«منتدى أصيلة» المغربي يشدد على تغيير المناخ وإيجاد حلول للطاقة المستدامة

ناقش التحولات الطاقية والآفاق بالنسبة لأفريقيا والدول العربية وأوروبا

محمد بن عيسى الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة يتوسط المشاركين في الندوة (رضا التدلاوي)
محمد بن عيسى الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة يتوسط المشاركين في الندوة (رضا التدلاوي)
TT

«منتدى أصيلة» المغربي يشدد على تغيير المناخ وإيجاد حلول للطاقة المستدامة

محمد بن عيسى الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة يتوسط المشاركين في الندوة (رضا التدلاوي)
محمد بن عيسى الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة يتوسط المشاركين في الندوة (رضا التدلاوي)

قال خبراء مغاربة، مساء أمس (الأربعاء)، إن الهدف من التحولات التي تعرفها الطاقة في أفريقيا والدول العربية وأوروبا هو «الجمع بين فرص الحصول على الطاقة والحد من الآثار الضارة للوقود الأحفوري على البيئة والصحة العامة، ولذلك أصبحت مكافحة تغير المناخ وإيجاد حلول للطاقة المستدامة على المستوى العالمي ضرورة حتمية».

جاء ذلك في ندوة «منتدى أصيلة الـ44» الأخيرة حول موضوع «التحولات الطاقية... التحديات والآفاق بالنسبة لأفريقيا والدول العربية وأوروبا»، التي نظمت بتعاون مع «مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد» المغربي.

أحمد أوحنيني مسير الندوة (رضا التدلاوي)

وانطلق المشاركون في هذه الندوة، التي سيرها أحمد أوحنيني، الخبير الاقتصادي بمركز سياسات الجنوب الجديد، من أرضية ترى أن تعزيز اعتماد الطاقة المتجددة وكفاءتها، والسياسات الخضراء في أوروبا، يعكس زعامة ملحوظة في التحول في مجال الطاقة، فيما يتيح التعاون مع المناطق المجاورة فرصاً لتبادل المعرفة والاستثمار، في حين تمكن وفرة موارد الطاقة المتجددة في أفريقيا، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، والطاقة الحرارية الأرضية، من إتاحة إمكانات كبيرة، ليس لتعزيز فرص الحصول على الطاقة فقط، بل لتعزيز التنمية الاقتصادية والتعاون الإقليمي أيضاً.

فيما يطرح تحول الطاقة في أفريقيا، والدول العربية وأوروبا كثيراً من التحديات، لكنه يتيح في الوقت نفسه فرصاً كبيرة من حيث النمو والاستدامة والرخاء المشترك. ومن خلال التعاون الاستراتيجي ونقل التكنولوجيا والتمويل المبتكر، يمكن لهذه المناطق مجتمعة تسريع انتقالها إلى مستقبل طاقة منخفض الكربون، وقادر على الصمود، ما من شأنه أن يساهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف المناخية.

عفاف زرقيق (رضا التدلاوي)

وانطلقت عفاف زرقيق، الخبيرة في الاقتصاد بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، في معرض جوابها على سؤالي؛ كيف تتعايش أوروبا مع تداعيات الحرب في أوكرانيا على المستوى الطاقي؟ وما دور بلدان شمال أفريقيا في هذا السياق من مفهوم الانتقال الطاقي؟ لتوضح أن الحرب في أوكرانيا طبعت الأوضاع العالمية، خصوصاً ما يتعلق بسوق الغاز الطبيعي، داعية إلى وضع الأمور في سياقها، الذي يشير إلى أن البترول يتعامل معه بمنطق عالمي، على عكس الغاز الطبيعي، الذي هو جهوي، يتركز في 4 جهات أساسية، ورأت أن السوق الأوروبية كانت الأكثر تأثراً بحرب أوكرانيا، من حيث ارتفاع الأسعار، بحكم اعتماد أوروبا على روسيا للتزود بالغاز الطبيعي، حيث إنها تستهلك 400 مليار متر مكعب سنوياً، تستورد منها 90 بالمائة، وهي نسبة تمثل فيها الواردات من روسيا نسبة 42 بالمائة.

وبخصوص علاقة دول شمال أفريقيا بأوروبا فيما يخص الغاز الطبيعي، قالت زرقيق إن أوروبا «تحتاج الغاز الطبيعي، ولذلك ستتقرب من الدول المنتجة، خصوصاً الجزائر وليبيا ومصر». مبرزة أن استنتاجاتهم كباحثين فيما يخص الجزائر «جاءت حذرة، على الرغم من الدينامية التي شهدتها تلك العلاقات، خصوصاً بعد استثمارات الاتحاد الأوروبي، وزيارات المسؤولين الإيطاليين، وبالتالي الاتفاقيات الموقعة، حيث إن الجزائر استغلت الوضع لإخفاء النقص في الغاز الذي تعاني منه، بفعل تراجع استثماراتها في العقود الثلاثة الأخيرة، وكذا ارتفاع الطلب الداخلي على هذه المادة الحيوية».

وزادت زرقيق موضحة أن ارتفاع الصادرات نحو إيطاليا «يستدعي استحضار تراجع الصادرات نحو إسبانيا بنسبة 40 بالمائة. أما بالنسبة لمصر، فالأمر يقتضي ربطها اليوم على الأقل بمنطقة شرق المتوسط، وتداعيات ما يحدث في غزة. أما ليبيا فحالتها رهينة بما عاشته من حرب داخلية، وما تشهده اليوم من صراعات». وخلصت إلى أن موضوع المستقبل سيكون الهيدروجين الأخضر.

صابرين عمران (رضا التدلاوي)

أما صابرين عمران، المختصة في العلاقات الدولية بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، فتساءلت؛ كيف يمكن للقارة الأفريقية أن تتعاطى مع مرحلة التحول الطاقي بتوظيف الطاقات المتجددة، مع الأخذ بعين الاعتبار مواردها الأحفورية المعتبرة؟

وقالت عمران إن القارة «تتمتع بموارد أحفورية مهمة، لكن عليها أن تذهب نحو الانتقال الطاقي، ما دام أن هناك مشكلاً فيما يخص الموارد الأحفورية يهم البيئة والصحة، بشكل خاص».

وفضلاً عن التداعيات البيئة، رأت عمران أن أفريقيا «إذا لم تسارع نحو التحول الطاقي، فستعاني من تداعيات على مستوى صحة الأفارقة»، مشيرة في هذا الصدد إلى تقارير منظمة الصحة العالمية التي نشرت أرقاماً مخيفة بخصوص عدد الوفيات، التي تسجل بين الأفارقة سنوياً إذا لم يتم التعامل مع التغيرات المناخية، أي أن الضريبة ستكون، حسبها، فادحة على المستوى البشري، دون الحديث عن الفاتورة المالية، وذلك بضياع ما بين 2 و4 مليارات دولار سنوياً إلى غاية 2030.

كما تحدثت عمران أيضاً عن القدرات والبنيات المتوفرة بالمغرب، والرهانات التي يسعى إلى التعامل معها، من حيث النسب المأمول بلوغها. وقالت إن أفريقيا التي تعيش تحديات كثيرة، تحتاج حلولاً أفريقية، ملائمة لسياقها وأوضاعها، مشيرة إلى أنها أصبحت «الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية، ومع ذلك لا تستقبل إلا 3 بالمائة من مجموع الاستثمارات المرافقة للانتقال الطاقي».

مونية بوستة (رضا التدلاوي)

بدورها، تحدثت مونية بوستة، كاتبة الدولة (وزيرة دولة) في وزارة الخارجية السابقة، والزميلة الأولى بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، عن سبل استفادة أفريقيا من الهيدروجين الأخضر، وتسريع الانتقال الطاقي، وقالت إن «تيمة الطاقة» مركبة، وتتضمن بارديغمات جيوسياسية وغيرها. مضيفة أن الموضوع يضعنا في صلب الإشكاليات التي نعيشها وسنعيشها لاحقاً. ورأت أن موضوع الهيدروجين الأخضر مهم، «خصوصاً أننا نعيش تحولات ترتبط بما هو ديمغرافي على مستوى القارة، فضلاً عن التحولات الرقمية وغيرها، التي تنقلنا نحو المستقبل».

ورأت بوستة أن الهيدروجين الأخضر مورد طاقي بديل، ومن هنا تطرح كثيراً من الأسئلة حوله، معتبرة أن الأمر يتعلق بعنصر استراتيجي تتدخل في صلبه معطيات جيوسياسية. وتساءلت: «لماذا ارتفع الاهتمام بالهيدروجين الأخضر في السنوات الأخيرة؟»، لتجيب على ذلك بأن الحرب في أوكرانيا هي التي رفعت مستوى الاهتمام الأوروبي لتنويع موارد الطاقة، ومنها الهيدروجين الأخضر. وفي هذا السياق تناولت بوستة سؤال حظ أفريقيا من هذه السوق، خصوصاً أن بها موارد ريحية وشمسية مهمة. وتوقفت عند مسألة إيجابيات التطور التكنولوجي، وسن القوانين المرافقة لهذا المورد الطاقي. وختمت بضرورة الاستثمار في الابتكار والتكنولوجيا في قطاع يتطلب معرفة وامتلاكاً للتكنولوجيا.


مقالات ذات صلة

عُمان وبوتسوانا توقعان اتفاقيات لتعزيز الشراكة في الطاقة والتعدين

الاقتصاد العاصمة العمانية مسقط (الشرق الأوسط)

عُمان وبوتسوانا توقعان اتفاقيات لتعزيز الشراكة في الطاقة والتعدين

وقّعت سلطنة عُمان وبوتسوانا، يوم السبت، اتفاقيات تهدف إلى وضع اللبنة الأولى لشراكة استثمارية طويلة الأجل تشمل قطاعات الطاقة والتعدين.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
يوميات الشرق الخلايا الشمسية الجديدة تبقى فعالة عند درجات حرارة مرتفعة (جامعة سنغافورة الوطنية)

خلايا شمسية جديدة عالية الكفاءة مقاومة للحرارة

طوّر فريق بحثي بجامعة سنغافورة الوطنية مادة مبتكرة لتعزيز استقرار الخلايا الشمسية الهجينة المكوّنة من البيروفيسكايت والسيليكون.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مركز التحكم التابع لهيئة الربط الكهربائي الخليجي في الدمام (الموقع الإلكتروني للهيئة)

«هيئة الربط الخليجي» تخطط لاستثمار 3.5 مليار دولار لتصبح مركزاً إقليمياً لتصدير الكهرباء

قال أحمد الإبراهيم الرئيس التنفيذي لهيئة الربط الكهربائي الخليجي إن الهيئة تتطلع إلى أن تصبح مركزاً إقليمياً لتصدير الطاقة إلى الدول المجاورة.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
الاقتصاد شعار شركة «شل» (رويترز)

«شل» تتخارج من مشروعين لطاقة الرياح قبالة سواحل المملكة المتحدة

أعلنت شركة شل، يوم الاثنين، أنها تخارجت من مشروعيْ «مارام ويند» و«كامبيون ويند» قبالة سواحل أسكوتلندا، بعد مراجعة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رجل ينظّف ألواحاً في محطة للطاقة الشمسية بالهند (إكس)

الهند تقلّص من مشروعات الطاقة الشمسية

تعاني شبكة الطاقة الهندية من استيعاب زيادة بألواح الطاقة الشمسية، ما أدى إلى مزيد من الخفض الذي يهدد بناء أنظمة الطاقة المتجددة، ويؤكد الحاجة إلى تخزين الطاقة.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

موجة أمطار غزيرة تفرض خطط طوارئ في عموم ليبيا

قوات من هيئة أمن المرافق بحكومة حماد على أحد الجسور (الهيئة)
قوات من هيئة أمن المرافق بحكومة حماد على أحد الجسور (الهيئة)
TT

موجة أمطار غزيرة تفرض خطط طوارئ في عموم ليبيا

قوات من هيئة أمن المرافق بحكومة حماد على أحد الجسور (الهيئة)
قوات من هيئة أمن المرافق بحكومة حماد على أحد الجسور (الهيئة)

في ظلّ تقلبات جوية عنيفة تضرب ليبيا من شرقها إلى غربها، ومع هطول أمطار غزيرة تذكّر بالكارثة التي ضربت درنة قبل عامين، تحركت جميع الأطراف في البلاد، بما في ذلك حكومة «الوحدة» المؤقتة في طرابلس، وغريمتها حكومة أسامة حماد في بنغازي، و«الجيش الوطني»، و«صندوق إعادة الإعمار»، والبلديات، في سباق مع الزمن لمنع كارثة جديدة.

