أثار حديث المخرج المصري خالد يوسف عن الحرية والإبداع اهتمام الجمهور المصري والعربي خلال الساعات الماضية، وتصدر اسم يوسف منصة «X» (المعروفة سابقاً باسم تويتر) عقب استضافته في برنامج «محل نقاش» على قناة «العربي»، الذي طرح قضية «الحرية والإبداع»، على الطاولة للنقاش تحت عنوان «ما وراء نتفليكس»، وذلك من خلال آراء ضيفيه المخرج خالد يوسف والمحامي الكويتي عبد العزيز السبيعي، صاحب دعوى حجب منصة «نتفليكس» في دولة الكويت.
وطرح البرنامج استفتاءً جماهيرياً بشأن «حجب المحتوى»، أو «مراقبته»، أو «مواجهته بالفن»، ونال اختيار «حجب المحتوى»، النصيب الأكبر من آراء جمهور المصوتين، بينما نالت «المواجهة» أقل الاختيارات.
من جانبه، قال المخرج خالد يوسف إن «أي استفتاء يتعلق بقيم الناس، خصوصاً القيم الدينية والأخلاقية يحوز عادة على النصيب الأكبر من الرفض والابتعاد عن أي مصدر من شأنه المساس بها وتغيير معالمها».
وقال يوسف إن دوره المجتمعي وآراءه كانت سبباً في مهاجمته بشكل دائم، مشيراً إلى «استعداده لذلك ما دام كان يدافع عن الحرية». وأضاف يوسف خلال البرنامج أن «حرية الإبداع هي المنوطة بوضع أفق للمجتمعات كافة كي يقفز قفزات حضارية»، مؤكداً في الوقت ذاته أن «ما تروج له منصة (نتفليكس) مرفوض بالنسبة له كعربي ينتمي إلى منظومة القيم»، إلا أنه أكد «على حقهم في تقديم ما يرونه مناسباً حسب منظومة القيم والثقافة التابعة لمعتقداتهم، مثل حقنا في الترويج لثقافتنا حسب معتقداتنا، وليس لنا الحق في وصفهم بالانحلال الأخلاقي وليس لهم حق في وصفنا بالتخلف».
ويرى خالد أن المنع أو الحجب المطلق خطوة خاطئة، حيث أبدى اعتراضه على «تحديد الإبداع حسب منظومة قيم المجتمع».
ولفت يوسف إلى أن المواجهة لا بد أن تكون بنفس السلاح أي (الفن بالفن)، موضحاً خلال حديثه أنه دائم الاقتراب من المساحات المغلقة التي يجب أن تكون دوماً مفتوحة، مؤكداً في الوقت نفسه على دفاعه عن الحريات التي عدَّها شغله الشاغل في حياته.
من جانبه، قال المحامي عبد العزيز السبيعي، إن «الحرية لا بد وأن تكون محاطة بالقيم والأخلاق التي اكتسبها المجتمع وتحدد في إطار القانون حتى لا تتحول إلى فوضى. واتهم السبيعي «نتفليكس» بتقديم أفكار مسمومة باسم الحرية والإبداع، بجانب إقحام كل عمل فاسد تحت هذا المصطلح، بعكس الإبداع الذي يقدم عملاً مقبولاً اجتماعياً يعالج في طياته قضية بعينها». على حد تعبيره.
وأضاف السبيعي أن «هدف (نتفليكس) يكمن في هدم القيم والمبادئ الإنسانية والفطرة السوية، وأن التصدي لها يقع على عاتق كل مثقف وكاتب وعالم». بحسب وصفه.
من جانبها، ترى الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله أن قناعة الشخص مسؤولة عما يبحث عنه بشكل عام. وأضافت ماجدة خير الله لـ«الشرق الأوسط»: «إن تفضيلات الشخص هي التي توجهه»، مشيرة إلى أن «المنصة موجودة بالعالم أجمع وليست موجهة لدولة بعينها لهدم قيمها كما يُشاع».
وأكدت ماجدة خير الله «أن حجب المنصة في دولة ما لا تعني لـ(نتفليكس) الكثير، ولن تتأثر نسبة المشاهدة لديهم من الأساس، وأن الدعوة لمنع بعض الأعمال بحجة الفساد والانحلال لا يحتاج كل هذه الضجة، فالمنصة بها تصنيف عمري من شأنه تنظيم نسب المشاهدة والتحذير من المحتوى غير الملائم لكل فئة عمرية».
وفي ختام حديثها، قالت ماجدة خير الله «إن أعمال (نتفليكس) خالية من الشعارات التي يروج لها البعض وإن المجتمعات بها بما يكفي من مشكلات ومؤامرات وإن إلقاء اللوم على المنصات المختلفة أمر غريب، ولا يستدعي كل هذه الضجة، وإن الخيارات المختلفة مطروحة أمام مشتركيها ولهم مطلق الحرية في مشاهدة ما يريدونه دون منع أو حجب، حسب إرادة الشخص».
تجدر الإشارة إلى أن المخرج خالد يوسف يستعد خلال الأيام المقبلة للبدء في تصوير فيلم «الإسكندراني» بعد أن أعلن شراء حقوقه من ورثة الكاتب المصري أسامة أنور عكاشة، الفيلم بطولة أحمد العوضي وزينة وبيومي فؤاد.