أظهر تقرير صدر الاثنين عن «المجلس المركزي للسنتي والروما الألمانيين» الذي يرصد العنصرية ضد أقليتَي «الروما» (الغجر) و«السنتي» في ألمانيا، وجود تمييز واسع النطاق تجاه هاتين المجموعتين العرقيتين، وحذّر من أن تزايد القومية والتطرف اليميني يساهم في العنف ضد الأقليات في ألمانيا، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».
وقال «المجلس المركزي للسنتي والروما الألمانيين»: إنه من بين 621 حادثة مسجلة، كانت معظمها حالات تمييز و«تصوير نمطي لفظي». ولكن كانت هناك أيضاً 11 حالة تهديد و17 هجوماً، وحالة واحدة من «العنف الشديد»، حسبما قالت المجموعة، مضيفة أن العنصرية ضد «الروما» و«السنتي» من المرجح أن تكون أعلى بكثير؛ لأنه لم يتم الإبلاغ عن الكثير من الحالات.
«الروما» و«السنتي» أقليتان معترف بهما في ألمانيا. ويعيش نحو 60 ألفاً من «السنتي» و10 آلاف من «الروما» في ألمانيا، وفقاً للوكالة الفيدرالية الألمانية للتعليم المدني.
وقال رئيس المجلس، روماني روز، للصحافيين في برلين: إن التقرير «يظهر بوضوح مخاطر تزايد النزعة القومية والتطرف اليميني؛ الأمر الذي يؤدي مرة أخرى إلى العدوان والعنف ضد (السنتي) و(الروما) وأقليات أخرى».
ووقعت حالة «العنف الشديد» في ولاية سارلاند بغرب ألمانيا في وقت سابق من هذا العام، عندما أهان أشخاص في سيارتين أفراداً (من الأقلية) «بطريقة معادية للغجر»، ثم أطلقوا النار عليهم بسلاح هواء مضغوط، وأصيب أشخاص عدة، بحسب مكتب تقارير مكافحة معاداة الغجر الذي جمع النتائج لعام 2022.
ويقول التقرير: إن «الروما» (الغجر) الذين فرّوا من الحرب في أوكرانيا تأثروا بشكل أكبر بالتمييز.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن نحو نصف حالات التمييز المسجلة حدثت «على المستوى المؤسسي»؛ مما يعني أن أفراد «الروما» و«السنتي» تعرّضوا للتمييز من قِبل موظفي مؤسسات الدولة مثل الشرطة أو مكاتب رعاية الشباب أو مراكز العمل أو البلديات المسؤولة عن إيواء اللاجئين.
وقال محمد دايماغيلر، مفوض الحكومة الألمانية لمكافحة معاداة الغجر: «يجب على الدولة أخيراً أن تتحمل مسؤوليتها وتضمن حماية أبناء (السنتي) و(الروما) من العنف والإقصاء والتمييز».
خلال حكم الرايخ الثالث في ألمانيا (1933-1945)، اضطهد النازيون وقتلوا ما يُقدّر بنحو 220.000 إلى 500.000 من «السنتي» و«الروما» الأوروبيين.