الناطق باسم الحكومة: قرار غلق سفارة الولايات المتحدة الأميركية يدمر العراق

في حين دعا الصدر لإغلاقها

أنصار الصدر يحملون علَمَي العراق وفلسطين في مسيرة قرب السفارة الأميركية ببغداد يوم الجمعة (إ.ب.أ)
أنصار الصدر يحملون علَمَي العراق وفلسطين في مسيرة قرب السفارة الأميركية ببغداد يوم الجمعة (إ.ب.أ)
TT

الناطق باسم الحكومة: قرار غلق سفارة الولايات المتحدة الأميركية يدمر العراق

أنصار الصدر يحملون علَمَي العراق وفلسطين في مسيرة قرب السفارة الأميركية ببغداد يوم الجمعة (إ.ب.أ)
أنصار الصدر يحملون علَمَي العراق وفلسطين في مسيرة قرب السفارة الأميركية ببغداد يوم الجمعة (إ.ب.أ)

قال الناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، بشأن المطالبات بإغلاق سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بغداد، إنه «قرار من شأنه تدمير العراق».

وذكر العوادي في مقابلة مع قناة «العهد» الفضائية التابعة لـ«عصائب أهل الحق»، أن «هناك التزامات دولية كثيرة على العراق، وأن أي قرار يستهدف البعثات الدبلوماسية يؤثر بشكل كبير على العلاقات الخارجية العراقية».

وأضاف أن «القرار الذي اتخذته الحكومة بغلق السفارة السويدية لدى العراق أدى إلى قلق دولي؛ إذ وصلت إلينا مطالب من مختلف السفارات بوجوب حفظ البعثات الدبلوماسية من الاعتداءات المتكررة عليها»، في إشارة إلى قرار الحكومة السابق بغلق السفارة السويدية على خلفية قضية حرق المصحف الشريف في السويد.

وعدّ العوادي أن قراراً مثل غلق السفارة الأميركية لن يؤثر فقط على اتفاقية الإطار الاستراتيجي (الموقعة بين واشنطن وبغداد)، إنما سيؤدي إلى دمار العراق بسبب الأهمية الدولية لوجودها في العراق.

ظهور الناطق باسم الحكومة وإدلاؤه بتصريحات من هذا النوع في هذه القناة (العهد) بالتحديد، يكشف ضمناً بنظر المراقبين، عن أن حركة «العصائب» التي يتزعمها قيس الخزعلي، من بين الجماعات والفصائل الشيعية داخل قوى «الإطار التنسيقي» التي شكلت حكومة السوداني، غير متفقة مع دعوات غلق سفارة واشنطن لدى العراق.

كما أن تفضيل المتحدث باسم الحكومة، الظهور على قناة «حزبية» للتعبير عن موقفه من غير منصات الحكومة الرسمية، يفسره المراقبون على أنه محاولة من الحكومة لتلافي الانتقادات التي قد توجه لها من الفصائل المتشددة في موقفها من الولايات المتحدة الأميركية، في حال لو أعلنت ذلك عبر بياناتها ومنصاتها الرسمية.

كما أن صدور التصريح الحكومي من هذه القناة العصائبية، يشير إلى أنها تتقاطع مع زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر وبقية الفصائل الشيعية المسلحة التي شنت هجمات عدة على القواعد والمصالح الأميركية في العراق وسوريا خلال الأسبوعين الأخيرين رداً على دعم واشنطن لإسرائيل.

ودعا مقتدى الصدر، الجمعة الماضية، الحكومة والبرلمان إلى إغلاق السفارة الأميركية في بغداد احتجاجاً على الدعم الأميركي اللامحدود لإسرائيل في حربها على غزة.

ويميل بعض المراقبين إلى الاعتقاد بأن الصدر بموقفه هذا أراد إحراج خصومه في قوى «الإطار التنسيقي» وما يسمون بجماعات «المقاومة الإسلامية» الذين يسيطرون على الحكومة، واضطروه لسحب كتلته البرلمانية (72 مقعداً)، منتصف يونيو (حزيران) 2022، وكشف ادعاءاتهم بمناهضة الوجود الأميركي في العراق.

ويتحدث معظم المراقبين في بغداد، عن «انقسامات حادة» داخل صفوف القوى والفصائل الشيعية بشأن الموقف من استهداف المصالح الأميركية في العراق؛ إذ تميل القوى «البراغماتية»، ويمثلها (عصائب أهل الحق، وتيار الحكمة، وائتلاف دولة القانون، وتحالف النصر)، في «الإطار التنسيقي»، إلى التهدئة وعدم زج العراق في حرب جديدة، كما أنها تشدد على مسؤولية العراق في حماية البعثات والمصالح الأجنبية في العراق وعدم السماح باستهدافها.


مقالات ذات صلة

فؤاد حسين: سماء العراق ليست فضاء للحرب

المشرق العربي وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (أ.ب)

فؤاد حسين: سماء العراق ليست فضاء للحرب

عبَّر وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، عن قلق حكومة بلاده من استخدام سماء البلاد فضاءً للحرب التي تلوح بين إيران وإسرائيل.

ميشال أبونجم (باريس)
المشرق العربي رتل أمني خلال مطاردة سابقة لخلايا «داعش» في الأنبار (أرشيفية - الجيش العراقي)

واشنطن تلمح إلى بقاء قواتها في العراق

في وقت تواصل فيه القوات الأمنية العراقية ملاحقة ما تبقى من قيادات تنظيم «داعش» لمّحت الولايات المتحدة الأميركية إلى استمرار بقاء قواتها في العراق.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني خلال لقاء مع شيوخ قبائل في مدينة واسط (إعلام حكومي)

السوداني: قرار الحرب والسلم بيد الحكومة العراقية

شددت الحكومة العراقية، الخميس، على أن قرار الحرب والسلم بيد السلطات الرسمية في البلاد، وحذرت جهات وأطراف من الخروج عن السياقات الدستورية.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي دراجة تعبر شارعاً في بغداد وقد رُفِعَت فيه أعلام العراق ولبنان وفلسطين (أ.ف.ب)

بغداد تنفي عزمها إقامة «مخيمات ثابتة» للبنانيين

نفت وزارة الهجرة العراقية الأنباء التي ترددت عن عزمها إقامة مخيمات ثابتة لللاجئين اللبنانيين.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي محمود المشهداني يتحدث خلال جلسة افتتاحية للبرلمان عام 2022 (أرشيفية - رويترز)

«محاولة أخيرة» لانتخاب رئيس البرلمان العراقي

يتّجه «الإطار التنسيقي» في العراق إلى عقد جلسة لانتخاب رئيس البرلمان الجديد، السبت المقبل، بالتزامن مع مؤشرات على أن محمود المشهداني الأقرب للمنصب.

حمزة مصطفى (بغداد)

اليمن يطالب بجدولة فوائد ديونه... وبدعم مالي عاجل

المعبقي وبن بريك يلتقيان في واشنطن رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي الجديدة لليمن (سبأ)
المعبقي وبن بريك يلتقيان في واشنطن رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي الجديدة لليمن (سبأ)
TT

اليمن يطالب بجدولة فوائد ديونه... وبدعم مالي عاجل

المعبقي وبن بريك يلتقيان في واشنطن رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي الجديدة لليمن (سبأ)
المعبقي وبن بريك يلتقيان في واشنطن رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي الجديدة لليمن (سبأ)

بالتزامن مع تراجع سعر العملة اليمنية (الريال) إلى مستويات قياسية، بحث اليمن مع صندوقَي النقد العربي والدولي إمكانية إعفائه من فوائد الديون المتأخرة والحصول على تمويلات إضافية، كما طالب بدعم اقتصادي عاجل لتجاوز التحديات المرتبطة بتوقف تصدير النفط والغاز نتيجة استهداف الحوثيين موانئ التصدير والهجمات على الملاحة في البحر الأحمر.

ومع تراجع سعر العملة اليمنية إلى مستوى قياسي لأول مرة في تاريخها؛ إذ تجاوز الدولار الواحد حاجز ألفَي ريال، التقى محافظ البنك المركزي ووزير المالية في الحكومة اليمنية، في واشنطن، مسؤولين في صندوقَي النقد الدولي والعربي، بهدف الحصول على مساعدات مالية جديدة وإعفاء اليمن من فوائد الديون المتأخرة.

محافظ «المركزي اليمني» قال إن دائرة الفقر اتسعت لتشمل 80 % من السكان (إعلام حكومي)

ووفقاً للمصادر الحكومية، بحث محافظ البنك المركزي أحمد غالب، ووزير المالية سالم بن بريك، مع رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي فهد التركي، إمكانية حصول اليمن على موارد مالية من الصندوق، تسهم في التخفيف من آثار الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة. كما بحثا أيضاً معالجة مديونية اليمن والتوصل إلى حلول لسداد متأخرات أقساط القروض والفوائد، وإمكانية الحصول على إعفاءات على الفوائد المتأخرة وسداد الأقساط بشكل ميسر.

اللقاءات تناولت أيضاً، طبقاً لهذه المصادر، التطورات في برنامج الإصلاحات الاقتصادية والمالية والنقدية مع رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي الجديدة لليمن، أستر بيريز رويز، والممثل المقيم للصندوق في اليمن والعراق محمد جابر، ومستجدات الوضع الاقتصادي والإنساني، والأوضاع المالية والنقدية في ظل النقص الحاد في الموارد الحكومية نتيجة توقف الصادرات النفطية وزيادة الطلب على العملة الأجنبية لتغطية فاتورة الاستيراد، وتأثيراتها على العجز في ميزان المدفوعات.

فَقْد 6 مليارات

أكد محافظ البنك المركزي اليمني أن بلاده فقدت أكثر من ستة مليارات دولار من مواردها الذاتية خلال الثلاثين شهراً الماضية فقط نتيجة لتوقف صادرات النفط والغاز بسبب هجمات الحوثيين على مرافئ وناقلات النفط، إضافة إلى استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

وضاعف ذلك - بحسب المسؤول اليمني - من تكلفة النقل والتأمين واضطراب سلاسل الإمداد، والتي أدت إلى زيادة معاناة الشعب، وتدهور متسارع في الأوضاع، وانعدام الأمن الغذائي، وعدم القدرة على توفير الخدمات الأساسية، وزيادة معدلات الفقر لتتجاوز أكثر من 80 في المائة.

محافظ «المركزي اليمني» ووزير المالية مع مدير صندوق النقد العربي (إعلام حكومي)

وخلال اجتماع محافظي البنوك المركزية ووزراء المالية في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين، المنعقدة في واشنطن، تطرق محافظ «المركزي اليمني» إلى الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي تعيشها بلاده بسبب الحرب التي تقترب من إكمال عامها العاشر، وبسبب التطورات الإقليمية والدولية غير المواتية وانعكاساتها على المنطقة والعالم، ومنها اليمن.

ودعا المسؤول اليمني إلى ضرورة تقديم دعم عاجل لبلاده والاستفادة من برامج التمويل التي يقدمها الصندوق للدول التي تمر بأزمات مشابهة والدول التي هي أكثر هشاشة.

توجيهات حكومية

بالتزامن مع هذه التحركات، وجهت الحكومة اليمنية اللجنة العليا لمكافحة التهريب بتعزيز إجراءات مراقبة تهريب العملة والذهب من مناطق سيطرتها إلى مناطق سيطرة الحوثيين أو إلى الخارج.

كما عقدت اللجنة الأمنية العليا واللجنة العسكرية اجتماعات مماثلة مع قيادة البنك المركزي اليمني بهدف تنسيق إجراءات مكافحة التهريب والمضاربة في سعر العملة، بعد تأكيد رئيس الوزراء أحمد بن مبارك أن حجم السيولة النقدية في السوق لا يبرر الزيادة الكبيرة في سعر الدولار، واتهم جهات لم يسمها بالمضاربة في سعر العملة.

وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي استعرض خلال تسلمه أوراق اعتماد عدد من السفراء الجهود المبذولة لإعادة بناء مؤسسات الدولة في العاصمة المؤقتة عدن، والمضي في الإصلاحات الاقتصادية والإدارية الشاملة، و«احتواء تداعيات الهجمات الإرهابية الحوثية على المنشآت النفطية، وخطوط الملاحة الدولية».

العليمي تسلم في عدن أوراق اعتماد عدد من السفراء لدى اليمن (سبأ)

وأكد العليمي تمسك المجلس والحكومة بنهج السلام الشامل، القائم على المرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية، والمواطنة المتساوية، وتعزيز قدرات الحكومة في بناء الاقتصاد، وتقديم الخدمات، وبسط نفوذها على كامل التراب الوطني.

وكرر رئيس مجلس الحكم اليمني التأكيد على أهمية الاعتماد على الحكومة الشرعية كشريك موثوق لضمان حرية الملاحة الدولية، ومكافحة التطرف والإرهاب، والقرصنة، وأهمية التزام المجتمع الدولي بآلية التفتيش الأممية، وقرار حظر الأسلحة المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة برمتها.

ومع إشادته بالتدخلات الإنمائية والإنسانية من تحالف «دعم الشرعية» بقيادة السعودية والإمارات، أكد العليمي أنه لولا هذا الدعم لكانت الحكومة اليوم عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها الأساسية، بما في ذلك عدم القدرة على دفع رواتب الموظفين، معرباً عن تطلعه إلى دعم اقتصادي دولي أكبر للحكومة، وخطط الاستجابة الإنسانية وجهود إحلال السلام.