السودان... جثث في شوارع أم درمان ومعارك شرسة في دارفورhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/4658461-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%AC%D8%AB%D8%AB-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%B9-%D8%A3%D9%85-%D8%AF%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%88%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D9%83-%D8%B4%D8%B1%D8%B3%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%81%D9%88%D8%B1
السودان... جثث في شوارع أم درمان ومعارك شرسة في دارفور
سيارات ومبانٍ مدمَّرة في السوق المركزية شمال الخرطوم (رويترز)
ود مدني:«الشرق الأوسط»
TT
ود مدني:«الشرق الأوسط»
TT
السودان... جثث في شوارع أم درمان ومعارك شرسة في دارفور
سيارات ومبانٍ مدمَّرة في السوق المركزية شمال الخرطوم (رويترز)
تنتشر جثث لأشخاص بالزي العسكري في شوارع أم درمان، غرب العاصمة السودانية، وفق ما أفاد شهود عيان، الخميس، في حين حذّرت الأمم المتحدة من احتدام القتال في إقليم دارفور بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، مع دخول الحرب بينهما شهرها السابع.
وقال شهود عيان في أم درمان، لوكالة الصحافة الفرنسية، في اتصال هاتفي، من ود مدني: «هناك جثث لأشخاص يرتدون زياً عسكرياً مُلقاة في الشوارع بوسط المدينة، بعد معارك أمس الأربعاء».
وأفاد آخرون بسقوط قذيفة على مستشفى النو شمال أم درمان، آخِر المرافق الطبية التي تخدم هذه المنطقة، «ما أسفر عن مقتل عاملة».
وتتواصل المعارك في كل من الخرطوم بضواحيها وإقليم دارفور، والخميس، كتب نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في دارفور، طوبي هارورد، في حسابه على موقع «إكس»: «يتعرض مئات الآلاف من المدنيين والنازحين لخطر كبير الآن في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مع تدهور الوضع الأمني، ونقص الغذاء والماء، والخدمات المحدودة جداً».
وتابع: «يتقاتل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من أجل السيطرة على المدينة، وستكون لذلك تداعيات كارثية على المدنيين».
كما أبدت السفارة الأميركية في السودان «قلقاً بالغاً حول تقارير شهود عيان عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من قِبل قوات الدعم السريع... بما في ذلك عمليات قتل في منطقة أردمتا بولاية غرب دارفور، والاستهداف العِرقي لزعماء وأفراد إثنية المساليت»، إحدى أبرز المجموعات العِرقية غير العربية في غرب دارفور.
والاثنين، نعى مجلس السيادة الحاكم، في بيان، «أحد أعمدة الإدارة الأهلية بغرب دارفور محمد أرباب الذي اغتيل غدراً على يد ميليشيات الدعم السريع المتمردة، بعد اقتحامها منازل المواطنين في منطقة أردمتا». و«جرى أيضاً قتل ابنه وثمانية من أحفاده، في جريمة نكراء يندى لها جبين الإنسانية»، على ما أفاد البيان.
ويحتدم القتال، منذ أبريل، في مناطق مكتظّة بالسكان بين قوات الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه السابق قائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو، الملقّب بـ«حميدتي».
وأدى الصراع بين الجنرالين المتنافسين إلى شلّ الخدمات الأساسية في السودان، وتدمير أحياء بأكملها في العاصمة وإقليم دارفور الشاسع في غرب البلاد.
وأسفرت الحرب عن سقوط 10400 قتيل، وفقاً لمنظمة «أكليد» المعنية بإحصاء ضحايا النزاعات، كما أدت إلى نزوح ولجوء أكثر من 6 ملايين سوداني، وفق الأمم المتحدة.
تكثف مصر دعمها للسودان في إعادة الإعمار... وناقش ملتقى اقتصادي في القاهرة الاستثمارات المشتركة بين البلدين، والتعاون الاقتصادي، لتقليل تأثيرات وخسائر الحرب.
حددت المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي 11 ديسمبر المقبل لبدء المرافعات الختامية في قضية السوداني علي كوشيب، المتهم بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية بدارفور.
مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة، فيما تعتزم الحكومة الألمانية دعم مشروع لدمج وتوطين اللاجئين السودانيين في تشاد.
محمد أمين ياسين (نيروبي)
مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحربhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/5084701-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%AA%D9%8F%D9%83%D8%AB%D9%81-%D8%AF%D8%B9%D9%85%D9%87%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%AA%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%A3%D8%AB%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8
مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب
حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)
في سياق تكثيف مصر دعمها للسودان في إعادة الإعمار، ناقش ملتقى اقتصادي في القاهرة الاستثمارات المشتركة بين البلدين، والتعاون الاقتصادي بهدف تقليل تأثيرات وخسائر الحرب السودانية، ودعم الأمن الغذائي بين البلدين.
واستضافت العاصمة المصرية القاهرة فعاليات «الملتقى المصري - السوداني الأول لرجال الأعمال»، اليوم السبت، بعد أيام من انعقاد «المؤتمر الاقتصادي الأول» في السودان، وناقش مسؤولون ورجال أعمال من البلدين فرص التوسع في الشراكات الاقتصادية.
ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً داخلية بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت «نحو 13 ملايين سوداني للفرار داخلياً وخارجياً لدول الجوار»، حسب تقديرات الأمم المتحدة.
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء المصري، ووزير النقل والصناعة، كامل الوزير، في كلمته بالملتقى، أن التحديات التي تواجهها مصر والسودان «تفرض التعاون المشترك في مختلف المجالات»، لافتاً إلى حرص بلاده على «دعم السودان لتجاوز محنة الحرب وعودة الاستقرار».
وعدد الوزير المصري مجموعة من الفرص، التي يمكن استثمارها لدفع مجالات التجارة والصناعة والاستثمار في البلدين، منها «ثلاثة محاور للنقل البري، والمواني الجافة على الحدود المشتركة في معبري (قسطل وأرقين)»، إلى جانب ميناء للملاحة النهرية بين بحيرة ناصر (جنوب مصر) إلى وادي حلفا (شمال السودان)، معلناً عن مخطط مصري لمد مشروع خط القطار السريع «أبو سمبل - الإسكندرية» إلى السودان في منطقة «وادي حلفا»، ومؤكداً أن دراسات المشروع «باتت جاهزة للتنفيذ وتتبقى موافقة الجانب السوداني».
ويربط مصر والسودان منفذان بريان، هما معبرا «أرقين»، و«أشكيت» (ميناء قسطل) بوادي حلفا بالولاية الشمالية، ويعتمد البلدان على المعبرين في التبادل التجاري ونقل الأفراد.
ودعا كامل الوزير المستثمرين السودانيين لتوسيع أعمالهم في السوق المصرية، مشيراً إلى أن حكومة بلاده «مستعدة لإزالة أي عقبات أمام الشركات السودانية للاستفادة من الفرص المتاحة في قطاعات التجارة والقطاعات الإنتاجية»، ومنوهاً بـ«إجراءات تحسين مناخ الاستثمار بمصر لتسهيل تأسيس الشركات، وإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة».
وأضاف الوزير موضحاً أن «ملتقى رجال الأعمال المصري - السوداني» سيشكل «نواة للشراكة في المجال الصناعي بين البلدين، بما يعزز من التكامل الإقليمي، مع التعاون في مجال الأمن الغذائي».
وشارك في الملتقى وفد حكومي سوداني، ضم وزراء الصناعة والنقل والتموين والنفط والكهرباء، إلى جانب ممثلين من مجتمع الأعمال المصري - السوداني، وروابط الجالية السودانية بمصر.
وحسب تقديرات رسمية، تستضيف مصر نحو مليون و200 ألف سوداني، فروا من الحرب الداخلية، إلى جانب آلاف آخرين من الذين يعيشون في المدن المصرية منذ سنوات.
وعدّ السفير السوداني بمصر، عماد الدين عدوي، أن مبادرة انعقاد (ملتقى رجال الأعمال) بين البلدين «تستهدف تدشين شراكة لإعادة الإعمار في بلاده بعد الحرب»، مشيراً إلى أن الشركات المصرية (حكومية وخاصة) «هي الأجدر والأقدر على القيام بعملية الإعمار، وإعادة بناء ما دمرته الحرب».
كما أشار عدوي إلى أن الحرب «أثرت على النشاط الاقتصادي لبلاده، وحدّت من فرص التبادل التجاري»، غير أنه لفت إلى أن «نسب التجارة المصرية - السودانية لم تتأثر كثيراً، إذ حافظت على استقرارها عامي 2022 و2023»، وقال إن من أهداف الملتقى «دفع الشراكة لتحقيق الأمن الغذائي».
وسجل حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان نحو 1.4 مليار دولار خلال عام 2023، مقابل 1.5 مليار دولار عام 2022، بنسبة انخفاض قدرها 6.4 في المائة، وفق إفادة لـ«الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» بمصر، في مارس (آذار) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية).
من جانبه، تحدث وزير التموين المصري، شريف فاروق، عما تنفذه بلاده من مشروعات بنية تحتية ولوجيستية، وقال إن تلك المشروعات «تمنح فرصاً للمستثمرين المصريين والسودانيين لتعزيز شراكتهم واستثماراتهم».
بينما أشار وزير التموين والتجارة السوداني، عمر محمد أحمد، إلى تأثير الحرب الداخلية على القطاعات الإنتاجية في بلاده، لافتاً في كلمته بالملتقى إلى «حاجة بلاده لمزيد من الاستثمارات في الأمن الغذائي»، ودعا إلى «تأسيس تحالف استراتيجي اقتصادي تجاري بين البلدين».
وناقش الملتقى ورقتي عمل حول عملية «إعادة الإعمار في السودان»، وفرص «تحقيق الأمن الغذائي بين البلدين»، وقدّر مدير «مركز التكامل المصري - السوداني»، عادل عبد العزيز، حجم خسائر القطاع الاقتصادي في السودان بسبب الحرب بنحو «89 مليار دولار»، من دون احتساب خسائر تدمير البنية التحتية والمنشآت، وقال في كلمته بالملتقى إن السودان «يواجه إشكالية مع المجتمع الدولي، ويعوّل على الشراكة مع الدول الصديقة مثل مصر لتجاوز أي تحديات».
وخلال فعاليات الملتقى، تحدث ممثلون عن المستثمرين ورجال الأعمال بالبلدين، وأشار ممثل مجتمع الأعمال السوداني، سعود مؤمن، إلى أن الملتقى «يروم تكامل جهود البلدين في إعادة الإعمار، وتوفير احتياجات السودان من السلع الضرورية»، منوهاً بـ«رغبة القطاع الخاص السوداني في تدشين تجمعات اقتصادية مع نظرائهم بمصر في مجال الصناعات الغذائية».
كما أشار رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، إلى أن «الزراعة تعد من أكثر المجالات جذباً للاستثمار بالسودان لتوافر المياه والأرض الصالحة»، فيما رأى ممثل مجتمع الأعمال المصري، أحمد السويدي، أن «التصنيع الزراعي أحد المجالات التي يمكن الاستثمار بها في السودان».