لماذا يحتاج ميلان إلى بوليسيتش داخل الملعب وخارجه؟

تعاقد الفريق الإيطالي مع النجم الأميركي فرصة جيدة للدوري للانتشار عبر المحيط الأطلسي

بوليسيتش وضع بصمته على فريق ميلان والدوري الإيطالي منذ أول مباراة (إ.ب.أ)
بوليسيتش وضع بصمته على فريق ميلان والدوري الإيطالي منذ أول مباراة (إ.ب.أ)
TT

لماذا يحتاج ميلان إلى بوليسيتش داخل الملعب وخارجه؟

بوليسيتش وضع بصمته على فريق ميلان والدوري الإيطالي منذ أول مباراة (إ.ب.أ)
بوليسيتش وضع بصمته على فريق ميلان والدوري الإيطالي منذ أول مباراة (إ.ب.أ)

لا يُعد كريستيان بوليسيتش أول قائد للمنتخب الأميركي يلعب في الدوري الإيطالي الممتاز، حيث حدث ذلك من قبل عندما انضم مايكل برادلي إلى كييفو في عام 2011، وأبهر الجميع بمهاراته الفذة وأهدافه الحاسمة في لحظات قاتلة من المباريات. كان برادلي رابع أميركي على الإطلاق يلعب في الدوري الإيطالي الممتاز، والثاني فقط منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. أما اللاعب الخامس فكان ويستون ماكيني، الذي انضم إلى يوفنتوس في عام 2020. وانتقل أوغوتشي أونيوو إلى ميلان، لكنه لم يلعب أي مباراة في الدوري - وبدلاً من ذلك، يتم تذكر الفترة التي قضاها هناك من خلال المشاجرة التي جرت بينه وبين المهاجم السويدي العملاق زلاتان إبراهيموفيتش في ملعب التدريب.

وفي الآونة الأخيرة فقط، انتقل عدد كبير من اللاعبين الأميركيين إلى الدوري الإيطالي الممتاز، ووصل العدد إلى 10 منذ بداية هذا العقد، من بينهم 4 لاعبين مع اثنين من أنجح الأندية الإيطالية هذا الموسم. انضم بوليسيتش إلى ميلان قادماً من تشيلسي في يوليو (تموز) الماضي، ثم تبعه بعد فترة وجيزة يونس موسى أيضاً قادماً من فالنسيا. وتعاقد يوفنتوس مع تيموثي ويا من ليل الفرنسي.

لكن بوليسيتش هو الذي سيطر على عناوين الأخبار في إيطاليا خلال الأسابيع القليلة الماضية. سجل النجم الأميركي هدفاً في الدقيقة 21 من أول ظهور له في الدوري الممتاز، وكان ذلك في مرمى بولونيا من تسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء في مرمى الحارس البولندي لوكاس سكوروبسكي. وحتى قبل ذلك، كان بوليسيتش قد أسهم في صناعة هدف ميلان الأول، حين أرسل كرة عرضية متقنة إلى تيجاني ريندرز الذي لعب الكرة بدوره إلى المهاجم الفرنسي المخضرم أوليفييه جيرو، الذي وضع الكرة في الشباك.

انتهت تلك المباراة بفوز ميلان بهدفين دون رد، وهي نتيجة جيدة للغاية على ملعب تعادل فيه الفريقان في مارس (آذار) الماضي. وكانت المباراة الافتتاحية لميلان على ملعبه أفضل بكثير، حيث سجل بوليسيتش الهدف الأول وقاد ميلان للفوز على تورينو بـ4 أهداف مقابل هدف وحيد.

وفي مقابلة مع شبكة «إي إس بي إن» الإخبارية بعد وقت قصير من انتقاله لميلان، تحدث بوليسيتش عن الذهاب إلى ملعب «سان سيرو» مع تشيلسي، ووصف الأجواء هناك بأنها «حماسية للغاية»، وقال: «قد يكون هذا أفضل مكان في العالم عندما تكون هناك مباراة كبيرة». لكن هذه المباراة لم تكن ضمن المباريات الكبيرة، حيث كانت مجرد بداية الموسم ضد منافس أنهى الموسم الماضي بالمركز العاشر، ومع ذلك كان الملعب مكتظاً بأكثر من 72 ألف مشجع، وكان عدد كبير منهم يتغنى باسم بوليسيتش.

بوليسيتش وضع بصمته على فريق ميلان والدوري الإيطالي منذ أول مباراة (رويترز)

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، كان المشجعون يجتهدون في ابتكار هتافات وأغنيات أفضل للنجم الأميركي. وعبر الصحافيون أيضاً عن انبهارهم بالبداية السريعة والقوية لبوليسيتش. وقالت صحيفة «جازيتا ديلو سبورت» بعد فوز ميلان على بولونيا: «إنه ينحدر من منطقة هيرشي، المشهورة بأفضل أنواع الشوكولاته في أميركا. وخلال المباراة كان كريستيان بوليسيتش عبارة عن حلوى خالصة أيضاً!».

ووصفت صحيفة «كورييري ديلو سبورت» بوليسيتش بأنه «أفضل صفقة حقيقية كبرى» في الصيف، الذي أنفق فيه ميلان أكثر من 100 مليون يورو لتدعيم خطي الوسط والهجوم. ووصفه مراسل ومعلق «سكاي إيطاليا»، فيديريكو زانكان، بأنه «موهبة لا يمكن التشكيك فيها». وأشار أريغو ساكي إلى أن بوليسيتش لا يزال بحاجة إلى العمل على تطوير قدراته الدفاعية، لكن المدير الفني السابق لميلان يقول ذلك عن جميع اللاعبين!

وإذا كان برادلي قد حصل على لقب «كابتن أميركا» أثناء اللعب في إيطاليا، فإن بوليسيتش قد حصل عليه بمجرد إعلان انضمامه لميلان. إن حدوث مثل هذه الضجة الكبيرة حول اللاعب تعد ميزة كبيرة للغاية لميلان وللدوري الإيطالي الممتاز ككل الذي يعمل بجدية كبيرة على توسيع نطاق وصوله عبر المحيط الأطلسي، حيث افتتح مكتباً في نيويورك العام الماضي ووافق على تكوين شراكة استراتيجية مع وكالة «روك نيشن» للترفيه هذا الصيف، بهدف «زيادة الوعي بالدوري الإيطالي في الولايات المتحدة».

وهناك حاجة إلى مصادر دخل جديدة للأندية الإيطالية حتى تكون قادرة على منافسة الأندية الأخرى في البلدان المجاورة. وقدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) قيمة صفقات حقوق البث التلفزيوني الحالية للدوري الإيطالي الممتاز بنحو 1.13 مليار يورو (1.2 مليار دولار) في الموسم الواحد، وذلك في تقرير المقارنة المرجعية لترخيص الأندية الذي نُشر في فبراير (شباط) الماضي. ويبدو هذا رقماً ضئيلاً مقارنة بالدوري الإنجليزي الممتاز الذي تصل فيه قيمة صفقات حقوق البث التلفزيوني إلى 3.94 مليار يورو بالموسم، كما أنه يبدو أيضاً بعيداً عن الدوري الإسباني الممتاز (2.03 مليار يورو) والدوري الألماني الممتاز (1.25 مليار يورو).

ويعد التفاوض على حزمة مالية أفضل مع شركات البث المحلية الأولوية القصوى الآن للدوري الإيطالي الممتاز، خصوصاً أنه من المقرر أن تنتهي عقود صفقات البث الحالية مع نهاية هذا الموسم، لكن التوسع على المستوى الدولي ضروري أيضاً لضمان قوة الدوري الإيطالي على المدى البعيد. وتجب الإشارة إلى أن مستثمرين من أميركا الشمالية يملكون حصة الأغلبية في 5 أندية من الدوري الإيطالي الممتاز (ميلان، وروما، وفيورنتينا، وجنوا، وبولونيا)، وهو الأمر الذي يزيد من تعزيز حالة التوسع في الولايات المتحدة.

لكن لا يوجد ما يشير إلى أنه قد تم التعاقد مع بوليسيتش في المقام الأول كأداة تسويقية. لقد طلب ستيفانو بيولي، المدير الفني لميلان، من النادي التعاقد مع لاعبين بنفس مواصفات بوليسيتش: لاعبون يجيدون المراوغة والانطلاق في المساحات الخالية من دون كرة لمنح فريقه خيارات مختلفة لاختراق الدفاعات المتكتلة للفرق المنافسة.

ويسعى ميلان لخلق حالة من التوازن داخل المستطيل الأخضر، من خلال زيادة القوة الهجومية ناحية اليمين، حتى لا يتمكن المنافسون من تركيز كل طاقاتهم على خنق رافائيل لياو ناحية اليسار. لقد فاز ميلان بلقب الدوري الإيطالي الممتاز في عام 2022 من خلال اللعب الهجومي السريع الذي اعتمد بشكل كبير على التعاون الرائع بين لياو وثيو هيرنانديز في الجهة اليمنى. لكن خلال الموسم الماضي، كاد الفريق يبتعد تماماً عن المراكز الأربعة الأولى، وأصبح من السهل التنبؤ بطريقة لعب الفريق بالنواحي الهجومية.

وغالباً ما كان بوليسيتش يلعب ناحية اليسار في تشيلسي قبل انضمامه إلى ميلان، لكن بيولي يعتمد عليه في الجهة المقابلة حتى الآن، حيث غير طريقة اللعب من 4 - 2 - 3 - 1، إلى 4 - 3 - 3. وعندما فشل اللاعب الأميركي في التسجيل بمباراة ميلان الثالثة هذا الموسم، التي انتهت بالفوز على روما خارج ملعبه بهدفين مقابل هدف وحيد، كان لياو هو من سجل بدلاً منه.

وعندما سُئل بيولي الأسبوع الماضي عن البداية السريعة لبوليسيتش، رد قائلاً: «إنه لاعب كرة قدم مميز. عندما أقول ذلك بهذه الطريقة فإنني أعني أنه واحد من أولئك الذين يعرفون كيف يقومون بالشيء الصحيح في اللحظة المناسبة. عندما يكون لديك لاعب بهذه المواصفات فإنه يجعل كل شيء أسهل».

ومن الجيد أيضاً النظر إلى بوليسيتش على أنه خيار مثالي لزيادة شعبية ميلان والدوري الإيطالي الممتاز بأكمله في الولايات المتحدة الأميركية.

ولا يزال الموسم في بدايته. وقد بدأ بوليسيتش مشواره مع تشيلسي بشكل رائع قبل 4 سنوات، لكن مستواه تراجع بشدة بعد ذلك بسبب الإصابات وتأثره من تغيير عدد كبير من المديرين الفنيين. ومع ذلك، فإن انضمام بوليسيتش إلى ميلان يبدو واعداً، لأن كلاً منهما يحتاج إلى الآخر.

إنه يقدم المساعدة للنادي في مركز يحتاج فيه الفريق إلى الدعم، كما يُعد أداة تسويقية رائعة في المكان الذي يحرص الدوري الإيطالي الممتاز على استهدافه. وفي المقابل، فإن ميلان يمنحه فرصة اللعب لنادٍ عريق على ملعب «سان سيرو» الشهير. لم يكن بوليسيتش أول «كابتن أميركا» في الدوري الإيطالي الممتاز، لكن السؤال الذي يجب طرحه هو: كم عدد اللاعبين الأميركيين الذين كانوا يلعبون من قبله بانتظام في ملعب مكتظ بأكثر من 70 ألف متفرج؟

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

مودريتش: ميلان كان الخيار الأفضل بعد الريال

رياضة عالمية مودريتش أكد أن ميلان بمثابة حلم طفولته (أ.ف.ب)

مودريتش: ميلان كان الخيار الأفضل بعد الريال

كشف النجم الكرواتي لوكا مودريتش أنه كان يحلم بالاعتزال في فريقه السابق ريال مدريد الإسباني لكنه رأى أن الانضمام إلى ميلان الإيطالي كان «ثاني أفضل شيء» له.

«الشرق الأوسط» (ميلان)
رياضة عالمية جانب من تدريبات ميلان (إيه سي ميلان)

كأس إيطاليا: الكبار يدخلون إلى المنافسة في ثمن النهائي

تخوض الأندية الكبرى في الدوري الإيطالي لكرة القدم، بينها ميلان المتصدر الجديد، ونابولي حامل اللقب، أولى مبارياتها في مسابقة الكأس المحلية هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية ديفيد نيريس يحتفل بتسجيله هدف الفوز لنابولي على روما (د.ب.أ)

