كنوز التراث والمخطوطات الوطنية تفتح نوافذ عالمية للثقافة السعودية في باريس

يواصل المعرض استقبال زواره حتى الجمعة المقبل

نوافذ ثقافية على التراث والمخطوطات وغِنى التجربة الثقافية السعودية لجمهور عريض من مختلف الجنسيات (هيئة الأدب)
نوافذ ثقافية على التراث والمخطوطات وغِنى التجربة الثقافية السعودية لجمهور عريض من مختلف الجنسيات (هيئة الأدب)
TT

كنوز التراث والمخطوطات الوطنية تفتح نوافذ عالمية للثقافة السعودية في باريس

نوافذ ثقافية على التراث والمخطوطات وغِنى التجربة الثقافية السعودية لجمهور عريض من مختلف الجنسيات (هيئة الأدب)
نوافذ ثقافية على التراث والمخطوطات وغِنى التجربة الثقافية السعودية لجمهور عريض من مختلف الجنسيات (هيئة الأدب)

يواصل معرض الثقافة السعودية في العاصمة الفرنسية باريس تقديم إضاءات معرفية، وفتح نوافذ ثقافية على التراث والمخطوطات وغِنى التجربة الثقافية السعودية، لجمهور عريض من مختلف الجنسيات، يفِد باستمرار للاطلاع على تفاصيل إبداعية عبر أجنحة المعرض، وفعاليات فنّية وأدبية تقرّب المسافة إلى الثقافة السعودية بتنوعها وثرائها.

‏وتتناول الندوات التي يحتضنها معرض الثقافة السعودية في باريس منذ انطلاقه نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، موضوعات ثقافية متنوعة ما بين الأدب والرواية والشعر، فيما تقدم الهيئات الثقافية عروضها للتعريف بجهود دؤوبة ومستمرة لصون الموروث السعودي وإعادة تقديمه في حلّة بهية وجديدة إلى جمهور عالمي متطلع للاكتشاف والتعرّف على كنوز التراث والإرث الثقافي السعودي.

وقال الدكتور محمد علوان، الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، إن معرض الثقافة السعودية في باريس ضرب موعداً لزواره مع مجموعة من الفعاليات والأنشطة الثقافية التي تمثل الثقافة السعودية بمكوناتها الحديثة، ضمن جهود المنظومة الثقافية في تعزيز التبادل الحضاري بين الأمم وتجسير الأفكار والمثاقفة معها، وتشجيع المبدعين السعوديين على المشاركة في الفعاليات الثقافية المحلية والعالمية، وتسليط الضوء على أهم المجالات الإبداعية السعودية المتميزة وتسويقها عالمياً، معرباً عن أمله في أن يحظى المعرض بإعجاب من يزوره وفي نقل الثقافة السعودية والتعريف بها.

يفتح معرض الثقافة السعودية نافذة مهمة للاطلاع على القيمة الثمينة لعدد من المخطوطات السعودية النادرة (هيئة الأدب)

اهتمام استثنائي برواق المخطوطات السعودية

وتمتلك السعودية مخطوطات نادرة خُزِّنت في رفوف مكتباتها الوطنية، وثروة معرفية كبيرة تصل إلى أكثر من 27 في المائة من مجموع المخطوطات العربية والإسلامية الأصلية في الدول العربية، تعكس القيمة التاريخية والجغرافية التي لعبتها مختلف المناطق السعودية عبر العصور، فيما يفتح معرض الثقافة السعودية نافذة مهمة للاطلاع على القيمة الثمينة لعدد من تلك المخطوطات الوطنية.

وحظي جناح المخطوطات في المعرض باهتمام استثنائي من الحضور، للوقوف عن كثب على المحتوى المتفرد للمخطوطات والإرث الإنساني الثقافي للمملكة وشبه الجزيرة العربية عبر التاريخ، ومن ذلك نسخة نادرة من القرآن الكريم تعود إلى العام الخامس الهجري، ومؤلف طبي عربي لهبة الله بن زيد بن حسن بن أفرائيم يعود تاريخه إلى عام 580 هجرية، وأجزاء من كتاب «النوادر في اللغة المسائية» لأبي زيد سعيد بن أوس بن ثابت، المقيدة بخط العالم أبي علي الحسن بن أحمد الفارسي، وكتاب آخر عن العلوم والأرقام لمحمد بن عبد النبي، فضلاً عن مخطوطات أخرى استحوذت على اهتمام الحاضرين من الزوار والباحثين والمعنيين بالتاريخ.

أعدت هيئة الأدب والنشر والترجمة التابعة برنامجاً حافلاً للمعرض بالمشاركة مع عدد من الكيانات الثقافية السعودية (هيئة الأدب)

فصول من الثقافة السعودية

وتتنافس الكيانات الثقافية السعودية المشاركة في تقديم فصول من الثقافة الوطنية إلى زوار المعرض، وتجسيد مستوى وغنى التنوع الذي تتمتع به السعودية في مجالات وقطاعات ثقافية مختلفة، حيث ‏⁧‫أعدت هيئة الأدب والنشر والترجمة التابعة لوزارة الثقافة برنامجاً حافلاً بالمشاركة مع هيئة التراث، وهيئة المكتبات، وهيئة الموسيقى، وهيئة فنون الطهي، وهيئة فنون العمارة والتصميم، وهيئة الأزياء، وهيئة الأفلام، بالإضافة إلى مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي.

وحظي التراث، وهو من مواطن قوة الثقافة السعودية، بحصة كبيرة في محتوى المعرض، فإلى جانب المخطوطات التي تحتفظ بتأثير إنسان الجزيرة العربية عبر التاريخ، ودوره في تدشين حضارة إنسانية وتجربة ثقافية غنيّة، حظيت تفاصيل تراثية أخرى بفرصة الظهور عبر أجنحة المعرض، وتنظم هيئة التراث السعودية خلال أسبوع الثقافة بباريس حلقات نقاش وندوات في مجال التراث الثقافي، تعكس قصة الآثار في السعودية، وجهود حفظها وصونها وبناء القدرات الوطنية وتعزيز دور المجتمعات في استدامة وحفظ الكنوز التراثية، بالإضافة إلى معرضين؛ أحدهما للحرف اليدوية، والآخر للمستنسخات الأثرية.

تتناول ندوات معرض الثقافة السعودية في باريس موضوعات ثقافية متنوعة ما بين الأدب والرواية والشعر (هيئة الأدب)

وبالتزامن مع عام الشعر العربي، أطلق المعرض الباريسي العنان لشعراء من السعودية في إثراء ليالي المعرض بقصائد الشعر وموسيقى الكلمات، وتدفقوا للمشاركة في الأمسيات الشعرية التي عزفت على وتر الإبداع وصاغت أعذب الشعر وأجود المعاني، ومثّلت مستوى ما تتمتع به الثقافة السعودية من غِنى وتنوع.


مقالات ذات صلة

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

يوميات الشرق أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها، الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع...

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون العالم الجغرافي والمحقق اللغوي الكويتي د. عبد الله الغنيم شخصية معرض الكتاب لهذا العام

معرض الكويت الدولي للكتاب ينطلق غداً... وعبد الله الغنيم «شخصية العام»

ينطلق غداً (الأربعاء) معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ47، بمشاركة 544 دار نشر، من 31 دولة، منها 19 دولة عربية و12 أجنبية.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)
يوميات الشرق إحدى لوحات معرض «يا عم يا جمّال» (الشرق الأوسط)

«يا عم يا جمّال»... معرض قاهري يحاكي الأغاني والأمثال الشعبية

يحاكي الفنان التشكيلي المصري إبراهيم البريدي الأمثال والحكايات والأغاني والمواويل الشعبية المرتبطة بالجمل في التراث المصري والعربي.

حمدي عابدين (القاهرة )
يوميات الشرق ملالا مع لوحاتها (دليل باريس للمعارض)

جدارية بعرض 60 متراً تعكس تحولات البشرية نحو العولمة

في أكبر صالات «قصر طوكيو» في باريس، تعرض حالياً وحتى 5 يناير (كانون الثاني) المقبل، جدارية استثنائية للفنانة ملالا أندريالافيدرازانا.

«الشرق الأوسط» (باريس)

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

وقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان، الجمعة، مذكرة تفاهم في المجال الثقافي، عقب مباحثات جمعتهما في العاصمة اليابانية طوكيو، تناولت أهمية تعزيز العلاقات الثقافية المتينة التي تربط بين البلدين.

وتهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو في مختلف القطاعات الثقافية، وذلك من خلال تبادل المعرفة في الأنظمة والتنظيمات المعنية بالشؤون الثقافية، وفي مجال الرسوم المتحركة، والمشروعات المتعلقة بالمحافظة على التراث بجميع أنواعه، بالإضافة إلى تقنيات الحفظ الرقمي للتراث، وتطوير برامج الإقامات الفنية بين البلدين، وتنمية القطاعات الثقافية.

بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية (الشرق الأوسط)

وكان الأمير بدر بن عبد الله، التقى الوزيرة توشيكو في إطار زيارته الرسمية لليابان، لرعاية وحضور حفل «روائع الأوركسترا السعودية»؛ حيث بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية.

وهنّأ وزير الثقافة السعودي، في بداية اللقاء، نظيرته اليابانية بمناسبة توليها منصب وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية، مشيراً إلى أن مشاركة السعودية بجناحٍ وطني في معرض «إكسبو 2025» في أوساكا تأتي في ظل العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين، متمنياً لليابان حكومة وشعباً التوفيق في استضافة هذا الحدث الدولي الكبير.

وتطرّق اللقاء إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين هيئة الأدب والنشر والترجمة والجانب الياباني، لتدريب الطلبة السعوديين على فن صناعة القصص المصورة «المانغا».

وتأتي مذكرة التفاهم امتداداً لعلاقات الصداقة المتميزة بين السعودية واليابان، خصوصاً في مجالات الثقافة والفنون عبر مجموعة من البرامج والمشروعات والمبادرات المشتركة. كما تأتي المذكرة ضمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية السعودية 2030».

حضر اللقاءَ حامد فايز نائب وزير الثقافة، وراكان الطوق مساعد وزير الثقافة، وسفير السعودية لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر.