استعدادات أميركية - صينية تمهّد لقمّة بين شي وبايدن الشهر المقبل

الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح نظيره الصيني شي جينبينغ (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح نظيره الصيني شي جينبينغ (أ.ف.ب)
TT
20

استعدادات أميركية - صينية تمهّد لقمّة بين شي وبايدن الشهر المقبل

الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح نظيره الصيني شي جينبينغ (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح نظيره الصيني شي جينبينغ (أ.ف.ب)

توافقت الولايات المتحدة والصين على العمل لتنظيم لقاء الشهر المقبل بين رئيسيهما، بعد اجتماع الجمعة في واشنطن بين جو بايدن ووزير الخارجية الصيني وانغ يي.

ورغم التوتر الثنائي، يأمل الرئيس الأميركي بلقاء نظيره الصيني شي جينبينغ لمناسبة قمة أبيك (التعاون الاقتصادي في منطقة آسيا المحيط الهادي) التي تعقد في سان فرانسيسكو منتصف الشهر المقبل. ولم يؤكد الرئيس الصيني حضوره بعد. وخلال لقائه وانغ يي، دعا الرئيس الأميركي الصين إلى العمل مع الولايات المتحدة لإدارة علاقتهما «بمسؤولية» و«مواجهة مشتركة للتحدّيات العالمية».

وأفاد بيان صادر عن البيت الأبيض بأنّ بايدن قال لوانغ إنّ القوتين العظميين المتنافستين، اللتين تنخرطان في منافسة شرسة، عليهما «أن تديرا علاقتهما بشكل مسؤول وأن تبقيا قنوات الاتصال مفتوحة».

ويُجري وانغ يي زيارة نادرة لواشنطن، في إطار مواصلة تحركه الدبلوماسي المكثّف والهادف إلى المساعدة في تهدئة العلاقة المضطربة بين البلدين وإيجاد أرضيات مشتركة. ولم يُدل المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، بأي معلومة تتصل بتلقي رد إيجابي من بكين على دعوة الرئيس الصيني لزيارة الولايات المتحدة.

لكن مسؤولا أميركيا لم يشأ الكشف عن هويته قال «نعمل معا» على زيارة مماثلة لمناسبة قمة أبيك، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

إعادة ضبط العلاقات

من جهتها، قالت الخارجية الصينية، السبت، في تقرير عن المحادثات بين وانغ يي ومستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان إن «الجانبين توافقا على العمل معا لتنظيم لقاء بين الرئيسين في سان فرانسيسكو». وأبلغ الوزير الصيني بايدن، بحسب بيان آخر أصدرته الخارجية الصينية، أن الهدف من زيارته هو «العمل لوقف التراجع في العلاقات الصينية الأميركية، وجعلها مستقرة وإعادتها في أسرع وقت إلى مسار من التطوير الصحي والمنتظم». وأضاف وانغ مخاطبا الرئيس الأميركي: «علينا أن نتحرك بشكل مسؤول حيال العالم والتاريخ والشعوب، وأن نلتزم ثلاثة مبادئ هي الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون من الند إلى الند».

ويعود آخر لقاء بين بايدن وشي إلى قمة مجموعة العشرين في بالي، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية الصيني وانغ يي يعقدان اجتماعاً مع وفديهما في واشنطن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية الصيني وانغ يي يعقدان اجتماعاً مع وفديهما في واشنطن (أ.ب)

منافسة شاملة

تستمر أجواء انعدام الثقة بين بكين وواشنطن اللتين تخوضان حرب نفوذ، خصوصا في منطقة آسيا المحيط الهادي. ويقول بايدن إنه يعتزم إدخال الصين في منافسة شاملة «بما يتوافق مع القواعد الدولية». وعززت الولايات المتحدة تحالفاتها في آسيا، مع الهند واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وجزر المحيط الهادي وحتى فيتنام. غير أنّ بكين تنظر إلى ذلك على أنّه «تطويق» من قبل واشنطن، الأمر الذي تنفيه الأخيرة.

وخلال المباحثات مع وانغ يي، أبدى المسؤولون الأميركيون قلقهم من الأنشطة الصينية في بحر الصين الجنوبي، المنطقة المتنازع عليها بين بلدان عدة. كذلك، حضوا بكين من دون جدوى، على استئناف الاتصالات المباشرة بين الجيشين الصيني والأميركي. ولا تزال هذه الاتصالات معلقة لأن الصين تعد الولايات المتحدة تفتقر إلى الصراحة، خصوصا كون واشنطن ترسل بانتظام طائرات وسفنا عسكرية إلى قرب سواحلها أو الجزر التي تسيطر عليها.

تايوان... التحدي الأكبر

وتبقى مسألة تايوان، الجزيرة التي تعدها الصين جزءاً من أراضيها، مسألة حساسّة في سياق العلاقة بين البلدين، إذ تتهم بكين واشنطن بتأجيج التوترات بشأنها وعدم الوفاء بالتزاماتها لجهة عدم إقامة علاقات رسمية بالسلطات التايوانية. وأعلن وانغ يي أمام جايك ساليفان أن «التهديد الأكبر للسلام والاستقرار في مضيق تايوان هو (التيار المطالب) باستقلال تايوان». وأضاف أن «التحدي الأكبر للعلاقات الصينية - الأميركية هو أيضا استقلال تايوان، الأمر الذي ينبغي رفضه نهائيا. وينبغي أن يترجم هذا الرفض بسياسات وأفعال ملموسة» من جانب واشنطن.


مقالات ذات صلة

هل يحمل التعاون العسكري المصري مع الصين وروسيا رسائل لإسرائيل؟

شمال افريقيا مشاركون في تدريب عسكري مصري - روسي شمل عدة قطاعات (وزارة الدفاع المصرية)

هل يحمل التعاون العسكري المصري مع الصين وروسيا رسائل لإسرائيل؟

قال مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن التدريبات مخطط لها سلفاً بشكل سنوي دوري، وليست لتهديد أحد؛ لكنها رسالة «لمن يهمه الأمر».

هشام المياني (القاهرة )
يوميات الشرق السيدة الأميركية الأولى السابقة ميشيل أوباما (رويترز)

ميشيل أوباما تكسر صمتها حول قرارها عدم حضور حفل تنصيب ترمب

تحدثت ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، بصراحة عن قرارها المثير للجدل بعدم حضور حفل تنصيب الرئيس دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الإيهام بالدعم الفني وعمليات الاحتيال العاطفية تسببت في خسائر بمئات الملايين من الدولارات (رويترز)

تقرير: خسائر الجرائم الإلكترونية فاقت 16 مليار دولار العام الماضي

كشف مكتب التحقيقات الاتحادي بالولايات المتحدة في تقرير، نشر اليوم الأربعاء، عن أن الخسائر المتعلقة بالجرائم الإلكترونية حول العالم بلغت أكثر من 16 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الممثل الأميركي جورج كلوني (رويترز)

«لا يهمني»... جورج كلوني يعلّق على وصف ترمب له بـ«الممثل المزيف»

صرّح النجم جورج كلوني بأنه غير قلق بشأن الإساءة اللفظية التي وجهها إليه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعد أن وصفه بأنه «ممثل سينمائي مزيف».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي مسؤول حركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية في سوريا خالد خالد (أرشيفية)

«الجهاد» تعلن تلقيها وعوداً حول اعتقال قيادييها في دمشق

كشف قيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية، عن أن الحركة تلقت «وعوداً» لحل مشكلة قيادييها اللذين اعتقلتهما الحكومة السورية في دمشق، وشدد على حرص الحركة على…

موفق محمد (دمشق)

ترمب: التعامل مع زيلينسكي أصعب من التعامل مع بوتين

الرئيس الأميركي دونالد ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض الأربعاء 23 أبريل (نيسان) 2025 في واشنطن (أسوشييتد برس)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض الأربعاء 23 أبريل (نيسان) 2025 في واشنطن (أسوشييتد برس)
TT
20

ترمب: التعامل مع زيلينسكي أصعب من التعامل مع بوتين

الرئيس الأميركي دونالد ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض الأربعاء 23 أبريل (نيسان) 2025 في واشنطن (أسوشييتد برس)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض الأربعاء 23 أبريل (نيسان) 2025 في واشنطن (أسوشييتد برس)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الأربعاء)، إنه يعتقد أن لديه اتفاقا مع كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتسوية الحرب في أوكرانيا.

ومع ذلك ألمح أيضا إلى أن التوصل إلى اتفاق مع زيلينسكي لا يزال بعيد المنال، مضيفا أن التعامل مع الزعيم الأوكراني كان أصعب من التعامل مع بوتين. وقال إنه قد يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد أن يزور السعودية الشهر المقبل. ومن المنتظر أن يقوم ترمب بجولة خليجية تتضمن زيارة السعودية وقطر والإمارات في الفترة من 13 إلى 16 مايو (أيار).

من جهة ثانية قال الرئيس الأميركي إن أي خفض للرسوم الجمركية المفروضة على الصين سيعتمد على تصرفات قادتها. وأضاف للصحافيين في البيت الأبيض أن واشنطن ستحدد الرسوم المفروضة على بكين خلال الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة.