تفاعُل مع إعلان لمحمد صلاح يضيء على مأكولات شعبية مصرية

اللاعب ديان لوفرين اكتشف مطبخاً غريباً التهم طعامه بشهية 

صلاح ولوفرين يمنحان الإعلان بُعداً عالمياً (لقطة من الإعلان)
صلاح ولوفرين يمنحان الإعلان بُعداً عالمياً (لقطة من الإعلان)
TT

تفاعُل مع إعلان لمحمد صلاح يضيء على مأكولات شعبية مصرية

صلاح ولوفرين يمنحان الإعلان بُعداً عالمياً (لقطة من الإعلان)
صلاح ولوفرين يمنحان الإعلان بُعداً عالمياً (لقطة من الإعلان)

أثار إعلان جديد لإحدى شركات المشروبات الغازية يشارك فيه النجم المصري محمد صلاح تفاعلاً واسعاً في مصر، لإضاءته على مأكولات شعبية مصرية مثل سندوتشات «الكبدة» و«الحواوشي» و«السجق» وأطباق «الكشري» والذرة المشوية.

وشغل الإعلان، الذي يُظهر بعض معالم الإسكندرية، مثل قلعة قايتباي ومسجد المرسي أبو العباس ومراكب الصيد والـ«ترام»، فضلاً عن حي «بحري»؛ المتابعين منذ الساعات الأولى لبثّه مساء الاثنين. ويشارك فيه زميل صلاح السابق في «ليفربول» الكرواتي ديان لوفرين، اللاعب الحالي في نادي «أولميبك ليون» الفرنسي.

طبق كشري من لذائذ المطبخ المصري (لقطة من الإعلان)

تعليقاً، يقول الناقد الفني طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط» إنّ نجاحه وسرعة تداوله «يعودان إلى بساطته الشديدة وخفّة ظلّ الثنائي صلاح ولوفرين، والتركيز على المأكولات الشعبية التي منحت العمل جواً من الحميمية خصوصاً حيال اكتشاف اللاعب الأوروبي مأكولات غريبة عليه والتهامها بشهية».

إشادة بأداء محمد صلاح ودوره في خدمة صورة بلاده (لقطة من الإعلان)

يضيف: «نُفِّذ بحرفية شديدة وإيقاع سريع، ونجح في تقديم الوجه الحضاري لمدينة ذات طابع عالمي مثل الإسكندرية».

وأيضاً، يشيد إعلاميون مصريون بالإعلان الذي تظهر في خلفيته مقاطع من أغنية «سواح» لعبد الحليم حافظ. فيقول عمرو أديب إنه «يقدّم دعاية مجانية للسياحة في مصر»، ويرى أحمد موسى أنه «يمثل قوة مصر الناعمة»، بينما يصفه الناقد الرياضي حسن المستكاوي بأنه «أجمل الإعلانات التي أنتجت في السنوات الأخيرة»، مضيفاً: «لا كلمات معقّدة ولا حركات هيستيرية ولا تسوّل اهتمام بالمنتَج. الإعلان في مجمله أفضل دعاية للإسكندرية الجميلة». كما يشيد المخرج السينمائي عمرو عرفة بخفة ظلّ لوفرين وصلاح، قائلاً: «دمهم شربات».

ساندويتشات «الكبدة» مما يشتهيه المصريون (لقطة من الإعلان)

أما ناشطون على مواقع التواصل، فرأوا في الإعلان «استعادة للروح العالمية للإسكندرية» وسط تداوله على مواقع وصحف دولية، مشيدين بجهود صلاح في إبراز جمال بلاده.

ومن جهته، يؤكد الناقد الرياضي محمد البرمي أنّ «عوامل نجاح الإعلان متعدّدة، منها الحضور الطاغي لصلاح وصديقه المقرَّب، وتلقائيتهما، فضلاً على طبيعة الإسكندرية مدينةً محبوبةً»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «يجب ألا ننسى حجم المتابعة الهائلة لصلاح، منها ما يزيد على 60 مليوناً في (إنستغرام)، فضلاً على مئات الملايين على صفحاته وحساباته الأخرى».


مقالات ذات صلة

صلاح: لا أفكر في مستقبلي... أستمتع بالمباريات فقط

رياضة سعودية محمد صلاح (إ.ب.أ)

صلاح: لا أفكر في مستقبلي... أستمتع بالمباريات فقط

أصر محمد صلاح جناح ليفربول المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، اليوم (الخميس)، على أنه لا يفكّر في مستقبله مع تبقي عام واحد فقط على انتهاء عقده.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة عالمية الإجازة التي حصل عليها صلاح ساعدته في العودة القوية (إ.ب.أ)

محمد صلاح... اللاعب الذي لا يمكن لليفربول العيش بدونه

عندما كان محمد صلاح يستعد لمغادرة غرفة ملابس ليفربول بعد فوزهم الودي الأخير على إشبيلية الإسباني، وصله خبر أن هناك جمهوراً ينتظره في الممر الخارجي.

ذا أتلتيك الرياضي (ليفربول)
رياضة عالمية أرني سلوت مدرب ليفربول (أ.ب)

سلوت سعيد بتشكيلة ليفربول القوية

لم يتمكن أرني سلوت مدرب ليفربول من التعاقد مع بعض اللاعبين الذين أرادهم قبل خوض مباراته الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
يوميات الشرق نجما هوليوود الممثلان ريان رينولدز (يمين) وهيو جاكمان ضمن ترويجهما لفيلم «ديدبول وولفرين» في نيويورك (رويترز)

ريان رينولدز يعرض على محمد صلاح الانضمام لنادي ريكسهام

وجّه نجما هوليوود الممثلان ريان رينولدز وهيو جاكمان، رسالة طريفة إلى اللاعب المصري في نادي ليفربول محمد صلاح.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية محمد صلاح (رويترز)

محمد صلاح وإندو نجما ليفربول لن يشاركا في الأولمبياد

سيكون محمد صلاح وواتارو إندو متاحين للمشاركة مع ليفربول في الجدول الكامل للموسم التحضيري للموسم الجديد حيث لن يشاركا في الأولمبياد.

ذا أتلتيك الرياضي (ليفربول)

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
TT

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

مع انتشار اختبار «اللهجة الفلاحي» عبر مواقع التواصل في مصر بشكل لافت خلال الساعات الماضية، وتندُّر كثيرين على مفردات الاختبار التي عدَّها البعض «غير مألوفة» وتحمل معاني متعدّدة؛ تطوّر هذا الاختبار إلى «وصم اجتماعي» بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، وعدّوا أنفسهم من أبناء «الطبقة الراقية».

وكتبت صاحبة حساب باسم بسمة هاني بعد نشر نتيجة اختبارها «اللهجة الفلاحي»، 5/ 20، عبر «فيسبوك»: «يعني أنا طلعت من EGYPT»، مع تعبير «زغرودة» للدلالة إلى الفرح.

ونشر حساب باسم المهندس رامي صورة لرجل يركب حماراً ويجري بسرعة وفرح، معلّقاً أنه هكذا يرى مَن نجحوا في اختبار «اللهجة الفلاحي».

وكتب حساب باسم سعيد عوض البرقوقي عبر «فيسبوك»: «هذا اختبار اللهجة الفلاحي... هيا لنرى الفلاحين الموجودين هنا وأقصد فلاحي المكان وليس الفكر».

ورداً على موجة السخرية والتندُّر من هذا الاختبار، كتب صاحب حساب باسم محمد في «إكس»: «هناك فلاحون يرتدون جلباباً ثمنه ألف جنيه (الدولار يساوي 48.62 جنيه مصري) ويمتلك بيتاً من هذا الطراز – نشر صورة لبيت بتصميم فاخر – ويعرف الصح من الخطأ، ويعلم بالأصول وهو أهل للكرم، تحية لأهالينا في الأرياف».

وأمام التحذير من تعرّض المتفاعلين مع الاختبار إلى حملات اختراق، كتب الإعلامي الدكتور محمد ثروت على صفحته في «فيسبوك»: «اختبار اللهجة الفلاحي مجرّد (ترند) كوميدي وليس هاكرز، ويعبّر عن جهل شديد في أصولنا وعاداتنا المصرية القديمة». فيما كتب حساب باسم إبراهيم عبر «إكس»: «أخاف المشاركة في الاختبار والحصول على 10/ 20. أهلي في البلد سيغضبون مني».

