنسانيته كاملة».

وعن كيفية حماية العائلة في هذا النوع من الأفلام الحسّاسة، يقول رافانيان إن ما فعله يشبه عمل الصحافة أكثر منه عملاً سينمائياً؛ فالعائلة لم تكن تعرف تفاصيل ما حدث في القناة، ولم يرغب في أن يضع الفيديو أمامهم أو أن يعرّضهم لصدمة جديدة. وحين سألته الأم عمّا وقع لابنها، قال لها الحقيقة بالكلمات. ويضيف: «لم تشأ أن ترى الفيديو، واكتفت بأن تعرف. كان هناك أيضاً تقريرٌ من 200 صفحة صادر عن السلطات الإيطالية، لم يكن من حقّهم الحصول عليه، فساعدناهم على الوصول إليه. كان الفيلم أيضاً وسيلة لكشف الحقيقة لهم، ولإنصافهم أسرياً».

لم يُنكر المخرج البلجيكي وجود صعوبات عدّة أثناء التصوير في غامبيا، من الإجراءات الأمنية والبيروقراطية المعقّدة، إلى عدم اعتياد السكان على الكاميرا، فضلاً عن عزلة القرية نفسها وافتقارها إلى الكهرباء والمياه العامة، واعتماد حياتها اليومية على الزراعة وتربية النحل. لكنه، رغم ذلك، لا يُخفي سعادته بهذه التجربة التي وثّقت اسم «باتيه سابالي».