إردوغان لرئيسي: تركيا مستعدة لتولي دور ضامنٍ لحل الأزمة في غزة

محادثات بين الرئيسين التركي والإيراني في العاصمة الأوزبكية طشقند الخميس (الرئاسة الإيرانية)
محادثات بين الرئيسين التركي والإيراني في العاصمة الأوزبكية طشقند الخميس (الرئاسة الإيرانية)
TT

إردوغان لرئيسي: تركيا مستعدة لتولي دور ضامنٍ لحل الأزمة في غزة

محادثات بين الرئيسين التركي والإيراني في العاصمة الأوزبكية طشقند الخميس (الرئاسة الإيرانية)
محادثات بين الرئيسين التركي والإيراني في العاصمة الأوزبكية طشقند الخميس (الرئاسة الإيرانية)

انتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الغرب بسبب الحرب بين حماس وإسرائيل، خلال قمة إقليمية؛ حيث أبلغ نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي أن أنقرة مستعدة لتولي دور ضامن لحل الأزمة بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة.

واجتمع إردوغان ورئيسي على هامش قمة قادة تسع دول من منظمة التعاون الاقتصادي (إيكو) الإقليمية قمة في العاصمة الأوزبكية طشقند. وندد إردوغان في كلمته بالغرب بسبب «خبثه» بشأن الوضع في غزة.

وقال إن «الدول الغربية التي تتحدث بشكل دائم عن حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية تنظر من بعيد إلى كل المجازر التي ترتكبها إسرائيل»، مؤكدا أنه لاحظ «العديد من الأمثلة على الخبث» حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

بلهجة مماثلة، اتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الغرب بأنه مسؤول عن الوضع في غزة وذلك بعد شهر على الحرب بين حماس وإسرائيل.

وقال رئيسي إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعد الدعم الكامل من الغرب وخصوصا من الحكومة الأميركية للاجتياح الصهيوني لغزة هو السبب في استمرار هذه الجريمة» بعدما كان بحث في الأمر، الأربعاء، في طاجيكستان مع نظيره إمام علي رحمن.

قمة قادة دول منظمة التعاون الاقتصادي (إيكو) الاقليمية في العاصمة الأوزبكية طشقند الخميس (الرئاسة الإيرانية)

وناقش الرئيسان تطورات قطاع غزة على هامش القمة. وقالت الرئاسة التركية إن إردوغان أبلغ نظيره الإيراني أن تركيا مستعدة لتولي دور ضامن لحل الأزمة بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة.

وأضاف إردوغان أن وقف الهجمات الإسرائيلية من شأنه أن يخدم السلام في المنطقة والعالم، مشددا على أنه ينبغي لمنظمة التعاون الإسلامي أن تسعى جاهدة للتوصل إلى حل عادل في القمة الاستثنائية التي ستعقدها خلال الأيام المقبلة.

بدورها، وصفت وكالة «إرنا» الرسمية محادثات الرئيسين حول الحرب في غزة بـ«المفصلة».

إلى جانب الوضع في غزة، تناولت المحادثات خلال هذه القمة التعاون الإنساني والنقل في وقت تحاول فيه دول آسيا الوسطى غير الساحلية الحصول على منفذ إلى البحر بما في ذلك عبر باكستان الممثلة، الخميس، برئيس وزرائها أنور الحق كاكار.

وقال رئيس أوزبكستان شوكت ميرزيوييف إن «البنية السياسية العالمية تتغير أمام أعيننا». داعيا أيضا إلى تسهيل التجارة بين أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي.


مقالات ذات صلة

عراقجي في الصين لبحث «النووي» والحظر وتحديات إقليمية

شؤون إقليمية عراقجي يؤكد أهمية التنسيق بشكل أكبر بين طهران وبكين (أرشيفية)

عراقجي في الصين لبحث «النووي» والحظر وتحديات إقليمية

تحدث وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، لدى وصوله للصين عن تحديات على المستوى الإقليمي والدولي، وعلى مستوى مجلس الأمن.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية جانب من لقاء الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والإيراني مسعود بيزشكيان على هامش قمة الثماني في القاهرة (الرئاسة التركية)

حملة إيرانية ضد تركيا بعد نصائح لطهران بعدم إثارة غضب إسرائيل

تتصاعد حملة الانتقادات والهجوم الحاد في إيران ضد السياسة الخارجية لتركيا وتعاطيها مع قضايا المنطقة وسط صمت رسمي من أنقرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة منشورة على موقع الخارجية الإيرانية من المتحدث باسمها اسماعيل بقائي

طهران: ادعاء تدخلنا في الشؤون الداخلية لسوريا مردود

قال القيادي في «الحرس الثوري» محسن رضائي، إن «الشباب والشعب السوري سيحيون المقاومة في هذا البلد بشكل آخر في أقل من عام»

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية تجربة صاروخ «قدر» الباليستي في فبراير 2016 (أرشيفية - مهر)

إيران تُعِد لمناورات واسعة لـ«ردع تهديدات» إسرائيل

أعلن مسؤول عسكري كبير في إيران تنظيم مناورات عسكرية واسعة، براً وجواً وبحراً، تأخذ طابعاً هجومياً دفاعياً، خلال الأيام المقبلة، بهدف «ردع تهديدات الأعداء».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية ملصقات ممزقة لحسن نصر الله وقاسم سليماني على جدار السفارة الإيرانية في سوريا (رويترز) play-circle 02:17

طهران: إعادة فتح سفارتنا تعتمد على «سلوك» حكام سوريا

قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، إن طهران «ستتخذ قرارها بشأن إعادة فتح سفارتها لدى دمشق بناء على سلوك وأداء حكام سوريا».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران : )

إسرائيل تصدّ «رسائل دافئة» من دمشق

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تصدّ «رسائل دافئة» من دمشق

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (أ.ف.ب)

في وقت كشفت فيه مصادر سياسية في تل أبيب عن «رسائل دافئة» من الحكومة السورية الجديدة تم إرسالها بواسطة الإدارة الأميركية بشكل رسمي، وخروج المحافظ الجديد لدمشق بتصريحات علنية عن الرغبة في السلام، أطلق وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، تصريحات عدائية صَدّ فيها هذه الرسائل، وعَدّها جزءاً من محاولات تسويق النظام الجديد في الغرب.

وقال ساعر، خلال لقاءات صحافية، الجمعة: «إن النظام الجديد في سوريا ما هو إلا عصابة إرهاب نعرفها من أدائها في إدلب، والجديد أنها سيطرت على دمشق. صحيح أن الغرب معجب بطريقة تسليم السلطة هناك بطرق سلمية، لكن علينا أن نتذكّر أنه ليس نظام حكم منتخباً بشكل ديمقراطي. فالعالم الغربي يتحمس له؛ لأنه يريد المساعدة على الاستقرار وإعادة ملايين اللاجئين السوريين. لكن الوضع في سوريا لا يطمئن، ولا يوجد استقرار حقيقي. هناك معارك قتالية في بلدات الشاطئ، وهناك تهديدات واضحة من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، لتصفية الحكم الذاتي للأكراد، وهناك تنكيل بالمسيحيين، فهذا نظام حكم إسلامي يسعى للسيطرة على سوريا برمتها».

القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في دمشق 23 ديسمبر 2024 (رويترز)

وقامت جهات سياسية أخرى في إسرائيل بإطلاق تصريحات أكثر اعتدالاً، لكنها تحمل المضمون نفسه في التشكيك بصدق النظام الجديد في دمشق. وقالت هذه الجهات، وفق موقع «واي نت»، إن قائد النظام أحمد الشرع يُطلق تصريحات مهمة، لكن من غير الواضح إذا كان يريد فعلاً دولة سوريا موحدة تحت قيادة من جميع الأطياف. عليه أن يثبت صدق نياته بالأفعال، وليس بالأقوال وحسب.

وكانت مصادر سياسية أخرى قد أكدت أن إسرائيل تلقّت رسائل من الشرع وصفتها بـ«سلمية دافئة»، توضح أنه ورفاقه غير معنيين بأي صراع مع إسرائيل. وقد جاءت هذه الرسائل عبر واشنطن، لكنها أكدت أن «الإدارة الأميركية شريكة في الشكوك، ولم تُقدم النصح لا لإسرائيل ولا لسوريا، بأن تباشرا اتصالات تفاهم على علاقات سلمية في الوقت الحاضر».

وأضافت أن «واشنطن تُقيم علاقات مع دمشق الجديدة، وتُقدم دعماً لها لتطور سياستها السلمية إزاء الداخل وإزاء الخارج، وتنتظر هي أيضاً أن ترى تطبيقاً عملياً للسياسة المعلنة التي تتسم حالياً بالاعتدال.

من جانبه، كان قد ألمح قائد تنظيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، بنفسه، قبل نحو أسبوعين، إلى أن الحكومة الجديدة في سوريا غير مهتمة بالدخول في صراع مع إسرائيل في المستقبل القريب. وأكد الجولاني أن «الوضع في سوريا المنهكة من سنوات القتال لا يسمح بالدخول في صراعات جديدة»، لافتاً إلى أن «البناء والاستقرار على رأس الأولويات، وعدم الانجرار إلى صراعات جديدة تؤدي إلى مزيد من الدمار».

وقد فوجئ الإسرائيليون بالتصريحات التي أدلى بها محافظ دمشق الجديد ماهر مروان، الذي عيّنه الشرع، الجمعة، في مقابلة مع الإذاعة الأميركية العامة (إن بي آر)، قائلاً: «نحن نريد السلام، ولا نريد أن نكون أعداء لإسرائيل، أو لأي أحد آخر».

وأبدى مروان، في المقابلة، تفهماً للشكوك الإسرائيلية تجاه الحكومة الجديدة في سوريا، وقال: «من الممكن أن تكون إسرائيل قد شعرت بالخوف، ولهذا تقدمت قليلاً (في المنطقة العازلة) وقصفت قليلاً. إنه خوف طبيعي. نحن لسنا خائفين من إسرائيل، وليس لدينا أي مشكلة. ليس لدينا أي رغبة في التدخل في أمر من شأنه أن يُهدد أمن إسرائيل. يوجد هنا أناس يريدون العيش بتعايش ويريدون السلام».