ضيوف الرحمن يبدأون اليوم رحلة الصعود إلى منى لقضاء يوم التروية

الكعبة المشرفة تستعد لارتداء حلتها الجديدة.. والحجاج يقفون في الصعيد الطاهر غدًا

TT

ضيوف الرحمن يبدأون اليوم رحلة الصعود إلى منى لقضاء يوم التروية

تبدأ قوافل حجاج بيت الله الحرام منذ الساعات الأولى من فجر هذا اليوم «الثامن من شهر ذي الحجة» في الصعود إلى مشعر منى، لقضاء يوم التروية اقتداءً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وسط تكامل في الخدمات والإمكانات التي أعدتها مختلف الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، وولي ولي العهد، الرامية إلى تسخير جل الإمكانات والخدمات أمام وفود الرحمن ليتمكنوا من أداء مناسكهم وشعائرهم بطمأنينة ويسر وفي جو مفعم بالأمن والإيمان، وبمتابعة ميدانية مباشرة من الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، فيما يتهيأ صعيد عرفات الطاهر إلى استقبال ضيوف الرحمن يوم غد، يقضون النهار بأكمله، ثم يبدأون بعد غروب شمس يوم التاسع من ذي الحج في عملية النفرة إلى مزدلفة ثم إلى منى بعد فجر يوم العاشر من ذي الحجة وهو أول أيام عيد الأضحى المبارك.
وتستعد الكعبة المشرفة فجر غد الأربعاء المصادف ليوم عرفة، إلى الاكتساء بحلتها الجديدة جريًا على العادة المتبعة في كل عام، وتبدأ مراسم تغيير الكسوة بحضور عدد من منسوبي رئاسة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، ومصنع كسوة الكعبة المشرفة، وذلك عقب صلاة الفجر، على يد 86 فنيًا حيث سيتم استبدال الكسوة القديمة بحلة جديدة صنعت بأيد سعودية فنية ماهرة.
من جانبها، أعدت قيادة أمن الحج خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر منى ابتداء من الليلة قبل الماضية ركزت على توفير مظلة الأمن والأمان وتحقيق السلامة واليسر على جميع الطرق التي يسلكها الحجاج من مكة المكرمة إلى منى إضافة إلى تنظيم عملية حركة المشاة لمشعر منى، وجندت جميع الطاقات الآلية والبشرية من رجال الأمن لتنفيذ خطة تصعيد الحجاج لمشعر منى.
ومن جهته، أكد اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية، جاهزية جميع القطاعات باختلاف تخصصاتها، لتنفيذ خطة حج هذا العام 1436هـ، آخذين في الحسبان نجاحات المواسم السابقة، وانطلاقًا لمواصلة تميز السعودية عالميًا فيما يتعلق بإدارة الحشود البشرية، إلى جانب تقديم أفضل الخدمات للحجاج.
وأشار التركي خلال مؤتمر صحافي عقدته كافة الأجهزة المعنية بحج هذا العام في مكة أمس، إلى أن جميع رجال الأمن المشاركين في أعمال هذا الموسم، في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة: «يعون مسؤوليتهم تجاه الإرهاب، ولديهم الصلاحية الكاملة في التعامل مع أي حالة في حينها واتخاذ اللازم حيالها».
وبدورها، أتمت القوات المسلحة السعودية استعداداتها لاستقبال ضيوف الرحمن ورفعت من جاهزية جميع الوحدات المشاركة في موسم حج هذا العام، وجندت طاقاتها وإمكاناتها كافة لخدمة الحجاج بمشاركة جميع أفرع القوات بعدد من الوحدات والآليات والطائرات العمودية لأداء المهام الموكلة بها، كما جهزت الخدمات الطبية مستشفى القوات المسلحة بمنى والكثير من المراكز الصحية التابعة لها بأحدث الأجهزة الطبية التي يعمل عليها كادر طبي لاستقبال حجاج بيت الله الحرام الذين يحتاجون للرعاية الطبية.
