المعارضة تهاجم أكبر سجون سوريا وتسيطر على مبنيين في سجن النساء بعدرا

تعزيزات لـ«داعش» في المرتفعات المحيطة بدير الزور للسيطرة على المدينة ومطارها العسكري

المعارضة تهاجم أكبر سجون سوريا وتسيطر على مبنيين في سجن النساء بعدرا
TT

المعارضة تهاجم أكبر سجون سوريا وتسيطر على مبنيين في سجن النساء بعدرا

المعارضة تهاجم أكبر سجون سوريا وتسيطر على مبنيين في سجن النساء بعدرا

حققت قوات المعارضة السورية أمس، تقدمًا مهمًا على محور سجن دمشق المركزي في منطقة عدرا، شمال الغوطة الشرقية لدمشق، حيث سيطرت فصائل إسلامية ذكر أنها تنتمي إلى «جيش الإسلام» بقيادة زهران علوش، على منطقة تل كردي القريبة من مدينة دوما والمحاذية لسجن عدرا، أكبر سجون سوريا، ومناطق أخرى على الأوتوستراد الدولي، كما سيطر مقاتلو الفصائل على مبنيين في قسم النساء في السجن. وجاء هذا التقدم المفاجئ، في ظل مراوحة على جبهة الزبداني، وبالتزامن مع مواصلة قوات تنظيم داعش المتطرف هجومهًا على الأحياء المحيطة بمدينة دير الزور ومطارها، في محاولة للسيطرة عليها، وإحكام طوق ناري وميداني حول المطار «الذي حصنه الإيرانيون جيدًا، مما يمنع السيطرة عليه بسهولة، من غير السيطرة على التلال المحيطة فيه»، وفق مصدر ميداني معارض لـ«الشرق الأوسط».
الفصائل الإسلامية سيطرت على منطقة تل كردي القريبة من مدينة دوما بالغوطة الشرقية والمحاذية لسجن دمشق المركزي (سجن عدرا) أكبر سجون سوريا، بينها مبنيان في قسم النساء بالسجن. وتضاربت الأنباء حول انسحاب المقاتلين من المبنيين بفعل القصف العنيف، كما وردت معلومات عن إخلاء قوات النظام لقسم النساء في سجن عدرا، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها منذ ليل الخميس - الجمعة، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة في محيط مشفى حرستا العسكري وجسر ضاحية الأسد، ترافق مع استهداف الفصائل الإسلامية بقذائف الهاون رتلا لقوات النظام بالقرب من مشفى الشرطة قرب مدينة حرستا بالغوطة الشرقية. وردت قوات النظام بقصف بقذائف الهاون على مدينة دوما، بحسب ما أفاد ناشطون. إلى ذلك، سقطت عدة قذائف هاون على أماكن داخل العاصمة السورية نفسها في محيط الجامع الأموي، وفي أحياء المزة والزبلطاني والقصاع والفيحاء، بينما انفجرت عبوة ناسفة زرعها تنظيم داعش بالقرب من تمركز للفصائل الإسلامية في محور حي القدم جنوب العاصمة.
هذا، وقصفت قوات النظام مناطق في بلدة مضايا المحاذية لمدينة الزبداني، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة في مدينة الزبداني وجبلها الشرقية بين الفصائل الإسلامية ومسلحين محليين من طرف والفرقة الرابعة وحزب الله اللبناني وجيش التحرير الفلسطيني وقوات الدفاع الوطني من طرف آخر. في غضون ذلك بشرق سوريا، أفاد ناشطون أمس، باستمرار الاشتباكات في محيط مطار دير الزور العسكري بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى، ترافق مع قصف متبادل بين الطرفين. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن التنظيم «حشد مقاتليه في معظم قطاعات ومحاور مدينة دير الزور، وحشد عناصره في أحياء الصناعة والرصافة من الجهة الشرقية، والرشدية والحويقة والجبيلة من الجهة الغربية، كما قام التنظيم بتعزيز جبهاته في جنوب مدينة دير الزور من جهة حقل التيم النفطي واللواء 137 جنوب غرب مدينة دير الزور، وفي قرى بريف دير الزور الغربي من الجهة الأخرى المقابلة لأحياء الجورة والبغيلية». وترافقت هذه التعزيزات مع إجراءات اتخذها التنظيم، أهمها إصدار أوامر بإغلاق كل مقاهي الإنترنت في قرى ريف دير الزور الغربي وقرى بريف دير الزور الشرقي القريبة من مطار دير الزور العسكري، وكذلك القرى التي تقع بالجهة المقابلة للمطار العسكري في الجهة الأخرى من نهر الفرات.
وذكر الناشطون بأن معارك عنيفة اندلعت إثر هجوم عنيف وواسع نفذه التنظيم على عدة محاور في مدينة دير الزور ومطارها العسكري، في محاولة من التنظيم بسط سيطرته الكاملة على المطار والأحياء التي تسيطر عليها قوات النظام في المدينة والتي لا تزال محاصرة منذ مطلع العام الحالي. وتعد دير الزور ومطارها، آخر معاقل النظام في شرق سوريا. وبدأ التنظيم بالإعداد للهجوم منذ الأسبوع الماضي، كما أفادت تقارير معارضة. ولقد شهد محيط المطار هجومًا عنيفًا من قبل التنظيم تمكن خلاله من السيطرة على المبنى الأبيض وكتيبة الصواريخ، وخسر 36 من عناصره بينهم 13 من مدينة الرقة واثنان آخران أحدهما طفل فجرا نفسيهما بعربتين مفخختين في كتيبة الصواريخ ومحيط المطار، فيما قتل 18 عنصرًا من قوات النظام خلال الهجوم.
وعلى صعيد آخر، أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» أن شهر أغسطس (آب)، كان من «الأشهر الأكثر دموية» في الغوطة الشرقية قرب دمشق منذ الهجوم الكيميائي عليها في 2013، مشيرة إلى أن مستشفياتها عالجت أكثر من 150 إصابة يوميا في هذا الشهر، بحسب وصف مدير عمليات المنظمة بارت جانسين في تقرير صدر أمس. وأشارت المنظمة في بيان، إلى أن المستشفيات الميدانيّة التي تدعمها «أفادت عن وصول أعداد هائلة من المصابين والجرحى جراء الحملة العسكرية الشرسة التي استهدفت الأسواق والمباني المدنية في المناطق المحاصرة في الغوطة الشرقية» التي تعتبر من أبرز معاقل المعارضة السورية المسلحة. كما ذكر البيان أن هذه الحملة استمرت 20 يوما تمت خلاله «معالجة أكثر من 150 إصابة حرب يوميا». وترافق ذلك مع «تشديد الحصار بشكل خانق وتوسيع نطاقه ليضم ثلاث مناطق جديدة شمال دمشق». ولقد أحصت المنظمة في ستة مستشفيات «377 حالة وفاة بينها 104 أطفال و1932 جريحا بينها 546 طفلا»، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من إحصاء باقي المراكز بسبب «قطع كافة وسائل الاتصال السيئة أصلا مؤقتا» نتيجة القصف. ما يستحق الإشارة، أن قوات النظام السوري تحاصر منذ أكثر من سنتين الغوطة الشرقية التي تعاني من نقص فادح في المواد الغذائية والأدوية مما تسبب في عشرات الوفيات. وتابع بيان المنظمة: «يعاني 13 مشفى ميدانيا تدعمها منظمة أطباء بلا حدود في الغوطة الشرقية المحاصرة من الاكتظاظ شبه الدائم لا سيما بالإصابات البالغة التي حدثت في الفترة الممتدة من 12 إلى 31 أغسطس».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.