10 نقاط مضيئة في الجولة الثامنة للدوري الإنجليزي الممتاز

عُمق تشيلسي يبدأ في الظهور... والتغييرات تنقذ تن هاغ في يونايتد... وفان دي فين يتألق مع توتنهام

لاعبو أرسنال يحتفلون بأنتصار فك عقدتهم أمام سيتي (اب)
لاعبو أرسنال يحتفلون بأنتصار فك عقدتهم أمام سيتي (اب)
TT

10 نقاط مضيئة في الجولة الثامنة للدوري الإنجليزي الممتاز

لاعبو أرسنال يحتفلون بأنتصار فك عقدتهم أمام سيتي (اب)
لاعبو أرسنال يحتفلون بأنتصار فك عقدتهم أمام سيتي (اب)

كشفت الجولة الثامنة للدوري الإنجليزي الممتاز عن متغيرات بهرم القمة، حيث أزاح آرسنال منافسه مانشستر سيتي (حامل اللقب) عن الصدارة التي اعتلاها توتنهام بفارق الأهداف عن «المدفعجية»، وعاد مانشستر يونايتد ليتذوق طعم الفوز ولو بشكل درامي ليتنفس مدربه الهولندي إريك تن هاغ الصعداء، كما وضع تحسن أداء برايتون بعد انكسارات أخيرة، وهنا نستعرض أهم 10 نقاط تستحق الدراسة من هذه الجولة.

دي زيربي يُظهر ثقة كبيرة في لاعبيه الجدد

لا يخفى على أحد أن برايتون يقوم بعمل رائع في سوق الانتقالات، لكن الأمر الاستثنائي حقاً الثقة التي يمنحها المدير الفني الإيطالي روبرتو دي زيربي للاعبين المنضمين حديثاً. لقد كان سيمون أدينغرا يلعب أساسياً للمرة الثالثة فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز مع برايتون في المواجهة ضد ليفربول (2 - 2)، لكنه قدم مستويات رائعة في الجهة اليمنى، ولم يكتفِ بتسجيل الهدف الأول بلمسة ذكية ومتقنة، لكنه كان قريباً أيضاً من إحراز الهدف الثاني بعد أن خطف كرة من آندي روبرتسون وانفرد على أثرها بالمرمى. كما ظهر لاعبان في هذه المباراة لأول مرة مع برايتون: إيغور جوليو، قلب الدفاع البرازيلي البالغ من العمر 25 عاماً المنضم من فيورنتينا الإيطالي، والكاميروني كارلوس باليبا، البالغ من العمر 19 عاماً، والقادم من ليل لفرنسي. لقد ظهر اللاعبان بشكل رائع وأظهرا ثقة كبيرة في قدراتهما، وهو ما يعد دليلاً واضحاً على الفهم التكتيكي الذي غرسه دي زيربي في نفوس لاعبيه، وعلى الثقة الكبيرة التي يمنحها لهم. غالباً ما يقرر المديرون الفنيون الدفع باللاعبين الشباب في التشكيلة الأساسية خلال المباريات السهلة، لكن دي زيربي فعل ذلك أمام ند قوي وخصم عنيد مثل ليفربول! في الحقيقة، يمكن وصف كل ما يفعله دي زيربي بأنه جريء وغير تقليدي.

(برايتون 2 - ليفربول 2)

آرسنال ينهي عقدة مانشستر سيتي

عندما فاز آرسنال آخر مرة على مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز، كان ثيو والكوت وأوليفييه جيرو ويايا توريه هم من أحرزوا الأهداف، وكان أرسين فينغر ومانويل بيليغريني هما من يقودان الفريقين. وبعد ذلك الفوز بنتيجة هدفين مقابل هدف وحيد في ديسمبر (كانون الأول) 2015، بينما كان آرسنال في طريقه للفوز باللقب (لم يكن أحد على الإطلاق يتوقع فوز ليستر سيتي بالبطولة في نهاية المطاف)، لم يكن كثيرون في ملعب الإمارات آنذاك يتخيلون أن يستغرق الأمر 8 سنوات أخرى حتى يتمكن آرسنال من تحقيق الفوز على مانشستر سيتي! وبعد تعرض آرسنال لهزيمتين متتاليتين أمام مانشستر سيتي ساعدتا في قلب الأمور لصالح الأخير في صراع الحصول على اللقب الموسم الماضي، قد يكون هذا الفوز نقطة تحول كبيرة من الناحية النفسية بالنسبة لآرسنال، بقيادة مديره الفني الإسباني الشاب ميكل أرتيتا، في إطار الصراع على الفوز باللقب مرة أخرى. لكن مرة أخرى، تبدو الصورة الأكبر كأن هذا الموسم لن يشهد معركة مباشرة أخرى بين آرسنال ومانشستر سيتي فقط، والدليل على ذلك أنه في هذه المرحلة نفسها من الموسم الماضي، كان الفارق بين صاحب المركز الأول وصاحب المركز الرابع 7 نقاط كاملة، لكنه الآن 3 نقاط فقط!

(آرسنال 1 - 0 مانشستر سيتي)

تغييرات تن هاغ ومفعول السحر

الطريقة التي حقق بها مانشستر يونايتد الفوز على برنتفورد في الوقت الإضافي قد تعطي إريك تن هاغ القدرة على تحفيز لاعبيه بطريقة جيدة خلال هذا الموسم الصعب، حيث يتطلع المدير الفني الهولندي لضخ دماء جديدة في التشكيلة الأساسية للفريق واستبعاد بعض اللاعبين الذين لم يقدموا الأداء المتوقع منهم. لقد اضطر تن هاغ، نتيجة غياب عدد كبير من اللاعبين بداعي الإصابة، للاعتماد على هاري ماغواير وجوني إيفانز في خط الدفاع، وبعد ذلك، عندما كان فريقه متأخراً في النتيجة بهدف دون رد، أشرك أليخاندرو غارناتشو، قبل أن يدفع بسكوت ماكتوميني في الدقيقة 88. قدم إيفانز أداء متوازناً وهادئاً، بينما صنع غارناتشو هدف التعادل لمانشستر يونايتد، كما صنع ماغواير هدف الفوز، وجاء الهدفان من توقيع ماكتوميني. صحيح أن كلاً من إيفانز، البالغ من العمر 35 عاماً، وماغواير لا يشاركان بصفة منتظمة في التشكيلة الأساسية، لكنهما لعبا دوراً مؤثراً في تلك المباراة، بالإضافة إلى غارناتشو وماكتوميني، وهو الأمر الذي يجب أن يُذكر تن هاغ بأن ضخ دماء جديدة قد يساعد في تنشيط الفريق الذي كان يقدم مستويات فاترة.

(مانشستر يونايتد 2 - 1 برنتفورد)

سترلينغ شارك كبديل فقلب الامور لصالح تشيلسي (ا ف ب)

المنافسة بالتشكيلة تصب في مصلحة تشيلسي

لم يستطع ميخايلو مودريك أن يحصل على قسط من الراحة، فبعد أن نجح أخيراً في هز الشباك مع تشيلسي في المحاولة الخامسة والعشرين يوم الاثنين الماضي أمام فولهام، تعرض المهاجم الأوكراني للإصابة ليشارك بدلاً منه رحيم ستيرلينغ في مركز الجناح الأيسر ويقدم أداء مثيراً للإعجاب أمام بيرنلي يوم السبت، بتمريرتين حاسمتين وهدف. لقد كان الأمر مؤسفاً بالنسبة للاعب للأوكراني، لكن ما حدث يعكس نقطة مهمة أسهمت في التحسن الملحوظ في أداء تشيلسي، تحت قيادة المدير الفني الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، وبالأدق المنافسة الشرسة على حجز مكان في التشكيلة الأساسية. من السابق لأوانه القول إن تشيلسي قد تجاوز المنعطف الصعب بعد الفوز على فولهام وبيرنلي، نظراً لأن هذين الانتصارين قد تحققا أمام اثنين من أضعف فرق الدوري الإنجليزي الممتاز من الناحية الدفاعية. لكن من الواضح أن مجموعة اللاعبين الذين تم تجميعهم بمبالغ مالية طائلة قد بدأوا يشكلون فريقاً متماسكاً، كما أعرب بوكيتينو عن ثقته في أن عودة اللاعبين المصابين ستزيد الفريق قوة وصلابة. وقال المدير الفني الأرجنتيني: «مع مرور الوقت، ومع جاهزية جميع اللاعبين، ستكون هناك منافسة شرسة، وهذا أمر جيد للفريق».

(بيرنلي 1 - 4 تشيلسي)

ماكتوميني سجل هدفين ليخفف الضغوط عن تن هاغ مدرب يونايتد (رويترز)

بيدرو نيتو يتألق مع ولفرهامبتون

قدم بيدرو نيتو مستويات استثنائية مع ولفرهامبتون منذ بداية هذا الموسم، ومن البديهي أن جميع الفرق المنافسة تدرس الآن كيفية الحد من خطورته. لقد ظهر الجناح البالغ من العمر 23 عاماً، والذي كان محط اهتمام آرسنال في وقت سابق، بشكل رائع أمام أستون فيلا، وأسهم في هدف آخر لولفرهامبتون. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن نيتو هو أكثر لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز صناعة للأهداف هذا الموسم (متعادل مع جيمس ماديسون بـ5 تمريرات حاسمة) لكن اللاعب البرتغالي كان أيضاً السبب وراء تسجيل روبن دياز لهدف من نيران صديقة في مرمى مانشستر سيتي بالجولة السابقة. وفي مواجهة حامل اللقب، لم يستطلع مدافع سيتي ناثان أكي مجاراة نيتو من حيث السرعة والقوة والانطلاقات، قبل أن يضع دياز الكرة في شباك فريقه. وفي مباراة الأحد أمام أستون فيلا، كان باو توريس هو الذي يعاني هذه المرة أمام نيتو في الهجمة التي أدت إلى تسجيل هوانغ هي تشان الهدف الأول. لقد أهدر نيتو فرصة رائعة لمساعدة ولفرهامبتون في استعادة التقدم أمام أستون فيلا بعد أن أدرك توريس هدف التعادل، لكنه واصل تقديم مستوياته الرائعة هذا الموسم.

(ولفرهامبتون 1 - 1 أستون فيلا)

فان دي فين أثبت أنه صفقة جيدة لتوتنهام (رويترز)

فان دي فين إضافة قوية لدفاع توتنهام

لم يكن هناك اهتمام إعلامي وجماهيري كبير بانضمام ميكي فان دي فين لتوتنهام خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، حيث وصل اللاعب في الوقت الذي كان الجميع مشغولاً بقصة رحيل النجم والهداف الأول للفريق هاري كين. لم يلعب فان دي فين أي مباراة دولية حتى الآن مع منتخب هولندا، وبدأ مسيرته المهنية في نادي فولندام، وليس في أحد أندية النخبة المعروفة بقدرتها على صناعة المواهب الفذة في هولندا.

لكن سرعان ما تألق فان دي فين منذ ظهوره لأول مرة مع توتنهام أمام برنتفورد في الأسبوع نفسه الذي وقع فيه قادماً من فولفسبورغ. وبعد المباراة التي فاز فيها توتنهام على لوتون تاون بهدف دون رد، قال المدير الفني لتوتنهام أنجي بوستيكوغلو عن أول هدف لفان دي فين مع توتنهام، والثاني فقط في مسيرته الكروية: «أعتقد أنه لمس الكرة بإصبع قدمه فقط»، لكنه أشاد باللاعب البالغ من العمر 22 عاماً، وأثنى على «صفاته البدنية المتميزة». بعد طرد إيف بيسوما عقب حصوله على إنذارين واستكمال توتنهام المباراة بعشرة لاعبين، تمكن فان دي فين وكريستيان روميرو من قيادة خط الدفاع ببراعة والحد كثيراً من خطورة مهاجمي لوتون تاون، وبخاصة الخطير كارلتون موريس. كما تجب الإشادة أيضاً بما قدمه حارس توتنهام الإيطالي غولييلمو فيكاريو.

(لوتون تاون 0 - 1 توتنهام)

صفقات دي زيربي الجديدة بدأت تثبت جدارتها مع برايتون ( ا ف ب)

محمد قدوس يطرق باب ديفيد مويز

في البداية، يجب التأكيد أن المدير الفني لوستهام، ديفيد مويز، قد تأخر كثيراً في منح الفرصة لمحمد قدوس. لم يشارك المهاجم الغاني في التشكيلة الأساسية لوستهام في أي مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز منذ قدومه من أياكس، على الرغم من تألقه اللافت للأنظار خلال مباريات الدوري الأوروبي. سجل قدوس هدفين في مرمى فريق تي إس سي باكا توبولا الشهر الماضي، وكان يأمل في أن يحافظ على مكانه بالتشكيلة الأساسية للفريق بعد الأداء الجيد الذي قدمه أمام فرايبورغ الخميس الماضي. ومع ذلك، يميل مويز إلى التحلي بالصبر فيما يتعلق بالدفع بالتعاقدات الجديدة، خصوصاً في خط الهجوم، وأبقى على قدوس بمقاعد البدلاء في مواجهة نيوكاسل، وأشرك بدلاً منه ميخائيل أنطونيو. بدا الأمر كأن هذا هو القرار الصحيح، حيث تقدم وستهام مبكراً بهدف عن طريق توماس سوتشيك، لكن نيوكاسل لم يستسلم وقلب النتيجة رأساً على عقب وسجل هدفين متتاليين، وبالتالي وجد مويز نفسه مضطراً للاستعانة بخدمات قدوس. ولم يخيب اللاعب الغاني مدربه أو جماهير فريقه بتسجيله هدف التعادل قبل نهاية المباراة بدقيقة واحدة فقط بتسديدة صاروخية من 20 ياردة. وقال مويز عقب المباراة: «أنا سعيد للغاية من أجل محمد، فهو يمنحنا مزيداً من القوة. لقد تراجع نيوكاسل قليلاً، واستغل كثيراً من المساحات الخالية ليمنحنا التعادل». ويأمل المهاجم الغاني في أن يكون قدم ما يكفي لكي يدخل التشكيلة الأساسية لوستهام عقب نهاية فترة التوقف الدولية.

(وستهام 2 - 2 نيوكاسل)

سيلفا يستعيد توازنه بعد الصيف «الأصعب»

تمكن فولهام من تحقيق الفوز على إيفرتون ولوتون تاون وشيفيلد يونايتد بالدوري، ويظهر دائماً أنه قادر على تقديم أداء قوي حتى أمام فرق النخبة. صحيح أن فولهام لم يُظهر أمام شيفيلد يونايتد كثيراً من الإمكانات التي تجعله مرشحاً للعب دور تنافسي بالنصف الأعلى للجدول، لكن حتى الفوز قد يساعد الفريق كثيراً فيما يتعلق بالبقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز. وبعدما وقف الحظ إلى جانب فولهام في انتصاره الأخير، الذي أهدر فيه عدداً كبيراً من الفرص، وصف المدير الفني للفريق، ماركو سيلفا، فترة التحضير للموسم بأنها «أحد أصعب المواسم التحضيرية لهذا النادي وفي مسيرتي المهنية»، خصوصاً بعدما فقد فولهام جهود هدافه ألكسندر ميتروفيتش، الذي انتقل إلى الهلال السعودي. لا يزال غياب ميتروفيتش مؤثراً للغاية، كما أن عدم وجود بديل مناسب يعد أمراً مثيراً للقلق. لكن لحسن حظ سيلفا أنه نجح في انتزاع انتصارات أمام فرق أقل منه إمكانات ومهارة.

(فولهام 3 - 1 شيفيلد يونايتد)

إيراولا لا يستطيع تحمّل مزيد من الأخطاء

تتمثل الخطوة المقبلة لبورنموث في اللعب أمام ولفرهامبتون ومديره الفني غاري أونيل، الذي أقاله مُلاك بورنموث بشكل قاسٍ في يونيو (حزيران) الماضي. ويلعب بورنموث بطريقة جديدة تحت قيادة المدير الفني الإسباني أندوني إيراولا. وبعد فشل الفريق في تحقيق أي انتصار في 8 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز، أصبحت التساؤلات تدور حول جدوى إقالة أونيل وتعيين إيراولا بدلاً منه. وقد اعترف إيراولا بأنه يشعر بالقلق بشأن المركز الذي يحتله الفريق في منطقة الهبوط بعد الهزيمة أمام إيفرتون، وهو أمر مفهوم تماماً، لأن هذه الخسارة كانت الأكثر إثارة للقلق حتى الآن. لقد سقط الفريق أمام كل من ليفربول وتوتنهام وبرايتون وآرسنال في نتائج متوقعة، خصوصاً في ظل تغيير طريقة اللعب بوقت مبكر من الموسم، لكن الظهور بشكل ضعيف ومهلهل أمام فريق إيفرتون المتواضع والهش، الذي لم يحقق سوى انتصار وحيد في الدوري ولم يحرز سوى هدف وحيد على ملعبه قبل هذه المباراة، دمر أي حديث عن وجود أي تقدم في بورنموث. يتحمل إيراولا المسؤولية الكاملة عن الخسارة بثلاثية نظيفة أمام إيفرتون على ملعب «غوديسون بارك»، وبات لا يستطيع تحمل تكرار ذلك بعد فترة التوقف عندما يواجه الرجل الذي حل محله.

(إيفرتون 3 - 0 بورنموث)

موريلو ينثر سحره مع فورست

دفع المدير الفني لنوتنغهام فورست بموريلو في أول مشاركة كاملة له في الدوري الإنجليزي الممتاز ضد كريستال بالاس، وكافأ اللاعب البرازيلي البالغ من العمر 21 عاماً مديره الفني، وظهر بشكل رائع في المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي على ملعب «سيلهورست بارك». لم يقتصر الأمر على تمريرة موريلو السحرية والمتقنة إلى مورغان غيبس وايت أو مراوغته الرائعة بطريقة السامبا التي كادت تنتهي بهدف، لكن هذا اللاعب الشاب الذي لعب 13 مباراة فقط مع الفريق الأول لكورينثيانز البرازيلي قبل أن ينتقل إلى نوتنغهام فورست في نهاية أغسطس (آب) الماضي، كون شراكة قوية للغاية في قلب خط الدفاع إلى جانب ويلي بولي، وهو الأمر الذي يجعل جمهور النادي متفائلاً بشأن بقية الموسم. وقال غيبس وايت: «إنه لاعب مذهل. لقد تدخل بقوة لقطع الكرة مني في أول يوم له في التدريب وشعرت بقوته الكبيرة، لذلك لم أكن أرغب في الاقتراب منه مرة أخرى. عندما قام بتلك الانطلاقة الجريئة، كنت أصرخ في وجهه لكي يمرر الكرة. في كل مرة أطالبه فيها بالتمرير، فإنه يفعل شيئاً آخر. لقد كانت انطلاقة مذهلة، ومن سوء الحظ أنه لم يسجل هدفاً في نهاية المطاف».

(نوتنغهام فورست 0 - 0 كريستال بالاس)

* خدمة «الغارديان» الجولة الثامنة للدوري الإنجليزي أحدثت تغييرات كبيرة في قمة الهرم وجعلت المنافسة أكثر انفتاحاً


مقالات ذات صلة

سندرلاند يعود بنا إلى أيام تألق الفرق الصاعدة

رياضة عالمية من المفترض أن تعاني الأندية الصاعدة وتجد صعوبة في البقاء لكن سندرلاند خالف هذا السيناريو تماماً (رويترز)

سندرلاند يعود بنا إلى أيام تألق الفرق الصاعدة

تبدو بداية سندرلاند هذا الموسم بمثابة عودة إلى حقبة كانت فيها الفرق الصغيرة قادرة على مفاجأة العمالقة.

رياضة عالمية فرحة هالاند بعد أن أصبح أسرع لاعب يصل إلى 100 هدف في تاريخ الدوري الإنجليزي (أ.ف.ب)

آرسنال يخوض مواجهة محفوفة بالمخاطر ضد أستون فيلا

يدرك لاعبو آرسنال صعوبة المهمة التي تنتظرهم أمام أستون فيلا، الراغب في تحقيق فوزه الخامس على التوالي.

رياضة عالمية الإسباني أوناي إيمري مدرب أستون فيلا (د.ب.أ)

إيمري: مواجهة آرسنال هي «الاختبار الحقيقي»

رأى الإسباني أوناي إيمري، مدرب أستون فيلا، أن مواجهة آرسنال متصدر الدوري الإنجليزي لكرة القدم، السبت، ستكون «الاختبار الحقيقي» لطموحات فريقه.

«الشرق الأوسط» (برمنغهام)
رياضة عالمية التونسي حنبعل المجبري لاعب بيرنلي (رويترز)

«البريمرليغ»: إيقاف التونسي المجبري أربع مباريات

قال الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الجمعة إنه عاقب حنبعل المجبري لاعب بيرنلي بالإيقاف لأربع مباريات، بعد اعترافه بالبصق على مشجعي ليدز يونايتد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية يوان ويسا مهاجم نيوكاسل يونايتد (رويترز)

ويسا قريب من ظهوره الأول مع نيوكاسل

قال إيدي هاو، مدرب نيوكاسل يونايتد، الجمعة، إن المهاجم يوان ويسا عاد للتدريبات، ويقترب من المشاركة الأولى مع الفريق.

«الشرق الأوسط» (نيوكاسل)

كأس العالم 2026: ماذا يجب على «الأخضر» فعله للتأهل إلى دور الـ32؟

منتخب السعودية وقع في مجموعة إسبانيا (أ.ف.ب)
منتخب السعودية وقع في مجموعة إسبانيا (أ.ف.ب)
TT

كأس العالم 2026: ماذا يجب على «الأخضر» فعله للتأهل إلى دور الـ32؟

منتخب السعودية وقع في مجموعة إسبانيا (أ.ف.ب)
منتخب السعودية وقع في مجموعة إسبانيا (أ.ف.ب)

ترتسم ملامح واحدة من أكثر مجموعات كأس العالم 2026 إثارة وتنوعاً، بعدما جمعت القرعة بين إسبانيا بطلة أوروبا، والرأس الأخضر صاحبة الحضور التاريخي الأول، والسعودية التي تدخل البطولة بعيون تترقب اختباراً جديداً في مسار تطورها، وأوروغواي العريقة الباحثة عن استعادة وزنها العالمي. ففي مجموعة تتقاطع فيها الخبرة مع الطموح، والتاريخ مع الظهور الأول، يجد «الأخضر» نفسه بين ثلاثة أساليب لعب متباينة، ما يجعل رحلته في الدور الأول محكومة بالتفاصيل الصغيرة، وبقدرة الفريق على استثمار إرثه في المشاركات المونديالية والتطور الذي حققه في السنوات الأخيرة وذلك وفقا لشبكة The Athletic.

لكن كيف تأهلت هذه المنتخبات؟ وكيف تلعب؟ ومن هم أبرز نجومها؟

إسبانيا المرشح الأبرز للتأهل (رويترز)

إسبانيا... كيف تأهلت؟

قدّمت بطلة أوروبا مساراً مثالياً تقريباً في المجموعة E من التصفيات الأوروبية، إذ حققت خمسة انتصارات وتعادلاً واحداً في ست مباريات، مسجلة 21 هدفاً ومستقبلة هدفين فقط.

وتتضاعف قيمة هذا الإنجاز بالنظر إلى غياب عدد من أهم لاعبيها في فترات مختلفة من التصفيات، مثل رودري، بيدري، لامين يامال، ونيكو وليامز.

ما هو سجلها في كأس العالم؟

لطالما عاشت إسبانيا في ظل تسمية «الحصان الأسود» عبر تاريخ كأس العالم؛ تملك المواهب، لكنها تسقط في الأدوار المتقدمة. تغيّر ذلك في 2010 عندما قاد جيل ذهبي يضم تشافي، إيكر كاسياس، وتشابي ألونسو منتخب «لا روخا» إلى أول لقب عالمي في تاريخه، بفضل هدف أندريس إنييستا الشهير في نهائي جنوب أفريقيا أمام هولندا.

لكن السنوات التالية أعادت الصورة القديمة؛ خرجت إسبانيا من دور المجموعات في 2014 كبطلة مدافعة عن اللقب، ثم ودّعت بركلات الترجيح في 2018 أمام روسيا، وفي 2022 أمام المغرب.

من هو المدرب؟

لويس دي لا فوينتي، الذي لم يصدق هو نفسه عندما تم تعيينه مديراً فنياً لإسبانيا في ديسمبر 2022.

المدرب، البالغ 64 عاماً، حقق نجاحات سريعة: لقب دوري الأمم الأوروبية 2023، ولقب «يورو 2024»، والوصول إلى نهائي دوري الأمم مرة أخرى هذا العام.

قاد دي لا فوينتي سابقاً أجيالاً صاعدة في الفئات السنية للمنتخب، وحقق معهم ألقاباً أوروبية وميدالية فضية في أولمبياد طوكيو، ما منحه فهماً عميقاً لهوية الكرة الإسبانية.

كيف تلعب إسبانيا؟

حافظ دي لا فوينتي على أسلوب الاستحواذ المعروف، لكنه أضفى سرعة أكبر على الانتقال إلى الأمام، خصوصاً نحو الأجنحة السريعة مثل يامال ونيكو وليامز.

ويعتمد المنتخب أيضاً على الضغط الجماعي العنيف، ما يجعل استرجاع الكرة سريعاً ويصعّب على المنافس الدخول في أجواء المباراة.

إسبانيا سجّلت هدفين أو أكثر في آخر 13 مباراة متتالية، مع حفاظها على نظافة شباكها في خمس من ست مباريات التصفيات.

من هو اللاعب الأهم؟

الامين جمال.

النجم الشاب الذي ظهر للمرة الأولى مع المنتخب في سبتمبر 2023 بعمر 16 عاماً و57 يوماً فقط، بات خلال فترة قصيرة أحد أبرز لاعبي العالم.

يبدأ عادةً من الجهة اليمنى في ثلاثي هجومي، ويملك قدرات مذهلة في المراوغة، وصناعة العرضيات، وإنهاء الهجمات، وقد تجلّى ذلك في هدفه الرائع أمام فرنسا في نصف نهائي «يورو 2024».

ما الذي يجب معرفته أيضاً؟

تأثرت صورة الكرة الإسبانية خلال فترة رئاسة لويس روبياليس للاتحاد (2018–2023)، خصوصاً بعد حادثة «القبلة» للاعبة جيني هيرموسو عقب الفوز بكأس العالم للسيدات 2023.

أوقف «فيفا» روبياليس سريعاً، ولاحقاً أدين بالاعتداء الجنسي، لكنه ما زال يدّعي وجود «مؤامرة» ضده.

الرأس الآخضر سيشارك لأول مرة في المونديال (أ.ف.ب)

الرأس الأخضر... كيف تأهلت؟

حسم منتخب الرأس الأخضر التأهل بالفوز على إسواتيني 3 – 0 في أكتوبر، لكن المفاجأة الكبرى جاءت قبل ذلك بشهر بعدما هزم الكاميرون 1 – 0 في واحدة من أهم مباريات تاريخه. ومع فقدان الكاميرون نقاطاً مهمة بسبب تعادلات متتالية، أنهت الرأس الأخضر المجموعة بفارق أربع نقاط كاملة في الصدارة.

ما هو سجلها في كأس العالم؟

هذه أول مرة تتأهل فيها الرأس الأخضر إلى كأس العالم، بل أول مرة تقترب فيها من ذلك أساساً.

فالدولة التي نالت استقلالها عام 1976 انضمت إلى «فيفا» عام 1982، وشاركت للمرة الأولى في تصفيات 2002، لكنها لم تقترب من التأهل إلا في 2022 عندما احتلت المركز الثاني خلف نيجيريا.

من هو المدرب؟

بيدرو ليتاو بريتو «بوبـيستا»، من أبناء البلاد، وُلد في جزيرة «بوا فيستا» وقضى كامل مسيرته التدريبية داخل الأرخبيل.

تولى تدريب المنتخب عام 2020، وقاده إلى كأس الأمم الأفريقية مرتين، ثم كتب اسمه في التاريخ بقيادته إلى التأهل للمونديال.

بوبـيستا شخص محبوب من اللاعبين، ونشيط للغاية على الخطوط، ويمثل نموذجاً للمدرب المحلي الناجح.

كيف تلعب الرأس الأخضر؟

يعتمد المنتخب على خطة 4 – 2 – 3 – 1، مع هجوم سريع ومباشر، وتحركات مستمرة بين رباعي المقدمة.

يحصل الفريق على عرضيات مستمرة من الظهيرين، ويستند دفاعه إلى ثنائي قوي بين روبرتو «بيكو» لوبيس (المولود في إيرلندا) وديني بورخيس.

من هو اللاعب الأهم؟

الحارس والقائد «فوزينيا»، وهو القلب العاطفي للمنتخب.

لكن اللاعب الأكثر ترقباً هو المهاجم دايلون ليفرامينتو، المولود في روتردام، والمعار من هيلاس فيرونا إلى كازا بيا البرتغالي.

سجل ليفرامينتو الهدف الأهم في تاريخ منتخب بلاده أمام الكاميرون، ثم هدفاً حاسماً آخر أمام إسواتيني.

ما الذي يجب معرفته أيضاً؟

يعتمد المنتخب على لاعبين كُثر من أبناء الجاليات، ما منح الفريق عمقاً أكبر وهوية عاطفية مميزة؛ فالكثير من اللاعبين يمثلون المنتخب من أجل آبائهم أو أمهاتهم أو أجدادهم، ما يضيف دافعاً إضافياً في المناسبات الكبرى.

منتخب السعودية سيشارك للمرة السابعة في تاريخه (أ.ف.ب)

السعودية... كيف تأهلت؟

فبعد احتلالها المركز الثالث خلف اليابان وأستراليا في الدور الثالث من التصفيات الآسيوية، انتقلت إلى الدور الرابع بنظام الدوري المصغّر، حيث أنهت هذا الدور فوق العراق بفارق الأهداف فقط.

ما هو سجلها في كأس العالم؟

تعتبر السعودية أكثر منتخبات الخليج استقراراً على الساحة العالمية، إذ شاركت في سبعة من أصل تسعة مونديالات منذ ظهورها الأول في الولايات المتحدة عام 1994.

ومنذ ذلك الحين، لم تبلغ الأدوار الإقصائية، وحققت فقط انتصارين خلال 30 عاماً، لكن فوزها التاريخي على الأرجنتين 2 – 1 في افتتاح مشوارها بمونديال 2022 كان أحد أكبر مفاجآت البطولة.

إلا أنها خسرت لاحقاً أمام بولندا والمكسيك، وخرجت من دور المجموعات.

رينارد سيقود الأخضر للمرة الثانية في المونديال (أ.ف.ب)

من هو المدرب؟

الفرنسي هيرفي رينارد... مرة أخرى.

عاد رينار إلى المنتخب بعد مرحلة قصيرة مع منتخب فرنسا للسيدات، وذلك بعد فترة سابقة ناجحة (2019–2023).

وبعده جاء روبرتو مانشيني الذي واجه مشكلات كبيرة مع اللاعبين وتعرض لنتائج صادمة أمام منتخبات متواضعة مثل إندونيسيا والبحرين، قبل أن تنتهي فترته سريعاً.

رأى رينار أن لديه «عملاً لم يكتمل» مع المنتخب، وسجله يشهد له: فهو أول مدرب يتوج بكأس أفريقيا مع منتخبين مختلفين.

كيف يلعب المنتخب السعودي؟

يلعب الفريق عادةً بـ 4 – 3 – 3، مع تركيز كبير على التنظيم الدفاعي والاستقرار في الوسط.

يلتزم لاعبا الارتكاز بعمق الملعب، بينما تعتمد الخطط الهجومية على قدرات الأجنحة، سواء بالمراوغة أو بالاختراقات العرضية.

وأسلوب البناء مباشر، لكنه ليس هوائياً، فيما يعتمد رينار على أظهرة نشيطة تصعد وتهبط باستمرار.

سالم الدوسري اللاعب الأبرز في الأخضر (رويترز)

من هو اللاعب الأهم؟

سالم الدوسري، رغم بلوغه الـ34 عاماً، لا يزال النجم الأبرز وقائد المنتخب.

