صور الهواتف الذكية تزداد زيفاً

صور الهواتف الذكية تزداد زيفاً
TT

صور الهواتف الذكية تزداد زيفاً

صور الهواتف الذكية تزداد زيفاً

اكتسبت كاميرات الهواتف الذكية قوّة كبيرة في السنوات الخمس الماضية، وحقّقت قفزة على مستوى النوعية، مدفوعة بشكلٍ كبير بالتطوّرات التي شهدها مجال التصوير الفوتوغرافي الحاسوبي، أي التقنية التي تستخدم الخوارزميات، والذكاء الاصطناعي، وأجهزة الاستشعار، لإنتاج صورٍ واضحة وواقعية. نعم، لقد أصبح بإمكاننا جميعاً اليوم أن نلتقط صوراً رائعة تنافس عمل المحترفين.

زيف الصور

وماذا بعدُ؟ الحقيقة الصعبة أن الصور أضحت أكثر زيفاً.

بدأت شركة «غوغل»، التي تقود مجال التصوير بالهواتف الذكية، توريد هاتفها الجديد «بيكسل 8» (700 دولار) المجهّز بمجموعة أدوات مدفوعة بالذكاء الاصطناعي لتحرير وتوليف الصور. ويعمل برنامج تشغيل الهاتف على أكثر من مجرّد تعديل حدّة وسطوع الصورة؛ إذ يستخدم الذكاء الاصطناعي لفبركة المشاهد، أو يزيل العناصر غير المرغوبة لمنح المستخدم النتيجة التي يريدها.

تخيّل مثلاً صورةً اقتُطع فيها كتف أحد الأشخاص. يتيح لكم برنامج «غوغل» الجديد النقر على زرّ «ماجيك إيديتور» Magic Editor لتعديل وضعية الشخص المعني في الإطار، ومن ثمّ يستخدم الذكاء الاصطناعي لإنتاج الجزء المقتطع من كتفه.

تخيّل أيضاً صورةً التقطتها لأحد الأصدقاء أمام نصب تاريخي بخلفية مزدحمة بالسياح. يمكنك استخدام أداة التوليف نفسها لتحديد هؤلاء الأشخاص والنقر على زرّ الحذف. وفي غضون ثوانٍ، سيختفي هؤلاء الغرباء، وسيعمل برنامج «غوغل» تلقائياً على توليد مشهد يغطّي الخلفية.

دمجت «غوغل» أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة هذه في تطبيق «غوغل فوتوز» المجّاني المتوفر لأجهزة «أندرويد» و«آيفون»، الذي يستخدمه أكثر من مليار مستخدم. وقالت الشركة إنّ «بيكسل 8» هو أوّل هاتف ذكي يضمّ مولّفاً بالذكاء الاصطناعي، ما يعني أنّ الأدوات نفسها قد تصبح قريباً متوفرة في الأجهزة الأخرى.

تحرير الصور بالذكاء الاصطناعي

يشكّل مولّف الصور المدعوم بالذكاء الاصطناعي الجديد من «غوغل» جزءاً من موجة الذكاء الاصطناعي التوليدي التي انتشرت العام الماضي، بعد إطلاق «تشات جي بي تي» الذي ينتج نصوصاً بناءً على أوامر حثّ من المستخدم. بدورها، تتيح أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي المبنية على الصورة كـ«دال إي» و«ميدجورني» و«أدوبي فايرفلاي» للمستخدمين، ابتكار صور عبر طباعة أمر حثّ كـ«قطّ ينام على حافّة النافذة».

ومع ذلك، يعدّ «بيكسل 8» نقطة تحوّل في هذا المجال؛ حيث إنّه الهاتف الاستهلاكي الأوّل المجهّز بذكاء اصطناعي توليدي مدمج في عملية ابتكار الصور من دون كلفة إضافية، ما يدفع التصوير الفوتوغرافي الهاتفي إلى عصرٍ لن يشكّك فيه النّاس في حقيقة ما يرونه في صورهم، حتّى في صور من يحبّون.

(تضفي كاميرا هاتف «الآيفون» بعض التأثيرات الاصطناعية كـ«إضاءة المسرح» التي تعزّز سطوع مواضيع الصور، وتُعتم الخلفية، ولكنّها لا تصنع صوراً مزيّفة).

واعتبر رين نغ، الأستاذ في علوم الكومبيوتر بجامعة كاليفورنيا، بيركلي، ويعطي دروساً في التصوير الفوتوغرافي الحاسوبي، أنّ «هذه اللحظة مهمّة جداً، وستغيّر أموراً كثيرة في عالم الصورة. ومع تقدّمنا بجرأة نحو المستقبل، لن تعود الصورة حقيقة بصرية».

اختبار هاتف «بيكسل 8»

اختبرت كاميرا وأدوات «بيكسل 8» الجديدة لتبيان ما إذا كانت بالفعل تطوّراً مفيداً، وعدّلنا بواسطتها عشرات الصور، ولا بدّ من الاعتراف بأنّنا ذُهلنا وخفنا من القدرة على فبركة الصور المزيفة. وإليكم النتائج:

استخدمتُ «بيكسل 8» لالتقاط صورٍ لكلبيّ ماكس (من نوع كورغي) وموتشي (من نوع لابرادور بنّي اللون) ومن ثمّ استخدمتُ الذكاء الاصطناعي.

وجاءت النتائج متضاربة. في صورةٍ يظهر فيها ماكس جالساً على صخرة كبيرة، أردتُ أن أتخلّص من ورقة حصلتُ عليها من شرطي للسماح لكلابي بالجري دون قيد في المتنزّه. دخلت إلى تطبيق «غوغل فوتوز» وضغطتُ على زرّ «ماجيك إيديتور» ورسمتُ حدوداً حول الورقة. قام البرنامج بعملٍ رائع، حيث استبدل الورقة المزعجة ببلاطة صخرية وبضع إبر الصنوبر.

في صورةٍ أخرى، يقف موتشي بالقرب من ماكس والجزء الأيسر من مؤخرته غير ظاهر في إطار الصورة، فحاولتُ تقريبه إلى اليسار باستخدام التطبيق. نجح التقريب، لكنّ الجهة اليمنى المفبركة بالذكاء الاصطناعي من موتشي بدت غير واضحة واقتُطع حافر الكلب الأيسر.

الذكاء الاصطناعي يستخدم لفبركة المشاهد أو إزالة العناصر غير المرغوبة من اللقطات

بعدها، جاءت النتيجة الأكثر نفوراً. ففي صورة لمطعم بيتزا اقتُطع فيها وجه موتشي من الإطار، حاولتُ تحريكه لتبيان ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سينجح في توليد ما تبقى من رأسه. لم أتوقع أن يعيد البرنامج إنتاج وجهه الأشيب، ولكنّ الذكاء الاصطناعي أنتج شيئاً أشبه بالكابوس، كلباً شيطانياً بحافرين يخرجان من ساقي موتشي.

توفّر «غوغل» زرّ «إعادة التوليد» Regenerate، الذي ستستخدمونه عندما لا تروق لكم النتائج، فجرّبته، ولكنّه منحني نتائج مخيفة في كلّ مرّة.

في الصورة نفسها، حاولت حذف الغرباء في خلفية الصورة، ونجح الأمر بشكلٍ مثالي، ولكنّه بدا لي مقلقاً بعض الشيء، وكأنّني أشاهد مشهداً من فيلم خيال علمي يختفي فيه نصف سكّان العالم.

تتوقّع شركة «غوغل» أن يصطدم المستخدمون ببعض الأخطاء في أدواتها الجديدة التي لا تزال في أيّامها الأولى، موضحةً في بيان أنّ «هذه الميزة لا تزال في مراحلها الأولى، ولن تكون دائماً على صواب. ننتظر الانطباعات للعمل على تحسين نموذجنا باستمرار».

تقنيات غير مكتملة

هل نحتاج لاستخدام هذه التقنيات؟ لا أعتقد أنّ أدوات التوليف المدعومة بالذكاء الاصطناعي هذه يجب أن تتوفّر بشكلٍ دائم في تطبيقات الصور أو في الهواتف الاستهلاكية، خصوصاً في وضعها غير المكتمل.

وحتّى بعد نضوج التقنية، تنتظرنا أسئلة كثيرة حول المسائل الأخلاقية المحيطة بالصور الاصطناعية.

يساهم توليف الصور لتعزيز الوضوح والسطوع في تحسين الصورة من دون تغيير مادتها، ولكن الإضافة الاصطناعية للعناصر تتجاوز الحدود وتحوّل الصورة إلى تزييف. باختصار، يمكن لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإنتاج ومشاركة الصور أن يساهم في نشر المواد المزيفة على الشبكة، في مرحلة يتكاثر فيها التضليل وتصعب فيها الثقة.

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

تكنولوجيا نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

ذكرت دراسة «كاسبرسكي» أن نصف موظفي السعودية تلقوا تدريباً سيبرانياً ما يجعل الأخطاء البشرية مدخلاً رئيسياً للهجمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك في سباق الفضاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد انعكاس المتداولين على لوحة أسعار الأسهم في طوكيو (رويترز)

آسيا تتجه نحو طفرة في صفقات الأسهم مع طروحات بارزة للصين والهند

من المتوقع أن تشهد صفقات الأسهم الآسيوية طفرة قوية خلال العام المقبل، مدفوعة بطروحات عامة أولية بارزة لشركات في الصين والهند.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ، مومباي )
صحتك تأخذ النساء في أول فحص منزلي للكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري «إتش بي في» مسحة مهبلية لتتجنب بذلك الفحص التقليدي باستخدام منظار المهبل في العيادة وترسلها لإجراء الفحص (بيكسباي)

فحص منزلي جديد للكشف عن سرطان عنق الرحم لتجنب الفحوص المزعجة في عيادات الأطباء

بات بإمكان النساء المعرضات لخطر متوسط ​​للإصابة بسرطان عنق الرحم، تجنب الفحوص المزعجة في عيادات الأطباء، وإجراء فحص منزلي آمن للكشف عن الفيروس المسبب للمرض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».