فيروز... صباح... جورجينا... أيقونات بضيافة صفحة واحدة

المصمّم جو شلّيطا يكتب تاريخ لبنان بالموضة والجمال

فيروز وجورجينا رزق وصباح (حساب Lebanese Fashion History)
فيروز وجورجينا رزق وصباح (حساب Lebanese Fashion History)
TT

فيروز... صباح... جورجينا... أيقونات بضيافة صفحة واحدة

فيروز وجورجينا رزق وصباح (حساب Lebanese Fashion History)
فيروز وجورجينا رزق وصباح (حساب Lebanese Fashion History)

بالجسد، يُمضي جو شلّيطا يومياته في سنة 2023 أمّا فكراً وقلباً، فهو ابتكر لنفسه عالماً موازياً يعيش فيه. يغوص مصمّم الأزياء اللبناني في ستّينات القرن الماضي، ليجدَ ضالّته في مجدٍ غابر صنع ما يُعرف بلبنان «الزمن الجميل».

يستوقف محدّثَه ليشدّد على أنّ هذه العبارة التي بات اللبنانيون يردّدونها بحسرة، ليست مجرّد كلام. «مش بالحكي لبنان كان، لأ. لبنان عن جدّ كان، وهدفي أن أثبت ذلك بالوثائق والصور»، يقول شلّيطا بلهفة في حديث مع «الشرق الأوسط». منذ سنتين ونصف السنة، كرّس وقته وطاقته لإثبات ذاك القول بالفعل. يؤكّد أنه يقوم بذلك بداعي الشغف، وليس من أجل أي مردود مادّي.

يعيش جو شلّيطا وسط صور «الزمن الجميل» التي تشكّل مادّة صفحته Lebanese Fashion History (الشرق الأوسط)

تطريز ندوب المدينة

لا يرى في وطنه سوى وجهه الجميل. صحيح أن صفحته «تاريخ أزياء لبنان – Lebanese Fashion History» تأسست عقب تفجير مرفأ بيروت عام 2020، إلا أنها جاءت بمثابة خياطة لجراح المدينة وأهلها، وتطريز الندوب بخيوطٍ ملوّنة. «أمضيت حياتي منشغلاً بتحقيق حلمي بأن أصبح مصمم أزياء، لكن بعد التفجير شعرت بأنّ الأوان حان كي أردّ الجميل للبنان وإرثه. وبسلاح الموضة الذي أملك، ها أنا أقاتل من أجل تاريخنا وهويّتنا التي تعرّضت للاعتداء والتشويه».

من فيروز إلى صباح مروراً بجورجينا رزق لا تغفل الصفحة تفصيلاً عن خصوصية موضة لبنان (إنستغرام)

ينشر جو شلّيطا ما يصل إلى يدَيه من وثائق وصور حصريّة تعكس صورة لبنان الجميل، وتحديداً ضمن نطاق الأزياء. ليس المشاهير وحدهم نجوم الصفحة، بل تطلّ عبرها وجوه لا يذكر التاريخ أسماءها، لكنها صنعت التاريخ من دون أن تعرف، بأزيائها التقليديّة التي كانت تُعد عاديّة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وكأنه بذلك، يبثّ الحياة في أرواح أشخاصٍ ابتلعهم الزمن، وينفض الغبار عن صندوق الذكريات الثمينة.

يلفت إلى أنّ الحصول على الصور ليس بالمهمّة السهلة، وهو للغاية استثمر في الثقة التي نشأت مع متابعيه. «كان عليّ بناء علاقات مع أشخاص لا أعرفهم، وأن أجعلهم يأمنونني على أرشيفهم الخاص». ويضيف أنه يقوم بعملٍ بحثيّ ويزور شخصياً «خزائن الناس»، طالباً منهم المادّة القديمة كي تبصر النور من جديد.

يتأسف على أرشيف كبير خاص بالموضة اللبنانية قضى عليه الإهمال والحروب المتعاقبة، لكنه في المقابل يفرح بأنّ كل ما يَنشر يلقى أصداءً إيجابيّة لا سيّما في صفوف الجيل الصاعد المتلهّف إلى التعمّق في الهوية اللبنانية وفي تراثها المحسوس. «تكفيني تلك الرسائل المؤثّرة التي تَرِد خصوصاً من لبنانيي الاغتراب الذين يشكرونني على تعريفهم بتاريخ أزياء وطنهم، ويقولون لي إنهم فخورون بلبنانيتهم».

كليوبترا و«أرجوانيّ صور»

في سيناريو افتراضيّ ولو طُلب منه أن يؤلّف كتاب تاريخ لبنان، أو أن يضع منهاج مادّة التاريخ في المدارس على طريقته، يطلق عليه جو شلّيطا عنوان «لبنان... عاصمة الموضة العالمية منذ الحضارات القديمة». يعود بالزمن إلى الحقبة الفينيقيّة التي صدّرت اللون الأرجواني من أصداف الموركس في شاطئ صور إلى العالم، فارتدى يوليوس قيصر وكليوبترا وملوك إنجلترا «أرجوانيّ صور». ثم يتحدّث عن تصدير عطر الأرز والحرير من لبنان، وعن عروض أزياء عالميّة شهدتها بيروت، وعن مصمّمين عالميين فتحوا متاجرهم فيها.

مصمّم الأزياء ومؤسس صفحة «تاريخ أزياء لبنان» جو شلّيطا (الشرق الأوسط)

لا يكتفي شلّيطا بجمع الصور، بل يقوم بعملٍ استقصائي يقوده في بعض الأحيان إلى «أيقونات المرحلة الذهبيّة». جالسَ ملكة جمال لبنان والكون جورجينا رزق، كما التقى عارضات أزياء لبنان المؤسِّسات كأندريه عاقوري ومنى روس. وهو فتح قنواتٍ مع ورثة مشاهير تلك الحقبة. «هذه اللقاءات تؤثّر فيّ كثيراً. يمكن القول إنني مدمن على ذاك الزمن وأعيش في فقاعته، إلى درجة أنني حين ألتقي شخصيات تلك الفترة، أشعر وكأنني أعرفها منذ سنوات».

في صدارة مُلهماته، تقف رئيسة مهرجانات بعلبك الراحلة مي عريضة التي يصفها شلّيطا بـ«أيقونة الذوق والجمال اللبناني»، ويقف مذهولاً أمام «أسلوبها الفريد في الترويج للثقافة اللبنانية».

على خطى بريجيت

في سياق العمل الاستقصائي الذي يقوم به، يسعى شلّيطا إلى العثور على انعكاسٍ لصورة لبنان في عيون المشاهير الأجانب الذين زاروه. سار على خطى ملكة جمال أوروبا لعام 1964 الهولنديّة إيلي كوت، التي جرى انتخابها في كازينو لبنان. «معرفتي بها وتواصلي الدائم معها عبر الهاتف والصور، حوّل حدث الانتخاب الذي جرى منذ 60 عاماً إلى حقيقة ملموسة ومرئيّة».

على خطى بريجيت باردو مشى شلّيطا كذلك في بيروت، فعثر لها على أثر بين بقايا ملهى «Les Caves du Roy» الشهير.

بريجيت باردو وزوجها غونتر ساكس في ملهى Les Caves du Roy في بيروت عام 1967 (إنستغرام)

شكّلت سهرة الممثلة الفرنسية مع زوجها في Les Caves du Roy عام 1967، أحد الدوافع خلف تأسيس صفحة جديدة خاصة بالملهى على منصة «إنستغرام» من قبل شلّيطا. يقول إنه أصبح أكثر شغفاً بالمكان عندما علم بأنه وضع لبنان على خريطة السهر العالمية، وقد افتتح مؤسسه الفرنسي جان بروسبر غاي بارا فرعاً له في سان تروبيه.

لم يبقَ من الملهى التاريخيّ اليوم سوى حجارة وغبار، غير أنّ شلّيطا يصرّ على الاحتفاء بسنواته الذهبية وبالضيوف الذين سهروا فيه، مثل فرانك سيناترا وإديث بياف وجاك بريل وغيرهم.

من خلال أبحاثه ومحاولاته الوصول إلى روّاد المكان، تعرّف شلّيطا إلى مغنّي الملهى الإيطالي جو ديفيريو وزوجته. عثر كذلك على ابنة النجّار الذي صمّم مفروشات الملهى، وابن مسؤول الأمن فيه. زوّداه بصور وحكايات أخرجت Les Caves du Roy من ماضيه الغابر إلى عالم «السوشيال ميديا».

معرض وكتاب

لا يكشف جو شلّيطا عن كل ما يعثر عليه من صور ووثائق، فهو يترك «مفاجآت كبيرة» للكتاب الذي يعدّ. يقول إنه يأخذ الوقت اللازم في أبحاثه قبل النشر، لأنه لا يريد محتوى ناقصاً. وبالتوازي مع مشروع الكتاب، يستعدّ شلّيطا لمعرضٍ دائم من المفترض أن يُفتتح في بيروت عندما تصبح موادّه جاهزة. والفكرة تتمحور هنا حول إعادة إحياء الأزياء التقليديّة اللبنانية من خلال تصاميم ذات مستوى عالمي.

وبانتظار التمويل الذي لا يمكن أن تكتمل كل تلك المشاريع من دونه، يتواصل شلّيطا مع إحدى جامعات لبنان من أجل إدخال دروس خاصة عن تاريخ الموضة اللبنانية إلى منهاج تصميم الأزياء فيها.


مقالات ذات صلة

تانيا فارس أول لبنانية تفوز بجائزة الموضة البريطانية وجوناثان أندرسون يحقق ثلاثية ذهبية

لمسات الموضة تانيا فارس خلال تلقي كلمتها بعد حصولها على جائزة تقدير على إسهاماتها في دعم المصممين الناشئين (غيتي)

تانيا فارس أول لبنانية تفوز بجائزة الموضة البريطانية وجوناثان أندرسون يحقق ثلاثية ذهبية

حفل جوائز الموضة البريطانية السنوي من أهم فعاليات عالم الموضة وتُقدَّم فيه جوائز لأهم المصممين العالميين والشباب إلى جانب صناع الموضة والمؤثرين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة انطلقت الدورة الثانية من أسبوع الموضة المصري بورشات عمل وتدريب وعروض تبرز قدرات مواهب شابة (خاصة)

أسبوع الموضة المصري... آمال كبيرة في ترسيخ مكانته بالخريطة العالمية

يأتي أسبوع الموضة المصري ليكون خطوة مهمة في رحلة القاهرة لاستعادة دورها بوصفها عاصمة ثقافية وفنية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فرض الجيل زد الملابس الواسعة والمريحة في أماكن العمل والجامعات والمدارس (بكسلز) play-circle 01:18

موضة الجيل زد... وسّع وسّع وارتدِ الأرخص

تتجه الأجيال الجديدة إلى توسيع الملابس، ولذلك أسباب كثيرة، منها ما هو نفسي، ومنها ما يعبّر عن ثورة اجتماعية على ثقافة الفلتر، والأحكام المسبقة على الجسد.

كريستين حبيب (بيروت)
لمسات الموضة بالنسبة للعمانيين فإن ذِكر «أمواج» واللبان أصبح مرادفاً لعُمان (أمواج)

لبان ظُفار من الشجرة إلى الزجاجة في وادي دوكة

يدار وادي دوكة بأسلوبٍ حديثٍ ومستدام، بتحديد مواقع آلاف أشجار اللبان، واستخدام تقنية التتبُّع الجغرافي، ليُصبح أول غابة ذكية في منطقة الخليج.

جميلة حلفيشي (صلالة - عُمان)
لمسات الموضة زهير مراد يفوز بجائزة الريادة وبقلوب النجمات

زهير مراد يفوز بجائزة الريادة وبقلوب النجمات

فاز المصمم اللبناني العالمي زهير مراد خلال حفل فاشن تراست أرابيا (FTA) في نسخته السابعة بجائزة تقدير لمساهمته في إثراء المشهد الإبداعي في المنطقة ودوره في…

«الشرق الأوسط» (الدوحة - قطر)

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
TT

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

أصدر النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

وأكد دي كابريو، البالغ من العمر 51 عاماً، أن الإفراط في الظهور قد يضر بالممثل الطموح الذي يتطلع إلى النجاح في هوليوود، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وقال نجم فيلم «تايتانيك»: «أكثر ما يمكنني قوله هو إنه إذا كنت تحب هذه المهنة، إذا كنت تحب التمثيل، فعليك أن تدرك أنها أشبه بماراثون، وليست سباقاً قصيراً».

وأضاف: «هذا لا يعني أن هذه كلها خيارات مصيرية. لا تجرّبوا شيئاً تجارياً. لا تفعلوا هذا مبكراً جداً.. يتعلق الأمر بفكرة النظر إلى مسيرتكم المهنية بعد 20، 30، 40، 50 عاماً من الآن، ووضع هذه العناصر معاً لضمان استمراريتها».

وتابع: «ربما يكون الإفراط في التعرض مضراً... أعتقد، إن لم يكن هناك أي شيء، أنني كنتُ أملك حدساً مبكراً بشأن الإفراط في التعرض. صحيحٌ أن ذلك كان زمناً مختلفاً. كان زمناً شاهدتُ فيه ممثلين اختفوا عن الأنظار، ولم نكن نعرف الكثير عنهم. أما الآن، فقد اختلف الأمر كثيراً مع وسائل التواصل الاجتماعي. لكنني لم أتمكن من معرفة الكثير عنهم إلا ما رأيته على الشاشة».

أشار دي كابريو إلى أن الزمن تغير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مشاهدة ممثلين آخرين يبنون ببطء أعمالاً قوية أثّرت على قراراته المهنية.

وشرح: «رأيتهم يبنون أعمالاً رائعة مع مرور الوقت. لم أُغمر بفيضٍ هائل من أفلامهم في عام أو عامين. هذا لا يعني أنه لا يجب عليك قبول العمل عندما يُعرض عليك، ولكن الفكرة هي توزيعه، أو ربما مجرد اختيار الأفلام التي تضم شخصيات ثانوية رائعة ومثيرة للاهتمام وتترك بصمتك في هذا المجال».

اشتهر دي كابريو برفضه دوراً في فيلم «هوكس بوكس»، وهو أعلى أجر كان سيحصل عليه آنذاك. وبدلاً من ذلك، قبل دور «ما الذي يزعج جيلبرت جريب»، الذي نال عنه أول ترشيح لجائزة الأوسكار. وصرح الممثل أن نقطة التحول في مسيرته كانت فيلم «تايتانيك»، الذي مكّنه من اختيار أفلامه بنفسه.

وأوضح: «كنت محظوظاً جداً في البداية. وكما ذكرتُ مع فيلم (تايتانيك)، كانت تلك نقطة التحول الحقيقية، عندما أتيحت لي فرصة اختيار أفلامي بنفسي. ولكن حتى ذلك الحين، كنتُ أشارك في العديد من الأفلام المستقلة. كنتُ أختار الشخصية التي أجدها الأكثر إثارة للاهتمام، والتي أستمتع بها».


«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

في لحظة يصعب نسيانها، ظهر النجم الأميركي فين ديزل، وهو يدفع الأسطورة البريطانية مايكل كين على كرسيه المتحرّك فوق خشبة مسرح حفل افتتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الخميس، في مشهد بدا كأنه يُلخّص روح دورة خامسة تجمع بين شغف السينما وامتنانها لرموزها، وبين حضور دولي يُرسّخ جدة منصةً تلتقي فيها قصص نجوم «هوليوود» و«بوليوود» والعالم العربي.

وقف ديزل على المسرح لتقديم الجائزة التكريمية، قائلاً: «هذه الليلة مميّزة بالنسبة إليّ، لأنني أقدّم جائزة لشخص تعرفونه جميعاً بأنه من أفضل الممثلين الذين عاشوا على الإطلاق... مايكل كين يملك من الكاريزما ما يفوق ما لدى معظم نجوم هوليوود». أمّا كين، الذي بلغ التسعين من عمره، فصعد إلى المسرح بدعم 3 من أحفاده، وقال مازحاً: «أتيتُ لأتسلم جائزة، ولا يفاجئني ذلك... فقد فزت بأوسكارين».

مايكل كين متأثّراً خلال كلمته على المسرح (إدارة المهرجان)

كان ذلك المشهد الشرارة التي أعطت مساء الافتتاح طابعاً مختلفاً؛ إذ لم تكن الدورة الخامسة مجرّد احتفاء بفنّ السينما، وإنما إعلان عن نقلة نوعية في موقع السعودية داخل الخريطة العالمية، حيث تتقاطع الأضواء مع الطموح السينمائي، ويتحوَّل الافتتاح من استقطاب للنجوم وعروض الأفلام، إلى قراءة لصناعة تتشكَّل أمام العالم.

وانضم إلى مايكل كين في قائمة النجوم المكرّمين لهذا العام: سيغورني ويفر، وجولييت بينوش، ورشيد بوشارب، وستانلي تونغ، فيما استمرَّت أسماء عالمية في التوافد إلى جدة في اليومين الماضيين، من بينهم جيسيكا ألبا، وأدريان برودي، والمخرجة كوثر بن هنية.

وينسجم ذلك مع كلمة وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال الحفل، بأنّ المهرجان أصبح منصةً تعكس التحوّل الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي في المملكة، ويُظهر دور الشباب في تشكيل مشهد سينمائي ينسجم مع طموحات «رؤية 2030»، مشيراً إلى أنّ الثقافة تُعد إحدى أقوى أدوات التأثير عالمياً.

حشد سينمائي عالمي كبير في الحفل (إدارة المهرجان)

السعودية... بدايات هوليوود

ومثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية؛ من داكوتا جونسون، وآنا دي أرماس، ورئيس لجنة التحكيم شون بيكر وأعضاء اللجنة رض أحمد، وناعومي هاريس، ونادين لبكي، وأولغا كوريلنكو، إضافة إلى كوين لطيفة، ونينا دوبريف؛ اللتين شاركتا في جلسات حوارية مُعمَّقة قبل الافتتاح.

وخلال الحفل، أكد رئيس لجنة التحكيم شون بيكر، أنه متحمّس جداً للحضور في السعودية، التي شبَّهها بـ«هوليوود في أيامها الأولى»، مضيفاً: «بينما نُقاتل للحفاظ على دور العرض في الولايات المتحدة، افتُتِحت هنا مئات الصالات خلال 5 سنوات، لتصبح السعودية أسرع أسواق شباك التذاكر نمواً في العالم. ما يحدث هنا مُلهم ودافئ للقلب».

رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد (إدارة المهرجان)

من جهتها، تحدَّثت رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، عن أثر المؤسّسة خلال السنوات الخمس الماضية، قائلة: «لقد بنينا بهدوء ما كان كثيرون يرونه مستحيلاً: منظومة تمنح صنّاع الأفلام من آسيا وأفريقيا والعالم العربي القدرة على القيادة». وأشارت إلى أنّ 7 أفلام دعمها «صندوق البحر الأحمر» اختارتها بلدانها لتمثيلها في «الأوسكار»، وهو دليل على أثر الصندوق الذي دعم أكثر من 130 مشروعاً خلال 5 سنوات فقط. وأوضحت أنّ الدورة الخامسة تضم هذا العام 111 فيلماً من أكثر من 70 دولة، وتسلّط الضوء على 38 مُخرجة، مؤكدة أنّ حضور المرأة في هذه الدورة يُسهم في إعادة تعريف حدود السرد السينمائي، ويشكّل جزءاً أساسياً من روح المهرجان.

 

«العملاق»... فيلم الافتتاح

وفي نهاية الحفل، بدأ عرض فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، وهو عمل يستعيد سيرة الملاكم البريطاني - اليمني الأصل نسيم حمد «برنس ناز»، والفيلم من إنتاج سيلفستر ستالون، ويقدّم فيه الممثل المصري - البريطاني أمير المصري أهم أدواره حتى الآن، بينما يلعب بيرس بروسنان دور المدرّب الذي شكّل مسيرة ناز.

ورغم أنّ السِّير الرياضية مألوفة في السينما العالمية، فإنّ اختيار هذا الفيلم تحديداً يحمل دلالة ضمنية؛ فهو عن شاب صنع مساراً لم يكن موجوداً، وعَبَر حدود التصوّرات الطبقية والثقافية ليصنع له مكاناً يُشبهه. بما يُشبه إلى حد كبير قصة الصناعة السينمائية المحلّية التي تُحاول إعادة تعريف صورتها أمام العالم، وتبني حضورها من نقطة البدايات، بمزيج من الحلم والهوية والإصرار، لتصل اليوم إلى مرحلة النضج في دورة تحتفي بشعار «في حبّ السينما»، وتحمل معها 10 أيام من عروض وتجارب تُعيد إلى الفنّ السابع قدرته الأولى على الدهشة.


ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
TT

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات، اليوم (الجمعة)، أنها استعادت القلادة المزعومة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القلادة البالغة قيمتها 33 ألف دولار نيوزيلندي ( 19 ألف دولار أميركي)، تم استردادها من الجهاز الهضمي للرجل مساء الخميس، بطرق طبيعية، ولم تكن هناك حاجة لتدخل طبي.

يشار إلى أن الرجل، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي لم يكشف عن هويته، محتجز لدى الشرطة منذ أن زعم أنه ابتلع قلادة الأخطبوط المرصعة بالجواهر في متجر بارتريدج للمجوهرات بمدينة أوكلاند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتم القبض عليه داخل المتجر بعد دقائق من السرقة المزعومة.

وكانت المسروقات عبارة عن قلادة على شكل بيضة فابرجيه محدودة الإصدار ومستوحاة من فيلم جيمس بوند لعام 1983 «أوكتوبوسي». ويدور جزء أساسي من حبكة الفيلم حول عملية تهريب مجوهرات تتضمن بيضة فابرجيه مزيفة.

وأظهرت صورة أقل بريقاً قدمتها شرطة نيوزيلندا يوم الجمعة، يداً مرتدية قفازاً وهي تحمل القلادة المستعادة، التي كانت لا تزال متصلة بسلسلة ذهبية طويلة مع بطاقة سعر سليمة. وقال متحدث إن القلادة والرجل سيبقيان في حوزة الشرطة.

ومن المقرر أن يمثل الرجل أمام محكمة مقاطعة أوكلاند في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد مثل أمام المحكمة لأول مرة في 29 نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، تمركز الضباط على مدار الساعة مع الرجل لانتظار ظهور الدليل.