هو أحد أهم اللاعبين في تاريخ الكرة السعودية، وصاحب الهدف الشهير أمام الأرجنتين في 2022.

يمتاز بالاختراق من اليسار والتسديد بقدمه اليمنى، ويظل الأكثر قدرة على تغيير المباريات.

كما برز لاعب الوسط صالح أبو الشمات (23 عاماً)، الذي ظهر لأول مرة في 2025 وأثبت حضوراً لافتاً بفضل شغفه وذكائه في استغلال المساحات.

ما الذي يجب معرفته أيضاً؟

تستضيف السعودية كأس العالم 2034، وهو حدث يتجاوز كرة القدم إلى مشروع وطني ضمن «رؤية 2030».

وسيشكل مونديال 2026 محطة تقييم مهمة لطموحات الاتحاد السعودي، خاصة بعد إطلاق برامج متعددة لتطوير المواهب، عقب الإخفاق في كأس آسيا 2023.

حققت أوروغواي انتصاراً تاريخياً على الأرجنتين في بوينس آيرس (أ.ف.ب)

أوروغواي... كيف تأهلت؟

حققت أوروغواي انتصاراً تاريخياً على الأرجنتين في بوينس آيرس لأول مرة منذ أكثر من 40 عاماً ثم فازت على البرازيل في مباراة تلتها مباشرة، ما منحها أفضلية مريحة في جدول التصفيات.

وبرغم تعثرات طفيفة خارج الأرض، فقد حسمت التأهل بسهولة بعد فوزين في آخر ثلاث مباريات، منهية التصفيات بنفس رصيد كولومبيا ولكن بأهداف مسجلة أكثر.

ما هو سجلها في كأس العالم؟

تملك أوروغواي إرثاً فريداً؛ فهي أول منتخب يفوز بكأس العالم عام 1930، ثم حققت اللقب الثاني في 1950 في «ماراكانا» أمام البرازيل، في واحدة من أشهر مباريات التاريخ.

لكن حضورها الحديث في البطولة لم يكن بالقوة نفسها.

أفضل إنجاز في العصر الحديث كان في 2010، عندما وصلت إلى نصف النهائي، في بطولة ارتبطت بلقطة لويس سواريز الشهيرة أمام غانا.

أما مونديال 2022 فجاء محبطاً، مع خروج من دور المجموعات ووداع لجيل المخضرمين: دييغو غودين، إدينسون كافاني، ولويس سواريز.

من هو المدرب؟

بعد عهد طويل للمدرب أوسكار تاباريز امتد لأكثر من 17 عاماً، يتولى الآن القيادة الأرجنتيني مارسيلو بييلسا.

بييلسا، المدرب المعروف بأسلوبه «العنيف التكتيكي» وشغفه بالضغط العالي واللعب العمودي السريع، ترك أثراً فورياً على أداء الفريق، رغم تقارير عن خلافات مع بعض اللاعبين، خصوصاً عقب الخسارة 1 – 5 أمام الولايات المتحدة في نوفمبر.

عقد بييلسا مؤتمراً صحافياً مطولاً استمر 105 دقائق لتوضيح رؤيته والرد على الانتقادات، مؤكداً تصميمه على قيادة المنتخب في كأس العالم.

كيف تلعب أوروغواي؟

من دون كرة، لا تترك أوروغواي أي مساحة للتفكير.

ثلاثي الوسط: مانويل أوغارتي، رودريغو بنتانكور، وفيدريكو فالفيردي، يضغطون عالياً على الخصم، بينما يتقدم المدافعون لقطع الكرات مبكراً.

وعند استرجاع الكرة، تعتمد الهجمات على سرعة الثلاثي الأمامي، مع دعم سريع من لاعبي الوسط المهاجمين مثل أراسكايتا وماكسيميليانو أراوخو وبريان رودريغيز.

الأسلوب مكثف، قائم على الركض والافتكاك والضغط، ويشكل نسخة واضحة من فلسفة بييلسا.

من هو اللاعب الأهم ؟

فيدريكو فالفيردي.

لاعب ريال مدريد يجسد تماماً أسلوب بييلسا؛ لاعب متعدد الأدوار، صاحب قوة بدنية هائلة، ومحرك رئيسي في كل خط.

يجمع فالفيردي بين قدرات دفاعية وهجومية، ويملك تسديدات قوية، إضافة إلى قدرة كبيرة على التقدم في المرتدات.

هو القائد الفعلي للفريق، ونقطة التوازن التي يبنى عليها أسلوب اللعب.

ما الذي يجب معرفته أيضاً؟

تظل أوروغواي أصغر دولة من حيث عدد السكان تفوز بكأس العالم، وتملك إرثاً ثقافياً يسمى «غارا تشاروا»، نسبة إلى السكان الأصليين، ويعبر عن روح قتالية وإيمان دائم بتحدي القوى الأكبر.

يتعامل اللاعبون مع هذا الإرث كجزء من هويتهم الوطنية، وغالباً ما يظهر في تصريحاتهم وسلوكهم داخل الملعب.


هل يحل منتخب مصر عقدة الفوز في مباريات كأس العالم 2026؟

يبقى صلاح اللاعب الأهم في المنتخب المصري منذ سنوات طويلة (أ.ف.ب)
يبقى صلاح اللاعب الأهم في المنتخب المصري منذ سنوات طويلة (أ.ف.ب)
TT

هل يحل منتخب مصر عقدة الفوز في مباريات كأس العالم 2026؟

يبقى صلاح اللاعب الأهم في المنتخب المصري منذ سنوات طويلة (أ.ف.ب)
يبقى صلاح اللاعب الأهم في المنتخب المصري منذ سنوات طويلة (أ.ف.ب)

اكتملت قرعة كأس العالم 2026، وأسفرت عن وقوع منتخبات بلجيكا ومصر وإيران ونيوزيلندا معاً في المجموعة السابعة ويبدو أنها مجموعة في المتناول وفرصة للفراعنة لتسجيل حضور قوي في المونديال القادم.

شبكة The Athletic. قامت ناقشت كيف تأهلت هذه المنتخبات؟ وكيف تلعب؟ ومن هم أبرز الأسماء في كل فريق؟

بلجيكا مرشح أول للتأهل (أ.ف.ب)

بلجيكا... كيف تأهلت؟

تأهلت بلجيكا بسهولة نسبية. ورغم أن تعادلين أمام مقدونيا الشمالية وتعادلاً آخر مع كازاخستان أخّروا الحسم النهائي، فإن المنتخب البلجيكي أنهى مشواره في التصفيات من دون أي هزيمة في مبارياته الثماني.

ولم يكن متوقعاً أن تواجه بلجيكا مجموعة صعبة للغاية، خاصة أن آخر خسارة لها في تصفيات كأس العالم أو كأس أوروبا تعود إلى أكثر من عقد، عندما سقطت أمام ويلز. لكن البلجيك ردّوا الدين في هذه التصفيات، إذ كانت ويلز أقرب منافسيهم على صدارة المجموعة وستخوض الملحق الأوروبي في مارس، غير أنها خَسِرت أمام بلجيكا 4 – 3 ثم 4 – 2 في المواجهتين المباشرتين.

ما هو سجلهم في كأس العالم؟

بدأت بلجيكا في ترك بصمة حقيقية في كأس العالم عام 1986، عندما أنهت البطولة في المركز الرابع، بعدما حرمها الأرجنتيني دييغو مارادونا من بلوغ النهائي. في تلك النسخة، نال إنزو شيفو جائزة أفضل لاعب شاب في البطولة، قبل أن يساعد بلاده على تجاوز دور المجموعات مرة أخرى بعد أربع سنوات.

لكن بلجيكا لم تُعامل بوصفها قوة كروية كبرى إلا في مونديال 2014، حين بلغت ربع النهائي قبل أن تودّع على يد الأرجنتين مجدداً. ثم جاءت نسخة روسيا 2018، حيث دخلت بلجيكا البطولة بين أبرز المرشحين، لكنها خَسِرت أمام فرنسا (حاملة اللقب لاحقاً) في نصف النهائي بهدف دون رد، في نتيجة عُدّت فرصة ضائعة لجيل مليء بالجودة. أما الفشل في تجاوز دور المجموعات في 2022 فاعتُبر على نطاق واسع إعلاناً عن نهاية مرحلة «الجيل الذهبي» الذي تقدّم به العمر معاً.

من هو المدرب؟

يتولى الفرنسي رودي غارسيا قيادة المنتخب البلجيكي. تولى المنصب في يناير خلفاً للإيطالي – الألماني دومينيكو تيديسكو، الذي لم ينجح في البناء على إرث السنوات الست للمدرب السابق روبرتو مارتينيث، التي قضت بلجيكا نصفها في صدارة تصنيف «فيفا» للمنتخبات.

قاد غارسيا منتخب بلجيكا إلى انتصار في ملحق دوري الأمم الأوروبية أمام أوكرانيا بنتيجة إجمالية 4 – 3 في مارس، ليحافظ على وجود «الشياطين الحمر» في المستوى الأول من البطولة. صنع غارسيا اسمه في عالم التدريب من بوابة الأندية، حيث فاز بالدوري الفرنسي مع ليل عام 2011، ثم أنهى الدوري الإيطالي في المركز الثاني مرتين متتاليتين مع روما في 2014 و2015. ويُعرف بأسلوب لعب هجومي جذّاب، كما قاد ليون إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2020 بإقصاء مانشستر سيتي، قبل أن يتراجع بريقه في السنوات الأخيرة عقب تراجع أداء نابولي بعد توليه المسؤولية في صيف 2023.

وكانت آخر محطاته قبل منتخب بلجيكا في الدوري السعودي للمحترفين مع نادي النصر، لكن الطرفين اتفقا على فسخ العقد بعد عشرة أشهر، في وقت كان فيه الفريق متأخراً عن الاتحاد في جدول الترتيب، في ظل تقارير عن علاقة غير مريحة بين غارسيا ونجمه كريستيانو رونالدو.

كيف يلعب المنتخب البلجيكي؟

اعتمد غارسيا حتى الآن على الرسم الخططي 4 – 3 – 3، في تناقض واضح مع كثرة تغييرات تيديسكو في الخطط خلال فترته. وقد أشاد الظهير الأيمن توماس مونييه بالطريقة التي نفخ بها المدرب الجديد روح التفاؤل في المجموعة، من خلال تركيز كبير على الاستحواذ والضغط العكسي. وأظهر غارسيا جرأة في منح الفرصة لعدد من الوجوه الجديدة، مثل لاعب وسط رينجرز نيكولا راسكين، والظهير خواكين سايس من كلوب بروج.

على مستوى الدفاع، بدأ لاعبون من أمثال زينو ديباست (سبورتينغ لشبونة) وكوني دي وينتر (ميلان) وماكسيم دي كويبر (برايتون آند هوف ألبيون) في حمل الراية التي تركها خط ظهر «الجيل الذهبي» الذي ضم فينسنت كومباني، وتوبي ألدرفيريلد، ويان فيرتونغن، وتوماس فيرمايلن.

أما في الأطراف الهجومية، فيتمتع غارسيا بوفرة واضحة؛ فقد استخدم جيريمي دوكو ولياندرو تروسار وشارل دي كيتيلاري وألكسيس سايليماكرس ومالك فوفانا، لكن دوكو يبرز أكثر فأكثر باعتباره التهديد الأهم.

من هو اللاعب الأهم؟

جيريمي دوكو. الجناح البالغ من العمر 23 عاماً مع مانشستر سيتي، رفع مستواه بشكل ملحوظ هذا الموسم على صعيد الأندية، ويبدو أنه يتحمل مسؤوليات أكبر مع المنتخب أيضاً. شارك أساسياً في المباريات الثماني للتصفيات، وسجل خمسة أهداف وصنع ثلاثة، متنقلاً بين الجناحين الأيمن والأيسر.

ولا يزال بإمكان لاعب وسط نابولي كيفن دي بروين أن يكون «العقل المدبر» للفريق، بفضل رؤيته الفائقة في التمرير، متى عاد من إصابته القوية في العضلة الخلفية التي تعرض لها في أواخر أكتوبر، لكنه يتباطأ مع تقدّم العمر (سيبلغ 35 عاماً خلال المونديال). مع ذلك، يبدو أن دوكو هو اللاعب الذي تحاول بلجيكا إيصال الكرة إليه بأكبر قدر ممكن، بفضل قدرته الفريدة في المواجهات الفردية.

ما الذي ينبغي معرفته أيضاً عن بلجيكا؟

استعاد المنتخب حارسه المخضرم تيبو كورتوا بعد مقاطعته الشهيرة للمشاركة تحت قيادة تيديسكو. حارس ريال مدريد كان قد دخل في خلاف مع المدرب السابق، وقال في أغسطس 2024 إنه لن يضيف إلى رصيده البالغ حينها 102 مباراة دولية ما دام تيديسكو في مقاعد البدلاء. لكن الحظ خدم كورتوا؛ إذ لم ينتظر سوى ستة أشهر تقريباً قبل أن يعود إلى التشكيلة بعد بطولة أوروبا، إثر جلسات تفاهم مع غارسيا.

مع ذلك، عرفت بلجيكا مشكلات داخلية في السابق، كان من أبرزها الخلاف بين دي بروين وفيرتونغن في كأس العالم الأخيرة حول تصريحات لاعب الوسط بشأن تقدّم خط الدفاع في العمر.

لم يتأهل المنتخب المصري سوى مرتين، في 1990 و2018 (رويترز)

مصر... كيف تأهلت؟

لم تتعرض مصر لأي خسارة في المجموعة الأولى من التصفيات الأفريقية، حيث فازت في ثماني مباريات وتعادلت مرتين.

لكنها لم تحسم التأهل إلا في أكتوبر، عندما تصدرت المجموعة عقب الفوز على جيبوتي 3 – 0، بفضل ثنائية من محمد صلاح. وظلت بوركينا فاسو تلاحق «الفراعنة» طوال مشوار التصفيات، إلا أن التعادل السلبي بينهما في واغادوغو في سبتمبر حافظ على فارق الخمس نقاط، وكرّس موقع مصر في الصدارة.

ما هو سجلهم في كأس العالم؟

رغم أن مصر كانت أول دولة عربية وأفريقية تشارك في كأس العالم عام 1934، فإنها لم تفز بأي مباراة في النهائيات حتى الآن.

ومنذ ذلك الحين، لم يتأهل المنتخب المصري سوى مرتين، في 1990 و2018، إذ تحوّل الوصول إلى المونديال إلى «عقدة» طويلة على مدى عقود. فقد أوقعتهم القرعة في «مجموعة موت» في تصفيات 2002 و2006، ثم خسروا فاصلاً تاريخياً أمام الجزائر عام 2009، قبل أن يتعرضوا لانهيار أمام غانا في الدور الفاصل من تصفيات مونديال 2014.

أما نسخة 2018، فجاءت مخيبة للآمال؛ إذ دخل صلاح البطولة وهو يعاني من إصابة، وخسر الفريق مبارياته الثلاث في دور المجموعات.

من هو المدرب؟

يتولى المهمة النجم الأسطوري حسام حسن.

المهاجم الذي توّج بكأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات يُعد من أفضل المهاجمين في تاريخ الكرة المصرية، وهو الهداف التاريخي للمنتخب الوطني برصيد 69 هدفاً، ولا يتقدمه في عدد المباريات الدولية سوى أحمد حسن (من دون صلة قرابة).

شارك حسام حسن في مونديال 1990، وحصد ألقاباً محلية عديدة، إلى جانب لقب دوري أبطال أفريقيا عام 2002 مع الزمالك. وللوصول إلى ذلك، كان عليه عبور أكبر «فاصل عاطفي» في كرة القدم المصرية؛ إذ نشأ في قطاعات ناشئي الأهلي، قبل أن يصبح أحد أبرز نجوم تاريخه، ثم ينتقل لاحقاً إلى الغريم التقليدي الزمالك، حيث واصل حصد النجاحات.

أما مسيرته التدريبية فظلت في معظمها داخل مصر، باستثناء فترة قصيرة قاد فيها منتخب الأردن بين 2013 و2014.

كيف يلعب المنتخب المصري؟

يعتمد المنتخب على رسم 4 – 3 – 3، مع تمركز محمد صلاح وعمر مرموش (لاعب مانشستر سيتي) في الطرفين الهجوميين. ومن الطبيعي أن يكون التركيز الهجومي منصباً على الأطراف، مع منح صلاح حرية التراجع إلى العمق والتحرك في مساحات مختلفة.

يتولى «زيزو» دور لاعب الوسط الأيمن، ويكمّل بطابعه الهجومي ميل صلاح للعودة إلى الخلف وصناعة اللعب من وسط الملعب. أما مركز لاعب الوسط الأيسر (الرقم 8 في الجهة اليسرى) فيشغله مؤخراً محمود حسن «تريزيغيه»، لكن عودة إمام عاشور من الإصابة قد تدفع المدرب إلى إعادة تشكيل التشكيلة الأساسية؛ إذ إن شخصية عاشور الفنية أكثر ملاءمة لدور لاعب الوسط، وتمنح الفريق خيارات مختلفة عن الجناح السابق لأستون فيلا.

من هو اللاعب الأهم؟

لا يحتاج الأمر إلى تعريف طويل: محمد صلاح.

يبقى صلاح اللاعب الأهم في المنتخب المصري منذ سنوات طويلة، وعلى عكس كثير من أساطير الكرة المصرية، لم يجد نفسه محاطاً دائماً بأقوى الأجيال. ورغم ذلك، نجح في قيادة مصر إلى كأس العالم 2018، لينهي غياباً عن النهائيات دام 28 عاماً. لكن إصابته في الكتف خلال نهائي دوري أبطال أوروبا 2018 أمام ريال مدريد أثّرت على المنتخب وهو يدخل غمار المونديال.

وفي 2022، حرم إهداره لركلة ترجيح في المواجهة الفاصلة أمام السنغال مصر من بلوغ مونديال قطر. وفي 2026، يأمل صلاح في كتابة صفحة جديدة تماماً في تاريخ مصر مع كأس العالم.

ما الذي ينبغي معرفته أيضاً عن مصر؟

بحلول موعد كأس العالم، قد يكون صلاح قريباً من معادلة، أو ربما تجاوز، رقم مدربه حسام حسن كأفضل هداف في تاريخ المنتخب. حالياً، يملك صلاح 63 هدفاً دولياً، أي يتأخر بستة أهداف عن الرقم القياسي (69)، ولديه فرصة لزيادة حصيلته في كأس الأمم الأفريقية المقبلة.

ومع أن تحطيم الرقم سيكون إنجازاً كبيراً، فإن الإنجاز الأهم قد يتمثل في نجاح صلاح في الجمع بين ذلك وبين الفوز بلقب كأس أفريقيا، وقيادة مصر لبلوغ الأدوار الإقصائية في كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها.

سيكون هذا أول مونديال لإيران منذ 2006 من دون البرتغالي كارلوس كيروش (رويترز)

إيران... كيف تأهلت؟

لم يخلُ طريق إيران من بعض التعثرات والأداء غير المقنع في بعض المحطات، لكنها في النهاية بلغت النهائيات من دون كثير من المنعطفات الخطرة، ومع تبقي مباراتين على نهاية المشوار. كانت الخسارة الوحيدة في مشوار التصفيات الطويل المكون من 16 مباراة عبر مرحلتين أمام قطر، بعد أن كانت بطاقة التأهل قد حُسمت بالفعل.

ما هو سجلهم في كأس العالم؟

ستكون هذه المشاركة الرابعة على التوالي لإيران في كأس العالم، ما يعني أنهم خاضوا منذ 2014 عدداً من النسخ يفوق ما شاركوا فيه طوال تاريخهم قبل ذلك. ومع ذلك، لم ينجحوا بعد في تجاوز دور المجموعات. أفضل ظهور لهم جاء في مونديال 2018، حين حققوا فوزاً مثيراً على المغرب، وتعادلوا مع البرتغال، لكن خسارة ضيقة أمام إسبانيا حرمتهم من بلوغ الأدوار الإقصائية.

أما في النسخة الماضية، فخسروا أمام إنجلترا والولايات المتحدة، وجاء فوزهم الوحيد بفضل هدفين في الدقيقتين 98 و101 أمام منتخب ويلز الذي أكمل المباراة بعشرة لاعبين.

من هو المدرب؟

سيكون هذا أول مونديال لإيران منذ 2006 من دون البرتغالي كارلوس كيروش على مقاعد البدلاء. يتولى المهمة الآن أمير قلعة نويي في فترته الثانية مع المنتخب، بعد أن استلم القيادة عقب مونديال 2022.

على الورق، تبدو أرقامه جيدة؛ التصفيات كانت مريحة نسبياً، ونسبة انتصاراته تقترب من 70 في المئة. لكن هناك قدر كبير من عدم الرضا عن نهجه، خصوصاً لتفضيله المستمر الاعتماد على «الحرس القديم»؛ أي اللاعبين الذين تجاوزوا الثلاثين، مثل علي رضا جهانبخش ولاعب برنتفورد السابق سامان قدوس.

كيف يلعب المنتخب الإيراني؟

لا ينبغي توقع كرة هجومية جذابة أو انفتاح هجومي كبير. تحت قيادة كيروش، كان الفريق صلباً للغاية: لا زخارف، خطان دفاعيان من أربعة لاعبين، ومهاجمان في الأمام، غالباً مهدي طارمي وسردار أزمون. هذا النهج أعطى ثماره إلى حد بعيد، ولا يزال فعالاً من حيث النتائج، لكن ظهرت رغبة في تقديم ما هو أكثر إمتاعاً وهجوماً، خصوصاً مع بروز جيل جديد من اللاعبين. حتى الآن، لم يتحقق هذا التحول بالكامل، سواء على صعيد الأداء أو منح المساحة الكاملة للجيل الجديد.

من هو اللاعب الأهم؟

لا يزال مهدي طارمي هو الاسم الأبرز. المهاجم الذي يسجل الأهداف الآن مع أولمبياكوس (بطل اليونان) بعد موسم مع إنتر في إيطاليا، يبقى رأس الحربة الأهم في المنظومة.

وسيكون من المثير متابعة كيفية تعاطي الجهاز الفني مع ملف علي رضا جهانبخش إذا لم يجد نادياً جديداً قبل انطلاق البطولة. موهبته قد تجعله جزءاً من التشكيل الأقوى، لكن من الصعب على المنتخب الاعتماد على لاعب لم يخض كرة قدم على مستوى الأندية لأكثر من عام حين تنطلق أولى مباريات إيران في يونيو. وعلى صعيد الأسماء الصاعدة، يجدر الانتباه إلى لاعب الوسط محمد حسين نجاد والمهاجم كسرا طاهري.

ما الذي ينبغي معرفته أيضاً عن إيران؟

من بين جميع المنتخبات المشاركة التي ستواجه عوامل ضغط خارجية، تبدو إيران في مقدمة القائمة. فمسألة عدد مشجعيهم الذين سيسمح لهم بدخول الولايات المتحدة لمتابعة المباريات، ستظل مثار نقاش حتى انطلاق البطولة في يونيو.

كما أن ما حدث في كأس العالم الماضية لا يزال حاضراً في الأذهان، عندما احتج لاعبو إيران ضد قمع الاحتجاجات في بلادهم. السؤال المطروح: هل يمكن للمنتخب أن يتعامل مع هذه الضغوط ويقدم أداءً يوازي إمكاناته داخل الملعب؟

منتخب نيوزلندا سيلعب للمرة الثانية في المونديال (أ.ف.ب)

نيوزيلندا... كيف تأهلت؟

منذ انضمام أستراليا إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قبل مونديال جنوب أفريقيا 2010، أصبحت نيوزيلندا القوة الكبرى في قارة أوقيانوسيا. وبوصفها المصنفة في المركز 86 عالمياً في تصنيف «فيفا»، حصلت على إعفاء من الدور الأول في التصفيات، قبل أن تحقق ثلاثة انتصارات من ثلاث مباريات، سجلت خلالها 19 هدفاً واستقبلت هدفاً واحداً فقط، لتتجاوز بسهولة منتخبات تاهيتي وفانواتو وساموا.

وفي الدور الثالث، سحقت نيوزيلندا منتخب فيجي 7 – 0 في نصف النهائي، ثم فازت على نيو كاليدونيا 3 – 0 في المباراة النهائية، لتحسم بطاقة التأهل إلى كأس العالم من دون معاناة تُذكر.

ما هو سجلهم في كأس العالم؟

السجل متواضع نسبياً. ستكون هذه ثالث مشاركة لنيوزيلندا في النهائيات، لكن كل مشاركة حملت معها نوعاً من التقدم أو الإضافة.

جاءت مشاركتهم الأولى في 1982، وهي النسخة الأولى التي توسعت من 16 إلى 24 منتخباً. شهدت تلك البطولة تسجيل نيوزيلندا أول أهدافها في كأس العالم ضمن خسارة 5 – 2 أمام إسكتلندا في المباراة الافتتاحية، ثم ودعوا دور المجموعات بعد خسارتين أمام الاتحاد السوفياتي (3 – 0) والبرازيل (4 – 0).

أما في 2010، فقد منح هدف وينستون ريد في الوقت بدل الضائع أمام سلوفاكيا أول نقطة لنيوزيلندا في تاريخ كأس العالم. كما تقدم المنتخب في النتيجة لأول مرة في النهائيات خلال مباراة التعادل 1 – 1 مع إيطاليا، قبل أن ينهي المجموعة في المركز الثالث بعد تعادل سلبي مع باراغواي. اللافت أن نيوزيلندا كانت المنتخب الوحيد الذي أنهى مونديال جنوب أفريقيا من دون أي خسارة، في وقت تلقى فيه البطل إسبانيا هزيمة في مباراته الافتتاحية أمام سويسرا.

من هو المدرب؟

يقود المنتخب دارين بيزلي، وهو اسم قد يكون مألوفاً لبعض مشجعي واتفورد الإنجليزي. الظهير المولود في إنجلترا خاض ما يقارب 300 مباراة مع واتفورد في بداية مسيرته الاحترافية، قبل أن ينتقل من والسول في دوري الدرجات الإنجليزية إلى نادي نيوزيلاند نايتس في الدوري الأسترالي قبل 20 عاماً.

في مسيرته التدريبية، التحق بالجهاز الفني للمنتخبات النيوزيلندية عبر منتخب تحت 17 عاماً مساعداً عام 2009، مع استثناء وحيد تمثل في فترات قصيرة عمل خلالها في الدوري الأميركي مع كولورادو رابيدز، وفي الدوري الأسترالي مع نيوكاسل جيتس. وفي يوليو 2023، عُيّن بيزلي مدرباً أول لمنتخب نيوزيلندا في هذه الدورة التأهيلية للمونديال، بالتوازي مع قيادته منتخب تحت 23 عاماً في أولمبياد 2024. خرج فريقه من دور المجموعات هناك، خلف الولايات المتحدة وفرنسا (التي حصدت الميدالية الفضية لاحقاً).

كيف يلعب المنتخب النيوزيلندي؟

على الرغم من محدودية الموارد والنقص النسبي في عدد اللاعبين على أعلى مستوى، يحاول بيزلي أن يقدم كرة مبنية على الاستحواذ. يعتمد الفريق على خطة 4 – 2 – 3 – 1، ويسعى للبناء المنظم من الخلف بدلاً من اللجوء التلقائي إلى إرسال الكرات الطويلة نحو نقطة الارتكاز الواضحة في الهجوم: المهاجم كريس وود نجم نوتنغهام فورست.

وقد أظهرت الهزيمة 1 – 0 في بولندا والتعادل 1 – 1 في النرويج (في مباراة غاب عنها إيرلينغ هالاند) خلال المباراتين الوديتين في أكتوبر أن المنتخب قادر إلى حد ما على تنفيذ هذا الأسلوب. المشكلة الأكبر تمثلت في استغلال الفرص التي يصنعها الفريق، خصوصاً عندما لا تسقط الكرة في أقدام المهاجم رقم 9. وقد بلغت مشاركة وود في هاتين المباراتين 68 دقيقة فقط.

من هو اللاعب الأهم؟

الإجابة هنا بسيطة للغاية: كريس وود.

المهاجم البالغ 33 عاماً، الذي قضى سنوات طويلة في الدوري الإنجليزي الممتاز مع أندية ويست بروميتش وليستر سيتي وبيرنلي ونيوكاسل، ويلعب حالياً مع نوتنغهام فورست، هو الاسم الأبرز في كرة القدم النيوزيلندية. يعد وود الهداف التاريخي لمنتخب بلاده برصيد 45 هدفاً، كما يتقاسم الرقم القياسي لعدد المشاركات (88 مباراة) مع المدافع السابق في الدوري الهولندي الممتاز إيفان فيسيليتش.

يُعرف وود بطوله الفارع وتحركاته الخطيرة في منطقة الجزاء، وهو أيضاً قائد المنتخب. وبعد أن سجل بالفعل في الدوري الإنجليزي وعلى مستوى المسابقات الأوروبية هذا الموسم، سيحاول إضافة هدفه الأول في كأس العالم خلال صيف البطولة.

ما الذي ينبغي معرفته أيضاً عن نيوزيلندا؟

جاء لقب «أول وايتس» (البيض بالكامل) للمنتخب النيوزيلندي عندما ظهر الفريق بقميص أبيض بالكامل للمرة الأولى في التحضيرات لمشاركته الأولى في كأس العالم في إسبانيا. ولم يكن مفاجئاً أن يكون هذا الاسم «رديفاً» كروياً لأسطورة منتخب «أول بلاكس» (الرجبي) الأكثر نجاحاً في البلاد.

في السنوات الأخيرة، أثيرت نقاشات حول دلالات الاسم في سياق التنوع الثقافي والتمثيل، وما إذا كان ينبغي الاستمرار في استخدامه. غير أن تطور ألوان قمصان الحكام في كرة القدم الحديثة يسمح لنيوزيلندا باللعب اليوم بزي أسود بالكامل كطقم احتياطي من دون التباس.


ترمب مدفوعاً بحمى المونديال: كرة القدم الأميركية يجب إعادة تسميتها!

أميركيون يتابعون مراسم القرعة على شاشة عملاقة في التايمز سكوير (رويترز)
أميركيون يتابعون مراسم القرعة على شاشة عملاقة في التايمز سكوير (رويترز)
TT

ترمب مدفوعاً بحمى المونديال: كرة القدم الأميركية يجب إعادة تسميتها!

أميركيون يتابعون مراسم القرعة على شاشة عملاقة في التايمز سكوير (رويترز)
أميركيون يتابعون مراسم القرعة على شاشة عملاقة في التايمز سكوير (رويترز)

مدفوعاً بحمى مونديال 2026، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إن رياضة كرة القدم الأميركية (أميريكان فوتبول) يجب أن تُعاد تسميتها، لأن اللعبة التي تُلعب بالكرة المستديرة، سوكر، هي «كرة القدم (فوتبول) الحقيقية».

وأضاف ترمب خلال مراسم سحب قرعة كأس العالم في واشنطن: «لدينا القليل من التضارب مع شيء يُسمى فوتبول، لكن عندما تفكر في الأمر، هذا هو الفوتبول، لا شك في ذلك. علينا أن نجد اسماً آخر لدوري كرة القدم الأميركية (ناشونال فوتبول ليغ)». وتابع: «الأمر لا يبدو منطقياً عندما تفكر فيه».

بالنسبة للأميركيين، تشير كلمة «فوتبول» إلى كرة القدم الأميركية، وهي رياضة تُلعب أساساً باليدين، وتختلف تماماً عما يسميه باقي العالم كرة القدم.

ويتابع تقريباً كامل الشعب الأميركي كل عام المباراة النهائية لدوري كرة القدم الأميركية، المعروفة باسم «سوبر بول»، فيما حرص رئيس فيفا جاني إنفانتينو الجمعة على التأكيد للأميركيين أن كأس العالم 2026 ستكون بمثابة «104 مباريات سوبر بول».

ويُعرف ترمب بشغفه بالرياضة بشكل عام، لكنه طوّر في الآونة الأخيرة اهتماماً خاصاً بكرة القدم، يزداد مع اقتراب موعد كأس العالم 2026 التي ستقام الصيف المقبل في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.