«التحام جبهات» لقوات الشرعية يربك المتمردين في مأرب.. والتحالف يواصل عزل صنعاء

محافظ شبوة لـ {الشرق الأوسط}: الحوثيون يتواجدون في 3 مديريات.. ولواء عسكري كفيل بطردهم

الدخان يتصاعد من موقع تابع للمتمردين قصفه طيران التحالف في صنعاء أمس (رويترز)
الدخان يتصاعد من موقع تابع للمتمردين قصفه طيران التحالف في صنعاء أمس (رويترز)
TT

«التحام جبهات» لقوات الشرعية يربك المتمردين في مأرب.. والتحالف يواصل عزل صنعاء

الدخان يتصاعد من موقع تابع للمتمردين قصفه طيران التحالف في صنعاء أمس (رويترز)
الدخان يتصاعد من موقع تابع للمتمردين قصفه طيران التحالف في صنعاء أمس (رويترز)

يستمر القتال العنيف بين قوات الجيش الوطني والميليشيات المتمردة في محافظة مأرب، بشرق اليمن، وقالت مصادر ميدانية إن عددا من الجبهات التحمت مع بعضها في مواجهة الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بصورة شكلت مفاجأة للميليشيات والقوات المتمردة. وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن معارك شرسة دارت، أمس ومساء أول من أمس، في منطقتي نخلا وإيدات الراء، وأنه لأول مرة، جرى الالتحام بين الجبهات على مشارف مدغل – الجدعان والمخدرة. وأضاف مصدر ميداني في جبهة الجدعان لـ«الشرق الأوسط» أن الالتحام «تم بين الجدعان وجهم، من جهة جبهة الجفينة التحموا في نخلاء مع عبيدة ومراد من جهة إيدات الراء». وقال المصدر إن الالتحام «شكل حدثا صادما للحوثيين، حيث فوجئوا بارتفاع وتيرة الالتحام في منطقة نخلاء وهي جبهة جديدة فتحتها القوات المشتركة والمقاومة من قبائل مأرب». وأوضح المصدر أن «التحام قوات الجيش والمقاومة التي قدمت من المخدرة والتي قدمت من إيدات الراء، جاء بعد معركة شرسة، تعد من أعنف معارك الأسبوع، حيث دارت المواجهات لأكثر من ثلاث ساعات واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والقصف الجوي، إضافة إلى الأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية». وأكدت مصادر «الشرق الأوسط» أن معارك أمس التي اشتركت فيها القبائل والمقاومة وقوات الجيش الوطني، في الجبهات المشار إليها، سقط فيها ما يزيد عن 25 قتيلا وعشرات الجرحى في صفوف الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح، بالإضافة إلى إحراق 3 أطقم وعربة مدرعة، فيما فقدت المقاومة 8 من مقاتليها، وذكرت المصادر أن جبهة نخلاء، جديدة وتهدف إلى قطع الطرق إلى مديرية وجبهة صرواح وجبل هيلان الاستراتيجي ومحاصرتهما وتأمين حركة التعزيزات العسكرية التي تتوالى إلى جبهة المخدرة وإلى جبهة الجدعان، في اتجاه المخدرة والجدعان وصولا إلى مفرق مجزر.
وقبيل هذه المواجهات العنيفة، كان الحوثيون أعلنوا أن عددا من قبائل الجدعان وقبائل أخرى في مأرب، أعلنت تأييدها لهم ومساندتهم في القتال ضد القوات المشتركة، وبحسب المصدر الميداني في جبهة الجدعان، فإن «إعلام الحوثيين وصالح يحاول أن يساند الميليشيات بأي مؤازرة»، و«أنهم يكذبون كما يتنفسون ويلفظون أنفاسهم الأخيرة في مأرب».
ومنذ عدة أيام، تشهد عدد من مديريات ومناطق محافظة مأرب، قتالا عنيفا بين القوات المشتركة، المكونة من قوات التحالف وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من جهة، والميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح، من جهة أخرى، وتسعى القوات المشتركة، عبر عملياتها العسكرية الواسعة، إلى تطهير محافظة مأرب من تواجد الحوثيين، وذلك بعد أشهر على محاولات الميليشيات السيطرة على المحافظة النفطية الهامة وتصدي المقاومة الشعبية لهم وصد كافة هجماتهم، وفي السياق ذاته، أكد مصدر محلي في مأرب لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين ومنذ بدء العملية العسكرية الواسعة التي تشارك فيها قوات التحالف، قاموا بقطع الاتصالات اللاسلكية (الخليوية) عن كثير من المناطق، بهدف عدم وصول الحقائق إلى المتابعين في كل مكان، حسب قول المصدر.
من ناحية أخرى، قال محافظ محافظة شبوة اليمنية، العميد عبد الله النسي لـ«الشرق الأوسط» إن وجود الحوثيين في عدد من مديريات محافظة شبوة، يمثل خطرا كبيرا على قوات التحالف وقوات الجيش الوطني الموجودة في مأرب وتسعى إلى تحريرها. وأضاف أن «أي تواجد غير مرغوب فيه، يشكل خطورة، لا سيما تواجد الحوثيين غير مرحب به وقد جاء بقوة السلاح»، مؤكدا أن قوات التحالف تتعامل مع الحوثيين المتواجدين في شبوة، عبر القصف الجوي المتواصل، الذي ألحق أضرارا مادية وبشرية كبيرة في صفوف الحوثيين، إضافة إلى العمليات التي تنفذها المقاومة الشعبية، رغم شحة إمكانياتها، حسب تعبيره، وقال محافظ شبوة إن الحوثيين وبعد انسحابهم من عاصمة المحافظة (عتق)، تمركزوا في ثلاث مديريات بشبوة، هي عسيلان وبيحان وعين، وإن «هذه المديريات الثلاث، وخاصة عين، متاخمة لمديرية حريب التابعة لمحافظة مأرب، والتي تخضع لسيطرة الحوثيين وهذا أعطى فرصة للحوثيين للتحرك في تلك المنطقة بارتياح كبير».
وشدد المحافظ النسي على خطورة تواجد الحوثيين في مديريات شبوة المتاخمة لمأرب، على قوات التحالف وقوات الجيش الوطني والمقاومة وعملياتها العسكرية بمحافظة مأرب، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إننا طرحنا عليهم ضرورة البدء بتطهير شبوة أولا، أو العمل العسكري المتزامن، في شبوة وفي مأرب»، مؤكدا أن التواجد الحوثي في شبوة «لا يحتاج إلى قوة عسكرية كبيرة للقضاء عليه، ويمكن للواء عسكري واحد، إلى جانب المقاومة، التعامل معهم وإنهاء تواجدهم»، موضحا أن الخطورة هي «في الذهاب إلى مأرب وظهرك مكشوف في شبوة».
وأشار النسي إلى الظروف الصعبة التي تمر بها محافظة شبوة وإلى عدم وجود قوات الجيش الوطني «ولا جندي واحد، ولو أعطيت المقاومة إمكانيات، لكنا تعاملنا مع هذا التواجد الحوثي، وقد طرحنا خيارين، الأول دعم المقاومة وإسنادها جويا وهي ستنهي تواجد الحوثيين بشبوة، والثاني هو تخصيص قوة عسكرية لتطهير شبوة من الحوثيين وسنكون في المقاومة الشعبية قوة رديفة لتلك القوات العسكرية».
وذكر المحافظ النسي لـ«الشرق الأوسط» أن الأمن والاستقرار تحقق في 14 مديرية بمحافظة شبوة من أصل 17 مديرية: «رغم أننا لم نتسلم أي دعم وكل ذلك بجهود ذاتية من أبناء محافظة شبوة، ونحتاج إلى إمكانيات بسيطة تظهر تواجد الدولة بصورة رسمية وبزيها الرسمي».
في غضون ذلك، واصل طيران التحالف، بقيادة السعودية، شن غاراته الجوية على العاصمة صنعاء واستهداف مواقع القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، حيث استهدفت الغارات معسكر قوات الحرس الجمهوري في جبل النهدين، بجنوب صنعاء، ومخازن التموين العسكري في منطقة عصر، بغرب العاصمة، كما واصل الطيران استهداف الجسور على الطرق المؤدية إلى صنعاء، حيث قصف جسر الشروة بمحافظة عمران، إلى الشمال من صنعاء، إضافة إلى قصف مواقع أخرى، وفي صعدة، معقل الحوثيين استهدف الطيران مواقع الحوثيين في عدد من المديريات، كما امتد قصف طيران التحالف إلى محافظة إب، التي تشهد تواجدا كبيرا للحوثيين وقوات صالح وتعد المنفذ الرئيسي لتغذية الميليشيات في محافظة تعز بالرجال والمعدات العسكرية والدعم اللوجستي، في حين نفذت المقاومة الشعبية في إقليم آزال، الذي يضم صنعاء العاصمة والمحافظة وصعدة وعمران وذمار، سلسلة من العمليات في ذمار وعمران، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، وذلك ضمن سلسلة العمليات التي تستهدف الميليشيات، وتسعى هذه المقاومة الشعبية إلى تحرير محافظات الإقليم من سيطرة الميليشيات الحوثية التي تزعم بأن هذه المحافظات هي حاضن اجتماعي لها وثقل سكاني وقوة بشرية داعمة.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.