صورة وزّعها «مركز طب الطوارئ» في ليبيا لرفع جاهزيته الميدانية تحسباً لتقلبات الطقس

وأعلنت هيئة أمن المرافق والمنشآت بحكومة حماد، أنها شرعت بناء على تكليف عاجل ومُباشر من رئيسها، في تنفيذ المهام الموكلة إليها، بشأن تأمين وحراسة السدود المائية بشكلٍ كامل؛ لضمان حماية المُنشآت الحيوية ومنع أي تهديد قد يستهدف البنية التحتية للمياه.

وأكدت الهيئة بدء الانتشار والتمركز الفوري في عدّة نقاط أمنية تم تحديدها، من ضمنها سدّا وادي قطّارة ووادي جازة، حيث تفقَّد رئيس الهيئة اللواء أكرم المسماري الموقعين، وناقش مع مسؤولي السدود الوضع العام، بالإضافة إلى التنسيق المُشترك للحرص على انسيابية العمل دون أيّ عراقيل.

وأكد المسماري بأن السدود المائية ومحيطها «تخضع الآن للحراسة الأمنية المشدّدة على مدار الساعة، مطمئناً بأن مناسيب المياه فيها طبيعية جداً، وهي قيد المتابعة والمشاهدة المستمرة أولا فأول».

من جهته، قال «صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا» إنه بتعليمات مباشرة من مديره بالقاسم، نجل المشير خليفة حفتر، قائد «الجيش الوطني»، باشرت فرق الطوارئ أعمالها بشكل عاجل فور هطول كميات كبيرة من الأمطار، لافتاً إلى الدفع بالشاحنات والمعدات الثقيلة لشفط المياه، وفتح مجاري التصريف، وتنفيذ عمليات التنظيف ومعالجة الاختناقات، بما يضمن إعادة انسيابية الطرق والحفاظ على سلامة المواطنين.

وعلى خلفية التقلبات الجوية وهطول الأمطار الغزيرة وتجمع كميات كبيرة من المياه في عدد من المناطق، ما أدى إلى صعوبة التنقل وشكّل خطراً على السلامة العامة. ورغم استمرار جهود تنفيذ خطط الطوارئ وعمليات شفط المياه ومعالجة المختنقات، قررت بلدية مصراتة الأحد عطلة في جميع المؤسسات التعليمية التابعة لمراقبة التربية والتعليم، ومؤسسات التعليم التقني والفني، بالإضافة إلى الكليات التابعة لجامعة مصراتة داخل نطاق البلدية.

واستثنى القرار طلبة الكليات الذين لديهم امتحانات نهائية، حيث تستمر لجان الامتحانات حسب الجداول المقررة. ودعت البلدية المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر والتعاون مع الجهات المختصة لتجاوز هذه الظروف الطارئة.

وأعلنت مكاتب مراقبة التربية والتعليم في بلديات بشرق البلاد، وهي البيضاء والمرج والمليطانية وأجدابيا وسلوق، الأحد عطلة في جميع المدارس، ضمن نطاقها نظراً للتقلبات الجوية.

واضطرت السلطات المحلية في بنغازي لإجلاء 27 عائلة من منطقة الكيش القديم بسبب ارتفاع منسوب الأمطار، بحسب مسؤول أمني، نفى سقوط أي خسائر بشرية حتى الآن.

وقالت حكومة «الوحدة» المؤقتة، إن وكيل وزارتها للموارد المائية، عبد السلام نصر، تفقَّد عدداً من المواقع المائية والإنشائية، إلى جانب مراجعة عدد من الأودية الواقعة ضمن طوق العاصمة، بهدف رفع مستوى الجاهزية وتعزيز التنسيق الفني، في إطار متابعة جاهزية البنية المائية، ورصد أوضاع مجاري الأودية مع تزايد التقلبات الجوية.

كما أعلنت الحكومة مواصلة فرق شركة المياه والصرف الصحي تنفيذ أعمال شفط المياه ومعالجة المختنقات الناتجة عن تجمع الأمطار، في عدة مدن ومناطق بالمنطقة الغربية، شملت مصراتة وترهونة والزاوية، إضافة إلى عدد من الأحياء بطرابلس، ضمن خطة الاستجابة العاجلة للتعامل مع آثار الأمطار الغزيرة وتحسين قدرة شبكة التصريف على استيعاب الكميات المتساقطة.

بدوره، رفع مركز طب الطوارئ والدعم مستوى جاهزيته الميدانية، تحسّباً لأي حالات طارئة قد تنجم عن سوء الأحوال الجوية.

وأوضح بيان للمركز، مساء السبت، أن فرق الإسعاف والطوارئ بدأت تنفيذ خطة استعداد شاملة، تتضمن تجهيز المركبات الطبية بالمعدات اللازمة، وتعزيز انتشارها عبر نقاط ثابتة ومتحركة لضمان سرعة الوصول إلى مواقع البلاغات المحتملة، مشدداً على جاهزيته للتدخل الفوري عند الحاجة.


«الداخلية» المصرية تفند ملابسات توقيف شقيق إعلامية شهيرة

مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)
مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)
TT

«الداخلية» المصرية تفند ملابسات توقيف شقيق إعلامية شهيرة

مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)
مقر وزارة الداخلية في مصر (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)

نفت وزارة الداخلية المصرية «ما تم تداوله من جانب إعلامية شهيرة عبر حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، الأحد، فيما يتعلق بتوقيف شقيقها، رئيس مجلس إدارة أحد المواقع الإخبارية، ورئيس تحرير الموقع».

وفندت الوزارة ملابسات الواقعة في بيان، جاء فيه أنه «مع تداول المنشور من جانب الإعلامية، وبالفحص تبين أن حقيقة الواقعة تتمثل في أنه بتاريخ 2 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، تقدم رئيس (شعبة الدواجن) بالغرف التجارية المصرية ببلاغ ضد الموقع الإخباري (إيجبتك) لنشره تصريحات منسوبة له وبصورته الشخصية، تحت عنوان (دواجن فاسدة وملونة تغزو الأسواق)، وذلك على خلاف الحقيقة، رغم عدم قيامه بإجراء أي أحاديث مع هذا الموقع».

وأضافت «الداخلية» أنه بالعرض على النيابة العامة «قررت ضبط وإحضار رئيس مجلس إدارة الموقع ورئيس تحريره، وقد تم تنفيذ القرار وعرضهما على النيابة العامة لإعمال شؤونها»، كما تم إحاطة نقابة الصحافيين على ضوء عضوية أحدهما بالنقابة، وأن «جميع الإجراءات تمت في إطار من الشرعية والقانون».

وكان منشور مطوّل متداول على مواقع التواصل الاجتماعي من جانب الإعلامية المصرية، قصواء الخلالي، أثار جدلاً في الأوساط الإعلامية، بعد أن «استغاثت فيه من إلقاء القبض على شقيقها، رئيس مجلس إدارة أحد المواقع الإخبارية، وكذا رئيس تحرير الموقع ذاته»، لافتة إلى أن «ذلك تم دون سند قانوني، وأنهما محتجزان في مكان غير معلوم»، على حد قولها. وأشارت إلى أن شركتها الإعلامية حصلت على التراخيص اللازمة بعد موافقات رسمية من جهات عليا، بما في ذلك نقابة الصحافيين والمجلس الأعلى للإعلام.

الإعلامية المصرية قصواء الخلالي (حسابها على منصة «إكس»)

واشتهرت الخلالي بتقديم عدد من البرامج الحوارية والثقافية على الشاشات المصرية، كان آخرها برنامج «في المساء مع قصواء» وهو «توك شو» على قناة «سي بي سي» المصرية.

وموقع «إيجبتك»، الذي تم تدشينه مؤخراً، يعرِّفه القائمون عليه بأنه «منصة إخبارية متكاملة تضع القارئ في قلب الحدث، ومساحة مفتوحة للفكر والمعرفة».

وعلّق نقيب الصحافيين المصريين، خالد البلشي، على الواقعة، قائلاً في منشور على حسابه بـ«فيسبوك»، الأحد: «علمت وأنا خارج مصر بواقعة القبض على رئيس تحرير (إيجبتك) ومعه رئيس مجلس الإدارة بناءً على قرار ضبط وإحضار، في بلاغ تم تقديمه ضدهما طبقاً لما علمت به». وأضاف: «كلفت الزملاء بمجلس النقابة والشؤون القانونية بالتحرك الفوري لحضور التحقيق والمطالبة بإخلاء سبيلهما بضمان النقابة». وأشار البلشي إلى أن «قانون تنظيم الصحافة والإعلام يمنع الحبس في قضايا النشر»، وينص قانون النقابة على «ضرورة إخطار النقابة لحضور التحقيقات مع الصحافيين».

فيما أوضح عضو مجلس نقابة الصحافيين، محمود كامل، عبر منشور آخر على «فيسبوك»، الأحد، أن «الإجراءات الطبيعية كانت تقتضي إخطار النقابة بالبلاغ وتحديد موعد للتحقيق مع رئيس تحرير الموقع»، مشيراً إلى النقابة والزميل كانا سيبادران إلى تنفيذ ذلك، «دون الحاجة إلى صدور قرار بالضبط والإحضار، وما صاحب ذلك من ملابسات كان يمكن تجنبها، فالزميل مكانه معلوم ولا يخشى من هروبه».


«سد النهضة»: مصر ملتزمة بضبط النفس رغم خطاب إثيوبيا «العدائي»

القاهرة تجدد رفض أي إجراءات تعمّق الانقسامات بين دول حوض النيل (وزارة الري المصرية)
القاهرة تجدد رفض أي إجراءات تعمّق الانقسامات بين دول حوض النيل (وزارة الري المصرية)
TT

«سد النهضة»: مصر ملتزمة بضبط النفس رغم خطاب إثيوبيا «العدائي»

القاهرة تجدد رفض أي إجراءات تعمّق الانقسامات بين دول حوض النيل (وزارة الري المصرية)
القاهرة تجدد رفض أي إجراءات تعمّق الانقسامات بين دول حوض النيل (وزارة الري المصرية)

جددت مصر رفضها أي إجراءات تعمق الانقسامات بين دول حوض النيل، مؤكدة أنها ملتزمة بسياسة «ضبط النفس» رغم خطاب إثيوبيا «العدائي» بشأن أزمة «سد النهضة».

وأكد وزير الموارد المائية والري المصري، هاني سويلم، أنه «على الرغم من أن الأغلبية العظمى من دول حوض النيل اختارت مسار وطريق الحوار، فإنه من المؤسف أن يقوم طرف بعينه بترويج الخطاب العدائي، وإصدار بيانات تحريضية بهدف تقويض وحدة وتعاون دول حوض النيل»، في إشارة إلى التصريحات الإثيوبية الأخيرة بشأن «سد النهضة».

وشدد في كلمته، يوم الأحد، خلال الاجتماع الـ33 لـ«المجلس الوزاري لوزراء المياه بدول حوض النيل»، الذي عقد في بوروندي، على أن مصر «سوف تستمر في ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والمسؤولية، من خلال الامتناع عن الرد على هذه التصريحات داخل هذا المحفل، لتجنب جر مبادرة حوض النيل إلى مثل هذه الاستفزازات غير المبرّرة».

وكانت أديس أبابا اتهمت مصر بتنفيذ «حملة لزعزعة الاستقرار» في منطقة القرن الأفريقي تتركز على إثيوبيا، و«تهيئة الأوضاع للتصعيد». وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية، في بيان الأربعاء الماضي، إن مصر تستند إلى «معاهدات تعود إلى الحقبة الاستعمارية... وتشن حملة لزعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، تركز على إثيوبيا، ولا تقتصر عليها فحسب». وزعم البيان الإثيوبي أن «مصر رفضت الحوار وزادت خطابها العدائي بنية واضحة للتصعيد».

«لا للإجراءات الأحادية»

وخلال كلمته أمام وزارء المياه في دول حوض النيل، يوم الأحد، أكد وزير الري المصري أن «التحديات التي تواجه حوض النيل اليوم، لا يمكن معالجتها من خلال الإجراءات الأحادية؛ بل من خلال التعاون الحقيقي القائم على الإدارة المستدامة لمواردنا المائية المشتركة وفق مبادئ القانون الدولي، لا سيما مبدأ (عدم الضرر)». وشدد الوزير على أن مصر «ليست ضد التطلعات التنموية لأي دولة من دول حوض النيل؛ بل على العكس، نحن ندعم بشكل فعال التنمية المستدامة التي لا تتسبب فى ضرر».

وزير الري المصري هاني سويلم في كلمته خلال اجتماع «المجلس الوزراي لوزراء المياه بدول حوض النيل» (وزارة الري المصرية)

ويرى عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، رخا أحمد حسن، أن الموقف المصري تجاه أزمة «سد النهضة» ثابت ولن يتغير في الوقت الراهن. وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «التزام مصر بسياسة ضبط النفس منذ توقف مفاوضات سد النهضة يتمحور حول نقطتين؛ الأولى استمرار التصعيد الإثيوبي بالتحدي لعدم قبول توقيع اتفاق قانوني ينظم عمليات ملء وتشغيل السد، والنقطة الثانية هي تأثر مصر بالسد، سواء بالفيضانات التي حدثت أو الجفاف المؤقت أو الممتد». ويتوقع أنه «في حال حدوث فترة جفاف دون التوصل إلى اتفاق، فالموقف المصري الملتزم بضبط النفس سوف يتغير».

وبشأن تأثير الخطاب العدائي الإثيوبي على العلاقات بين دول حوض النيل، أكد عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، أن «علاقة مصر بدول حوض النيل جيدة، ولن تتأثر بأي تحريض إثيوبي».

المنصة الشاملة والوحيدة

وتطرق الوزير سويلم في كلمته إلى العلاقات بين دول حوض النيل، مؤكداً أن «مبادرة حوض النيل، وعلى مدار أكثر من 25 عاماً، هي المنصة الشاملة والوحيدة القادرة على توحيد كل دول الحوض بروح من الوحدة والالتزام المشترك، ودور منظمة حوض النيل الفريد يدفعنا للحفاظ عليها وفق مبادئها التأسيسية القائمة على الشمولية والتوافق والثقة والمنفعة المتبادلة».

ولفت سويلم إلى أن مصر دعمت على مدار السنوات الماضية «عدداً من المشروعات في مختلف دول حوض النيل، وكان آخرها مشروعان في كل من أوغندا وتنزانيا، بما يعكس نهجنا البناء في تطبيق مبدأ الإخطار المسبق والتشاور وفقاً للقانون الدولي».

«سد النهضة» الإثيوبي (وكالة الأنباء الإثيوبية)

وتشهد العلاقات المصرية - الإثيوبية توترات متصاعدة بشأن «سد النهضة» الذي شيدته أديس أبابا في عام 2011، وافتتحته رسمياً في سبتمبر (أيلول) الماضي، وسط اعتراضات من دولتي المصب؛ مصر والسودان، للمطالبة باتفاق قانوني ملزم ينظم عمليات «تشغيل السد» بما لا يضر بمصالحهما المائية.

أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، يرى أن «التوقيع على اتفاق قانوني بشأن سد النهضة أصبح أكثر أهمية من قبل». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إنه «خلال السنوات الست الماضية، أثر سد النهضة على مصر والسودان، سواء باحتجاز جزء من المياه، أو الفيضانات التي تسببت في أضرار للبلدين، لكن لو حدثت فترة جفاف ممتد مثلما حدث لمدة 7 سنوات بين عامي 1981 و1987، فستكون المشكلة أكبر والضرر أكثر كثيراً».

وبحسب شراقي، فإن «توقيع اتفاق ينظم عمليات ملء وتشغيل السد ضروري جداً، خصوصاً مع اعتزام إثيوبيا بناء سدود أخرى كبيرة، يجب أن يشملها الاتفاق».

وأكد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية أن «الادعاءات الإثيوبية لن تؤثر على العلاقات بين دول حوض النيل، أو على المشروعات التنموية العديدة التي تنفذها مصر في دول الحوض».