نشرت وزارة الداخلية التونسية أمس صورًا لـ16 عنصرًا إرهابيًا مطلوبين لدى الأجهزة الأمنية، من بينهم أربع فتيات، ودعت إلى الإبلاغ عنهم.
ومن بين العناصر الإرهابية التي نشرت الداخلية صورهم، شاب ليبي يدعى محمد عبد الحميد الككلي، وطلبت الوزارة الإبلاغ عن العناصر لتجنب أعمال إرهابية.
ويأتي هذا البيان بعد أيام قليلة من تحذير الداخلية حول وجود معلومات استخباراتية مؤكدة تفيد بوجود مخططات إرهابية لاستهداف مواقع حيوية وحساسة في العاصمة، وذلك باستخدام سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة.
وكانت السلطات التونسية قد أغلقت بالفعل في وقت سابق الشارع الرئيسي الشهير بقلب العاصمة الحبيب بورقيبة، والذي يضم مقر الداخلية وسفارة فرنسا، وبنوكًا ومقاهي ومحلات تجارية أمام حركة المرور تحسبًا لمخاطر إرهابية. كما أعلنت الداخلية في نهاية الشهر الماضي عن اعتقال 155 عنصرًا في حملات أمنية، تورطوا في قضايا إرهابية، من بينها هجوم باردو في مارس (آذار) الماضي، وهجوم سوسة في يونيو (حزيران) الماضي، واللذان أوقعا قرابة 60 قتيلاً من السياح.
وأجرى محمد ناجم الغرسلي، وزير الداخلية التونسية، تغييرات جذرية شملت نحو 250 من ضباط الأمن، في حركة عدها قدماء المؤسسة الأمنية «تاريخية وغير مسبوقة».
وبينما اعتبر عبد الحميد الشابي (قيادي أمني متقاعد) هذه التغييرات بمثابة ضخ دماء جديدة في القيادات الأمنية، وتوجه نحو اعتماد مقاييس الخبرة والكفاءة لمواجهة التحديات الأمنية، فإن رأي المعارضة اختلف عن رؤية المؤسسة الأمنية في تقييمها للوضع الأمني، حيث اعتبرت إجراءات وزارة الداخلية محاولة لتطبيق قانون حالة الطوارئ الموجه لمحاصرة الإرهابيين ضد تحركات المجتمع المدني.
وشملت التغييرات المعلن عنها تعيين أطر جديدة، ونقل مناصب إدارية من منطقة لأخرى، وإعفاءات طالت مديري أقاليم أمنية ورؤساء مناطق أمنية، ورؤساء فرق أمنية ومصالح وإدارات مهمة ضمن المنظومة الأمنية. كما أعلنت وزارة الداخلية عن إحداث ثلاثة أقاليم أمنية جديدة دفعة واحدة، وذلك لأول مرة بكل من مدن المهدية وزغوان وسليانة.
ومن خلال قراءة أولية لهذه التغييرات، فقد شملت عدة ولايات (محافظات) معروفة بارتفاع عدد العمليات الإرهابية فيها، ومن بينها جندوبة وباجة والكاف وبنزرت، وسيدي وزيد، والقيروان وسط تونس، وسوسة التي شهدت خلال نهاية شهر يونيو الماضي أعنف هجوم إرهابي مسلح في تاريخ المواجهة مع التنظيمات الإرهابية، إذ خلف 39 قتيلاً جلهم من السياح البريطانيين.
وبخصوص التهديدات الإرهابية التي تحدثت عنها وزارة الداخلية والتشكيك في جديتها من قبل المعارضة، واعتبارها تهديدًا مبطنًا لحرية التظاهر والتعبير، قال أعلية العلاني الخبير في الجماعات الإسلامية لـ«الشرق الأوسط» إن تنظيم القاعدة هدد بالفعل بتنفيذ ضربتين إرهابيتين ضد تونس بمناسبة ذكرى 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وكذلك ذكرى 14 سبتمبر 2012 المرتبطة بالهجوم على السفارة الأميركية بتونس.
وأكد العلاني أن التهديدات الإرهابية متوقعة جدًا في تونس لعدة أسباب، أهمها نجاح قوات الأمن في تصفية أهم رموز الإرهاب، وتنفيذ عمليات استباقية ناجحة أدت إلى القضاء على زعماء الخلايا الإرهابية، والكشف عما لا يقل عن 65 من الخلايا المتطرفة خلال الفترة الماضية. كما أن التصعيد الحالي بين الحكومة والمعارضة وخلق أجواء مشحونة بالتوتر والتجاذب السياسي نتيجة الخلافات السياسية الحادة حول قانون المصالحة المالية والاقتصادية، قد تكون أرضية مناسبة لمثل هذه الأعمال الإرهابية. كما أشار العلاني أيضًا إلى صعوبة الأوضاع الأمنية والسياسية في ليبيا المجاورة، ومدى تأثيرها المباشر على الوضع في تونس.
الداخلية التونسية تنشر صور 16 عنصرًا إرهابيًا.. بينهم 4 فتيات
تغييرات هامة تطال قيادات أمنية كبيرة بمناسبة ذكرى 11 سبتمبر
الداخلية التونسية تنشر صور 16 عنصرًا إرهابيًا.. بينهم 4 فتيات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة