تجددت الصدامات في باحة المسجد الأقصى المبارك في القدس القديمة، بين شرطة الاحتلال الإسرائيلي والمصلين المسلمين والمرابطين والمرابطات، في أعقاب محاولة لإدخال مجموعة من المستوطنين اليهود للصلاة في المكان، وتصدي المسلمين لهم. وقد اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى وألقت القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية في باحات المسجد.
وروى شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، أن قوات الشرطة الإسرائيلية اقتحمت المسجد الأقصى في ساعات الصباح الأولى، من بابي المغاربة والسلسلة، وتمركزت في ساحة باب المغاربة. وكانت سلطات الاحتلال، قد أعلنت عن إلغاء القيود على المصلين المسلمين في اليوم الرابع من عيد الأضحى، لكنها أدخلت معهم مجموعة من المستوطنين اليهود، ثم بدأت بإطلاق قنابل صوتية وأعيرة مطاطية تجاه المصلين والشبان الذين ردوا بالتكبيرات والهتافات المناصرة للمسجد الأقصى.
وكانت جماعات يهودية متطرفة، قد دعت إلى تنظيم اقتحامات جماعية للأقصى، وحمل (ثمار العرش) وإدخالها إلى الأقصى عشية «عيد العرش - المظلة». فتصدى لهم العشرات من الفلسطينيين في المسجد الأقصى، الذين حضروا للمشاركة في نشاطات «الغضب والنفير»، الذي أعلنته القيادة السياسية والشعبية للمواطنين العرب في إسرائيل (لجنة المتابعة العليا)، والحركة الإسلامية، وجمعية الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية. ووقف على رأس المتصدين أعضاء الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) من القائمة العربية المشتركة، أيمن عودة (رئيس القائمة)، وجمال زحالقة، ومسعود غنايم، ويوسف جبارين. ومع تقدم الساعات، بدأت وفود المصلين من «فلسطينيي 48» تتدفق بالألوف على المسجد، فانسحبت قوات الاحتلال إلى الوراء وتركتهم يتظاهرون ويقيمون صلوات العيد.
وكان المئات من المصلين والمرابطين والمرابطات من أبناء الحركة الإسلامية وقياداتها، قد اعتكفوا الليلة الثالثة من ليالي العيد في المسجد الأقصى، عقب الدعوات التي أطلقتها جماعات الهيكل المزعوم لاقتحام المسجد بمناسبة عيد العرش العبري. وحاولت قوات الاحتلال تشويش وصولهم، إذ نشرت قواتها في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة، ودققت في هويات الداخلين إلى المسجد واحتجزت بعضها، كما منعت قوات الاحتلال الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية، من الدخول إلى المسجد الأقصى، الأمر الذي دفعه للرباط عند أعتابه.
من ناحيتها، قالت مصادر إسرائيلية، إن ملثمين فلسطينيين في داخل باحة الأقصى، بدأوا يرشقون أفراد الأمن بالحجارة وما تيسر لديهم من حاجات، وأنهم أقاموا المتاريس داخل الحرم القدسي الشريف، فاضطرت الشرطة إلى التدخل لتفريقهم وإزالة المتاريس، مستخدمة وسائل تفريق المظاهرات. وأضافت المصادر الإسرائيلية أنه بسبب حلول اليوم الرابع والأخير من أيام عيد الأضحى المبارك، قررت السلطات الإسرائيلية عدم السماح بزيارة يهود إلى باحة الأقصى، وفتح الحرم القدسي أمام المصلين المسلمين من دون أي قيود على السن، لكل من يحمل الهوية الزرقاء، أي لمواطني إسرائيل العرب ولسكان مدينة القدس فقط، بينما بقية الفلسطينيين من الضفة الغربية وضعهم منوط بقرار وزير الدفاع، على حد قول المصادر الإسرائيلية.
ولكن الفلسطينيين فندوا هذا الكلام، مؤكدين أن الشرطة حاولت جس نبض المرابطين فأدخلت مصلين يهودا. وفقط عندما أيقنت أن الأمر سيثير صدامات، تراجعت.
ونظم المشاركون في النفير العام، سلسلة نشاطات وفعاليات داخل المسجد الأقصى، إذ انطلقوا في مسيرة حاشدة جابت أرجاء المسجد الأقصى، مرددين شعارات مناصرة له، ورافعين لافتات تندد باعتداءات الاحتلال والمستوطنين وانتهاكاتهم. كما عُقد مؤتمر صحافي، شارك فيه ممثلون عن القوى الوطنية والإسلامية في القدس والداخل، إلى جانب النواب العرب. وعلى هامش فعاليات النفير، التقى القادة السياسيون في الأقصى، بمسؤولين في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وبحثوا تصعيد الاحتلال بحق المسجد والمصلين فيه، وتطرقوا إلى سبل مواجهة هذا التصعيد محليا ودوليا.
الجدير ذكره أن الشرطة الإسرائيلية ما زالت تضيّق على حركة الداخلين إلى الأقصى، وتغلق حتى الآن بوابات المسجد وأبقت على ثلاث منها فقط مفتوحة هي، باب حطة وباب المجلس وباب السلسلة.
تجدد الصدامات في باحة الأقصى و«فلسطينيو 48» يهبون للدفاع عنه
إسرائيل أعلنت وضعه {تحت تصرف} المسلمين في آخر أيام العيد
تجدد الصدامات في باحة الأقصى و«فلسطينيو 48» يهبون للدفاع عنه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة