توافق مصري - قبرصي على تعزيز التعاون في ملف «الهجرة غير المشروعة»

مباحثات وزارية بنيقوسيا ناقشت توفير بدائل «آمنة» للحد من الظاهرة

وزيرة الهجرة المصرية خلال لقاء مع وزير العمل القبرصي في نيقوسيا (مجلس الوزراء المصري)
وزيرة الهجرة المصرية خلال لقاء مع وزير العمل القبرصي في نيقوسيا (مجلس الوزراء المصري)
TT

توافق مصري - قبرصي على تعزيز التعاون في ملف «الهجرة غير المشروعة»

وزيرة الهجرة المصرية خلال لقاء مع وزير العمل القبرصي في نيقوسيا (مجلس الوزراء المصري)
وزيرة الهجرة المصرية خلال لقاء مع وزير العمل القبرصي في نيقوسيا (مجلس الوزراء المصري)

توافقت مصر وقبرص على «تعزيز التعاون في ملف (الهجرة غير المشروعة) عبر توفير بدائل (آمنة) للحد من الظاهرة». كما أكدت مصر وقبرص (الخميس) على «تعزيز تعاونهما في مجال (تنقل العمالة) وتوفير فُرص العمل الموسمية للشباب المصري». جاء ذلك خلال مباحثات عقدتها وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، سها جندي، مع مسؤولين قبرصيين في نيقوسيا، على هامش مشاركتها في «المؤتمر العالمي للمغتربين».

وأكدت الوزيرة المصرية خلال مباحثاتها مع الجانب القبرصي، أن «مصر قطعت شوطاً كبيراً في مجال مكافحة (الهجرة غير المشروعة) وتعزيز فُرص (الهجرة الآمنة)». وأشارت إلى «عمل وزارة الهجرة في إطار المبادرة الرئاسية المصرية (مراكب النجاة) لتوعية الشباب بمخاطر الظاهرة».

وكلف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، في نهاية عام 2019، إطلاق مبادرة «مراكب النجاة» للتوعية بمخاطر «الهجرة غير المشروعة» على الشواطئ المصدِّرة للهجرة. واستهدفت المبادرة «تحقيق حياة كريمة للمواطن المصري، والحفاظ على حياته من مخاطر (الهجرة غير المشروعة)، والتوعية بمخاطر الهجرة مع طلاب المدارس والجامعات». وتؤكد الحكومة المصرية «استمرار جهود التوعية لمواجهة (الهجرة غير المشروعة)؛ وذلك بهدف توفير حياة (آمنة) للمواطنين».

وأجرت وزيرة الهجرة المصرية مباحثات ثنائية (الخميس) بشأن «تنقل العمالة» مع وزير العمل القبرصي، جيانيس بانايتيو، بمشاركة مسؤولي وزارتي العمل والخارجية القبرصيتين. ورحب بانايتيو بـ«تعزيز التعاون مع مصر في ملفَي (تنقل العمالة) و(العمالة الموسمية)»، مؤكداً رغبته في الاستفادة من خبرة وزارة الهجرة المصرية «في التواصل مع المغتربين والعاملين بالخارج»، في حين أضافت الوزيرة جندي أن «مصر تعمل على استراتيجية ربط الهجرة بجهود التنمية والتواصل مع المهاجرين والمصريين العاملين بالخارج في أنحاء العالم كافة». وأثنت على «عمق العلاقات التي تربط مصر وقبرص».

ووفق إفادة لـ«مجلس الوزراء المصري» (الخميس)، فقد تناولت المباحثات «التوجهات الحالية للهجرة بين مصر وقبرص، وتأثيرها على انتقال العمالة والمهاجرين، وضرورة تسهيل التنسيق بين البلدين فيما يتعلق بالهجرة والعمل، بما في ذلك تبادل المعلومات والخبرات».

أيضاً، بحثت وزيرة الهجرة المصرية مع وزير الداخلية القبرصي، كونستانتينوس يوانو، تعزيز التعاون لمكافحة «الهجرة غير المشروعة»، و«توفير البدائل الإيجابية (الآمنة) للحد من تلك الظاهرة». وقال الوزير القبرصي: إن «زيارة وزيرة الهجرة المصرية لقبرص مهمة للغاية؛ لأنها تُمثل مرحلة جديدة في العلاقات بين مصر وقبرص في ملف (الهجرة غير المشروعة)، وتستهدف فتح (آفاق تعاون أعمق وأوسع) بين البلدين في الشأن ذاته».

وخلال اللقاء، أكدت الوزيرة المصرية على التطور المستمر في العلاقات المصرية - القبرصية وما شهدته الروابط التاريخية الممتدة بين البلدين من تقدم خلال السنوات الأخيرة على الصعد كافة، «لا سيما في مجالات الطاقة، والربط الكهربائي، والتدريبات الأمنية المشتركة، وكذا التشاور المُكثف بين المسؤولين من الحكومتين حول القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك»، بالإضافة إلى الاتفاق على تنفيذ الكثير من المشروعات المشتركة في إطار آلية التعاون الثلاثي التي تجمع بين «مصر وقبرص واليونان» عبر مبادرة «إحياء الجذور» التي «تعدّ نموذجاً يحتذى به في الدبلوماسية الشعبية، وإحياء الروابط التاريخية والثقافية والجذور المشتركة، وخلق حلقة وصل بين المغتربين من دول البحر المتوسط».

من جهته، قال وزير الداخلية القبرصي: إن «قبرص واليونان في حاجة إلى تعزيز التعاون مع مصر لمكافحة (الهجرة غير المشروعة)».

وبحسب «مجلس الوزراء المصري»، فإن «مبادرة (إحياء الجذور) تُعد انعكاساً لمتانة العلاقات التاريخية بين (مصر واليونان وقبرص)، ويتم حالياً التحضير للنسخة الخامسة والتي ستُعقد خلال الفترة المقبلة، وتهدف إلى تحقيق مزيد من توثيق العلاقات وتعزيزها بين الدول الثلاثة، من خلال الجاليات اليونانية والقبرصية التي كانت تعيش في مصر، بالتعاون مع الجاليات المصرية في الخارج، وكذلك شباب المغتربين من الدول الثلاث».

وأطلق السيسي مبادرة «إحياء الجذور» في القمة الثلاثية بنيقوسيا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، وتم تنفيذ النسخة الأولى للمبادرة في أبريل (نيسان) 2018 بمحافظة الإسكندرية.


مقالات ذات صلة

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

يوميات الشرق شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

تُعدّ لوحات الفنان السوري ماهر البارودي بمنزلة «شهادة دائمة على معاناة الإنسان وقدرته على الصمود».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
شمال افريقيا حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)

مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب

تكثف مصر دعمها للسودان في إعادة الإعمار... وناقش ملتقى اقتصادي في القاهرة الاستثمارات المشتركة بين البلدين، والتعاون الاقتصادي، لتقليل تأثيرات وخسائر الحرب.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا من جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (الحكومة المصرية)

«النواب» المصري على خط أزمة أسعار خدمات الاتصالات

دخل مجلس النواب المصري (البرلمان) على خط أزمة أسعار خدمات الاتصالات في البلاد.

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)

مصر تدعو إلى «حلول سلمية» للنزاعات في القارة السمراء

دعت مصر إلى ضرورة التوصل لحلول سلمية ومستدامة بشأن الأزمات والنزاعات القائمة في قارة أفريقيا. وأكدت تعاونها مع الاتحاد الأفريقي بشأن إعادة الإعمار والتنمية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

تشرع الحكومة المصرية في إعداد مساكن بديلة لأهالي مدينة «رأس الحكمة» الواقعة في محافظة مرسى مطروح (شمال البلاد).

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

الدبيبة متحدياً من «يريدون السلطة» في ليبيا: لن تحكمونا

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
TT

الدبيبة متحدياً من «يريدون السلطة» في ليبيا: لن تحكمونا

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)
الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)

أثار عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، حفيظة وغضب أنصار نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، وعدد من أطياف المجتمع الراغبين في السلطة، بعدما تعهّد «بعدم إعادتهم إلى حكم البلاد مرة ثانية».

الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)

وكان الدبيبة يلقي كلمة أمام فعاليات ختام «ملتقى شباب ليبيا الجامع» في مصراتة، مساء السبت، وتطرَّق فيها إلى «الذين يريدون العودة إلى السلطة»، مثل النظام السابق ومؤيدي «الملكية الدستورية»، بالإضافة إلى من يريد «العسكر»، وقال متحدياً: «لن يحكمونا».

ووجّه حديثه لليبيين، وقال: «هناك 4 مكونات هي أسباب المشكلة في ليبيا».

وتُعدّ هذه المرة الأولى التي يوجه فيها الدبيبة انتقادات لاذعة لكل هذه الأطراف مجتمعة، من منطلق أن «الحكم في ليبيا يحدَّد بالدستور وليس بخشم البندقية».

حفتر في لقاء سابق مع عدد من قادة قواته ببنغازي (الجيش الوطني)

ودون أن يذكر أسماء أشخاص، قال: «هناك من يريد الحكم بالسلاح، وآخرون يتخذون من الدين شعاراً ويريدون السلطة، بجانب من يدعون للعودة إليها مرة ثانية؛ سواء الملكية أم نظام القذافي»؛ في إشارة إلى سيف الإسلام القذافي، وأنصار «الملكية الدستورية» الذين يستهدفون تنصيب الأمير محمد السنوسي ملكاً على البلاد.

واستطرد الدبيبة: «النظام العسكري لن يحكمنا مرة أخرى، ولا تفكروا فيمن تجاوز الثمانين أو التسعين عاماً وما زال يحلم بحكم ليبيا»؛ في إشارة إلى المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني.

وخرجت صفحات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موالية للنظام السابق، تنتقد الدبيبة، وتتهم حكمه بـ«الفساد»، رافضة تلميحاته بشأن المشانق التي كانت تُعلَّق بالمدن الرياضية إبان عهد القذافي. وذلك في معرض تعليقه على هتاف مجموعة من الشباب للقذافي، بعد خسارة منتخبهم أمام بنين في تصفيات «أمم أفريقيا».

سيف الإسلام نجل الرئيس الراحل معمر القذافي (أ.ف.ب)

وبجانب انتقاده النظم السابقة، التي قال إنها «تريد العودة لحكم ليبيا»، تطرّق الدبيبة أيضاً إلى من «يستخدمون الشعارات الدينية»، ومن «ينادون بحكم القبيلة».

وتحدّث الدبيبة أمام جموع الشباب في أمور مختلفة؛ من بينها المجموعات المسلَّحة، التي كرر رغبته في «دمجها في مؤسسات الدولة، ومنح عناصرها رواتب»، مذكّراً بأن عماد الطرابلسي «كان زعيم ميليشيا، والآن لديه مسؤوليات لحفظ الأمن والاستقرار بصفته وزيراً للداخلية في حكومتي الشرعية».

وللعلم، أتى الدبيبة إلى السلطة التنفيذية في ليبيا، وفق مخرجات «حوار جنيف» في 5 فبراير (شباط) 2021 بولاية مؤقتة مدتها عام واحد فقط، للإشراف على الانتخابات العامة، لكنه يؤكد عدم تخليه عن السلطة إلا بإجراء انتخابات عامة في البلاد.

محمد السنوسي يتوسط شخصيات ليبية من المنطقة الغربية (حساب محمد السنوسي على «إكس»)

وكثّف الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي لقاءاته بشخصيات ليبية في إسطنبول مؤخراً، ما طرح عدداً من الأسئلة حينها حول هدف الرجل المقيم في بريطانيا من مشاوراته الكثيرة مع أطياف سياسية واجتماعية مختلفة.

ومحمد الحسن هو نجل الرضا السنوسي، الذي عيَّنه الملك إدريس السنوسي ولياً للعهد في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1956، وتُوفي في 28 من أبريل (نيسان) 1992.

ولوحظ أن السنوسي، الذي لم يزرْ ليبيا منذ كان صبياً، يكثّف لقاءاته في الخارج بشخصيات ليبية مختلفة، بعضها ينتمي لقبائل من المنطقة الغربية، بالإضافة إلى الأمازيغ والطوارق؛ وذلك بهدف «إنجاح المساعي نحو حوار وطني شامل، تحت مظلة الشرعية الملكية الدستورية».

ولا تزال شروط الترشح لمنصب الرئيس في ليبيا عائقاً أمام التوافق بشأن القوانين اللازمة للاستحقاق المؤجل، في ظل وجود معارضة بشكل كامل لترشح مزدوجي الجنسية والعسكريين، والذين عليهم أحكام جنائية لهذا المنصب.