بينما كشف، العقيد سامي الشويرخ قائد التوعية والإعلام بالأمن العام، خلال المؤتمر الصحافي المشترك، أن خطط تنظيم وتفويج الحجاج في مكة المكرمة والحرم الشريف اكتملت مفيدا أن عدد المخالفين لأنظمة وتعليمات الحج حتى أول من أمس بلغ 12850 مخالفا، وعدد المركبات المحجوزة والمعادة التي تنقل الحجاج غير النظاميين بلغت 35 ألفا و990 سيارة، وعدد ناقلي الحجاج غير النظاميين حتى يوم أمس بلغ 1295 شخصًا، وعدد المكاتب الوهمية التي تم ضبطها ويجري التعامل معها مع جهات الاختصاص بلغت 58 مكتبا من مختلف المناطق.
فيما أوضح فيصل الزهراني المتحدث باسم وزارة الصحة، أن الوزارة بدأت منذ وقت مبكر بتكثيف استعداداتها وتجهيز مختلف مرافقها الصحية، حيث تم التركيز على الشقين الوقائي والعلاجي، وأضاف بأن الجانب العلاجي اقتضى تجهيز 25 مستشفى وزعت في مشعر منى بواقع 6 مستشفيات و7 في العاصمة المقدسة و9 مستشفيات في المدينة المنورة، إضافة إلى مدينة الملك عبد الله الطبية بمكة المكرمة، مفيدًا أن عدد الأسرة بلغ نحو 5 آلاف سرير في مناطق الحج فقط.
في وقت أشار، بندر بارحيم المتحدث باسم هيئة الهلال الأحمر السعودي، إلى أن عدد المراكز المدرجة في خطط هذا العام بلغ 160 مركزا إسعافيا، منها 29 مركزا إسعافيا في المنافذ البحرية والجوية والبرية والطرق المؤدية إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، إضافة إلى 46 نقطة تمركز للفرق الطبية الراجلة في الحرم المكي الشريف والمسجد النبوي.
وأفاد أن عدد الآليات المشاركة في موسم هذا لعام 550 آلية منها 9 طائرات بكامل طاقمها الطبي والفني، بالإضافة إلى 30 فرقة للتدخل السريع و30 فرقة دراجات نارية، بالإضافة إلى تأمين 445 سيارة إسعاف بكامل تجهيزاتها الطبية والفنية ومجهزة بأفضل التجهيزات، مشيرا إلى أن الفرق الإسعافية الأرضية بجميع أنواعها يبلغ عددها 833 فرقة إلى جانب العاملين المتخصصين في غرفة العمليات والبالغ عددهم 193 من أطباء وفنيين الذي يعملون على استقبال وتسهيل البلاغات عن طريق الهاتف المخصص 997 ومنهم مترجمون إلى عدة لغات.
وأشار إلى أن المتطوعين المشاركين في هذا العام يبلغ عددهم 957 متطوعا منهم 770 من الرجال و250 من النساء جميعهم من التخصصات الطبية ويعملون في الحرم المكي الشريف وساحاته والمسجد النبوي.
بينما شهدت المشاعر المقدسة عصر أمس، أولى رحلات قطار المشاعر خلال موسم حج هذا العام لتحميل وتنزيل مستخدمي القطار، وتنفيذ خطة عمل منسوبي مؤسسات الحج والطوافة والجهات الأمنية والخدمية في جميع محطات القطار وعلى مدار الساعة لخدمة ضيوف الرحمن.
وفي مكة المكرمة، هيأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لموسم حج هذا العام، نحو 210 أبواب بالحرم المكي، مزودة بلوحات رقمية إرشادية وأكثر من 14 سلمًا كهربائيًا يعمل بها أكثر من 1400 مراقب ومراقبة من المؤهلين والمؤهلات علميًا وعمليًا.
وأوضح عبد الله الطميح مدير إدارة الأبواب بالمسجد الحرام أنه تم تخصيص 23 بابًا منها لذوي الاحتياجات الخاصة لتسهم في إرشادهم إلى الممرات المخصصة لهم وتسهيل عملية دخولهم وخروجهم للمسجد الحرام ومساعدتهم من قبل منسوبي الإدارة في ذلك.

