النيجر وبوركينا فاسو... تدمير قافلة إرهابية كانت تعبر حدود البلدين

أول تنسيق ميداني بين الجيشين منذ توقيع «ميثاق الدفاع المشترك»

أسلحة ومعدات صودرت بعد تدمير القافلة الإرهابية (وكالة أنباء بوركينا فاسو الرسمية)
أسلحة ومعدات صودرت بعد تدمير القافلة الإرهابية (وكالة أنباء بوركينا فاسو الرسمية)
TT
20

النيجر وبوركينا فاسو... تدمير قافلة إرهابية كانت تعبر حدود البلدين

أسلحة ومعدات صودرت بعد تدمير القافلة الإرهابية (وكالة أنباء بوركينا فاسو الرسمية)
أسلحة ومعدات صودرت بعد تدمير القافلة الإرهابية (وكالة أنباء بوركينا فاسو الرسمية)

أعلنت بوركينا فاسو والنيجر القضاء على مجموعة من الإرهابيين حاولت عبور الحدود بين البلدين في أول عملية عسكرية مشتركة بين جيشي البلدين منذ التوقيع على ميثاق للدفاع المشترك، كما جاءت العملية بالتزامن مع قرار فرنسا سحب قواتها رسمياً من النيجر، لينتهي بذلك نفوذ القوة الاستعمارية السابقة في منطقة الساحل.

وجاء في برقية نشرتها «وكالة أنباء بوركينا فاسو» (رسمية)، مساء الأحد، أن «مجموعة من الإرهابيين غادرت أراضي النيجر، متوجهة نحو منطقة (كانتشاري) في بوركينا فاسو جرى تحييدها من طرف القوات المسلحة لبوركينا فاسو والنيجر»، دون أن تعطي أي تفاصيل حول عدد الإرهابيين الذين جرى تحييدهم.

وأضاف المصدر نفسه أن العملية العسكرية جرت «بتنسيق تام ما بين سلاح الجو في النيجر وبوركينا فاسو»، مشيراً إلى أنها أسفرت عن القضاء التام على «قافلة من الإرهابيين مكونة من مئات الدراجات النارية»، بالإضافة إلى «تدمير كميات معتبرة من الوسائل اللوجيستية».

وأوضحت الوكالة التي تتبع بشكل رسمي حكومة بوركينا فاسو أن الأمر يتعلقُ بمجموعة من زعامات الحركات الإرهابية كانت تنوي الاجتماع في قواعدها بالقرب من «بوندوكوي»، في الشريط الحدودي بين النيجر وبوركينا فاسو.

معدات ودراجات نارية صودرت بعد تدمير القافلة الإرهابية (وكالة أنباء بوركينا فاسو الرسمية)

وتعد هذه أول عملية عسكرية مشتركة بين النيجر وبوركينا فاسو، يعلنُ عنها بشكل رسمي، منذ أن جرى انقلاب عسكري في النيجر نهاية يوليو (تموز) الماضي، وتوقيع ميثاق للدفاع المشترك قبل قرابة أسبوعين ضم البلدين، بالإضافة إلى دولة مالي المجاورة لهما، كان هدفه الأول هو توحيد جهود البُلدان الثلاثة في الحرب على الإرهاب، ضمن تحالف سَمّوه «دول الساحل».

ميثاق الدفاع المشترك أطلقت عليه الدول الثلاث اسم «ميثاق ليبتاغو غورما»، وهي منطقة الحدود الثلاثية بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وتعد واحدة من أخطر مناطق الساحل الأفريقي، حيث تنشط فيها مجموعات مسلحة تدين بالولاء لتنظيمي «داعش» و«القاعدة»، وهي المنطقة نفسها التي جرت فيها العملية العسكرية الأخيرة.

ورغم أن التنسيق بين جيوش الدول الثلاث من شأنه أن يسهم في تعزيز قدرتها على مواجهة خطر الإرهاب العابر للحدود، فإن البلدان الثلاثة لا تزال تواجه مخاطر الإرهاب داخل أراضيها، على سبيل المثال تتواصل الهجمات الإرهابية بشكل متصاعد في بوركينا فاسو، وكان آخرها هجوماً استهدف دورية للجيش (الأحد).

ووفق الحكومة فإن مجموعة من الإرهابيين هاجمت دورية الجيش في منطقة «كوسوكا»، شمال بوركينا فاسو، ولكن الحكومة أكدت أن الجيش نجح في التصدي للمجموعة الإرهابية، وبفضل سلاح الجو قتل مجموعة منهم كانت تحاول الفرار باتجاه مدينة «هامدالاي»، كما صادرت القوات على الأرض مجموعة من المعدات اللوجيستية.

وإثر الهجوم أطلق جيش بوركينا فاسو عملية عسكرية قادتها وحدة متنقلة من قوات التدخل السريع، بالتعاون مع ميليشيات محلية من المتطوعين، وبدعم من سلاح الجو، استهدفت قواعد إرهابية بالقرب من قريتي «كوسوكا» و«تيمناوري» شمال البلاد، وقاعدة إرهابية أخرى بالقرب من «بام»، وسط البلاد.

وفي بيان صحافي، أعلن الجيشُ أن العملية العسكرية مكنت من تدمير القواعد الإرهابية المذكورة، والقضاء على أكثر من 20 إرهابياً، واعتقال عدد آخر منهم لم يحدده، وقال قائد الأركان العامة لجيش بوركينا فاسو إنه «يهنئ الوحدة المختلطة للتدخل السريع على هذا الهجوم الناجح، ويدعو جميع القوات المشاركة على مواصلة مهمتها المتمثلة في استعادة السيطرة على أراضي البلاد».

وتشير تقارير شبه رسمية إلى أن قرابة 40 في المائة من أراضي بوركينا فاسو توجد خارج سيطرة الدولة، وتنشط فيها جماعات مسلحة موالية لتنظيمي «داعش» و«القاعدة».


مقالات ذات صلة

4 ناقلي بضائع مغاربة اختفوا على الحدود بين النيجر وبوركينا فاسو

أفريقيا مسؤولون وأعضاء من وكالة الطوارئ الوطنية يمسحون محتوى رسومياً لجثث ضحايا انفجار صهريج وقود مغطاة بأغصان الأشجار عند تقاطع ديكو وهو طريق يربط أبوجا بكادونا بنيجيريا في 18 يناير 2025 (إ.ب.أ)

4 ناقلي بضائع مغاربة اختفوا على الحدود بين النيجر وبوركينا فاسو

فُقد الاتصال بـ4 مواطنين مغاربة يشتغلون في قطاع نقل البضائع نحو دول أفريقيا، حين كانوا على متن شاحنات نقل تستعد لعبور الحدود بين بوركينا فاسو والنيجر.

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو ورئيس حزب «النصر» أوميت أوزداغ يخضعان للتحقيق بتهمتي التهديد وإهانة إردوغان (موقع حزب النصر)

تركيا: تحقيقان ضد إمام أوغلو وأوزداغ بتهمتي التهديد وإهانة إردوغان

تعيش تركيا أجواء صدام حاد بين الحكومة والمعارضة تُرجمت بسلسلة من التحقيقات والملاحَقات القضائية التي وصفها زعيم المعارضة أوزغور أوزال بأنها «إعلان حرب».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» يان إيغلاند يستمع سؤالاً خلال مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» في كابل بأفغانستان يوم 8 يناير 2023 (أ.ب)

رئيس وكالة إغاثية: تخفيض التمويل لأفغانستان هو أكبر تهديد يضر بمساعدة النساء

حذر رئيس إحدى وكالات الإغاثة الكبرى، الأحد، بأن تخفيض التمويل المخصص لأفغانستان يمثل التهديد الأكبر المُضِرّ بمساعدة النساء في البلاد.

«الشرق الأوسط» (كابل)
آسيا تشهد باكستان موجة من عنف المتمردين وخاصة في المقاطعات الغربية خيبر بختونخوا في الشمال التي تحد أفغانستان وتعد موطناً لـ«طالبان» الباكستانية وبلوشستان في الجنوب التي تحد إيران وتعد موطناً للتمرد البلوشي... ووفقاً لمركز البحوث والدراسات الأمنية «CRSS» قُتل ما لا يقل عن 685 فرداً من قوات الأمن في إجمالي 444 هجوماً إرهابياً في عام 2024 مما يجعله العام الأكثر دموية (إ.ب.أ)

باكستان تطلق عملية أمنية بعد تصاعد العنف الطائفي

قال مسؤولون باكستانيون، الاثنين، إن قوات الأمن أطلقت عملية أمنية تستهدف المسلحين في منطقة مضطربة في شمال غربي البلاد على الحدود مع أفغانستان، بعد تصاعد الهجمات.

«الشرق الأوسط» (باراتشينار(باكستان))
أفريقيا أسلحة صومالية بعد ضبطها لدى عناصر من حركة «الشباب» (متداولة)

ضبط أسلحة في طريقها إلى «حركة الشباب» بجنوب وسط الصومال

ضبط الجيش الوطني الصومالي سيارة محملة بالأسلحة في طريقها إلى «ميليشيات الخوارج» بمحافظة هيران في جنوب وسط البلاد.

«الشرق الأوسط» (مفديشو )

4 ناقلي بضائع مغاربة اختفوا على الحدود بين النيجر وبوركينا فاسو

مسؤولون وأعضاء من وكالة الطوارئ الوطنية يمسحون محتوى رسومياً لجثث ضحايا انفجار صهريج وقود مغطاة بأغصان الأشجار عند تقاطع ديكو وهو طريق يربط أبوجا بكادونا بنيجيريا في 18 يناير 2025 (إ.ب.أ)
مسؤولون وأعضاء من وكالة الطوارئ الوطنية يمسحون محتوى رسومياً لجثث ضحايا انفجار صهريج وقود مغطاة بأغصان الأشجار عند تقاطع ديكو وهو طريق يربط أبوجا بكادونا بنيجيريا في 18 يناير 2025 (إ.ب.أ)
TT
20

4 ناقلي بضائع مغاربة اختفوا على الحدود بين النيجر وبوركينا فاسو

مسؤولون وأعضاء من وكالة الطوارئ الوطنية يمسحون محتوى رسومياً لجثث ضحايا انفجار صهريج وقود مغطاة بأغصان الأشجار عند تقاطع ديكو وهو طريق يربط أبوجا بكادونا بنيجيريا في 18 يناير 2025 (إ.ب.أ)
مسؤولون وأعضاء من وكالة الطوارئ الوطنية يمسحون محتوى رسومياً لجثث ضحايا انفجار صهريج وقود مغطاة بأغصان الأشجار عند تقاطع ديكو وهو طريق يربط أبوجا بكادونا بنيجيريا في 18 يناير 2025 (إ.ب.أ)

فُقد الاتصال بـ4 مواطنين مغاربة يشتغلون في قطاع نقل البضائع نحو دول أفريقيا جنوب الصحراء، حين كانوا على متن شاحنات نقل تستعد لعبور الحدود بين دولتي بوركينا فاسو والنيجر، البلدين الواقعين في منطقة الساحل ويواجهان تحديات أمنية متصاعدة منذ سنوات عدة.

الطريق الخطر

ووفق ما نقلت الصحافة المغربية عن مصادر دبلوماسية وأخرى محلية، فإن ناقلي البضائع الأربعة كانوا 3 سائقين لثلاث شاحنات، وأحدهم يرافقه مساعده، وغادرت الشاحنات الثلاث مدينة (دوري) في أقصى شمال شرقي بوركينا فاسو، متوجهة نحو مدينة (تيرا) في غرب النيجر.

ولكن المنطقة التي كان يتوجب على الشاحنات عبورها تنشط فيها جماعات مسلحة بعضها يتبعُ تنظيم «داعش»، وأخرى تتبع تنظيم «القاعدة»، ويخوض فيها جيشا البلدين معارك شرسة ضد التنظيمات الإرهابية من أجل استعادة السيطرة على المنطقة بشكل تام.

وقبل أسبوع، نصبت مجموعة إرهابية مسلحة كميناً لوَحدة من جيش بوركينا فاسو، غير بعيد من مدينة (دوري)، وقتلت 18 جندياً من الجيش، وتسببت في إصابة 11 من المدنيين، كانوا عبارة عن سائقي شاحنات محملة بالمواد الغذائية لتموين واحدة من المدن المحاصرة في المنطقة.

ومن أجل تأمين ناقلي البضائع الذين يعبرون المنطقة، سواء لتزويد المدن والقرى بالمواد الغذائية الأساسية، أو التوجه نحو النيجر في إطار التبادل التجاري، ينظم الجيش مواكب عسكرية ترافق هذه الشحنات من أجل حمايتها من أي هجوم، ولكن التنظيمات الإرهابية كثيراً ما تستهدف هذه المواكب.

دون حراسة

أما بخصوص الشاحنات المغربية، فقد نقلت «رويترز» عن الكاتب الوطني للاتحاد العام للنقل في المغرب، الشرقي الهاشمي، قوله إن «الشاحنات انطلقت بعد انتظار لمدة أسبوع دون الحصول على مرافقة للحراسة».

وأضاف الهاشمي أن «الشاحنات المحملة بمعدات للبنية التحتية»، مشيراً إلى أنها «غادرت قبل أسابيع من الدار البيضاء متجهة إلى النيجر»، وهو ما يعني أنها عبرت من موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو، وقبل وصولها إلى النيجر وقعت الحادثة.

وقال الهاشمي إن قافلة من الشاحنات المغربية تعرضت في وقت سابق من يناير (كانون الثاني) الحالي لهجوم على الحدود بين مالي وموريتانيا دون وقوع إصابات، داعياً في السياق نفسه إلى «مزيد من الحماية في المناطق شديدة الخطورة مع استمرار ارتفاع عدد الشاحنات المغربية التي تعبر منطقة الساحل».

خلية أزمة

ورغم أنه لم يصدر أي تصريح رسمي حول الحادثة، سواء على مستوى المغرب أو بوركينا فاسو أو النيجر، فإن الصحف المغربية قالت إن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة في الخارج شكلت «خلية أزمة» لمتابعة الوضع.

وقالت الصحف إن «التحقيقات مستمرة» لمعرفة حقيقة ما حدث، بينما نقلت عن مصدر دبلوماسي مغربي قوله إن السفارة المغربية في واغادوغو «تتعاون مع سلطات بوركينا فاسو للعثور على السائقين».

ونقلت إذاعة فرنسا الدولية عن مصدر عسكري أن ناقلي البضائع المغاربة انتظروا أسبوعاً من أجل الحصول على مرافقة عسكرية نحو الحدود، ولكنهم في النهاية قرروا أن يسلكوا الطريق وحدهم ودون أي مرافقة عسكرية بحجة أنهم «على عجل».

وأضاف المصدر نفسه أن ناقلي البضائع الأربعة «اختطفتهم مجموعة إرهابية أو مسلحة»، وهي معلومات لم تتأكد حتى الآن، في ظل وجود اتصالات جارية بين الدول الثلاث؛ المغرب والنيجر وبوركينا فاسو من أجل التحقيق في الحادثة.

وتتمتع المغرب بعلاقات وثيقة مع دول الساحل، وهذه العلاقات لم تتضرر بالانقلابات العسكرية الأخيرة، حيث نجح العاهل المغربي الملك محمد السادس نهاية العام الماضي في وساطة للإفراج عن دبلوماسيين فرنسيين اعتقلتهم سلطات بوركينا فاسو لمدة عام، بعد أن اتهمتهم بالتجسس.