الدوري الإيطالي: نابولي يحسم «ديربي الشمس» ويحرم روما من الصدارة

حسم نابولي "ديربي الشمس" لصالحه بعد فوزه على مضيّفه روما 1/صفر، الأحد، ضمن منافسات الجولة 13 من الدوري الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية احتفالية لاعبي أتالانتا بالفوز على فيورنتينا (إ.ب.أ)

الدوري الإيطالي: أتالانتا يعمق جراح فيورنتينا بثنائية

فاز أتالانتا على ضيفه فيورنتينا 2 - صفر، الأحد، ضمن منافسات الجولة 13 من الدوري الإيطالي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (بيرغامو)
رياضة عالمية لاوتارو مارتينيز مهاجم إنتر ميلان (أ.ف.ب)

«الدوري الإيطالي»: لاوتارو يتألق... وإنتر يهزم بيزا بثنائية

سجّل لاوتارو مارتينيز مهاجم إنتر ميلان هدفين في الشوط الثاني، ليمنح فريقه الفوز 2-صفر خارج أرضه على بيزا، الأحد.

«الشرق الأوسط» (بيزا (إيطاليا))

قرعة المونديال: مجموعات متباينة للمنتخبات العربية

قرعة المونديال: مجموعات متباينة للمنتخبات العربية
TT

قرعة المونديال: مجموعات متباينة للمنتخبات العربية

قرعة المونديال: مجموعات متباينة للمنتخبات العربية

بحضور الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ورئيسة المكسيك كلوديا شينباوم ورئيس وزراء كندا مارك كارني، سحبت في واشنطن أمس قرعة مونديال 2026 التي ستقام مبارياتها في الدول الثلاث.

وأوقعت القرعة المنتخب السعودي في المجموعة الحديدية «الثامنة» إلى جانب إسبانيا والأورغواي بالإضافة إلى الرأس الأخضر.

وحلت مصر في المجموعة السابعة إلى جانب بلجيكا وإيران ونيوزيلندا.وجاء المغرب في المجموعة الثالثة ليصطدم بالبرازيل أولاً، ثم يلاعب اسكوتلندا وهايتي. ووضعت القرعة منتخب قطر في المجموعة الثانية مع كندا وسويسرا ومنتخب من الملحق العالمي.

وأوقعت القرعة منتخب تونس في السادسة مع هولندا واليابان ومنتخب من الملحق العالمي. وجاءت الجزائر في المجموعة العاشرة مع الأرجنتين «حاملة اللقب» والنمسا ومنتخب عربي آخر هو الأردن.

وساهم في سحب القرعة نجوم كبار مثل أسطورة كرة القدم الأميركية توم بريدي، وأيقونة هوكي الجليد الكندي واين غريتسكي، والنجم السابق في دوري السلة الأميركي شاكيل أونيل، ونجم الكرة الإنجليزية ريو فيرديناند.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم، منح جائزته الأولى من نوعها التي تحمل اسم «جائزة فيفا للسلام»، للرئيس ترمب.

وقال رئيس «الفيفا» جياني إنفانتينو إن ترمب «استحق جائزة فيفا للسلام بكل تأكيد».


في الطريق إلى نهائي كأس العالم 2026… هل سنشهد مواجهة بين ميسي ورونالدو؟

رونالدو وميسي هل يلتقيان مجدداً ؟(رويترز)
رونالدو وميسي هل يلتقيان مجدداً ؟(رويترز)
TT

في الطريق إلى نهائي كأس العالم 2026… هل سنشهد مواجهة بين ميسي ورونالدو؟

رونالدو وميسي هل يلتقيان مجدداً ؟(رويترز)
رونالدو وميسي هل يلتقيان مجدداً ؟(رويترز)

أسفرت قرعة كأس العالم، التي أُجريت الجمعة، عن رسم خارطة 72 مباراة موزعة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، في أكبر نسخة بتاريخ البطولة، عقب تقسيم المنتخبات إلى 12 مجموعة.

ورغم أن بعض مباريات دور المجموعات جذبت الانتباه منذ اللحظة الأولى، فإن العيون لدى المرشحين الحقيقيين للمنافسة على اللقب اتجهت مباشرة نحو ما بعد ذلك: الطريق المؤدي إلى النهائي في ملعب «ميتلايف» في يوليو المقبل.

ومع وضوح صورة مباريات الأدوار الإقصائية والخصوم المحتملين، اختارت «شبكة The Athletic» عشرة من أبرز المنتخبات المرشحة للبطولة، لتستعرض المسارات التي قد تواجهها.