وتضمّ مصر عدداً من اللهجات المحلّية، وهو ما يردُّه بعض الباحثين إلى اللغة المصرية القديمة التي تفاعلت مع اللغة العربية؛ منها اللهجة القاهرية، واللهجة الصعيدية (جنوب مصر)، واللهجة الفلاحي (دلتا مصر)، واللهجة الإسكندراني (شمال مصر)، واللهجة الساحلية واللهجة البدوية. ولمعظم هذه اللهجات اختبارات أيضاً عبر «فيسبوك».

اختبار «اللهجة الفلاحي» يغزو وسائل التواصل (فيسبوك)

في هذا السياق، يرى أستاذ الأدب والتراث الشعبي في جامعة القاهرة الدكتور خالد أبو الليل أنّ «هذا (الترند) دليل أصالة وليس وصمة اجتماعية»، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «إقبال البعض في وسائل التواصل على هذا الاختبار محاولة للعودة إلى الجذور».

ويُضيف: «صوَّر بعض الأعمال الدرامية أو السينمائية الفلاح في صورة متدنّية، فترسَّخت اجتماعياً بشكل مغاير للحقيقة، حتى إنّ أي شخص يمتهن سلوكاً غير مناسب في المدينة، يجد، حتى اليوم، مَن يقول له (أنت فلاح) بوصفها وصمة تحمل معاني سلبية، على عكس طبيعة الفلاح التي تعني الأصالة والعمل والفَلاح. محاولة تحميل الكلمة معاني سلبية لعلَّها رغبةُ البعض في التقليل من قيمة المجتمعات الزراعية لأغراض طبقية».

ويتابع: «مَن يخوض الاختبار يشاء استعادة المعاني التي تعبّر عن أصالته وجذوره، أما من يتندّرون ويسخرون من الفلاحين فهُم قاصرو التفكير. ومن يخسرون ويرون أنّ خسارتهم تضعهم في مرتبة اجتماعية أعلى، فهذا تبرير للفشل».

ويشير أبو الليل إلى دور إيجابي تؤدّيه أحياناً وسائل التواصل رغم الانتقادات الموجَّهة إليها، موضحاً: «أرى ذلك في هذا الاختبار الذي لا يخلو من طرافة، لكنه يحمل دلالة عميقة تردُّ الحسبان للفلاح رمزاً للأصالة والانتماء».

لقطة من فيلم «المواطن مصري» الذي تدور أحداثه في الريف (يوتيوب)

ويعيش في الريف نحو 57.8 في المائة من سكان مصر بعدد 45 مليوناً و558 ألف نسمة، وفق آخر إحصائية نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2022، بينما يبلغ سكان المدن نحو 40 مليوناً و240 ألف نسمة.

من جهتها، ترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها، الدكتورة هالة منصور، أنّ «الثقافة الشعبية المصرية لا تعدُّ وصف (الفلاح) أمراً سلبياً، بل تشير إليه على أنه (ابن أصول) وجذوره راسخة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «يُسأل الوافدون إلى القاهرة أو المدن الكبرى عن أصولهم، فمَن لا ينتمي إلى قرية يُعدُّ غير أصيل».

وتُرجِع الوصم الاجتماعي الخاص بالفلاحين إلى «الهجرة الريفية الحضرية التي اتّسع نطاقها بدرجة كبيرة نظراً إلى ثورة الإعلام ومواقع التواصل التي رسَّخت سلوكيات كانت بعيدة عن أهل الريف».

وتشير إلى أنّ «السينما والدراما والأغنيات ترسّخ لهذا المنظور»، لافتة إلى أنه «من سلبيات ثورة 1952 التقليل من قيمة المهن الزراعية، والاعتماد على الصناعة بوصفها قاطرة الاقتصاد. وقد أصبحت تلك المهن في مرتبة متدنّية ليُشاع أنَّ مَن يعمل في الزراعة هو الفاشل في التعليم، وهذا لغط يتطلّب درجة من الوعي والانتباه لتصحيحه، فتعود القرية إلى دورها المركزي في الإنتاج، ومكانها الطبيعي في قمة الهرم الاجتماعي».

وعمَّن فشلوا في اختبار «اللهجة الفلاحي» وتفاخرهم بذلك بوصفهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية راقية، تختم أستاذة علم الاجتماع: «هذه وصمة عار عليهم، وليست وسيلة للتباهي».