توافق مصري - قطري على رفض محاولات تصفية القضية الفلسطينية

السيسي وتميم أكدا استمرار التشاور لوقف التصعيد في غزة

السيسي وتميم خلال مباحثات في القاهرة (الرئاسة المصرية)
السيسي وتميم خلال مباحثات في القاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

توافق مصري - قطري على رفض محاولات تصفية القضية الفلسطينية

السيسي وتميم خلال مباحثات في القاهرة (الرئاسة المصرية)
السيسي وتميم خلال مباحثات في القاهرة (الرئاسة المصرية)

توافقت مصر وقطر على «رفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني، أو دول المنطقة، وكذا رفض محاولات (التهجير القسري) للفلسطينيين». وجرت في القاهرة (الجمعة) محادثات بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.

ووفق إفادة للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، فإن السيسي عقد جلسة محادثات مع الشيخ تميم، شهدت «الإشادة بالتطور المستمر في العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين». واتفق السيسي وتميم على «مواصلة تفعيل مختلف أطر التعاون وآليات التشاور والتنسيق على كافة المستويات بين البلدين».

الرئيس المصري وأمير قطر يبحثان المستجدات في غزة (الرئاسة المصرية)

حماية المدنيين

وناقشت «قمة السيسي-تميم» في القاهرة (الجمعة) التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، وما يرتبط به من تحديات إقليمية، تدفع بالمنطقة في اتجاهات خطيرة وغير محسوبة. كما بحثت القمة «أفضل السبل لحماية المدنيين الأبرياء في غزة، ووقف نزيف الدم».

وأكد بيان «الرئاسة المصرية» أنه تم «استعراض الجهود المكثفة الرامية لتحقيق وقف لإطلاق النار، واستدامة نفاذ المساعدات الإنسانية بالكميات التي تلبي احتياجات الشعب الفلسطيني في غزة». كما تم «تأكيد رفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني أو دول المنطقة، ورفض محاولات التهجير القسري».

وحسب متحدث الرئاسة المصرية، فقد أكد الجانبان «استمرار التشاور من أجل وقف التصعيد الراهن للحد من معاناة المدنيين وحقناً لدماء الشعب الفلسطيني الشقيق، وصولاً إلى إقامة دولته المستقلة وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية وتحقيق السلام العادل في المنطقة».

السيسي يصافح الوفد القطري المرافق للشيخ تميم (الرئاسة المصرية)

وقف الأعمال العسكرية

وتواصل مصر اتصالاتها الدولية والعربية لوقف التصعيد في قطاع غزة. وأجرى سفير مصر لدى المجر محمد الشناوي، وسفراء المغرب وقطر وفلسطين في بودابست، نيابة عن مجموعة سفراء الدول العربية المعتمدين في المجر، مباحثات مع رئيس البرلمان المجري، لازلو كوفر، ووزير الدولة للعلاقات الخارجية بالبرلمان المجري، بيتر ساردي، تناولت الحرب في غزة وتطوراتها.

وذكر بيان لوزارة الخارجية المصرية (الجمعة) أن السفراء العرب أكدوا على «ضرورة الوقف الفوري للأعمال العسكرية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين، وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون أي قيود». وشددوا على «ضرورة تحمل إسرائيل في هذا الصدد التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي بوصفها دولة احتلال».

ووفق «الخارجية المصرية»، فقد أكد السفراء العرب على «رفض الدول العربية لما تم رصده من سياسات ممنهجة تقوم بها إسرائيل لتهجير الفلسطينيين من غزة، وفرض أمر واقع على الأرض يستحيل معه توفر الحد الأدنى من الحياة، واستهداف البنية التحتية المدنية بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس ودور العبارة». وأشاروا إلى أهمية بدء عملية سياسية تنتهي إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

قافلة المساعدات السعودية الثانية تصل إلى مطار العريش (وكالة الأنباء السعودية)

مساعدات إنسانية

في غضون ذلك، وصلت إلى مطار العريش الدولي (الجمعة) الطائرة الإغاثية السعودية الثانية، و«تحمل على متنها مساعدات إغاثية متنوعة شملت مواد غذائية وإيوائية بوزن إجمالي يبلغ 35 طناً، وذلك ضمن الحملة الشعبية للمملكة العربية السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة»، حسب وكالة الأنباء السعودية «واس». وقالت الوكالة (الجمعة) إن ذلك «يأتي في إطار دور السعودية التاريخي المعهود بالوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق في مختلف الأزمات والمحن التي تمر بهم». وكانت الطائرة الإغاثية السعودية الأولى قد وصلت مطار العريش (الخميس) وعلى متنها مساعدات إغاثية متنوعة شملت مواد غذائية وإيوائية بوزن إجمالي يبلغ 35 طناً.

كما عبرت إلى قطاع غزة (صباح الجمعة) 65 شاحنة مساعدات إنسانية من معبر رفح وتسلمها «الهلال الأحمر الفلسطيني» ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا». ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المتحدث الرسمي لمحافظة شمال سيناء، محمد سليم سلام، قوله إن «عدد الشاحنات التي دخلت إلى غزة من معبر رفح بلغت حتى الجمعة 821 شاحنة».


مقالات ذات صلة

مدعي «الجنائية الدولية» ألغى مهمة في غزة وطلب إصدار مذكرات اعتقال

المشرق العربي كريم خان مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية (أ.ف.ب)

مدعي «الجنائية الدولية» ألغى مهمة في غزة وطلب إصدار مذكرات اعتقال

قالت ثمانية مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، قدم طلباً مفاجئاً بإصدار مذكرات اعتقال بحق قادة من إسرائيل وحركة «حماس»

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
أوروبا زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر في مؤتمر صحافي (أ.ف.ب)

كيف هزم مرشحون مؤيدون لغزة حزب العمال في الانتخابات العامة البريطانية؟

سلطت صحيفة «إيريش إندبندنت» البريطانية الضوء على هزيمة عديد من مرشحي حزب «العمال» في الانتخابات العامة أمام منافسين مستقلين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي صورة وزعها المكتب الإعلامي لحزب الله في 28 يونيو 2024، تظهر اجتماع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مع الأمين العام للجماعة الإسلامية محمد طقوش بحضور عضو المجلس السياسي لحزب الله عبد المجيد عمار في مكان غير معلوم في لبنان (أ.ف.ب)

أمين عام «حزب الله» يلتقي وفداً من «حماس» لبحث أوضاع غزة

قالت جماعة «حزب الله» اللبنانية في بيان، اليوم (الجمعة)، إن الأمين العام حسن نصر الله التقى وفداً من حركة «حماس»، برئاسة خليل الحية لبحث الأوضاع في غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رجال مصابون كانوا من بين الفلسطينيين الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي خلال عمليته في شمال قطاع غزة وأفرج عنهم مؤخراً عبر معبر كرم أبو سالم ينتظرون العلاج لإصاباتهم في مستشفى النجار في رفح جنوب قطاع غزة - 24 ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)

كسور واعتداءات من كلاب... معتقلون فلسطينيون يتهمون إسرائيل بتعذيبهم

يروي معتقلون فلسطينيون أُفرج عنهم من سجون إسرائيلية ممارسات تعذيب وإهانات تعرضوا لها خلال فترة اعتقالهم من عصب أعين وضرب واعتداءات من كلاب.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي 
زوجان فلسطينيان يحملان طفليهما أثناء سيرهما وسط الأنقاض في خان يونس بجنوب قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

تعديلات في «هدنة غزة» تعيدها إلى الحياة

أعادت تعديلات قامت بها «حماس» على المقترح الأميركي للهدنة في غزة، الحياة إلى مفاوضات وقف النار؛ إذ قررت إسرائيل أمس إرسال وفد بقيادة رئيس «الموساد» للتفاوض.

نظير مجلي (تل أبيب) «الشرق الأوسط» (واشنطن - مدريد)

مصر: خطط تسويقية «مرنة» بقناة السويس لمواجهة «توترات» البحر الأحمر

سفن شحن تعبر قناة السويس المصرية (صفحة هيئة قناة السويس على فيسبوك)
سفن شحن تعبر قناة السويس المصرية (صفحة هيئة قناة السويس على فيسبوك)
TT

مصر: خطط تسويقية «مرنة» بقناة السويس لمواجهة «توترات» البحر الأحمر

سفن شحن تعبر قناة السويس المصرية (صفحة هيئة قناة السويس على فيسبوك)
سفن شحن تعبر قناة السويس المصرية (صفحة هيئة قناة السويس على فيسبوك)

في محاولة لمواجهة «توترات» البحر الأحمر، وضعت هيئة قناة السويس المصرية خطة تسويقية ضمن ما وصفته بـ«استراتيجية مرنة» تستهدف «تقليل تأثير تداعيات الأزمة على سلاسل الإمداد العالمية»، بحسب رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع.

وتواصل جماعة الحوثي اليمنية شنّ هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي؛ سعياً «لمنع الملاحة المرتبطة بإسرائيل»، على حد زعمها. وأعلنت الجماعة، الخميس، عن مهاجمة «162 سفينة منذ بدء التصعيد البحري في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي».

ودفعت تلك الهجمات شركات شحن عالمية لتجنب المرور في البحر الأحمر وتغيير مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، رغم ما يسببه هذا التغيير من ارتفاع في تكلفة الشحن المالية والزمنية؛ ما تسبب في تراجع عائدات قناة السويس.

وقال رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، خلال مؤتمر صحافي، الخميس، إن «إيرادات القناة انخفضت بشكل حاد بعد أزمة البحر الأحمر»، مشيراً إلى أن «الدولة تضع جميع السيناريوهات الأكثر تشاؤماً للتعامل مع تداعيات الأزمة». وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال في فبراير (شباط) الماضي، إن إيرادات القناة تراجعت «بنسبة بين 40 و50 في المائة» بسبب الأحداث في البحر الأحمر.

رئيس هيئة قناة السويس خلال لقائه رئيس جمعية مالكي السفن الكورية (صفحة هيئة قناة السويس على فيسبوك)

وفي إطار «جهود الهيئة للحد من تداعيات الأزمة»، قال ربيع، خلال لقاء مع نائب الرئيس التنفيذي لجمعية مالكي السفن الكورية، تشانغ هو يانغ، عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، الخميس، إن «قناة السويس عكفت على تطبيق استراتيجية وسياسيات تسويقية مرنة، وعملت على فتح قنوات تواصل مباشرة مع العملاء، وبحث مستقبل سياسات الإبحار مع المنظمات الدولية المعنية بالشأن البحري».

وأوضح ربيع أن «قناة السويس استحدثت خدمات جديدة لم تكن متاحة من قبل لتلبية متطلبات التعامل مع حالات الطوارئ المحتملة، من بينها خدمات الإنقاذ البحري، والإصلاح والصيانة، والإسعاف البحري»، مؤكداً «استمرار القناة في تقديم جميع خدماتها الملاحية والبحرية للسفن العابرة بها». والشهر الماضي أصدرت هيئة قناة السويس قراراً بتخفيض رسوم العبور بنسب تراوح بين 15 و70 في المائة؛ في محاولة لتنشيط حركة الملاحة في القناة.

وشهد لقاء رئيس هيئة قناة السويس والرئيس التنفيذي لجمعية مالكي السفن الكورية، «مناقشة تداعيات الأوضاع الراهنة في منطقة البحر الأحمر على حركة التجارة العالمية، ومستقبل سياسات إبحار السفن التابعة للجمعية الكورية عبر قناة السويس»، بحسب إفادة رسمية نُشرت على صفحة الهيئة الرسمية بـ«فيسبوك»، الخميس.

وفي هذا الإطار، قال رئيس هيئة قناة السويس، إن «توترات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر انعكست سلباً على سلاسل الإمداد العالمية»، مشيراً إلى «ارتفاع أسعار نوالين الشحن البحري، وزيادة أسعار الوقود، وتكلفة التأمين البحري». كما لفت إلى «تأثيرات الأزمة السلبية على ارتفاع معدل الانبعاثات الكربونية، وتكدس الموانئ وتأخر وصول البضائع، وغيرها من التداعيات التي تعانيها سوق النقل البحري في الآونة الأخيرة».

بدوره، قال نائب الرئيس التنفيذي لجمعية مالكي السفن الكورية، إن «المخاوف الأمنية على سلامة السفن والطواقم البحرية والبضائع، دفعت العديد من ملاك السفن الكورية إلى تجنب العبور من منطقة البحر الأحمر؛ وهو ما أدى إلى اضطراب سلاسل الإمداد العالمية، وارتفاع جميع التكاليف الخاصة بالشحن البحري؛ مما نتج منه زيادة أسعار المنتجات». وأضاف أن «الاضطراب الذي شهدته حركة التجارة العالمية أسفر عن ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك»، متوقعاً انخفاضه مرة أخرى فور استقرار الأوضاع في المنطقة، داعياً «الأطراف المعنية كافة إلى بذل جهودها بهدف عودة الاستقرار مرة أخرى إلى منطقة الشرق الأوسط»، معرباً عن «رغبة السفن الكورية في العودة للعبور من قناة السويس في أقرب وقت».

سفينة شحن ترفع العَلم اليوناني رست في ميناء عدن عقب تعرّضها لهجوم في البحر الأحمر مارس الماضي (رويترز)

وخلال الفترة الأخيرة، عقدت هيئة قناة السويس لقاءات عدة مع منظمات وشركات شحن عالمية بهدف بحث تداعيات التوترات الراهنة في البحر الأحمر، كما أعلنت عن «توفير حزمة من الخدمات البحرية والملاحية الخاصة، مثل خدمات الإنقاذ البحري وخدمات صيانة السفن وإصلاحها».

وعدّ الخبير الاقتصادي المصري، الدكتور مدحت نافع، انتهاج قناة السويس خططاً تسويقية وزيادة الخدمات، بمثابة «وسيلة لتعويض نقص الإيرادات إثر تحويل كثير من شركات الشحن العالمية مسارها بعيداً عن البحر الأحمر». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الخدمات اللوجيستية هي الأصل في إيرادات القناة، وتطويرها يسهم في زيادة عائدات القناة». وأكد «ضرورة أن تنتهج القناة سياسة تستهدف تنويع مصادر الإيرادات، فلا تكون قاصرة على مرور السفن، بل تتضمن أيضاً توفير خدمات لوجيستية للسفن»، راهناً انتهاء الأزمة الحالية بـ«حل سياسي يوقف الحرب في قطاع غزة ويعيد التهدئة للمنطقة».

وسبق لـ«البنك الدولي» أن توقع في أبريل (نيسان) الماضي أن «يتسبب استمرار الأزمة في خسائر بنحو 3.5 مليار دولار في العائدات الدولارية لمصر»، (الدولار الأميركي يساوي 48 جنيهاً في البنوك المصرية). وبلغت إيرادات القناة 9.4 مليار دولار في السنة المالية 2022 - 2023 مقارنة مع سبعة مليارات في السنة المالية السابقة.

سفينة شحن خلال عبورها قناة السويس (صفحة هيئة قناة السويس على فيسبوك)

على صعيد متصل، أكد الرئيسان المصري، والصومالي حسن شيخ محمود، في اتصال هاتفي، مساء الخميس، «حرصهما على ضمان أمن منطقة البحر الأحمر وخليج عدن واستقرارهما، بما ينعكس إيجاباً على القرن الأفريقي وشعوبه»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث الرئاسي المصري، المستشار أحمد فهمي. وشدد الرئيسان على «رفض أي إجراءات أحادية من شأنها الإضرار باستقرار المنطقة»، منوهين إلى «ضرورة التزام دول القرن الأفريقي كافة بأطر التعاون، بما يحقق الاستقرار والتنمية لشعوبه».

وأشار السيسي إلى «حرص بلاده على أمن الصومال الشقيق واستقراره وسيادته على أراضيه، ودعمها له في مواجهة مختلف التحديات الأمنية والتنموية».