مدرب الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

الولايات المتحدة

التوقع الأكبر أن يتأهل أصحاب الأرض من المجموعة الرابعة بدافع أفضلية اللعب في الوطن. ويتحدد مسار المنتخب الأميركي بحسب ترتيبه في المجموعة.

تصدر المجموعة يعني مواجهة فريق ثالث في سان فرانسيسكو ضمن دور الـ32، ثم مباراة محتملة أمام متصدر المجموعة السابعة غالباً بلجيكا في دور الـ16 بمدينة سياتل.

بعد ذلك؟ قد تكون إسبانيا بانتظارهم.

أما في حال احتلال المركز الثاني، فستكون مواجهة دور الـ32 أمام وصيف المجموعة السابعة في دالاس، وربما مصر هي الأكثر ترجيحاً. هذا الطريق قد يضعهم أمام الأرجنتين وليونيل ميسي في دور الـ16، في مواجهة مثيرة لمدرب المنتخب الأميركي، الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو.

رئيسة المكسيك لحظة إعلان بلادها في المجموعة (أ.ب)

المكسيك

لو كان المتأهل الأوروبي في المجموعة الأولى هو جمهورية إيرلندا، فإن المكسيك ستظل مرشحة لتصدر المجموعة.

تصدر المجموعة سيبقي «إل تري» في مكسيكو سيتي خلال دور الـ32 أمام منتخب ثالث، ثم قد تلتقي إنجلترا في دور الـ16 داخل ملعب الأزتيكا، في مواجهة مرتقبة.

بعد ذلك، وإذا سمح الخيال بالتمدد، قد تكون البرازيل بانتظارهم في ميامي.

أما إذا أنهت المكسيك المجموعة وصيفة، فإنها ستخسر ميزة اللعب على أرضها، وتخوض مواجهة في لوس أنجليس أمام وصيف المجموعة الثانية، التي تضم كندا وسويسرا، ثم مواجهة محتملة مع هولندا.

لذلك، تصدر المجموعة يمنحهم أفضلية هائلة.

رئيس وزراء كندا يحمل بطاقة بلاده (أ.ف.ب)

كندا

تعتمد صعوبة المجموعة الثانية على هوية المتأهل الأوروبي، حيث تُعد إيطاليا أبرز المرشحين. وجود سويسرا أيضاً يجعل مهمة الصدارة معقدة.

الصعود في المركز الأول يعني خوض مباراتي دور الـ32 ودور الـ16 في فانكوفر أمام منتخب ثالث، ثم مواجهة قد تكون أمام البرتغال.

أما احتلال المركز الثاني فيضع كندا أمام وصيف المجموعة الأولى ربما كوريا الجنوبية ثم مواجهة محتملة أمام هولندا أو المغرب في هيوستن.

وعلى غرار المكسيك، الصدارة هي الطريق الوحيد للبقاء في الديار حتى ربع النهائي.

سكالوني لحظة تسليمه الكأس (أ.ب)

الأرجنتين

حصلت حاملة اللقب على مجموعة مريحة نسبياً، وستكون مرشحة للصدارة.

تصدر المجموعة العاشرة يعني مباراة دور الـ32 في «منزل ميسي الجديد» في ميامي، وقد تكون أمام أوروغواي إذا أنها الأخيرة مجموعتها ثانية.

النجاح في هذه المباراة سيقود إلى مواجهة محتملة أمام وصيفي المجموعتين الرابعة والسابعة، ثم احتمال كبير لمواجهة البرتغال في ربع النهائي.

هل نشهد آخر مواجهة بين ميسي ورونالدو؟

ربما... في كانساس سيتي.

احتلال المركز الثاني في المجموعة العاشرة سيجعل الطريق أصعب بكثير، حيث تنتظر إسبانيا في لوس أنجليس.

توخيل مدرب إنجلترا (أ.ف.ب)

إنجلترا

على إنجلترا تجنب «منزلقات» محتملة أمام كرواتيا وغانا وبنما، لكن الصدارة تظل الهدف الواضح.

مواجهة فريق ثالث في أتلانتا ستكون محطة دور الـ32، قبل مباراة كلاسيكية ضد المكسيك في ربع النهائي على ملعب الأزتيكا، تذكيراً بمواجهة 1986 الشهيرة.

وإذا واصل المنتخب الإنجليزي طريقه، فقد يواجه البرازيل في نصف النهائي.

أما المركز الثاني فسيضعه أمام وصيف المجموعة الحادية عشرة في تورونتو — ربما كولومبيا — ثم إسبانيا في أرلينغتون.

أنشيلوتي خلال القرعة (د.ب.أ)

البرازيل

وجود المغرب وهايتي واسكوتلندا يجعل خروج البرازيل من المجموعة الثالثة صدمة كبرى.

تصدر المجموعة يعني مواجهة في هيوستن أمام تونس أو أحد المتأهلين الأوروبيين، ثم مواجهة محتملة مع وصيفي المجموعتين الخامسة أو التاسعة (ساحل العاج، الإكوادور، السنغال، النرويج).

أما الوصافة فتعني مواجهة هولندا في غوادالاخارا، ثم إمكانية مواجهة ألمانيا أو فرنسا.

لافوينتي مدرب إسبانيا (أ.ف.ب)

إسبانيا

بصفتها بطلة أوروبا 2024، تدخل إسبانيا البطولة كمرشحة قوية.

تصدر المجموعة الثامنة أمام أوروغواي يقود المنتخب إلى لوس أنجليس لمواجهة وصيف المجموعة العاشرة — بين الجزائر أو النمسا غالباً.

ثم تتوالى مواجهات أمام وصيفي مجموعات أخرى، ما قد يمنح إسبانيا مساراً أقل قسوة حتى نصف النهائي.

لكن الصعود ثانياً في المجموعة الثامنة يضعها مباشرة أمام الأرجنتين.

ناغلسمان مدرب ألمانيا (أ.ب)

ألمانيا

لا أعذار أمام ألمانيا إذا أخفقت في تجاوز المجموعة الخامسة التي تضم ساحل العاج والإكوادور وكوراساو.

تصدر المجموعة يقودها إلى مواجهة منتخب ثالث في بوسطن، ثم لقاء محتمل مع فرنسا في دور الـ16.

أما وصافة المجموعة فستضعها أمام وصيف المجموعة التاسعة في تكساس — ربما السنغال أو النرويج — ثم مباراة مرعبة أمام البرازيل.

ديشان خلال وصوله مقر القرعة (أ.ف.ب)

فرنسا

المجموعة التاسعة وُصفت بـ«مجموعة الموت»، فالنرويج كانت أحد أقوى منتخبات المستوى الثالث، والسنغال صاحبة تاريخ خاص مع فرنسا منذ 2002.

قد تكون مواجهة دور الـ16 أقل صعوبة أمام منتخب ثالث في نيوجيرسي، قبل لقاء محتمل مع ألمانيا.

أما إذا تصدرت النرويج المجموعة، فقد تواجه فرنسا وصيف المجموعة الخامسة — ربما ساحل العاج — قبل مباراة محتملة أمام البرازيل.

مارتينيز مدرب البرتغال (د.ب.أ)

البرتغال

شهدت رحلة كريستيانو رونالدو نحو «وداع كأس العالم» جدلاً بعد البطاقة الحمراء في التصفيات، لكن القرعة جاءت رحيمة به.

وجود أوزبكستان والمتأهل من «فيفا 1» يمنح البرتغال فرصة قوية للصدارة.

تصدر المجموعة الحادية عشرة يعني مواجهة ثالث المجموعة في كانساس سيتي، ثم لقاء محتمل مع سويسرا في دور الـ16.

بعد ذلك؟ قد تكون المواجهة المنتظرة أمام الأرجنتين وميسي.

أما المركز الثاني فسيضع البرتغال مباشرة أمام إسبانيا في دور الـ32.


العرب بعد قرعة المونديال: تفاؤل مغربي... حماس أردني... وثقة قطرية

أونيل نجم السلة المعتزل لحظة عرضه بطاقة المغرب خلال مراسم القرعة (أ.ب)
أونيل نجم السلة المعتزل لحظة عرضه بطاقة المغرب خلال مراسم القرعة (أ.ب)
TT

العرب بعد قرعة المونديال: تفاؤل مغربي... حماس أردني... وثقة قطرية

أونيل نجم السلة المعتزل لحظة عرضه بطاقة المغرب خلال مراسم القرعة (أ.ب)
أونيل نجم السلة المعتزل لحظة عرضه بطاقة المغرب خلال مراسم القرعة (أ.ب)

أبدى وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي، ثقة بعد سحب قرعة نهائيات كأس العالم 2026 التي وضعت «أسود الأطلس» في المجموعة الثالثة مع البرازيل واسكتلندا وهايتي، قائلاً «لماذا لا نصنع التاريخ مرة أخرى؟».

وتابع عن مقارنة منتخبه اليوم بالذي خاض النهائيات عام 2022 «الوضع الآن مختلف تماما. المغرب يشارك لمرة ثالثة تواليا ولدينا خبرة أكبر ولكن لدينا احترام لكل المنافسين».

وعن مواجهة البرازيل واسكتلندا مجددا بعد لقائهما في مونديال 1998، قال «كل المغرب يفكر بنفس الأمر. يعتقدون أنه يمكننا الفوز على البرازيل أو اسكتنلدا لكن يجب أن نقدم أداء أفضل من 1998».

وقال كارلو أنشيلوتي مدرب البرازيل لقناة «سبورت تي في»: «قدّم المغرب أداء رائعاً في كأس العالم الأخيرة عام 2022 في قطر حيث بلغ نصف النهائي، في حين خرج السيليساو من ربع النهائي"، مضيفاً «اسكتلندا تملك فريقاً قوياً جداً، ستكون مواجهة صعبة للغاية».

وأضاف مدرب المنتخب المتوّج باللقب خمس مرات «يجب أن نحاول إنهاء دور المجموعات في الصدارة. يجب أن نفكر في الفوز بالمباريات الثلاث: ضد المغرب أولا، وهو الخصم الأصعب، وكذلك أمام المنافسين الآخرين. يجب أن نتمتع بالثقة».

بينما علّق المغربي جمال السلامي مدرب الأردن على القرعة قائلاً «مجموعتنا قوية لكن لدينا الحظوظ والقدرة لنكون منافسا قويا».

وأردف «أول تجربة في كأس العالم. كل الأمور يجب أن تكون إيجابية. كرة القدم الأردنية كانت بحاجة إلى هذه المشاركة. نتمنى أن نكون حاضرين وجاهزين».

وتابع السلامي «مواجهة بطل العالم (الأرجنتين) استثنائية، لكن كأس العالم والمباريات ليس فيها حواجز أمام اللاعبين. رأينا السعودية حين فازت على الأرجنتين (عام 2022). أهم شيء أن كرة القدم الأردنية ستحضر المحفل العالمي».

وقال مدرب المنتخب الأردني السابق عبد الله أبو زمع «النشامى هنا لإثبات الذات ونتمنى أن يكون حضورنا قوي. سنقابل (ليونيل) ميسي وبطل كأس العالم. نرى أن الأردن حضر بين الكبار كالأرجنتين والجزائر والنمسا».

وبدا سامي الطرابلسي مدرب تونس واقعيا فاعتبر أن المواجهات مع منافسيه في المجموعة السادسة لن تكون سهلة. قال «المنتخب الهولندي متألق في الفترة الأخيرة وخرج أمام الأرجنتين في ربع النهائي (النسخة الماضية)».

وأكمل «منتخب اليابان متطور بطريقة عجيبة. تواجد في النسخ الثمانية الأخيرة وهذا يدل على التطور الكروي في اليابان».

وصرّح جاسم بن راشد البوعينين رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم في بيان نشره موقع الاتحاد «نستعد بشكل مثالي لكأس العالم 2026 ونثق تماما في قدرات لاعبينا للمرحلة المقبلة».

وأضاف «كأس العالم هي البطولة الأكبر في عالم كرة القدم، ومشاركة منتخبنا فيها تُعد هدفا استراتيجيا مهما تم تحقيقه».

ورأى البوسني فلاديمير بيتكوفيتش مدرب الجزائر أنه «في المباراة الأولى (أمام الأرجنتين) لن ندخل كفريق خاسر. سوف نؤدي كل ما علينا ضد الأرجنتين و نتجهز للمباراتين المقبلتين الحاسمتين أمام النمسا والأردن».

وتابع «مجموعة شيقة للغاية، في مجموعتنا الارجنتين هي المرشحة (للصدارة) والنمسا منتخب متطور».