آلية جديدة للكشف عن «متلازمة التعب المزمن»

أعراض «متلازمة التعب المزمن» تشمل الإنهاك الزائد والصداع (بابليك دومين)
أعراض «متلازمة التعب المزمن» تشمل الإنهاك الزائد والصداع (بابليك دومين)
TT

آلية جديدة للكشف عن «متلازمة التعب المزمن»

أعراض «متلازمة التعب المزمن» تشمل الإنهاك الزائد والصداع (بابليك دومين)
أعراض «متلازمة التعب المزمن» تشمل الإنهاك الزائد والصداع (بابليك دومين)

يُمثّل تشخيص «متلازمة التعب المزمن» تحدياً كبيراً للأطباء، وقد يستغرق الأمر سنوات حتى يحصل المصابون على تشخيص واضح للمرض. وذكر موقع «ساينس أليرت» (الأحد) أن فريقاً بحثياً كشف عن نتائج في دراسة بدورية «أدفانسد ساينس»، حول الاختبار الذي يعتمد على خلايا الدم، والذي يمكنه التمييز بين من يعانون متلازمة التعب المزمن وغير المصابين بالمرض، بدقة تصل إلى 91 في المائة.

وحتى الآن، لا يوجد اختبار معين يمكنه تشخيص متلازمة التعب المزمن (المعروفة أيضاً باسم التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضل)، لصعوبات، منها أن أعراضها تتشابه مع عدة مشكلات صحية أخرى، كاضطرابات النوم ومشكلات الصحة العقلية.

ووفق تقديرات فإن «متلازمة التعب المزمن» تصيب نحو 2.5 مليون شخص في أميركا، ونحو 17 مليوناً حول العالم، وتشمل أعراضها الإنهاك الزائد، وألم المفاصل، والصداع، ومشكلات النوم، ولم يُحدد بعد سبب لهذه الحالة التي قد تُبقي المرضى في الفراش لسنوات.

ويشير خبراء إلى أن ما يصل إلى 91 في المائة من المرضى بالولايات المتحدة ما زالوا دون تشخيص، ويعيشون دون دعم طبي لحالة تحرمهم من الطاقة والقوة العقلية والحياة الخالية من الرعاية. لكن باحثين من جامعة أكسفورد البريطانية قالوا إن هذه الإحصائيات يمكن أن تتحسن بمرور الوقت، إذا خضع اختبار تشخيصي نجحوا في تطويره حديثاً للتدقيق.

وحسب الدراسة، يفرق اختبار الدم بين خصائص نوع من خلايا الدم تسمى «خلايا الدم وحيدة النواة المحيطية»، الموجودة لدى المرضى، والتي ثبت أنها تخفض من إنتاج الطاقة لديهم، وذلك باستخدام تقنية تسمى «مطياف رامان» وأداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

وجرب الباحثون الاختبار على 98 شخصاً، بينهم 61 شخصاً يعانون من «متلازمة التعب المزمن»، و16 من الأصحاء، و21 مصاباً بمرض التصلب المتعدد، وهو اضطراب مناعي تشبه أعراضه «متلازمة التعب المزمن». وبعد تحليل أكثر من 2000 خلية بعينات الدم، لاحظ الفريق البحثي «وجود اختلافات استقلابية واضحة بين مرضى (متلازمة التعب المزمن) وبقية المشاركين».

ومن خلال تطبيق خوارزمية الذكاء الاصطناعي، صنف الاختبار بدقة 91 في المائة من المرضى، كما أمكنه أيضاً التمييز بين «متلازمة التعب المزمن» بدرجاتها الخفيفة والمتوسطة والشديدة، بدقة تصل إلى 84 في المائة.

وقالت جياباو شو، الباحثة بقسم العلوم الهندسية بجامعة أكسفورد، الباحثة الرئيسية في الدراسة، (الأحد): «إذا كان اختبار الدم قادراً على التمييز بين (متلازمة التعب المزمن) ومرض التصلب المتعدد، بالإضافة للأشخاص الأصحاء، فقد يبشر ذلك بالخير»، مضيفة أن «التشخيص المبكر من شأنه أن يُمكّن المرضى من إدارة حالاتهم بشكل أكثر فعالية؛ ما قد يؤدي لاكتشافات جديدة في مسارات المرض وتطوير العلاج؛ خصوصاً إذا كان اختبار الدم هذا يمكن أن يكشف عن التغيرات بمرور الوقت»؛ لكنها أشارت إلى أن الفريق سيواصل إجراء دراسات إضافية على مجموعات أكبر من المرضى للتحقق من دقة النتائج.


مقالات ذات صلة

أمير القصيم: السعودية حاضنة للعلم والمعرفة

صحتك الأمير فيصل بن مشعل في صورة تذكارية مع المشاركين من أنحاء العالم (إمارة القصيم)

أمير القصيم: السعودية حاضنة للعلم والمعرفة

قال الأمير الدكتور فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم، إن «السعودية، بفضل رؤيتها الطموح، أصبحت حاضنة للعلم والمعرفة».

«الشرق الأوسط» (بريدة)
يوميات الشرق تتعرض النساء لضغوط مجتمعية أكبر بسبب مشكلات تتعلق ببشرتهن (رويترز)

لماذا يعاود حب الشباب الظهور بعد العلاج؟

توصلت دراسة جديدة أجراها باحثون في مستشفى ماساتشوستس العام ببريغهام في الولايات المتحدة إلى استراتيجيات لتقليل تكرار ظهور حب الشباب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك تفشي سلالة جديدة من «نوروفيروس» في الولايات المتحدة

تفشي سلالة جديدة من «نوروفيروس» في الولايات المتحدة

ما تحتاج إلى معرفته حول أحدث الأرقام وما يمكنك القيام به لحماية نفسك من الفيروس.

مايكل غروثوس (واشنطن)
صحتك إجبار الآباء لأطفالهم على إنهاء وجباتهم قد يؤدي إلى تأجيج أزمة السمنة (رويترز)

خبراء يحذرون من إجبار الأطفال على إنهاء وجباتهم

حذر خبراء التغذية من أن إجبار الآباء لأطفالهم على إنهاء وجباتهم قد يؤدي إلى تأجيج أزمة السمنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك رجل يعاني من زيادة في الوزن (رويترز)

تقرير عالمي يدعو للتوصل إلى تعريف جديد للسمنة

أكد تقرير جديد صادر عن خبراء عالميين الحاجة إلى التوصل لتعريف جديد «أكثر دقة» للسمنة، ولـ«إصلاح جذري» لكيفية تشخيص هذه المشكلة الصحية في جميع أنحاء العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«طويق للنحت» ينطلق في الرياض بمشاركة فنانين من 23 دولة

ستُصبح أعمال الملتقى جزءاً دائماً من ملامح مدينة الرياض الحضارية (الرياض آرت)
ستُصبح أعمال الملتقى جزءاً دائماً من ملامح مدينة الرياض الحضارية (الرياض آرت)
TT

«طويق للنحت» ينطلق في الرياض بمشاركة فنانين من 23 دولة

ستُصبح أعمال الملتقى جزءاً دائماً من ملامح مدينة الرياض الحضارية (الرياض آرت)
ستُصبح أعمال الملتقى جزءاً دائماً من ملامح مدينة الرياض الحضارية (الرياض آرت)

انطلقت، مساء الأربعاء، النسخة السادسة من «ملتقى طويق الدولي للنحت 2025»، الذي يقام تحت شعار «من حينٍ لآخر... متعة الرحلة في صعابها»، وبدأت معها جولة جديدة لصناعة الأعمال الفنية من خلال النحت الحي، ورواية القصص الملهمة وراء كل منحوتة، التي يقدمها الفنانون المشاركون من داخل السعودية وخارجها.

ويشارك في الملتقى، الذي يساهم في إبراز دور السعودية بوصفها مركزاً عالمياً للإبداع والثقافة، 30 فناناً من 23 دولة حول العالم، ينشئون أعمالاً فنية عامة، باستخدام أحجار الجرانيت والبازلت من أرض المملكة، لتكون جزءاً من المشهد الفني والثقافي للعاصمة.

ويُمكِن للزوار التواصل والتفاعل المباشر معهم، وتبادل الثقافات، واكتشاف الأساليب والأدوات المستخدمة في أعمال الملتقى الذي تستضيفه الرياض خلال الفترة بين 15 يناير (كانون الثاني) الحالي و8 فبراير (شباط) المقبل.

30 فناناً من 23 دولة حول العالم ينشئون أعمالاً باستخدام أحجار الجرانيت والبازلت (الرياض آرت)

وقالت سارة الرويتع مديرة الملتقى، الذي يعد أحد برامج «الرياض آرت»، إن المنحوتات الفنية التي يُنتجها نخبة من الفنانين المشاركين في النسخة السادسة ستُصبح جزءاً دائماً من ملامح مدينة الرياض الحضارية.

وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بعد أن تم توزيع منحوتات النسخ السابقة في مواقع بارزة مثل مركز الملك عبد العزيز التاريخي، سيُساهم هذا العام في إضافة المزيد من الأعمال الفنية التي تُثري المشهد الحضري للعاصمة وتُلهم سكانها وزوارها».

وأوضحت الرويتع أن الملتقى، «يُمثل إضافة نوعية إلى المشهد الفني والثقافي للعاصمة، حيث يعكس التزامنا بتحقيق مستهدفات (رؤية السعودية 2030)؛ عبر تعزيز الهوية الثقافية والفنية للمملكة، وتحويل الرياض إلى معرض فني مفتوح يُبرز تطلعاتها كعاصمة عالمية للثقافة والإبداع».

سارة الرويتع مديرة طويق للنحت (الرياض آرت)

وتحتفي النسخة السادسة للملتقى، الذي انطلقت أعمال النحت الحي فيه، الأربعاء، بجمال الإبداع الفني والتبادل الثقافي، من خلال برنامج متكامل يشمل ورشات العمل، والجلسات الحوارية، والجولات التعريفية التي تتيح للزوار فرصة فريدة للتفاعل مع الفنانين ومتابعة إبداعاتهم مباشرة.

وتسلط الضوء على جمال وتحديات رحلة الإبداع الفني، تحت إشراف القيّمين سيباستيان بيتانكور مونتويا، والدكتورة منال الحربي، وتستمر أعمال النحت الحي حتى 8 فبراير، يليها معرض مصاحب يُقام في واجهة روشن بمدينة الرياض بين 12 و24 فبراير، ليعرض الأعمال الفنية النهائية التي ستوزع لاحقاً في مواقع بارزة حول العاصمة، لإضافة لمسة فنية دائمة إلى ملامحها.