* يوم التروية
* يقضي الحجاج هذا اليوم «الثامن من ذي الحجة»، الذي يعرف بـ«يوم التروية» اقتداءً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، محرمين على اختلاف نسكهم، سواء كان الحاج متمتعا أو قارنا أو مفردا في منى.
ويستحب التوجه إلى منى قبل الظهر، فيصلي بها الحجاج الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرًا للصلاة الرباعية ومن دون جمع، ولا فرق في ذلك بين أهل مكة المكرمة وغيرهم، من السنة أن يبيت الحاج في منى يوم التروية، وعندما يصلي الحاج فجر التاسع من ذي الحجة ينتظر حتى طلوع الشمس فيتجه صوب عرفات بهدوء وسكينة ملبيًا ومكبرًا وذاكرًا لله تعالى.



السعودية تعلن إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»

بن فرحان خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام (وزارة الخارجية السعودية)
بن فرحان خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام (وزارة الخارجية السعودية)
TT

السعودية تعلن إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»

بن فرحان خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام (وزارة الخارجية السعودية)
بن فرحان خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام (وزارة الخارجية السعودية)

أعلن الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، أمس الخميس، باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين عن إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»، وذلك خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام، الذي عقد على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية.

وفي بداية كلمة الأمير فيصل شدّد على أن الحرب على غزة تسببت في حدوث كارثة إنسانية، إلى جانب الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها قوة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وتهديد المسجد الأقصى الشريف والمقدسات الدينية، تكريسًا لسياسة الاحتلال والتطرف العنيف.

وقال وزير الخارجية: «إن الدفاع عن النفس لا يمكن أن يبرر قتل عشرات الآلاف من المدنيين وممارسة التدمير الممنهج، والتهجير القسري، واستخدام التجويع كأداة للحرب، والتحريض والتجريد من الإنسانية، والتعذيب الممنهج بأبشع صوره بما في ذلك العنف الجنسي وغيرها من الجرائم الموثقة وفقًا لتقارير الأمم المتحدة».

وتطرق وزير الخارجية للتصعيد في المنطقة وقال: «إننا نشهد في هذه الأيام تصعيدًا إقليميًا خطيرًا يطال الجمهورية اللبنانية الشقيقة ويقودنا إلى خطر اندلاع حرب إقليمية تهدد منطقتنا والعالم أجمع».

وطالب وزير الخارجية بوقف الحرب قائلاً: «إننا نطالب بالوقف الفوري للحرب القائمة، وجميع الانتهاكات المخالفة للقانون الدولي، ومحاسبة جميع معرقلي مسار السلام وعدم تمكينهم من تهديد أمن المنطقة والعالم أجمع»، وأضاف: «إننا نتساءل ماذا تبقى من مصداقية النظام العالمي وشرعيته أمام وقوفنا عاجزين عن وقف آلة الحرب، وإصرار البعض على التطبيق الانتقائي للقانون الدولي في مخالفة صريحة لأبسط معايير المساواة والحرية وحقوق الإنسان».

وشدد وزير الخارجية على أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة حقٌ أصيل وأساس للسلام، وليس نتيجة نهائية يتم التفاوض عليها ضمن عملية سياسية بعيدة المنال. وقال: «نُؤكد تقديرنا للدول التي اعترفت بفلسطين مؤخراً، وندعو كافة الدول للتحلي بالشجاعة واتخاذ ذات القرار، والانضمام إلى الإجماع الدولي المتمثّل بـ (149) دولة مُعترفة بفلسطين. إنّ تنفيذ حلّ الدولتين هو الحل الأمثل لكسر حلقة الصراع والمعاناة، وإنفاذ واقع جديد تنعم فيه كافة المنطقة، بها فيها إسرائيل، بالأمن والتعايش».

واختتم وزير الخارجية كلمته بإعلان إطلاق «التحالف الدوليٍ لتنفيذ حل الدولتين»، قائلاً: «إننا اليوم باسم الدول العربية والإسلامية وشركائنا الأوروبيين نعلن إطلاق "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"، وندعوكم للانضمام إلى هذه المبادرة، مؤكدين أننا سنبذل قصارى جهودنا لتحقيق مسار موثوق لارجعة فيه لسلام عادلٍ وشامل. ونتطلع إلى سماع ما لديكم للإسهام في إنهاء هذا الصراع، حفاظًا على الأمن والسلم الدوليين».