مجموعات حقوقية تندد بالسجن «المشين» لصحافيتين غطتا قضية مهسا أميني

صورة مهسا أميني في اجتماع عزاء بعد وفاتها نظمه طلاب وناشطون من جامعة دلهي لدعم الاحتجاجات المناهضة للنظام في إيران بنيودلهي بالهند 26 سبتمبر 2022 (رويترز)
صورة مهسا أميني في اجتماع عزاء بعد وفاتها نظمه طلاب وناشطون من جامعة دلهي لدعم الاحتجاجات المناهضة للنظام في إيران بنيودلهي بالهند 26 سبتمبر 2022 (رويترز)
TT

مجموعات حقوقية تندد بالسجن «المشين» لصحافيتين غطتا قضية مهسا أميني

صورة مهسا أميني في اجتماع عزاء بعد وفاتها نظمه طلاب وناشطون من جامعة دلهي لدعم الاحتجاجات المناهضة للنظام في إيران بنيودلهي بالهند 26 سبتمبر 2022 (رويترز)
صورة مهسا أميني في اجتماع عزاء بعد وفاتها نظمه طلاب وناشطون من جامعة دلهي لدعم الاحتجاجات المناهضة للنظام في إيران بنيودلهي بالهند 26 سبتمبر 2022 (رويترز)

دانت مجموعات مدافعة عن حرية الصحافة الاثنين، أحكام السجن «المشينة» الصادرة بحق صحافيتين إيرانيتين كشفتا النقاب عن قضية مهسا أميني، مشيرة إلى أنهما كانتا تقومان بوظيفتهما فحسب، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وتوفيت أميني في سبتمبر (أيلول) 2022، بعدما تم توقيفها للاشتباه بانتهاكها قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء في إيران.

وأثارت وفاتها التي قال ناشطون إنها كانت ناجمة عن ضربة للرأس وهو أمر نفته طهران، احتجاجات تواصلت لشهور وتراجعت حدتها الآن في مواجهة حملة أمنية شرسة.

وغطّت نيلوفر حامدي (31 عاماً) قضية أميني لصالح صحيفة «شرق» الإيرانية من المستشفى، حيث بقيت الإيرانية الكردية في غيبوبة لمدة 3 أيام قبل أن تتوفى. أما إلهة محمدي (36 عاماً) مراسلة صحيفة «هم ميهن»، فتوجّهت إلى مدينة سقز لتغطية تشييع أميني.

امرأة تحمل لافتة عليها صورة المرأة الإيرانية مهسا أميني أثناء احتجاج على وفاتها في برلين بألمانيا الأربعاء 28 سبتمبر 2022 (أ.ب)

وتم توقيف الصحافيتين بعيد ذلك وبقيتا قيد الاحتجاز مذاك، فيما تمّت محاكمتهما وإدانتهما بتهم تتعلّق بالأمن القومي.

وقال مدير مكتب الشرق الأوسط في منظمة «مراسلون بلا حدود» ومقرها باريس جوناثان داغر: «هذه الأحكام مشينة. لم يُرضِ الاعتقال المؤقت التعطّش للانتقام لدى إيران التي عاقبت هاتين الصحافيتين الشجاعتين بشدّة». وأضاف: «تتم معاقبتهما لأدائهما وظيفتهما».

ودانتهما محكمة ثورية بتهمة التعاون مع الولايات المتحدة، وفق موقع «ميزان أونلاين» التابع للسلطة القضائية. ونفت الصحافيتان الاتهامات خلال محاكمتهما.

وقضت المحكمة بسجن محمّدي 6 سنوات وحامدي 7 سنوات، بحسب الموقع.

كما صدر حكم بسجن كل منهما 5 سنوات بتهمة التآمر ضد أمن الدولة وسنة للدعاية ضد إيران، وفق الموقع الذي أشار إلى أنهما ستقضيان الأحكام في الوقت ذاته.

وقال منسّق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى لجنة حماية الصحافيين (ومقرها واشنطن) شرف منصور، إن «الإدانات بحق نيلوفر حامدي وإلهة محمدي مهزلة، وتعدّ بمثابة شهادة واضحة على تراجع حرية التعبير ومحاولات الحكومة الإيرانية اليائسة لتجريم الصحافة».

أشخاص يشاركون في احتجاج ضد النظام الإيراني بعد وفاة مهسا أميني في برلين بألمانيا 10 ديسمبر 2022 (رويترز)

وكتب محمد حسين أجورلو، زوج حامدي، على منصة «إكس»، أن زوجته أُبلغت بالحكم «القاسي» يوم عيد ميلادها عندما كانت في طريقها للقاء أفراد من عائلتها في السجن.

ووفق لجنة حماية الصحافيين، أوقفت إيران 95 صحافياً على الأقل في الحملة الأمنية التي أعقبت وفاة أميني. وفي حين أُطلق سراح معظمهم بكفالة، ما زال نحو 10 خلف القضبان بينهم حامدي ومحمدي.

وكتبت المقررة الأممية الخاصة بشأن المدافعين عن حقوق الإنسان ماري لولر على «إكس»، أنها تشعر بـ«الانزعاج» من الأحكام الصادرة بحق الصحافيتين والحكم بالسجن مدة عام بحق صالح نكبخت، محامي عائلة أميني.

وقالت: «على إيران وقف الاضطهاد واسع النطاق للمدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين».


مقالات ذات صلة

سوليفان: إيران قد تطور سلاحاً نووياً بعد انتكاسات إقليمية

شؤون إقليمية مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يصل لحضور مؤتمر صحافي (أ.ب)

سوليفان: إيران قد تطور سلاحاً نووياً بعد انتكاسات إقليمية

تشعر إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالقلق من سعي إيران، التي اعتراها الضعف بعد انتكاسات إقليمية، إلى امتلاك سلاح نووي.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن)
شؤون إقليمية أفراد من خدمة الإسعاف الإسرائيلي يشاهدون مكان انفجار صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)

إسرائيل تحض واشنطن على ضربة مزدوجة لإيران والحوثيين

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن جهود حثيثة لإقناع الإدارة الأميركية بوضع خطة لتنفيذ ضربة عسكرية واسعة ومزدوجة تستهدف الحوثيين في اليمن وإيران في الوقت ذاته.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية صورة نشرها موقع المرشد الإيراني علي خامنئي من لقاء مع أنصاره اليوم

خامنئي: ليس لدينا «وكلاء» في المنطقة

قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن بلاده ليس لديها «وكلاء» في المنطقة، مشدداً على أنها «ستتخذ أي إجراء بنفسها دون الحاجة إلى قوات تعمل بالنيابة».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
المشرق العربي اللواء حسين سلامي (الثاني من اليسار) والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (مهر)

طهران تسارع لبناء علاقات مع القيادة الجديدة في دمشق

تحاول الحكومة الإيرانية استعادة بعض نفوذها مع القادة الجدد في سوريا، حيث تواجه طهران صدمة فقدان سلطتها المفاجئ في دمشق عقب انهيار نظام بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شمال افريقيا وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)

إيران ترسل إشارات جديدة لتعزيز مسار «استكشاف» العلاقات مع مصر

أرسلت إيران إشارات جديدة تستهدف تعزيز مسار «العلاقات الاستكشافية» مع مصر، بعدما أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، جولة داخل مساجد «آل البيت» في القاهرة.

أحمد إمبابي (القاهرة)

سوليفان: إيران قد تطور سلاحاً نووياً بعد انتكاسات إقليمية

مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يصل لحضور مؤتمر صحافي (أ.ب)
مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يصل لحضور مؤتمر صحافي (أ.ب)
TT

سوليفان: إيران قد تطور سلاحاً نووياً بعد انتكاسات إقليمية

مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يصل لحضور مؤتمر صحافي (أ.ب)
مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يصل لحضور مؤتمر صحافي (أ.ب)

قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، اليوم الأحد، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يطلع فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة المقاومة الإسلامية «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية.

وأضاف سوليفان: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)»، حسب الترجمة التي أوردتها وكالة «رويترز».

وقال سوليفان إن هناك «خطراً حقيقياً» في الوقت الحالي من أن تراجع إيران موقفها المتمثل في «أننا لا نسعى لامتلاك أسلحة نووية». وأضاف: «هذا خطر نسعى لأن نكون يقظين بشأنه الآن. أعمل حالياً بشكل شخصي على إطلاع فريق (الرئيس) الجديد على هذا الخطر». وقال إنه تشاور كذلك مع إسرائيل حول هذه المسألة.

ولم تعترف إيران بوجود برامج لتطوير سلاح نووي. وقالت «الاستخبارات الأميركية» في 2007، إن إيران أوقفت في عام 2003 خطة لتطوير أسلحة الدمار الشامل.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة هذا الشهر إن إيران تعمل على تسريع تخصيب اليورانيوم «بشكل كبير» إلى درجة نقاء تصل إلى 60 في المائة، وهو ما يقترب من مستوى 90 في المائة تقريباً اللازم لصنع الأسلحة.

وتقول الدول الغربية إنه لا توجد حاجة لتخصيب اليورانيوم إلى مثل هذا المستوى المرتفع في إطار أي برنامج مدني موثوق، وإن أي دولة أخرى لم تفعل ذلك من دون إنتاج قنابل نووية.

وأبلغت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مجلس الأمن، في رسالة في وقت سابق من هذا الشهر، أنها مستعدة - إذا لزم الأمر - لتفعيل ما تسمى آلية «سناب باك» للعودة السريعة إلى فرض جميع العقوبات الدولية على إيران لمنعها من الحصول على سلاح نووي.

السفير الإيراني سعيد إيرواني متحدثاً خلال اجتماع لمجلس الأمن حول حظر الانتشار النووي وإيران (د.ب.أ)

وأبلغ السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، المجلس بأن الاستعانة بـ«العودة السريعة» للعقوبات على طهران ستكون «غير قانونية وغير بنّاءة».

وقال: «ما تسمى (سناب باك) ليست أداة لتهديد إيران. لقد أوضحت إيران تماماً أن مثل هذه الخطوة الاستفزازية ستقابل برد حازم ومتناسب».

وستفقد القوى الغربية القدرة على اتخاذ مثل هذا الإجراء في 18 أكتوبر (تشرين الأول) من العام المقبل عندما تنتهي صلاحية قرار الأمم المتحدة لعام 2015 بشأن الاتفاق.

والتقى دبلوماسيون أوروبيون وإيرانيون أواخر الشهر الماضي لمناقشة ما إذا كان بإمكانهم العمل على نزع فتيل التوتر الإقليمي، بما في ذلك ما يتعلق بالبرنامج النووي لطهران، قبل عودة ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) لولاية ثانية مدتها أربع سنوات.

وزادت المخاوف الغربية من احتمالات تغيير مسار البرنامج النووي الإيراني مع تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل. وهدد مسؤولون إيرانيون بتغيير «العقيدة النووية» لبلادهم إذا ما تعرضت المنشآت النووية لضربات إسرائيلية.

والثلاثاء الماضي، ناقش مجلس الأمن الملف النووي الإيراني وإلزامات معاهدة حظر الانتشار النووي. وحثت رئيسة الشؤون السياسية بالأمم المتحدة روزماري دي كارلو، القوى العالمية وإيران على العمل بشكل عاجل لاستعادة الاتفاق النووي، مشددة على أن «نجاحه أو فشله يهمنا جميعاً».