قصف طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، أمس، عددًا من القواعد العسكرية المتحركة التابعة لميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح، تمثلت في بطاريات صواريخ ودبابات، عمد الحوثيون على إخفائها في المزارع الواقعة في شمال غربي مديرية «الزيدية» التابعة لمحافظة الحديدة، وتجمعات لأفراد وقيادات من الحوثيين في مواقع مختلفة من المديرية، إضافة إلى قصف معسكر اللواء العاشر في مدينة باجل، ومخازن أسلحة كانت استولت ميليشيات الحوثي عليها منذ احتلالها لمدينة الحديدة.
وذكرت مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط» أن «طيران التحالف العربي قام بعملية مسح جوي قبيل استهداف المواقع الحيوية للحوثيين، مستندًا في ذلك على معلومات استخباراتية تلقتها من عناصر منتشرين في بعض المديريات في إقليم تهامة، حول نوعية الأسلحة التي قام الحوثيون بتحريكها نحو المزارع خوفًا من تعرضها لضربات جوية، خصوصًا وأن هذه الآليات تشكل القوة التي يعتمد عليها الحوثيون في فرض سيطرتهم على محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر».
وأشارت المصادر إلى أن «طيران التحالف في الوقت الراهن يلاحق وحدات وقيادات عسكرية فرت نحو الأحياء السكينة في مديرية الخوخة للاختباء، وقامت ميليشيا الحوثيين بإطلاق النار بشكل عشوائي ومكثف في خطوة لترهيب سكان الأحياء وتهديدهم بالقتل، والقبض على عدد من الشباب كرهائن ووضعهم كدروع بشرية في حال قصف طيران التحالف مواقعهم، في حين تمكن التحالف من استهداف عدد من العربات العسكرية بعد مطاردتها من في مديرية المخا». وقالت المصادر إن «طيران التحالف يكثف طلعته الجوية ويحلق في هذه الساعات (مساء الاثنين) بعلو منخفض على مدينة المخا الساحلية لرصد المواقع العسكرية تمهيدًا لضربها».
وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن «عملية المسح الجوي المنخفض لطيران التحالف في مديرية المخا، تعد تمهيدًا لدخول اللواء 15 الذي يترأسه العميد عبد الله الصبيحي، وكتائب المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، لفرض سيطرتها وتطبيق الخطة المزدوجة في محاصرة صنعاء من خلال تحريك المقاومة الشعبية للكثير من الآليات والأفراد من مأرب نحو صنعاء بدعم من طيران التحالف، وتقدم اللواء 15 من المخا باتجاه ذمار وطرد ما تبقى من جيوب الحوثيين في الطريق المؤدي لصنعاء».
ويعول المصدر العسكري على سقوط ميناء المخا المطل على البحر الأحمر، في قبضة اللواء 15، في إعادة التوازن الجغرافي والاقتصادي لإقليم الجند، خصوصًا وأن طيران التحالف يقوم باستهداف الكثير من الثكنات العسكرية في هذا الميناء المطل على دول القرن الأفريقي، وتحريره يمد «تعز وإب» بما تحتاجانه من معونات وأغذية، تسبقها السيطرة على الكثير من المديريات التي تعني عسكريًا تمهيدًا لسقوط تعز بالكامل في الأيام المقبلة.
ميدانيًا ألحقت المقاومة الشعبية في إقليم تهامة بميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح، خسائر كبيرة بعد ضربها لعدد من المقرات العسكرية وعربات تقل مسلحين حوثيين في منطقة الأمان فيما يتوقع أن تقوم المقاومة من خلال التنسيق المباشر مع قوات التحالف العربي، بضرب الأهداف الأرضية أثناء عملية القصف الجوي، وذلك بهدف فرض حصار عسكري وحربي على ميليشيا الحوثي لا يمكنها من الفرار إلى مواقع أخرى.
وفي سياق متصل، استنكر كثير من قبائل تهامة تحركات الحوثيين وقبول البعض في التوقيع على وثيقة من شأنها أن تحمي ميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح الذي وقع على هذه الوثيقة، خصوصًا وأنها تنص على التنسيق والتفاهم مع ميليشيا الحوثي لفرض سيطرتها على المديريات فيما تجاهلت الوثيقة المعاناة التي يعيشها أبناء محافظة الحديدة نتيجة سيطرة الميليشيا على الصعيد الأمني والاقتصادي والمعيشي.
وقال عبد الحفيظ الخطامي، صحافي ومختص في الشأن الاجتماعي، إن «هذه الوثيقة استنكرها كثير من قبائل تهامة التي لا تراعي حرمة المواطن في الإقليم الذي يعاني انقطاع التيار الكهربائي ونهب المشتقات النفطية ومنع صرفه للكهرباء وفرض الجبايات ونهب المال العام وعمليات ابتزاز التجار تحت مسمى المجهود الحربي».
وأشار الخطامي إلى أن «الوثيقة أبرمها قيادات حزب المخلوع بمحافظة الحديدة مع ميليشيا الحوثي التي تضمنت بكافة بنودها على ما أسموه ميثاق شرف كدعم وتعاون أعضاء وقيادات حزب المخلوع بكل المديريات مع ميليشيا الحوثي عبر المجالس المحلية وبما يحافظ على سلامة وأمن ما يسمونه باللجان الشعبية، متجاهلين كل انتهاكات الميليشيا وإجرامهم من قتل وهدم للمنازل واختطافات ونهب للمال العام»، موضحًا أن هناك كثيرًا من عمليات الاختطاف والاعتقال والتحفظ على عشرات الناشطين والمواطنين في سجون الميليشيات وترحيل عدد منهم لصنعاء ورفض إطلاق سراحهم.
التحالف يقصف معسكر اللواء العاشر ومخازن للأسلحة في تهامة
استنكار قبلي على وثيقة دعم الحوثيين
التحالف يقصف معسكر اللواء العاشر ومخازن للأسلحة في تهامة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة