التحالف يقصف معسكر اللواء العاشر ومخازن للأسلحة في تهامة

استنكار قبلي على وثيقة دعم الحوثيين

التحالف يقصف معسكر اللواء العاشر ومخازن للأسلحة في تهامة
TT

التحالف يقصف معسكر اللواء العاشر ومخازن للأسلحة في تهامة

التحالف يقصف معسكر اللواء العاشر ومخازن للأسلحة في تهامة

قصف طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، أمس، عددًا من القواعد العسكرية المتحركة التابعة لميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح، تمثلت في بطاريات صواريخ ودبابات، عمد الحوثيون على إخفائها في المزارع الواقعة في شمال غربي مديرية «الزيدية» التابعة لمحافظة الحديدة، وتجمعات لأفراد وقيادات من الحوثيين في مواقع مختلفة من المديرية، إضافة إلى قصف معسكر اللواء العاشر في مدينة باجل، ومخازن أسلحة كانت استولت ميليشيات الحوثي عليها منذ احتلالها لمدينة الحديدة.
وذكرت مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط» أن «طيران التحالف العربي قام بعملية مسح جوي قبيل استهداف المواقع الحيوية للحوثيين، مستندًا في ذلك على معلومات استخباراتية تلقتها من عناصر منتشرين في بعض المديريات في إقليم تهامة، حول نوعية الأسلحة التي قام الحوثيون بتحريكها نحو المزارع خوفًا من تعرضها لضربات جوية، خصوصًا وأن هذه الآليات تشكل القوة التي يعتمد عليها الحوثيون في فرض سيطرتهم على محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر».
وأشارت المصادر إلى أن «طيران التحالف في الوقت الراهن يلاحق وحدات وقيادات عسكرية فرت نحو الأحياء السكينة في مديرية الخوخة للاختباء، وقامت ميليشيا الحوثيين بإطلاق النار بشكل عشوائي ومكثف في خطوة لترهيب سكان الأحياء وتهديدهم بالقتل، والقبض على عدد من الشباب كرهائن ووضعهم كدروع بشرية في حال قصف طيران التحالف مواقعهم، في حين تمكن التحالف من استهداف عدد من العربات العسكرية بعد مطاردتها من في مديرية المخا». وقالت المصادر إن «طيران التحالف يكثف طلعته الجوية ويحلق في هذه الساعات (مساء الاثنين) بعلو منخفض على مدينة المخا الساحلية لرصد المواقع العسكرية تمهيدًا لضربها».
وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن «عملية المسح الجوي المنخفض لطيران التحالف في مديرية المخا، تعد تمهيدًا لدخول اللواء 15 الذي يترأسه العميد عبد الله الصبيحي، وكتائب المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، لفرض سيطرتها وتطبيق الخطة المزدوجة في محاصرة صنعاء من خلال تحريك المقاومة الشعبية للكثير من الآليات والأفراد من مأرب نحو صنعاء بدعم من طيران التحالف، وتقدم اللواء 15 من المخا باتجاه ذمار وطرد ما تبقى من جيوب الحوثيين في الطريق المؤدي لصنعاء».
ويعول المصدر العسكري على سقوط ميناء المخا المطل على البحر الأحمر، في قبضة اللواء 15، في إعادة التوازن الجغرافي والاقتصادي لإقليم الجند، خصوصًا وأن طيران التحالف يقوم باستهداف الكثير من الثكنات العسكرية في هذا الميناء المطل على دول القرن الأفريقي، وتحريره يمد «تعز وإب» بما تحتاجانه من معونات وأغذية، تسبقها السيطرة على الكثير من المديريات التي تعني عسكريًا تمهيدًا لسقوط تعز بالكامل في الأيام المقبلة.
ميدانيًا ألحقت المقاومة الشعبية في إقليم تهامة بميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح، خسائر كبيرة بعد ضربها لعدد من المقرات العسكرية وعربات تقل مسلحين حوثيين في منطقة الأمان فيما يتوقع أن تقوم المقاومة من خلال التنسيق المباشر مع قوات التحالف العربي، بضرب الأهداف الأرضية أثناء عملية القصف الجوي، وذلك بهدف فرض حصار عسكري وحربي على ميليشيا الحوثي لا يمكنها من الفرار إلى مواقع أخرى.
وفي سياق متصل، استنكر كثير من قبائل تهامة تحركات الحوثيين وقبول البعض في التوقيع على وثيقة من شأنها أن تحمي ميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح الذي وقع على هذه الوثيقة، خصوصًا وأنها تنص على التنسيق والتفاهم مع ميليشيا الحوثي لفرض سيطرتها على المديريات فيما تجاهلت الوثيقة المعاناة التي يعيشها أبناء محافظة الحديدة نتيجة سيطرة الميليشيا على الصعيد الأمني والاقتصادي والمعيشي.
وقال عبد الحفيظ الخطامي، صحافي ومختص في الشأن الاجتماعي، إن «هذه الوثيقة استنكرها كثير من قبائل تهامة التي لا تراعي حرمة المواطن في الإقليم الذي يعاني انقطاع التيار الكهربائي ونهب المشتقات النفطية ومنع صرفه للكهرباء وفرض الجبايات ونهب المال العام وعمليات ابتزاز التجار تحت مسمى المجهود الحربي».
وأشار الخطامي إلى أن «الوثيقة أبرمها قيادات حزب المخلوع بمحافظة الحديدة مع ميليشيا الحوثي التي تضمنت بكافة بنودها على ما أسموه ميثاق شرف كدعم وتعاون أعضاء وقيادات حزب المخلوع بكل المديريات مع ميليشيا الحوثي عبر المجالس المحلية وبما يحافظ على سلامة وأمن ما يسمونه باللجان الشعبية، متجاهلين كل انتهاكات الميليشيا وإجرامهم من قتل وهدم للمنازل واختطافات ونهب للمال العام»، موضحًا أن هناك كثيرًا من عمليات الاختطاف والاعتقال والتحفظ على عشرات الناشطين والمواطنين في سجون الميليشيات وترحيل عدد منهم لصنعاء ورفض إطلاق سراحهم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.