الجمعيات المهنية بالسعودية بدأت تطوير الأعمال والإنتاج في 13 قطاعاً ثقافياً

استنتجت دراسة أن الثقافة في جوهرها فعل أهلي منتظم بتشريع حكومي ومدعوم من القطاع الخاص (وزارة الثقافة)
استنتجت دراسة أن الثقافة في جوهرها فعل أهلي منتظم بتشريع حكومي ومدعوم من القطاع الخاص (وزارة الثقافة)
TT

الجمعيات المهنية بالسعودية بدأت تطوير الأعمال والإنتاج في 13 قطاعاً ثقافياً

استنتجت دراسة أن الثقافة في جوهرها فعل أهلي منتظم بتشريع حكومي ومدعوم من القطاع الخاص (وزارة الثقافة)
استنتجت دراسة أن الثقافة في جوهرها فعل أهلي منتظم بتشريع حكومي ومدعوم من القطاع الخاص (وزارة الثقافة)

بدأت مجموعة من الجمعيات المهنية أعمالها في المشهد الثقافي لتنشيط حركة القطاعات وزيادة الإنتاج فيها، والانخراط في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تلبّي مقومات التنظيم والتطوير الضرورية لتدشين مرحلة تنموية ثقافية ومدّ جسور بين التجربة السعودية ونظيراتها العالمية.

وخلال عام 2021 تم إطلاق نحو 10 جمعيات مهنية غير ربحية، استوعبت مجمل القطاعات الثقافية المتعددة، شملت مجالات الأدب والنشر، والمكتبات والترجمة، والتراث والمتاحف، والمسرح والفنون الأدائية، والموسيقى والأفلام، والطهي والعمارةن والتصميم والفنون البصرية، وكشف عن أسماء مجلس إدارات الجمعيات، والمهام التي تتولاها.

ويترقب العاملون في الحقول الأدبية والفنية المختلفة، أن تثمر أعمال الجمعيات في خدمة الأهداف الوطنية في الشأن الثقافي، ورعاية المواهب، وتقديم صورة رصينة وأمينة عن الحراك الثقافي والأدبي السعودي، وأن يسفر هذا المزج بين القطاع الثقافي مع الآليات غير الربحية في ضمان استدامة الأداء والعطاء في مختلف فنون الثقافة والأدب والتراث وألوانها.

تهدف الجمعيات إلى تمكين المحترفين في عدد من القطاعات وتنمية مهاراتهم وبناء مبادراتهم وتكوين آليات الدعم (وزارة الثقافة)

النهوض بالقطاع الثقافي السعودي

وخلال حفل افتتاح جمعية الأدب المهنية في النسخة الأخيرة من ملتقى الأدباء السعودي، قال الدكتور صالح زيّاد، رئيس مجلس إدارة جمعية الأدب: إن انطلاق الجمعية تتويج لجهد دؤوب لتدشين صياغة استراتيجية تضم خططاً وفعاليات وبرامج بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للثقافة، وتوجهات دعم القطاع الثقافي وإنهاضه وتفعيل دوره وفتحه على العالم، وهي الأهداف التي تتضمنها «رؤية المملكة 2030». وأوضح زيّاد أن الجمعية تتطلع بصفتها المهنية وغير الربحية، إلى الاضطلاع بأربعة أدوار، دور تمثيلي لأدباء المملكة، ودور تشريعي وتنظيمي لما يتصل بالحقل الأدبي من الأنظمة واللوائح، ودور تعريفي وتعليمي وعملي يصل بين الأدباء والدارسين وجمهور الأدب، وذلك بما ينهض بحركة الأدب، ودور مرجعي للقيمة الأدبية.

منظومة المنظمات غير الربحية تشمل تكوين 16 جمعية مهنية في 13 قطاعاً ثقافياً (وزارة الثقافة)

تحديات الواقع وتطلعاته

وقال الصحافي الثقافي صادق الزهراني: إن خطوة ربط الجمعيات المهنية بالقطاع غير الربحي، مهمة على صعيد تمكين الاستدامة للفعل الثقافي وسلامة كفاءته الإدارية واستقراره المالي، الذي لطالما عانى من ضعف التمويل وتواضع الضمانة التي تؤهل لبناء مؤسسات نشطة وفعل ثقافي دائم وفاعل، مشيراً إلى أن المشهد الثقافي بانتظار أن تبدأ الجمعيات في إطلاق أعمالها، حيث «لم نلمس حتى الآن أثراً لها، رغم مرور أكثر من 24 شهراً على الإعلان عن بعض الجمعيات المهنية الثقافية في مختلف القطاعات»،

ولفت الزهراني إلى أن بعض تلك الجمعيات ستواجه بطبيعة الحال تحديات تنظيمية وأخرى من واقع القطاع، حيث لا يزال بعضها بكراً لم يحظَ باهتمام وتركيز باستثناء الاجتهادات الفردية السابقة، قبل أن تبدأ وزارة الثقافة في السعودية بإعادة الاعتبار لكثير من تلك القطاعات والبدء في مرحلة جديدة من الدعم والتمكين والنهوض بتلك المجالات لتشارك في مشهد ثقافي ناهض ومتطور، آملاً أن تسهم تلك الجمعيات في تلبية حاجات الممارسين والهواة والمهتمين في مختلف القطاعات الثقافية، وتوسيع نطاق الممارسة الأهلية للثقافة والفنون، وأن تكون هذه المنظمات بمثابة الروابط المهنية للمثقفين والفنانين السعوديين، وتمكين المحترفين في هذه القطاعات من تنمية مهاراتهم، وبناء مبادراتهم، وتطوير الوعي، وتكوين آليات الدعم، وتشكيل نموذج اجتماعي جاذب لاحتراف الثقافة والفنون.

خلال عام 2021 تم إطلاق نحو 10 جمعيات مهنية غير ربحية استوعبت مجمل القطاعات الثقافية المتعددة (وزارة الثقافة)

نمو بمقدار 424 % للقطاع غير الربحي

واعتمدت استراتيجية وزارة الثقافة للقطاع غير الربحي التي أعلنت في مارس (آذار) 2021، بناء منظومة متنوعة من المنظمات غير الربحية في مختلف القطاعات الثقافية، تنتشر في جميع المناطق، وتشمل تكوين 16 جمعية مهنية في 13 قطاعاً ثقافياً؛ وذلك بعد دراسة مستفيضة قامت بها الوزارة تلخصت في أن «الثقافة في جوهرها فعل أهلي منتظم بتشريع حكومي، ومدعوم من القطاع الخاص».

وتأتي هذه الخطوة، في إطار نمو استثنائي شهده القطاع غير الربحي خلال السنوات السبع الماضية، حسب ما رصده أحدث تقرير لآفاق القطاع غير الربحي الذي تصدره مؤسسة الملك خالد كل عامين. وأورد التقرير الذي صدر بعد مرور 7 سنوات من عمر «رؤية السعودية 2030»، وما أولته من اهتمام استراتيجي بالقطاع غير الربحي، نمواً لافتاً وازدياداً من حيث عدد منظماته بمعدل 424 في المائة؛؜ مما يجعله في مقدمة القطاعات نمواً.

ورصد التقرير وتيرة متصاعدة في نمو المنظمات غير الربحية، تصل إلى أكثر من 36 ألف منظمة غير ربحية، وأوعزت تفسير هذا النمو خلال السبع سنوات الماضية، إلى انطلاق مجموعة من الممكنات التنظيمية التي ساهمت في تنمية القطاع وإطلاق قدراته الكامنة، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن حجم القطاع لا يزال محدوداً مقارنة بحجم النمو المتوقع والطموح المأمول منه في «رؤية السعودية 2030».


مقالات ذات صلة

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

يوميات الشرق عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت «الأوركسترا السعودية» أجمل الألحان الموسيقية في ليلة ختامية كان الإبداع عنوانها على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية بمشاركة 100 موسيقي ومؤدٍ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

تهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو واليابان في مختلف القطاعات الثقافية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
المشرق العربي مبنى مقر «اليونيسكو» في باريس (رويترز)

«اليونيسكو» تعزز مستوى حماية 34 موقعاً تراثياً في لبنان

أعلنت «اليونيسكو» أنها منحت عشرات المواقع التراثية المهددة بالغارات الإسرائيلية في لبنان «حماية مؤقتة معززة»، لتوفر لها بذلك مستوى أعلى من الحماية القانونية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية أعربت القنصلية الفرنسية في القدس في بيان عن «غضب» باريس من عمليات الهدم الإسرائيلية مشيرة إلى أنها دعمت المركز الثقافي المدمر (مقر جمعية البستان) «بأكثر من نصف مليون يورو» منذ عام 2019 (وفا)

فرنسا تطلب «تفسيراً» من السلطات الإسرائيلية بعد هدم مركز ثقافي في القدس

أكدت الخارجية الفرنسية، الجمعة، أن باريس طلبت «تفسيراً من السلطات الإسرائيلية»، بعد هدم مقر جمعية البستان الذي موّلته فرنسا في حي سلوان بالقدس الشرقية المحتلة.

«الشرق الأوسط» (باريس)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».