آمي ريولو تقدم لقراء «الشرق الأوسط» 5 نصائح لنظام غذائي صحي

خبيرة الطهي العالمية ترى أن النظام الغذائي لدول البحر المتوسط هو الأفضل

ريولو تعتمد على المكونات الصحية في جميع أطباقها  -  طبق فاروتو الصحي واللذيذ  -  «فاروتو بورتشيني»
ريولو تعتمد على المكونات الصحية في جميع أطباقها - طبق فاروتو الصحي واللذيذ - «فاروتو بورتشيني»
TT

آمي ريولو تقدم لقراء «الشرق الأوسط» 5 نصائح لنظام غذائي صحي

ريولو تعتمد على المكونات الصحية في جميع أطباقها  -  طبق فاروتو الصحي واللذيذ  -  «فاروتو بورتشيني»
ريولو تعتمد على المكونات الصحية في جميع أطباقها - طبق فاروتو الصحي واللذيذ - «فاروتو بورتشيني»

تطالعنا المواقع الإلكترونية الخاصة بالطهي والطعام بصرعة جديدة للأكل الصحي كل عام، فما السر وراء ذلك الهوس بالأكل الصحي، وهل علينا تغيير الأطعمة التي نتناولها من عام لآخر؟
تقول خبيرة الطهي العالمية آمي ريولو، وهي أميركية ذات أصول إيطالية، وخبيرة تغذية متخصصة في النظام الغذائي لدول البحر المتوسط، لـ«الشرق الأوسط»: «تتغير صرعة الأكل الصحي كل عام لسببين؛ الأول: أن الأبحاث العلمية الحديثة تؤكد أن هناك نوعيات محددة من الطعام صحية وأخرى غير صحية، وبالتالي نبدأ في تناول مزيد من الأطعمة التي قيل عنها إنها صحية، أو نتوقف عن تناول المأكولات التي ثبت أنها تضر بالصحة على المديين؛ سواء القريب أو البعيد. والسبب الثاني: أن نمط حياتنا السريع وضيق الوقت يجعل الناس تتطلع لحلول سريعة لمشكلاتهم الصحية، وذلك رغم علمنا بأن أفضل وسيلة لتناول الطعام هي أن نتناول كل شيء ولكن بحدود ودون الإكثار منه».
خبيرة الطعام ريولو، حازت جوائز كثيرة وصنفت مؤلفاتها ضمن الكتب الجديرة بالاقتناء من قبل جريدة «واشنطن بوست» الأميركية، كان أولها «Arabian Delights: Recipes and Princely Entertaining Ideas from the Arabian Peninsula»، الذي يتناول مطابخ الجزيرة العربية ومنها المطبخ السعودي والمطبخ البحريني، والكويتي، والإماراتي، والقطري، واليمني، والعماني. و«Nile style» تتناول فيه أسلوب الطبخ المصري وأشهى المأكولات الشعبية والعادات الغذائية المرتبطة بالثقافة المصرية وطقوس المصريين الغذائية في الاحتفال بالأعياد والمناسبات، سواء اليهودية أو المسيحية أو الإسلامية. و«The Mediterranean Diabetes Cookbook»، ويضم وصفات مبتكرة شهية منخفضة السعرات الحرارية تناسب نمط حياة مرضى السكري. و«The Cuisine of Karabakh; Recipes، Memories، and Dining Traditions from Azerbaijan’s Cradle of Culture»، وتتناول فيه تأثير الثقافة الأرمينية التي نزحت مع المهاجرين إلى أذربيجان. وريولو تتقن 5 لغات: الإنجليزية والعربية والإيطالية والإسبانية والفرنسية، مما مكنها من عمل علاقات طيبة بشعوب من شتى بقاع الأرض.
وتنبه ريولو إلى أن ظاهرة «الأكل الصحي» وانتشارها حول العالم يجب أن لا تثير القلق بضرورة اتباع النصائح المنشورة هنا وهناك، وتقول: «في كثير من الأحيان، تكون هناك تقارير متضاربة حول المأكولات نفسها، ويظن البعض أنها جيدة والبعض الآخر يعزف عن تناولها. في هذه الحالة يجب أن يتبع الناس حدسهم ويأكلون ما يناسب احتياجاتهم الجسمانية التي تختلف بالطبع من شخص لآخر».
وتضيف: «رغم أننا كل يوم نتعرف على فوائد بعض الأعشاب والخضراوات من مراكز أبحاث الغذاء، فإنه عادة تكون تلك المعلومات ليست بجديدة. فمثلا: نجد أبحاثا جديدة تظهر لنا نتائج حول أهمية وفوائد القرفة في تنظيم مستوى السكر في الدم، وأن الكركديه يساعد على رفع أو زيادة ضغط الدم، لكن صدقت أم لا؛ تقريبا 70 في المائة من العلاجات الحديثة تم ذكرها في النصوص المصرية القديمة التي تعود لعهد الفراعنة».
وتعتقد ريولو أن «مثل هذه الأطعمة المفيدة صحيا يمكنها أن تلعب دورا أساسيا في الصناعات الضخمة التي تدر أموالا لا تحصى، ويمكن لرجال الأعمال والمستثمرين أن يضيفوا تلك المكونات التي ثبت نفعها الكبير للصحة، وبالطبع سيمكنهم ذلك من تحقيق مزيد من الأرباح والمبيعات، نظرا لتهافت المستهلكين عليها».
كما ترى ريولو أن اتجاهات النظام الغذائي ونمط الحياة الصحي أصبح أمرا شائعا جدا حول العالم في الوقت الحالي. وتقول: «المنتجات الخالية من الغلوتين الأكثر شيوعا وهي الصناعة الأكثر نموا في مجال صناعة المواد الغذائية المتخصصة الأميركية، ونحو واحد من كل 110 أميركيين يعاني من مرض الاضطرابات الهضمية، لذلك هم بحاجة للمنتجات الخالية من الغلوتين الخاصة التي لن تسبب خطرا على صحتهم. هذا المرض كان موجودا منذ فترة، ولكن نسمع عنه أكثر الآن، لأن الناس أصبحت أكثر وعيا به وبأعراضه، ويجرون التحاليل اللازمة لتشخيصه». وتلفت إلى أن ذلك أدى لتغيرات جذرية في طريقة زراعة القمح وإنتاج الأغذية الأخرى في الولايات المتحدة.
وأضافت أن «مرض السكري أحد الأمراض التي تنتشر بشكل واسع وبسرعة في كل من الولايات المتحدة والشرق الأوسط وحول العالم، وواحد تقريبا من كل 10 أميركيين يعاني من مرض السكري، وهو منتشر جدا في مصر والإمارات العربية المتحدة أيضا». وقد كتبت مجموعة كتب تدور بأكملها حول هذا الموضوع لمساعدة مرضى السكري على تناول الطعام بـ«الهنا والشفا»، كما يقال في مصر.
وتنصح آمي ريولو في محاضراتها في الولايات المتحدة وخارجها بتناول النظام الغذائي لقاطني منطقة البحر المتوسط الراغبين في تحسين صحتهم، وتقول: «يحتوي غذاء سكان منطقة حوض البحر المتوسط على كثير من الأعشاب والخضراوات والفواكه الطازجة والبقوليات والحبوب الكاملة، جنبا إلى جنب مع الدهون المفيدة وأشهرها: زيت الزيتون البكر، والمكسرات والبذور والزبادي التي تحقق فوائد غذائية كبرى لأجسادنا. ودائما ما تروج كبرى المجلات الغذائية المتخصصة والأقسام الخاصة بالغذاء في (نيويورك تايمز) و(بي بي سي) وغيرها لأحدث الأبحاث التي تؤكد على فعالية النظام الغذائي المتوسطي وروعة أطباقه».

* النصائح الخمس
1- يجب تناول مجموعة من الأطعمة التي يطلق عليها الخبراء تغذية Super Foods، ومنها: اللفت، والرمان، والتوت الأزرق، والشاي، وسمك السلمون، وهي أطعمة غنية بمضادات الأكسدة ومتوافرة.
2- البذور: مثل الشيا والكتان والقنب والسمسم، وهي تستخدم بكثرة لدى كثير من سلاسل المطاعم، كما يدعم استخداماتها المتعددة كثير من المجلات والمواقع الصحية وتوصيات اللياقة البدنية. ويسهل إضافتها لوجبات الطعام المختلفة، مثل: دقيق الشوفان، والسلطة، واللبن أو الزبادي.
3- تناول أطباق من مطابخ شعوب البحر المتوسط، ففضلا عن أنها أطباق شهية ولذيذة، فهي فعالة لصحة أفضل وعمر مديد.
4- أما لأصحاب الأنظمة الغذائية الخاصة، مثل الخالي من الغلوتين أو حمية «paleo» أو «raw»، فإن هذه الأنظمة أصبحت مطلوبة بشدة في أوساط الرياضيين ومن يحرصون على لياقتهم البدنية، وأصبح بإمكانهم الاختيار من بين كثير من الوصفات والمطاعم التي تقدم الأطعمة المناسبة لهم.
5- تناول حبوب الـ«فارو» Farro الإيطالية، وهي نوع من الحبوب الإيطالية الشهيرة التي تستخدم منذ القدم، وتناولها يحافظ على الصحة البدنية. وتوجد هذه الحبوب بكثرة في كثير من فروع محلات السوبر ماركت، ويمكن استخدامها في إعداد السلاطات والمقبلات، كما تظهر في قوائم طعام كثير من المطاعم الإيطالية في وجبة تسمى «farrotto» وفيها تستخدم حبوب الـ«فارو» بدلا من أرز الـ«ريزوتو» الإيطالي، ولها مذاق أشبه بالمكسرات.



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».